حياك الله صلاح الدين

فعلاً موضوع جدي وهذا الحاصل مع الأسف .

أتمنى أن يستيقظ الشباب من سباتهم .

تحياتي

تحية وتقدير يا صلاح الدين

كل مسلم غيور على دينه ، تحيى فيه هذه الروح التي تتمتع بها ، إذ أنني أحي فيك هذه الروح ، وينبغي على كل مسلم أن يسلك هذا المسلك إنطلاقا من الأمر الإلهي وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وما ذكرته يحدث في الشهر الفضيل ، الشهر الذي كرمه الله من فوق سبع سموات ، وأنزل فيه القرآن ، الأمر الذي يستدعي لكل مسلم أن يعلم مدى عظمة هذا الشهر عند الله ، شهر الرحمة والمغفرة وعتق من النار ، فعليه أيضا هو أن يعظم هذا الشهر من خلال الإمتثال ما أمر به الله عز وجل . لا أن يمتثل بغير ما أمر الله به .

ولكن للأسف الشديد فالإنسان يعمل خلاف ما أمر به تحديا لله في المعصية ( سبحان الله ) .

ومن منطلق غيرتك للإسلام ولهذا الشهر بالخصوص ، وتحميلك المسؤولية بالمرتبة الأولى على فضيلة المفتي العام فهذا أمر غير مقبول ، وذلك :

أن سماحته قام بالدور الذي عليه على أكمل وجه ، حيث له محاضرات دينية كثيرة تتطرق حول مسألة الخمور والتدخين والتبرج وغيرها من الأمور . فعلى الطرف المخاطب بهذا أن يعلم ويعي ما يُقال له حول ما هو حلال فيُتبع وما هو حرام فيٌترك ، وبالتالي فإن ساحة فضيلة الشيخ برئت من تبعات ما يفعله الإنسان ، وأبرر قولي هذا أن سماحة الشيخ ما هو إلا رسول ( لا أعني بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام ) وما على الرسول إلا البلاغ ، فليس من باب مسؤوليته أن يحاسب الناس ، فالحساب يكون لله سبحانه وتعالى ، لذلك ما على الرسول إلا أن يبلغ ما أمر الله به ، والله هو الذي يحاسب بعد البلاغ .

ناهيك أن سماحة الشيخ ليس هو الذي يدير الشؤون العامة ، كإصدار تصاريح فتح الحانات ، ودخول الخمور في البلاد .

أما أنك تحمل المسؤولية على الحكومة بالمرتبة الثانية، فهو أمر مقبول إذ أنني أرى أنه عليك أن تحمل المسؤولية كلها على الحكومة ، وذلك لأنها هي التي تقع عليها مسؤولية إدارة الشؤون العامة والبلاد .

فأرجو أن تبرأ ساحة المفتى .

وشكرا .

بارك الله فيك وعلى تساؤلك الجيد .

وأرد على التساؤل ، أولاً أدلة تحريم الخمر واردة في القرآن وفي السنة ومن يبحث عنها حتما سيجدها بلا شك .

فلطالما الأدلة التحريمية قد أوردها عز وجل في كتابه العزيز ، وبعد ذلك وردت في سنة نبيه الكريم ، فهل سيكون هناك دليل أقوى من تلك الأدلة الواردة في القرآن والسنة .

فمن لم يأخذ بما جاء بالكتاب ولا بالسنة ، ولم يقبل بما أمرته هذه الأدلة ، فهل سيقبل بفتوى صادرة من شخص عادي في نظرهم ؟

لا أتصور ذلك !

بجانب آخر ومن خلال كلمة مفتي سيبادر في الذهن أن من يتصف بهذه الصفة فإن مثل هذه المسائل لا تغيب عن باله بتاتا ، وسيتطرق إليها سواء في المحاضرات التي يلقيها في المناسبات الدينية ، أو أية مناسبة ، أم في الفتاوى التي تصدر عنه ، فيمكن أن تقول أن المحاضرات والفتاوى مكملة لبعضها البعض .

وهناك فتاوى كثيرة صدرت عن الشيخ من خلال إلقائه للمحاضرات ، وهناك فتاوى مباشرة صدرت عنه قد جمعت في المجلدات فما على السائل إلا البحث عن ضالته ، وإن شاء الله سيجدها .

أما من حيث قيام الشيخ المفتي بإصدار الفتوى ، فليس مهما بقدر من احترام صاحب الفتوى ، وعلى قدر من الفرض أن سماحته أصدر فتوى بهذا الشأن ، فهل سيعمل بها من قبل الدولة أو من قبل الأشخاص الذين يعملون في هذا الحقل الخبيث ؟

إذا أخذنا من الواقع العملي لا تقوم الدولة بالعمل بهذه الفتوى ، فنظرة الدولة اتجاه هذه الأمور تختلف تماما عن نظرة الشيخ فيها ، وكذلك عند ذوي الدين .

فالدولة تقول أريد أن أملئ الخزينة من الدراهم والأموال بأية طريقة ، بينما الشيخ لا يقبل أن تملئ الخزينة بالحرام ، وكذلك الحال بالنسبة لأصحاب الهوى والغوى .

فهنا يكمن الفرق ، وعندما قلت أن الفتوى ليست مهمة بقدر من احترام صاحب الفتوى ، فهذه الصورة تبين مغزى قولي هذا . ذلك أنه من الأمر الطبيعي عندما تحترم شخصا أي كان ستقدر ما يقوله لك ، ولكن حين لا تقدره فلا تصغى إليه عندما يقول ، وهذا ما حدث فهؤلاء المخالفين في حقيقة الأمر لا يحترمون مقام الشيخ ، والإحترام ليس بالشكل الظاهري إنما أيضا بالعلم الذي يحضى به الشيخ .

أخي العزيز صلاح الدين

من وجهة نظري أن الرأي العام العماني أغلبه راضي على هذا الوضع ، ومن ثم لو أن الرأي العام غيور على دينه ، فلا ينتظر فتوى تصدر من مفتيهم لكي يحركوا ساكنهم ، بل سيتحركون من ذاتهم أول بأول .

ولكن الرأي العام وكما قلت راضيا بما يحدث ، وبالتالي النتائج واضحة وضوح الشمس في النهار ، الحرمات تنتهك من كل حدب وطوال الشهور وليس فقط في شهر رمضان .

بصراحة الوضع بهذه الطريقة أكبر مصيبة وسبب لهلاك الأمم ، فالأمم السابقة هلكت بسبب أن أقوامهم كانوا يعملون المنكرات ولا يتناهون عنه ، مما أهلكهم الله بأفعالهم ، وأمر الله ليس ببعيد عن البشر .

اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة .

أعتقد أنكَ مُتحامل على الشيخ لا أكثر ..