مسؤولية تربية الابناء مسؤولية كبيرة تتحملها الاسرة قبل أي جهة آخرى، والتربية لا تقف عند حد توفير الغذاء والملبس والتعليم وانما تتطلب ايضا مراقبة دقيقة لسلوكيات الابناء.

نحن نعيش في عصر اصبح الشباب فيه عرضة للتعرف على فئات مختلفة من افراد المجتمع وقد يكسبون صداقات سيئة تجرهم الى التوغل في العديد من المطبات الخطيرة مثل تناول بعض الاقراص المهدئة او المنشطة التى قد تقودهم الى الادمان وخاصة اولئك الابناء الذين يمرون بمراهقة صعبة فتراهم يبحثون على أي نوع من العقاقير ينسيهم واقعهم.

كيف تتصرف الاسرة في حالة ملاحظة أي تغير سلوكي او صحي لدى الابناء يؤشر الى انهم متورطون في الادمان او الى انهم يتعاطون بعض الاقراص المهدئة او المنشطة الاخصائيون يقولون: لا للاستسلام فالاسرة بجميع افرادها لا بد ان تجند لانقاذ الابن من هذه الورطة.. التقرب من الابن واحاطته بالعطف قد يكشف مدى قلقه وتوتره بسبب الحال الذي وصل اليه، فهناك دائما نداء داخلي يحثه على الاقلاع عن هذه العادة. لذلك لا بد من تلبية هذا النداء الداخلي بمساعدة الاسرة. كيف؟؟

– يمكن للاسرة ان تقوم بدور المقاومة حتى يبتعد الابن عن تعاطي هذه السموم وهذا الدور للاسرة. يجب ان يبقى هو الدور المطمئن المرشد وليس دور الناهي المتعصب لان اعطاء الامر حجما اكبر من حجمه يزيد الطين بله.

كيف يمكن للاسرة ان تكتشف ذلك؟

1-السن: متى يمكن للابن ان يتورط في الادمان؟ على حبوب مهدئة او منشطة؟

– عادة مايتم ذلك مابين 16 – 18سنة اذ تعتبر هذه السن هي المرحلة الحرجة فى حياة الشباب.. يشعر الشاب خلالها بنمو فسيولوجي كبير كما يبدأ في البحث عن استقلاليته والبحث ايضا عن الحرية.. فهي فترة تكثر فيها التساؤلات في نفس الشاب وقد يصاب خلالها باحباط يجعله غير قادر على مواجهة المشاكل التى يتعرض اليها. فهو يفكر في مستقبله ونجاحه ويفكر ايضا في بناء علاقات وصداقات خاصة به.. وكل هذه التقلبات تجعله يبحث عن شيء ينسيه او يساعده على تجاوز هذا الشعود فيبدأ بتناول قرص مهدي او منشطا قدمه له احد اصدقائه فيرتاح للوضع ويدخل في حلقة مفرغة اسمها: ادمان .

2-المستوى الدراسي: اذا لاحظ الاباء ان المستوى الدراسي لابنهم بدأ يضعف فلا بد من البحث عن السبب.

3-اضطراب العلاقة: اذا لاحظ الابوان اضطرابا واضحا في علاقة الابن مع اخوانه او غياب او تأخر متكرر عن الحضور في المواعيد المحددة للبيت.

4- الاتصالات التليفونية: اذا كثرت اتصالاته السرية خاصة في الليل مضافا اليها اضطراب في المزاج فعلى الاولياء ان ينتبهوا لان هذه الاتصالات المتكررة يمكن ان تكون من اجل البحث عن قرص ما.

5- المال: اذا لاحظ الاباء ان مصاريف ابنهم الخاصة قد زادت عن حدها وانه يطالب باستمرار برفع مصروفه الشهري وانه لا يجد تبريرا مقنعا لذلك.

6-الكذب: اذا تأكد الاباء من ان الابن اصبح غير صادق فى ادعاءاته او انه اصبح كثير الكذب فهذا ايضا يؤشر للخطر.

7- اخفاء حاجاته: لاحظ الاباء ان الابن اصبح حريصا على اخفاء حاجاته الخاصة بعيدا عن الانظار مثل شنطة المدرسة حافظة نقوده.. بنطلونه.. حذائه.

8- الحرمان: اذا لاحظ الاباء ان الابن اصبح كثير التذمر من الحياة ويشتكي من الحرمان العاطفي والمادي فهذا اسلوب يريد ان يبرر به الابن تورطه فى شيء ما حتى ولو كان التدخين.

بمن تتصل الاسرة؟

بطبيب العائلة: الطبيب الذي يثق به الابن ويجب على الاولياء عدم اشعار الابن بان زيارته للطبيب هي بسبب شكهم في سلوكه ويجب اعلام الطبيب سريا بحالة الابن وليس خلال اجتماعه به. واذا احتاج الامر فيمكن الاتصال بطبيب نفساني وفي جميع الحالات لا بد من التأكد من ان الابن فعلا يعاني من مشكلة قد لا تكون مشكلة ادمان خطيرة وانما سلوك طريق غير سليم فنحن والحمد لله نعيش في مجتمع سليم والقصد هو الوقاية والحماية لابنائنا ومراقبتهم حتى نؤمن لهم مستقبلا ناجحا ونبعدهم عن مخاطر الحياة المختلفة.

____________________________________________

اضحــــك وفكّر بإيجابية…