فجأة  تهتز الأرض تحت قدميك  وتموج بك الحوائط من حولك فتأخذك  في أسرع  وأبأس  رحلة  حول نفسك···وقبل أن تعود  من رحلتك  غير  الارادية إن عدت  ستعرف وقتها  مامعنى الزلزال··· الاماكن متعددة والمأسأة واحدة··نشاط مزعج  للفوالق الأرضية فيما تحت القشرة الأرضية يؤدي  إلى خراب  ودمار ·

منذ زمن  بعيد  والناس تحاول ان تتحسب لضرر  الأرض فلا تعرف  فتجدهم يدورون حول أنفسهم  مثل المجانين وما هم بمجانين·· فقط إنه  الزلزال الذي  تتساوى  الناس كلها أمامه لافرق  بين  غني  وفقير  ومتقدم ومتخلف··· فقط هناك  المأساة  وهناك  الشعور  الإنساني البدائي بالهلع والرعب···وفجأة  يذهب  كل شيء كان  حولك  قبل ثوان··· البيت والثروة وحتى  الأعزاء  ولايبقى  لديك سوى  دمعة  الحسرة وذلك  الشعور  الانساني  الجميل  بتواصل الآخرين  معك·

البعض يرى الزلازل  شراً مطلقاً··· والبعض  الآخر  الذي  مازال  في غد يتفاعل  فيه  العالم  كله  مع بعضه  يراها  كارثة  تحرك  مافي النفوس من خير··· فالكل  يهرع  لمساعدة  المنكوبين  والأيادي  تتسابق لانقاذ المصابين  وتمسح  دموع  الملتاعين ··· وفي الامارات  التي لم تكن يوماً في حاجة  لتذكيرها  بأهمية ذلك  التواصل الإنساني  تجد ألف يد تمتد  وألف  قدم  تجري لنجدة  المحتاجين وتحوز  قصب السبق  في ميدان  الشرف والكرم·

الزلازل  كلها شر··· نعم لكنها  مثل كل المآسي الانسانية  عبر  التاريخ  لاتخلو من لحظات  سعادة ولو للبعض··· وإلا فماذا يمكن  أن نسمي شعور  الأهل الذين  عثروا على  طفلهم الذي لم يتم  شهره السابع  حياً وسط  آلاف الأموات؟!

وماهو  توضيحك لمشاعر أبناء عاشوا أياماً  مات فيها الأمل  واحيي  ألف مرة  في نفوسهم  يجدون أباهم  خارجاً  من وسط الانقاض لاحتضانهم؟!

هكذا  تختلط المشاعر  وتذوب أصوات الفرح الخفيضة وسط هدر  الأحزان المزعج···· في الهند التي  ضربها  أول زلازل الألفية الثالثة فقتل منها عشرات الآلاف  وسوى  مدنها  بالتراب··· وقبل ذلك في تركيا والولايات المتحدة والفلبين  ومصر ودول أميركا الجنوبية  والمكسيك··· كل شيئ يذهب  ويبقى فقط الشعور بالتوحد اتجاه الخطر زاداً لمواجهة  ماقد يأتي من مآسٍ·

تحياتي …….

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حكمة زايــــــد……..نبراس به نهتدي