دعا مقال نشر في مجلة ساينس العلمية إلى البدء في تصميم آلات قادرة على التعلم واكتساب الخبرات بنفس الطريقة التي يتطور بها العقل البشري

ويعد تصميم مثل هذه الآلات التي تتمتع بما يطلق عليه الذكاء الصناعي مهمة عسيرة للغاية، ولذا فإن العلماء ركزوا جهودهم حتى يومنا هذا على تصميم آلات تقوم بأداء مهام محددة لا تتغير

لكن البروفيسور جويانج وينج، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة ولاية متشيجان في الولايات المتحدة يقول إنه قد آن الأوان للعمل على بناء آلات قادرة على اكتساب الخبرة واستغلال تلك الخبرة لتطوير أدائها أو لاكتساب قدرات جديدة

ويرى وينج أن هذا التصور يعني تصميم جهاز كمبيوتر أو إنسان آلي يمر بمراحل طويلة من التطوير الذاتي لقدراته اعتمادا على ما يتراكم لديه من خبرة ودون أي تدخل خارجي، وهو ما يعني انتقال هذا النوع من الآلات من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج

مبادئ التطور العقلي

ومن المعتقد أن تصميم أجهزة كمبيوتر قادرة على تقليد أسلوب التعلم واكتساب الخبرات لدى البشر ليس أمرا عسيرا، لكن التحدي الذي يواجه العلماء هو الكشف عن المبادئ الأساسية للتطور العقلي وفهم كيفية استيعاب المخ لما يواجهه من تجارب وتحويلها إلى خبرات

وقد أظهرت التجارب التي أجريت على الحيوانات أن المخ يستوعب الحواس المختلفة كالبصر والسمع بأساليب متشابهة إلى حد كبير

فالمخ لا يستوعب كل تفاصيل الصور التي يراها وإنما يسجل انطباعات عامة لشكلها وألوانها وحركتها، ونفس الشيء ينطبق على الحواس الأخرى

ويرى وينج أن البدء في إجراء تجارب تطوير أجهزة الكمبيوتر الذكية سيساعد على المزيد من الفهم لكيفية عمل المخ البشري

وهو يتوقع أن يستخدام هذا النوع من الإنسان الآلي في المستقبل لأداء المهام والوظائف التي ينفر منها البشر مثل العمل في الفضاء وتحت الماء أو التعامل مع النفايات النووية

أول نموذج

وصرح وينج بأنه وزملاءه تمكنوا من تصنيع أول نموذج لإنسان آلي قادر على التطور

وقال إن هذا الإنسان الآلي يقوم باستكشاف العالم من حوله بمساعدة شخص يقوم بدور المشرف أو المعلم، وكلما بدر عن الإنسان الآلي أي تصرف يسجله المشرف في ذاكرته كعمل جيد ليكرره في المستقبل أو كعمل سيئ فيمتنع عنه

وطالب وينج بتوفير التمويل اللازم لأبحاث فهم العقل البشري وتطوره