وتشمل اللغات التي يتحدث بها ميلينيكوف بطلاقه الأنجليزيه والإيطالية والألمانيه والبيلوروسيه واللاتفية والسنسكريتية والهيروغليفية والغجرية والبولينيزية، كما أنه يتحدث بجميع اللغات السكندنافية بطلاقة أيضاً.

ومن بين هذه اللغات يتقن ملينيكوف السويديه والأيسلندية والفلندية أيضا، فضلا عن إجادته لغة النافاجو لغة سكان أميركا الشمالية الأصليين، بل أنه قادر على التحدث بطلاقة بلغات المجموعات العرقية التي تقطن أقاصي الشمال الروسي.

ويقول ميلينيكوف (أنا لا أتقن هذه اللغات كليا…  فهاذا من رابع المستحيلات، غير أنني أعرف أستعمالها من الناحية الأجرائية، لكنني قادر على كتابة الشعر بمعظم هاذه اللغات)..

ويضيف (الانجليزية القديمه هي المفضلة لدي، وكذلك لغة الآزتيك والهيروغليفية، فهاتان اللغتان يكمن جمالهما في كونهما تنطويان على تعددية تعبيرية تشمل الأشياء الحقيقية والمتخيلية).

ويستطرد قائلا (الفرنسية هي اللغة الأشد قبحاً في العالم، إنها الأقل جاذبية في قائمة اللغات التي أهتم بها، ولعل هاذا يعود جزئيا إلى فشلي في إكتشاف العقلية الفرنسية).

وما أن يبدأ بقراءة مقتطفات شعرية بلغات قديمة ومعاصره كتبها، يبدو من الواضح أن ملينيكوف هو فنان قبل كل شئ…    فنان يرى أن موهبته هوايه تستأثر باهتمامه ولذلك ينبغي ألا تكون لها علاقة بالشؤون العملية.

وقد بدأ اهتمامه باللغات عندما كان طفلاً, أنذاك شجعه شغفه بعلم أصول الكلمات على تعلم اللاتينية.  ولدى أحتفاله بعيد ميلاده الثالث عشر اكتشف أنه نصف روسي ونصف اسكندنافي، وأن أجداده جاؤا من آيسلندا والسويد.  وقد دفعه هاذا الاكتشاف إلى دراسة لغة جده المنسية.    وكان والده متعاطفاً مع الثورة البلشيفية.  وقد هاجر إلى الاتحاد السوفياتي لهذا السبب.

ونظراً لأنه عانى من سلسلة من المآسي، بدأت بوفاة زوجته التي تعرف عليها في الكلية بحادث سير, ووفاة ابنتهما بعد ذلك نتيجة لمرض عضال، فقد أضطر إلى البحث عن طريقة خلاقة لآحتمال الام الحياة.

غير أن اهتمامه باللغات لم يلبث أن تفجر مع خدمته في صفوف الجيش الروسي في أفغانستان حيث عمل ممرضاً هناك.  فقد قتل عدد من رفاقه بلغم أرضي, وأصيب بجراح ثخينة في الرأس, بل أنه اعتبر آنذاك في حكم الميت اكلينيكياً لعدة دقائق.  وأسفرت هذه التجربة عن قناعته بوجود حياة جميلة بعد الموت.

يقول ملينيكوف:(الجراح التي أصبت بها رأسي كانت العامل الرئيسي الذي شجعني على دراسة اللغات، فرأسي مصاب بمرض غريب يجعلني أعاني من صداع شبه مستمر وشعور بالغثيان.  غير أنني حولت هاذا المرض إلى مركز للغات) ويضيف(المعاناة الناجمة عن أنفجار لغم أرضي وما يتبعها من صداع يكاد لا ينتهي ثمن باهظ أدفعه مقابل تعلم هاذه اللغات.)..

وما أن يتحدث متنقلاً بين الروسية والانجليزية والألمانية أو يستشهد بمقطع من لغة قديمة، حتى يبدو وكأن ثمة عدداً من الأسلاك التي تتصل بملايين المنافذ التي تؤهله للتحدث بعدد من اللغات في وقت واحد.

وعلى الرغم من أن حادث انفجار اللغم هو الذي نشط مواهبه فإن تجربته مع اللغات، التي سبقت الحادث, هي التي أوصلته إلى أفغانستان.   فبعد تخرجه من جامعة موسكو عام 1984 أرسل إلى تركمانستان للخدمة العسكرية في وحدة الصواريخ النووية.   وهناك تخاصم مع عقيد في الأستخبارات السوفياتية (كيه جي بي) وأتهمه بأنه جاسوس يعمل لصالح دول متعدده، وأعتمد في اتهامه على حقيقة مفادها أن سجله في الجامعة يكشف أتقانه سبع لغات.