أشكرك

و المنثورة رائعة لأنها قُرأت

و تراها نابعة من الأعماق القلبية لأنك عشت كلماتها

أمير

لا أدري كيف تحافظ على الشيب في راسك يتمتع بهذا البريق

فلقد انطفئ شيبي منذ شهور مضت,

أطبقت السنين على صدري و الأوراق هاجرت تقويمي..

لم تعد هواية الكتابة على الروزنامة متعة كما كانت سابقاً

ولم يعد صراخ العجوز الشمطاء من نافذة حجرتها يمتعها بركض الصبيان

تنتظر ذات الرداء الأسود

و قد أصبحت ذات الرداء الأسود امرأة لا خلو من كبرياء الحزن و افتعال بعض الضحكات التي تستر ورائها قصة ألم,

انتظرت حتى فاجأك الاستسلام و سلمته بيدك مفاتيح تعاستك,

لو كانت هناك صاحبة الرداء الأسود و كانت تعرف قيمة كل مفتاح

لأنقذت نفسها من وحدة القهر و دماء أناملها تعض عليها دهراً آخر..

كفك لم تحمل لي سوى القل و النكران و الضياع أطبع اليوم عليها قبلة الوفاء..

هذا ما يجب أن تقوله لها..

نعم, قل لها بأنك تعيش بعيداً بعيداً عنها و أنك في أرضٍ خصبة تزرع

فيها البرتقال و الدراق و ابكي ابكي بشراهة مطر مداري و داري عنها

دموعك و قهرك, عذب نفسك بينك و بين نفسك دون أن تدري فالدمع كبرياء يا سيدي..

أين هي ممزقة الأفئدة تلك؟

أين هي مبدعة عذابك؟

و أم قلقك و سيدة تشردك؟

أين هي الآن؟

هي ترتع ما زرعته دماء عيونها من فراق جثتك الهامدة في الصورة الأخيرة,
في مرقدك الأخير سيكتب على لوحٍ من تراث (هنا الرجل الأخير)

حروفها شياطين تحترق بين أهدابي و فوق جبيني و في صدري,

سأشاهدها ترقد بجانبك عقداً من الياسمين و أقول لها لا تعرفين معنى أن يهديك رجل عقد الياسمين..

المنارتان الضائعتان ستكونا آخر من يغني الترنيمة الحزينة لتغسلا بالدمع قبرك المنير بعذاب السنين..

أخي العزيز كما هو حرفك دائماً له ما يميزه عن غيره و نستدل عليه من هويته و رائحة الصدق فيه

دمت بخير