” فيفي ، أوصلك البيت ” .. ” فيفي ، ركبي معاي أوديكِ المستشفى ” … ” فيفي .. فيفي .. فيفي ” …

قالتها أمي و قد إمتلئت خدودها بالدموع الساخنات .. و وجهها الذي ظهر فيه الأسى و الحزن على الأخ الحبيب الذي وافته المنية بالأمس في حادثٍ غامض !

أجهشت أمي بالبكاء و صرخت و هي على الفراش تحاول النوم ، قالت: ” كيف أنام اليوم .. كيف أنام و هاني يرقد تحت الأرض ؟! .. أيُعقل أن لا أرى ذلك الوجه البشوش .. أيُعقل أن لا أرى ذاكَ القلب الطيب الرؤوف بعد اليوم ”

أسئلة و أسئلة و أسئلة .. جميعنا لم يملك الإجابة لها .. فكلنا حزينين لفراقك يا هـانـي .. و لم نستوعب خبرَ وفاتك بعد .. و كأننا في كابوس ..!!

لا زلتُ أذكر طيفك و أنتَ تُداعبني .. لا زلتُ أذكر عبارتك التي جعلت مني أنفر منكَ خوفاً من أن تشد شعري ، كنت تقول : ” شعرك حلو ” .. أذكر رحلاتنا الجميلة التي كنا نذهبها معاً .. أنا .. أنت .. عصام .. بدرية .. إبراهيم .. مريم .. خالد .. سامي .. ماجد .. يالها من أوقات رائعة .. كنت أتمنى أن تعود لساعة فقط .. و لكن للأسف .. لم تعد … بل أخذتكَ مِنا و تركت لنا الألم و الحزن لفراقك أيها الغالي ..!!

نعم عزيزي .. الكل مفجوع لفراقك .. فتلك أختك لا تزال ترقد بالمستشفى .. سامي و ماجد نُقلا إلى مستشفى الجامعة بعد الحالة التى إنتابتهما .. اختي الأخرى رقدت بالمستشفى لساعتان .. و آخرين و آخرين يا هاني .. لم يشعروا بك إلا بعد فِراقك ..!!

تذكرتُ حينها عندما رأيتك آخر مرة قبل شهر .. كم تمنيتُ حينها لو أنَ حاجز ( الخجل ) ان ينكسر … لاُسلّم عليكَ و أقول لك : ” أحــبــــــك هــانــي ” …

ربما عجزت عن قولها لك و أنا صغيرة .. و ربما عجزت أيضاً أن أقولها لك عند كل مرة أراكَ فيها .. و لكن ها أنا ذا أقولها لك و نيابة عن الجميع و أمام الملاء هـنــا ، ” جميعنا يحبك يا هاني ، و إنا والله لمحزونون لفراقك ، و نسأل الله أن يُسكنك فسيح جناته ”

أخواني الأحباء .. أرجوا منكم الدعاء للفقيد ( هاني الوهيبي ) أن يسكنه الله فسيح جناته .. و أن يغفر له ذنوبه .. أرجوكم .. فهو و جميع من يحبه محتاجون للدعاء له …

أختكم / سـمـاء