أختي الفاضلة الأم.. و أختي العزيزة المقبلة على الأمومة..
كلّــنا يعلم الإنشغالات العصرية التي لم تترك لبعضنا المجال لأن تسكن في بيتها أكثر من نصف يوم..

لست ألوم من تبحث عن لقمة العيش لنفسها.. و لكنني ألوم من تنادي بإثبات كيانها خارج البيت.. متناسية بأن كيانها الأصلي يصوّره ثبوتها في بيتها و تربيتها لأطفالها و رعايتها لزوجها و حفظها لماله..

أخيتي الغالية..
لربما تستغربين اختياري للعنوان.. و لكني وجدته بأنه من سيلفت انتباه الكثير، فنحن أصبحنا نهتم بالعنوان أكثر من الموضوع نفسه..
و لكن لا تستعجلي.. انظري للقصة التالية..

هذه القصة حقيقية و قد نقلتها لي فتاة عايشت هذا الواقع، و هي أخت خليجية.. لنسمع القصة..

أبطال القصة هم أسرة خليجية متفاهمة و متحابة و مرحة.. و تسعى من أجل تحسين مستواها المعيشي.. رزق الله تعالى هذه الأسرة مولوداً رائع الجمال و المحيا.. و من شدة أهتمام أمه به فإنه وزنه الزائد قليلاً أعطاه نظارة أكثر و حلاوة..
فقد كان الطفل آية في الجمال و البهاء و الرونق، حتى أن بشرته كانت كالحليب ما شاء الله..
أكمل الطفل شهره الرابع و ان رأيته لأعطيته ضعف عمره، زادت المسؤولية و اجازة الأم قاربت على الإنتهاء ففكرت الأسرة في جلب خادمة ترعى الطفل في حين غيابهم.

مواصفات الخادمة.. بلا ديانه، نظيفة ، لا تغفل عن الطفل.. بلا ديانه كي لا تنشغل بأي من انواع الصلاة أو القداس في حين رعايتها للطفل و تكون نظيفة لكي تحافظ على صحة الطفل.. و أن تكون صغيرة كي تسعد الطفل..

هذه المواصفات التي اقدمت عليها الأسرة.. و كان الطلب متواجداً أسبوع و قد قدمت الخادمة و يالها من خادمة، لطيفة و مرحة صغيرة و بلا ديانه.. المطلوب!!

عندما حضرت الخادمة إلى البيت أخذتها الزوجة و أرتها غرفة الصغير و أخبرتها بأنها كرّست وقتها كله من أجل رعاية طفلها لكي يكون بهذا المظهر الجميل، و بأنها تحبه..
فقالت لها الخادمة بالانجليزية: نعم ماما هذا نظيف وايد
فقالت لها الأم: نعم نظيف، أنا أحبه وااايد
سألتها عن عمره: فقالت لها أربعة اشهر
فقالت الخادمة: أيوه كبير و حلو وايد لذيذ
فقالت الأم ضاحكة: أيوه لذيذ اكليه طعمه يجنن أحلى من الحلاوة
فقالت الخادمة: أيوه مدام أنا باكل هذا
فقالت لها: اكليه حلال عليج بس اهتمي فيه وايد هاه

كانت تلك الليلة الأخيرة للأم في اجازتها، و ما أن ظهر الصباح إلا أن قامت لتجد الخادمة قد اعتنت بالطفل و حممته، فاستبشرت الأم بهذا العمل و اطمأنت بأن هذه الخادمة ستعتني به

قدّمت الإفطار للزوجين، و بعد ان انتهيا خرجا للعمل، و بعد انتهاء العمل عاد الزوج قبلاً.. فسأل الخادمة وين البيبي فقالت: داخل بابا ذهب الأب ليستحم و إذ بالزوجة تعود..
فكانت في أشد شوقها لطفلها فأخذت تنادي الخادمة و تسألها عن الصغير فقالت لها بيبي داخل..
فسألتها وين.. قالت: في المطبخ، استغربت الأم المطبخ و ماذا يفعل ذهبت إلى هناك و لم تجده.. فسألتها بحده أين هو؟!
فقالت: داخل فريزر ماما.. ضحكت الأم بغير استيعاب و قالت: شو تقولين وين بيبي يالله روحي جيبيه
ذهبت الخادمة و أحظرت كيساً أسوداً من الفريزر و قالت خذي مدام هذا بيبي..
استغربت الأم و أخذت تصرخ فيها يالله روحي جيبيه أنا ماني فاضية لغشمرتج الحين مشتاقه له روحي هاتيه.. هي إلى الآن لم تستوعب الأمر..
و في حين استغراب فتح الأب الكيس و إذ به يجد النصف العلوي لطفله الرأس و البطن و اليدين.. فصرخ من هول الصدمة.
و الزوجة لم تستوعب بعد، و عندما ابصرت زوجها يحتضن بقايا الطفل أخذت تهرول كالمجنونة من غرفة إلى أخرى تبحث عنه..
و أخذت تمسك بالخادمة و تهزها:
شو سويتي بولدي، وينه و هنا استوعبت الأمر و لكن الصدمة بلّدت مشاعرها و شلّت تفكيرها..
و الخادمة بلا حراك.. لقد حضر الجيران على صراخ الأسرة، و بعد استدعاء الشرطة..

قالت الخادمة في التحقيق: أنا بالليل قلت للمدام أنا باكل البيبي قالت كليه بس احفظيه زين.. أنا أكلت الفخذين و خليت وجهه الجميل و حفظته بالفريزر..

انظروا..
يالها من فاجعة، سبحان الله.. و ماذا بعد أن جُنّــت الزوجة و أصاب الأب انهيار في الأعصاب، حيث لا ينفع الندم..

هنا يأتي دوركم أيتها الأسر لتتعضوا..
لا نقول لك أيتها الزوجة أن لا تعملي، و لكن على الأقل احرصي على جلب خادمة ذات دين مسلم لكي تخاف الله، و حبذا أن تتواجد الجدة لرعاية الأطفال لحين عودتكما على الأقل ستشرف على الخادمة.. واتقوا الله في أبناءكم..

تحياتي