الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات الاستراتيجية الامريكية و خطوات تحطيم الامة العربية

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1794

    بناء على طلب العزيز خالد أعيد نشر هذه المقالة مع بعض التغيير البسيط و التي كنت قد نشرتها سابقا مع خالص التحية له و لأسرة مجالسنا و روادها.

    إن  ما تمر به  الأمة العربية  و الإسلامية في هذه  الأيام من محن و مآسي و قوافل من الشهداء لكفيل بالجميع أن يوحدوا جهودهم للحديث عن هذا الموضوع و شحذ الهمم لمساندة أبطال الأقصى و أبطال فلسطين و لو بكلمات بسيطة على هذه الشبكة الأخطبوطية و هو أضعف الإيمان ، إلا أن البعض لا يريد إلا أن يعيش في الماضي و يولول على ما جري قبل أكثر من عشر سنوات ، و يا ليت هذه الولولة تفيد في شيء و لكن على العكس ما زال صدام حسين في السلطة و ذهب بوش و بعده كلينتون غير مأسوف عليهما و هاهو الحظر الجوي قد انهدت أركانه و هاهي الطائرات العربية و العالمية تتوالى في الهبوط في مطار صدام الدولي و لضحك الأقدار حطت في المطار السعودية و لكن مختطفة. و ها هم كبار الساسة في دول الجوار و الدول الأخرى يتوافدون على بغداد و أهمهم وزير الخارجية الإيراني الذي بقي في بغداد لمدة ثلاثة أيام و الجميع يعرف الحرب التي دارت بين البلدين و دامت لسنوات طويلة و لكن في زمن العولمة هذا لا مكان لروح الأحقاد و الكراهية المستمرة و خصوصا بين المسلمين. السبب في تغير موقف إيران و سوريا و باقي دول العالم أن قراراتها تنبع من نظرتها لمصالح دولها و شعوبها، أما الدول الأخرى المصرة على الاستمرار في نغمة المقاطعة و التهجم هي التي لا تأتمر إلا بأوامر سادتها الأمريكان و هي ربما معذورة لأنها رهنت نفسها و إرادتها و خيراتها و شعبها و جيشها و مواقفها ومستقبلها كله للهيمنة الأمريكية، و لا تستطيع الآن الفكاك منها لأنها أذا حاولت تبادر أمريكا لتفجير قنبلة دخانية في المنطقة تبعث الرعب في أوصال قادتها فيهرعون طلبا للحماية الإمبريالية.

    و أنا حينما أناشد العمانيين أن لا ينجرفوا وراء هذه الموجة من توجيه السباب لرئيس دولة عربية (مهما كانت أفعاله في الماضي) أريد منهم أن يتذكروا موقف عمان من مقررات جبهة الصمود و التصدي التي عقدت في بغداد بعد مؤتمر كامب ديفيد الخياني و الذي أخرج مصر من ساحة الصراع العربي الإسرائيلي، أذكرهم بأن عمان كانت الدولة العربية الوحيدة التي تحفظت  على قرار تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية و قطع العلاقات الدبلوماسية معها و نقل مقر الجامعة لتونس، بعدها بسنوات عاد العرب لمصر و عاد مقر الجامعة إلى القاهرة و ثبت فعلا أن عمان الوحيدة التي كانت على حق. عودنا قائدنا على أن يكون السباق في اتخاذ المواقف الشجاعة في الوقت المناسب كما فعل في قراره العظيم بقطع كافة العلاقات مع العدو الصهيوني، فماذا لو قامت عمان غدا بإعادة العلاقات مع العراق تقوية للصف العربي في مواجهة العنجهية الصهيونية و ماذا لو قام حلف استراتيجي بين سوريا و العراق و إيران و انضمت إليه عمان أو على الأقل باركته فماذا سيكون موقف الشاتمين.

    لازال البعض يشارك في الحملة الكويتية المسعورة على العراق المطالبة بالاستمرار في مقاطعة العراق و تشديد طوق الحصار و العقوبات عليه حتى سقوط حكامه و هم يعلمون أن من يسقط تحت طائلة الحصار و العقوبات و القنابل التي تتساقط فوق رؤوس العراقيين من الطائرات المقلعة من المطارات العربية في الكويت و السعودية، هم أطفال العراق و نسائه و شيوخه، مستقبل العراق و شموخه و تاريخه و الذي هو مستقبل العرب و شموخهم و تاريخهم . ما حدث في العراق و ما يحدث كانت عملية دق المسامير الأخيرة في نعش ما كان يسمى الوحدة العربية

    الوحدة العربية في هذا العصر عصر العولمة الأمريكية، أصبحت أمرا  مستحيلا كالغول و العنقاء و الخل الوفي . و لن تتحقق هذه الوحدة لا بالمفاوضات و لا بالنوايا الحسنة و لا بإرادة الجماهير و لا بالحديد و لا بالنار، لأنها بكل بساطة ضد المصالح الأمنية و الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها .

    أمريكا … هي القوة العظمى في العالم في هذا الزمان و كل حدث سياسي أو اقتصادي يحدث في أي مكان في العالم لا بد لأمريكا يد فيه، مهما كان الحدث جليلا أو تافها . أوراق جميع ألعاب العالم الآن بيد الشريك الأمريكي يلعب بها كيفما يشاء و بالطريقة التي يراها مناسبة له و لحلفائه و مهما غش في اللعب أو أخطأ فلا يحق للشعوب الأخرى أن تعترض و لكن عليها أن تصدق أن ما يفعله هو لمصلحتها، و قياسا على ذلك مشكلة العالم مع صدام أو مشكلة صدام مع العالم .

    ما حدث في حرب الخليج الأولى و الثانية ما هو إلا لعبة دولية من تأليف و تلحين و إخراج و إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية و تمثيل نخبة من الدول الحليفة و الرفيقة و الرديفة لها بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى التي أسندت لها الأدوار الصغيرة و التي تسمى حسب المصطلح الفني كومبارس و المعلوم أن الكومبارس هذا لا يعطى نسخة من السيناريو فهو متواجد في الأستوديو يلقنه المخرج دوره في اللحظة المناسبة فيقوم به دون أن يدري فحوى القصة .

    بعد أن قلت هذا لا بد أن يطالبني القارئ  الذكي أن أفسر ما قلته و أن أبين له ما هية اللعبة الأمريكية التي تسمت بأسماء كثيرة في حينها فتارة هي درع الصحراء و تارة أخرى هي عاصفة الصحراء و هي في الحقيقة نهاية و فناء الصحراء و من يسكن في الصحراء. و أرجو من اخوتي القراء أن يصبروا علي و لا يستعجلوا في حكمهم على ما قلت فإني سأوجز هنا مجريات و قواعد اللعبة و أترك لهم حرية الرد و الاستفسار و الإضافة و التعليق .

    لنسأل أنفسنا أولا : ما هي المصالح الحيوية الهامة جدا لأمريكا و التي تجعلها متواجدة في العالم كله من اليابان و ما ورائها من جزر في الجانب الشرقي من المحيط الهادي إلى جزر الهاواي في الجانب الغربي من نفس المحيط و لكن مرورا بقارة آسيا و أفريقيا و أوربا و نزولا على أمريكا الجنوبية و أستراليا؟

    الجواب : المصالح الاقتصادية. فأمريكا دولة قائمة على نظام الاقتصاد الحر تحكمها شركات اقتصادية عملاقة تدير أعمالها في جميع أنحاء العالم و تصب إنتاجها فيه و منه تجني أرباحا تقدر بالمليارات . عصب هذا الاقتصاد هو النفط . النفط و الغاز بإمكانيات إنتاجه الحالية والاحتياطي العالمي الهائل معظمه موجود في دول العالم الثالث المتخلف : علميا و اقتصاديا و اجتماعيا و صناعيا . و لابد لمستقبل الاقتصاد الأمريكي و حلفائه أن يكون هذا البترول و هذا الغاز تحت الإشراف المباشر لأمريكا .

    الإشراف المباشر لأمريكا معناه :
    1.     الدول المنتجة للنفط يجب أن تضل دوما دولا متخلفة ضعيفة حتى يسهل السيطرة عليها.
    2.     الدول المنتجة للنفط يجب أن يحكمها حكام موالون لها، فإن حاول أحدهم الخروج عن الطاعة أزالوه وولوا غيره .
    3.     لا و ألف لا لأي وحدة  عربية فهذه الوحدة قد تقوي الدولة المتحدة و قد تقف يوما ما في وجهها .
    4.     لا و ألف لا لأي ديمقراطية عربية  حقيقية في أي بلد رغم أن أمريكا هي حامية الديمقراطيات كما تزعم.
    5.     لا و ألف لا لأي قوة عسكرية عربية و لأي إنتاج عسكري متحرر مستقل فهذا خطر على مصالحها و منافس لمصانع أسلحتها.
    يمكن إضافة خامسا و سادسا …….. إلى ما لانهاية و لكن هناك سبب جوهري آخر وهو

    لا و ألف لا لزوال إسرائيل أو المساس بقوتها ووجودها وبطشها وجبروتها وتعنتها ……

    وحماية إسرائيل واجب مقدس يقسم عليه كل رئيس أمريكي منتخب و إلا لن ينتخب و إذا انتخب فلن يعاد انتخابه.

    لنطرح على أنفسنا السؤال التالي: من هم أعداء إسرائيل ؟ (ليس الآن ولكن قبل عشرين عاما)

    أعداء إسرائيل هم الدول العربية وخصوصا دول الطوق وهي مصر و سوريا و الأردن و لبنان ثم الدول الراديكالية الثورية و هي ما تسمى بدول العمق العربي وهي العراق و ليبيا إلى جانب الشعب الفلسطيني أما الدول العربية الأخرى فهي الدول الهجينة التي لا ناقة لها و لا جمل في الصراع  العربي الإسرائيلي اللهم إلا بعض التشدق الإعلامي و رمي بعض أموال النفط كمعونات لدول الصمود ذرا للرماد. كما أن من أعداء إسرائيل بعض الدول الإسلامية الراديكالية الثورية كإيران الإسلامية .

    إن حماية إسرائيل لن تتم إلا بإضعاف هذه الدول : مصر ، سوريا ، الأردن ، لبنان ، العراق ، ليبيا ، الشعب الفلسطيني  و أخيرا إيران

    من هنا كانت بداية اللعبة ( وهي على فكره  تشبه لعبة الكراسي الموسيقية )  :

    البدأ كان بالشقيقة الكبرى مصر ، فبعد خروجها من الحروب الثلاث و حرب الاستنزاف و دخولها عالم كامب ديفيد خرجت الشقيقة مثقلة بالجراح المادية و المعنوية، و ساعدتها و شجعتها أمريكا لتغيير سياساتها الاقتصادية و الدخول في عالم التجارة الحرة و سياسة الانفتاح فكانت هذه السياسة و بالا على الشعب المصري و أصبح الشارع المصري يغلي تحت وطأة الحاجة و الفقر و المرض و نتاج ذلك ما سمي بالجماعات الإسلامية وغير الإسلامية، هنا جاءت أمريكا و سندت النظام المصري بمعونات اقتصادية سنوية بالمليارات، فأصبحت مصر رهينة لاتفاقيات كامب ديفيد و رهينة للمعونات الأمريكية و كانت أول من خسرت كرسيها.

    الأردن و لبنان دولتان ضعيفتان سحبت كراسيها منذ البداية أو ربما لم يكن لها كراسي أساسا . أما سوريا فهي لاعب أساسي وباختصار و بدون تطويل برنامج اللعبة المطور أمريكيا ورط سوريا في الرمال المتحركة للسياسة اللبنانية و الحرب اللبنانية فغاصت قواتها في حماية هذا و مساندة ذاك على الأراضي اللبنانية و لن يكون لها فكاك من الورطة و خروج من الرمال اللبنانية إلا بعد إنهاء الأزمة اللبنانية، أما متى تنتهي الأزمة اللبنانية فعلم ذلك عند الأمريكان، و هكذا فقدت سوريا دورها الفاعل في كونها الخطر على إسرائيل و فقدت نوعا ما كرسيها.

    أما ليبيا فقد سلمت كرسيها طوعا بعد أن ضربت الطائرات الأمريكية طرابلس و بنغازي و معسكر العزيزية الذي كان يقيم فيه العقيد . أما الشعب الفلسطيني فهو مغلوب على أمره لا يملك من القوة اللوجستية شيئا سوى قوة الإرادة و لكنها مقابل الدبابة و القنبلة النووية لا تساوي حبة برغل.

    و كان لضرب العراق و إيران خطة جهنمية و هي الإيقاع بينهما و مساعدة الطرفين في النزاع و الاقتتال و الحديث عن ذلك معروف و لا داعي لسرده المهم أن أمريكا كانت تأمل و تخطط أن يخرج البلدان بعد الصراع الدامي بينهما محطمين منهكين فيسلمان كراسيهما ولن يبقى في اللعبة فائزا إلا إسرائيل .

    خاب ظن الأمريكان، صحيح أن إيران خرجت محطمة منهكة و استسلمت لقرارات الأمم المتحدة (الأمريكية) وسلمت كرسيها،  ولكن العراق خرج من هذه الحرب عملاقا بجيش قوامه مليون جندي مدرب و مسلح حتى النخاع .   أمريكا تعلم بأنه من غير الممكن للعراق أن يسرح هذه الأعداد الهائلة من الجنود بعد أن تأقلم المجتمع العراقي خلال سنوات الحرب الثمانية على خروج المرأة العراقية للعمل حتى في قيادة سيارات الأجرة و النقل بالإضافة إلى ملايين المصريين العاملين في العراق ، و أمريكا تعلم بقدرة العراق العلمية في تصنيع مختلف أنواع الأسلحة العادية منها و البيولوجية و أمريكا تعلم ببرامج تطوير الصواريخ و المدافع العملاقة لأنها بكل بساطة هي التي ساعدتها في برامجها هذه جميعها، هذه القدرة العسكرية الفائقة للعراق المنتصر لهو خطر ماحق على إسرائيل و لا بد من تحطيمه و تحجيمه و لكن كيف؟

    الجيش العراقي الذي كان يومها يعد رابع جيش في العالم من حيث القوة لا يمكن لأي قوة إقليمية من تحجيمه ، إذا لا بد من تدخل الجيش الأمريكي بقواته البرية و البحرية و الجوية لتحقيق هذا الأمر ، و مرة أخرى كيف؟

    لا يمكن التحالف مع إيران لتحقيق ذلك من أراضيها لأن إيران تعتبر أمريكا الشيطان الأعظم و العدو الأول للجمهورية الإسلامية و للإسلام بأكمله . سوريا و الأردن لن تدخل في مغامرة من هذا النوع إذ لا مصلحة مباشرة لهما بتحطيم العراق بل العكس فهي العمق الإستراتيجي لهما. لا يمكن افتعال أزمة عن طريق تركيا بسبب بعد المسافة و التضاريس الجغرافية الجبلية و ليس لتركيا مصلحة مباشرة، إذا لم يبق إلا الجنوب، من  الكويت وهناك أسباب كثيرة ودمامل لم تندمل بعد يمكن تهييجها و استغلالها لتحقيق المراد.

    مؤامرة اشتركت فيها الكويت مع الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها لضرب العراق و تصفيته و إضعافه و إخراجه من لعبة الكراسي . سيناريو اللعبة باختصار كان كالتالي:

    1.     التأكيد للكويت بأن دورها في هذه اللعبة سيضمن لها الحماية الأمريكية الكاملة إلى يوم تقوم الساعة وأن أمريكا ستعتبر الكويت بمثابة ولاية من الولايات الأمريكية، لها ما للولايات الأمريكية الأخرى من حقوق الحماية و الدفاع وأنه مهما حدث فإن أمريكا تتعهد بإعادة الشرعية للحكم الكويتي.
    2.     العراق خارج توا من حرب مدمرة و عليه التزامات مالية ضخمة عليه سدادها و أثار حرب و دمار عليه إصلاحها و شعب جائع و جيش كبير عليه إطعامهم و يحتاج إلى سيولة و السيولة تأتيه من بيع النفط، إذا لا بد من النزول بأسعار النفط إلى الحضيض وهكذا بدأ ضخ النفط بتعليمات أمريكية من منابع النفط العربية المختلفة حتى تدنى سعر البرميل إلى 7 دولارات، ونادى العراق بتخفيض الإنتاج لتعود الأسعار إلى ما كانت عليه و لكن لا مجيب.
    3.     أوعزت للكويت أن تقوم بمطالبة العراق بما عليه من ديون و هذه بدورها لم تتأخر تنفيذا للمخطط الرهيب متناسية أن العراق خاض هذه الحرب ليس من أجل بقائه هو و إنما أيضا من أجل بقاء الخليج بعيدا عن الهيمنة الإيرانية الخمينية.
    4.     ساندت الكويت في رفض أي اتفاق للتفاوض أو الصلح مع العراق و أصبحت لهجة الكويت مع العراق لهجة لم يسبق للعراقيين أن عهدوها و حتى بعد تدخل السعودية لحل المشكلة و هي لا تعلم بحجم المؤامرة اختلقت الكويت في اللحظات الأخيرة من الأزمات ما سبب ازدياد النقمةالعراقية.
    5.     هناك الكثير من المواقف الأخرى ساعدت و هيجت الثور العراقي للهجوم كمقابلة السفيرة جلاسبي للرئيس العراقي و التأكيد بأنه لا توجد أية اتفاقيات حماية بين أمريكا و الكويت وهو ما يسمى بالعرف الديبلوماسي تصريحا بعدم التدخل مستقبلا و أن ما سيحدث بين الجارين شأن داخلي يحلونه بأنفسهم أو من خلال المنظومات التي ينتمون إليها كالجامعة العربية مثلا.  

    كالسابق يمكن إضافة سادسا و سابعا ….. إلى ما شاء الله فالكثير الكثير من بنود اللعبة – المؤامرة-  كشفتها كتب و دوريات و تقارير أمريكية متخصصة و لكن لا يسمح لها بالنشر في الدول العربية مخافة معرفة الجماهير بأدوار رؤسائها في المؤامرة القذرة فكل من ساند أمريكا دخل منظمة التحالف ونال من المساعدات المالية و إعفاءات الديون ما تجاوز المليارات و خصوصا مصر فهي لمساهمتها في تطبيق طبخة الإدانة العربية و التحالف العربي مع الأمريكان نالت نصيب الأسد من المليارات ومن لم يساند بقي خارجها بل نزل عليه الغضب و العقاب  من السماء الأمريكية كما حدث للسودان و اليمن والأردن و الشعب الفلسطيني.

    في الختام أضع أمام المواطن العربي هذه الأسئلة :
    1.     لو لم يقم شاه إيران بتحريض الأكراد في شمال العراق للثورة ضد حكومته هل كان العراق سيدخل في صراع مع شعبه في الشمال؟
    2.     لو لم يضر تمرد الأكراد بالعراق اجتماعيا و اقتصاديا و حضاريا ، هل كان سيقبل على توقيع اتفاق الجزائر عام 75 و الذي أعطى لإيران ما ليس لها من حق في شط العرب.
    3.     لو لم يهدد بل لم يقم النظام الخميني بتصدير الثورة إلى العراق و إلى دول الخليج النفطية ليجعلها طوعا له هل كان العراق سيدخل في حرب معها.
    4.     لو أن الكويت تصرفت بروح عربية أخوية إسلامية في التعامل مع العراق بما يخص المساعدات و النفط في مثل هذا الوقت العصيب من تاريخ العراق، هل كان العراق سيقدم على هذه العملية أي الغزو؟
    5.     لو أن الدول العربية تحت غطاء الجامعة العربية و تحت قيادة مصر قامت بدورها في إطفاء فتيل الصراع و لم تقم بتحويل الاجتماع إلى سيرك همه الخروج بقرار الإدانة مقابلة حفنة من مليارات الدولارات هل كان الوضع العربي وصل إلى ما وصل إلية من تردي؟
    6.     لو لم يهزم العراق هل كان من الممكن أن يكون هناك اتفاقيات الهوان في مدريد و أوسلو ووادي عربة و شرم الشيخ و البقية تأتي؟
    7.     كانت طبول الحرب تدق و أمريكا تصرح بأن الأقمار الاصطناعية رصدت عشرة فرق عراقية مستعدة لاجتياح الكويت و الكويت أبلغت بذلك، فلماذا لم يقم الجيش الكويتي و الذي صرف مليارات الدولارات لشراء مختلف الأسلحة للقيام ولو بمواجهة رمزية للحفاظ على شرف الجندي الكويتي؟
    8.     رغم أن الغزو كما يقول الكويتيون كان مباغتا، أليس من الغريب أن يستطيع الأمير مع كافة الشيوخ وأولادهم و زوجاتهم و خدمهم و حشمهم بالهروب من الكويت. وكذلك الحال بالنسبة للوزراء و أعضاء مجلس الأمة و كبار ضباط الجيش و كبار رجال المال و الاقتصاد و عائلاتهم و خدمهم و حشمهم فمن أخبرهم بالهجوم و كيف تركوا جميعهم البلاد لو لم تكن هناك مؤامرة يعلمون بها؟

    #308692
    الصمت
    مشارك

    شكرا أخ الحبيب العماني على ادراج ها الموضوع….موضوع مهم واتمنى من الكل ان يقرأه…حتى لو كان طويل شوي…و أتمنى أنه مثل ها المواضيع ما تختفى من مجالسنا…..تحياتي لك..

    دمـــــــــوع القمـــــــر

    ~~يا صاحبي لا تنشد الروح عن شئ ^ أنا حبيبي نور كل المدينة ~~

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد