الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › كما تدين ..تدان
- This topic has 20 رد, 17 مشارك, and was last updated قبل 23 سنة، 8 أشهر by غزالة.
-
الكاتبالمشاركات
-
25 يناير، 2001 الساعة 3:07 ص #1736الأمل المتجددمشارك
الموضوع الذي أطرحة الآن هو عقوق الوالدين ..وكيف لهؤلاءالأبناء يتجرؤون ويقلوا إحترامهم للأبائهم … فأردت إخباركم لسالفة حدثت لأختي كانت ذاهبة إلى المستشفى لازيارة أحد الأقارب المرضى قسم الرجال _القسم الباطني_ وعندما إنتهت من زيارته وهمت بالخروج, أرادت إستخدام التلفون العمومي المخصص في الممر وكان قد سبقها في إستخدام الهاتف رجل كبير في السن كان هذا الرجل يطلب من الممرضة أن تتصل بأبنه ليأتي ليأخذه من المستشفى ..وكانت أختي تنتظر دورها قالت لها الممرضة أستخدمي التلفون فقالت أختي ولكن هذا الرجل المسن يريد إستخدامه قبلي فردت عليها الممرضة دعيك منه فهذا الشايب دائما يطلب منا أن نتصل بأبنه لكي يأتي ويأخذه ولكن الأبن الظاهر معطي أبيه رقم غلط ,حيث إن هذا الشايب قد تركه إبنه في هذا المستشفى وهو عندنا من عدة شهور ودائما نتصل به ولا يرد وفي إعتقادنا إن هذا الرقم خطأ أصلا وحتى لم يفكر في زيارة أبيه.. كذلك عندما سألنا الشايب أين العنوان رد علينا بأنه لا يعلم أين يسكن ولده ..لأنه شىء طبيعي مثل هؤلاء الشياب تقل ذاكرتهم …إنظرو إلى أى مدى وصل عقوق الوالدين …ألا يعلم هذا الولد الذي رمى أبيه في المستشفى ولم يسأل عنه يأتي يوم من الأيام يفعل إبنه نفس الشىء فيه كما فعل هو في أبيه …..وكما تدين تدان
25 يناير، 2001 الساعة 6:48 ص #308160الملك الكنديمشاركأثرت الشجون في داخلي يا ازهار………….
أإلى هذا الحد تصل قسوة هذه القلوب المتحجرة, اللهم اني اسالك ان تستعجل عقابهم في الدنيا,و ان تلحقهم نارا لا مغيث فيها ولا رحمة,فقد نسوا الرحمة,و من نسي الرحمة فنار جهنم اولى به.أنا ما زلت دمعة تتلظى
بين جفنيك إن أردت امسحيني
تم تعديلة بواسطة الملك الكندي في 25-01-2001 00:50 ص
25 يناير، 2001 الساعة 7:56 ص #308169الغشمريةمشاركعزيزتي أزهار…
حينما قرأت سطورك قفزت إلى ذهني (سالفة) عن نفس الموضوع
الهام الذي طرحتيه(عقوق الوالدين) وإن كنّا نغض الطرف عنه لشدة
ألمه وواقعيته وتفاصيلها كالتالي…
أنه وللأسف..للأسف للأسف …. أنه حدث عندنا في بلاد إسلامية
عربية خليجية..وطني..وابن بلدي..مات خادمهم الآسيوي فدفنه..
إلى هنا عادي..وماذا في ذلك؟؟ أقول لكم أن الأمر غير العادي أنه
قال للجميع أن المتوفى هو : أبوه!!!
نعم..أبوه….. وصلى الناس عليه و أخذوا العزاء فيه ..بينما أخذ الأب
وأودعه دار العجزة …. مع العلم أنه لم يكن لذلك الأب العجوز أحد من
أهله في هذه الحياة سواه… وبعد مرور سنتين…..كان أحد جيران
هذا الأب يزور قريباً له في دار العجزة وشاهد هذا الجار
الطيب..الشهم ..هذا الأب العجوز..وانصدم في بداية الأمر..ثم قال
للأب: ما الذي أحضرك إلى هنا؟قال الأب: ولدي…
أحضرني إلى هنا ولم يأتيني من ذلك اليوم..هل هو بخير..أم أصابه
مكروه؟ فقال له الجار: إنه بخير..ولم يقل أنه تقبل فيه العزاء وهو حي
يرزق.. حتى لا يزيده ألماً إلى آلامه… فما كان من هذا الجار إلا أن
ذهب إلى منزل الابن العاق وضربه ضرباً مبرحاً وأخبر كل الجيران عنه
وعما فعله في أبيه العجوز..
وليس لديّ أي تعليق…
شكراً لكِ أختي أزهار على هذا الموضوع..
__________________________________________اضحــــك وفكّر بإيجابية…
25 يناير، 2001 الساعة 8:13 ص #308171زاهر الحجريمشاركلا أستطيع أن أقول شيئا الا …
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
وفوق كل ذي علم عليم
25 يناير، 2001 الساعة 8:33 ص #308175بدورمشاركبسم الله الرحمن الرحيم
أنا مستغربة جدا من هذا النوع من الناس!!! معقولة ما يفكروا؟ معقولة ما يتأملوا فهالحياة..يعني الأب و الأم سهروا عليه و ربوه و تعبوا فيه كثير ..ايش جزاهم آخر شيء منه مستشفى المسنين..ليش؟ معقولة؟؟؟!! والدي أفديهم بروحي … و ادعوا الله تعالى ما لايمسهم بسوء..أصلا لو في لحظة الانسان فكر أنه يمكن يفقد والده أو والدته يحس أنه الحياة بدونهم و لا شيء..بصراحة مهما عدت و مهما قلت ما راح أوفيهم شيء بسيط من حقوقهم علينا..الله يحفظ لكم والديكم و يطول في عمرهم
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله أكبر
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظم
25 يناير، 2001 الساعة 3:13 م #308199شمـ مسقط ــسمشاركالله يعيننا في هالأيام ..
و لكن لا تنسوا بان هذي علامة من علامات يوم القيامة ..
لا حولة ولا قوة إلا بالله——————————————-
ابتسم .. تبتسم لك الحياة25 يناير، 2001 الساعة 3:59 م #308207رمانةمشاركالسلام عليكم …الحقيقة موضوع عقوق الوالدين محزن جدا فبدل ما يراعوهم ويعتنوا بهم نراهم عكس ذلك وكأنهم أعداء لهم …ماأعرف ليش هذا الكره إتجاه الوالدين …وحقيقة أنا توفى والدي منذ عشر سنوات(رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) والحمد لله لم أقل إحترامي لوالدي فهو كان نعم الأب الصالح لنا فكان يدلعنا وكان يمازح معنا وكأنه أخ لنا وليس والدنا… لم يكن يقسو معنا ..وعندما توفي نزل علينا خبر موته كالصاعقة فلم نصدق أنه مات والحمدلله أنه خلف أولاد يدعون له في كل صلاة بأن يدخله الله جنات نعيم حتى في الطعام بعد إنتهاءنا من الأكل ندعو له بالمغفرة حتى إننا عملنا حجة وعمره له…….وأنا أأسف لهؤلاء الأبناء العاقين لأبائهم ..فأنا ألاحظ إن السبب الرئيسي لمعظم الذين يرمون والديهم سواء في المستشفى أو دار العجزة هي زوجاتهم اللاتي يتذرعن بأنهن لا يستطعن العيش مع والدى الزوج ويفتعلن المشاكل معهم …وهذا الزوج عديم الشخصية ينفذ كل ما تطلبه منه زوجته لآنه ضعيف الشخصية أمامها حتى لوطلبت منه التخلص من والديه ..وهنا أردت إخباركم بسالفة حدثت في أحد مناطق السلطنة …حيث كانت الزوجة تفتعل المشاكل مع أم الزوج.. ومسكينة تلك الأم لاحول لها ولا قوة .. وذات مرة وصلت المشاكل ذروتها مع أم الزوج ..فطلبت الزوجة من زوجها عديم الشخصية أن يتخلص من أمه بأى طريقة ..فخطرت على الأبن فكرة شيطانية وهو أنه جلب بعض الحبوب المنومة ووضع كمية كبيرة جدا في الكأس وذهب إلى أمه بهذا الكأس وقال لها ياأمي أنت دائما تشتكين من آلام المعدة وهذا الدواء سيفيدك ..هنا المسكينة على نيتها إطمأنت لولدها إنه يخاف على صحتها فشربت الشراب المنوم وإستغرقت الأم في سبات عميق أو بالأحرى موت عميق حيث أثر عليها هذا الشراب فلم تتحمله لكبر سنها ..ثم قام الزوج والزوجة بوضعها في الزريبة المعدة للحيوانات وقامو بوضعها في_ شرشف قديم و متشرخ_ وربطو رجلها وقدميها لألا تتحرك وتفك عن نفسها وهنا لكى يظهر الله جريمتهم كان إبنهم البالغ من العمر خمسة عشر عاما يشاهد كل هذا الذي يجرى أمام عينيه دون أن يشعر به والديه وذلك لكى تنكشف الجريمة ..طبعا الأم المسكينة توفت ..بعد يوم أو لا أذكر بالضبط قام الأبن العاق بإرجاع أمه إلى البيت ووضعها في سريرها ليبين للناس إنها توفت في فراشها أى موت طبيعي..وقام بالإتصال بأقاربه بأن أمه توفت… هنا إجتمع الأقارب والناس والجيران في البيت ولكن الله عزوجل يمهل ولا يهمل حيث إعترف الحفيد لعمته بأن أباه قام بقتل جدته بمساعدة أمه ..ولم تتحمل العمة وقامت بالإتصال بالشرطة ليأخذو الزوج والزوجة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
Is The Best رمانة East Or West25 يناير، 2001 الساعة 6:12 م #308220حارس الاشواقمشاركالله يهديهم جميعاً ….
إذا كان الغرابُ دليل قوماً
……………………..ما على القوم إلا الرحيلُ25 يناير، 2001 الساعة 8:34 م #308235روعــــــهمشاركفي هذي الدنيا نشوف أشياء ما تخطر على البال بس شو نقول غير لا حول ولا قوة الا بالله
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حكمة زايـــد……نبراس به نهتدي25 يناير، 2001 الساعة 8:34 م #308236خالدمشاركالسلام عليكم ..
الأخت أزهار .. أشكرك على طرحك لهذا الموضوع فهو يثير من الشجون الكثير .. و من الندم ما يعجز عن حمله أصحاب الضمائر البيضاء ..
و ما أشكرك عليه بحق هو عنوانك المثير فهو الحل لهذه المشكلة .. عنوان موفقْ .
ما أريد إضافته هنا مع الأعزاء الذين شاركوا في هذا الموضوع ..
ان سبب هذا العقوق هم الوالدين أنفسهم .. فإذا ربوا أولادهم لهذا اليوم ما حدث ما حدث .. ان تربية الأبناء ليست بالسهولة التي يعتقدها الكثير انما هي فن .. فن التعامل مع السلوك البشري ومع سلوك المجتمع و الدين .
ان عجز الوالدين في ذلك له آثار سلبية كثيرة .. فمن الأبناء لا يستطيع التعامل مع المجتمع او الدين او حتى نفسه .
و السبب هنا ليس المستوى الثقافي لتلك الأسرة فقط لان هناك من النماذج السيئة الكثير .. كما أن العنصر المادي لا يكون بتلك الأهمية في خلق هذه المشكلة لانه أيضا هناك من الأمثلة الكثير ..
الذي اعتقده ان السبب هو طرق التربية التي تربى عليها الأجيال السابقة و مدى التزامهم بالحقوق و الواجبات المفروضة عليهم من قبل المجتمع و قبله الدين .
ان خلق الجو الأسري الذي يتمتع بالمشاركة في المسئولية له دور كبير لخلق الالتزام الذي يفتقده العديد من أفراد هذا الجيل .
كما ان على الأباء استيعاب ان جيل التقنيات يمتلكوا و سيمتلك من المعارف ما يعجزوا هم عنه لذا عليهم التعامل معهم بحذر فالتربية هنا لا تعني الأسرة فقط انما هي المدرسة و الشارع و الأهم هو السلطة الرابعة (الإعلام بشكل عام) .
أي بأختصار المشكلة السائدة ان الأباء يعتقدوا ان الأبناء عقولهم قاصرة في شتى المواضيع لذا لا يشاركوهم في التخطيط أو حل المشاكل اعتقادا منهم انهم أطفال و حتى ان كبروا ستظل الصورة المرسومة انهم صغار .. و هذا إنما جهل فالتلفزيون مثلا يُكسب الصغار مبادئ يعجز عن تقديمها الوالدين ..
المشكلة الحقيقة في نظري هي عدم تدريب الأطفال من الصغر على تحمل المسئولية لذا فعندما يشب هذا الصغير فأبسط و أهم أنواع المسئولية هو رعاية أبويه .. فاقد الشيء لا يعطيه
كما أن الفكرة السائدة عن بيوت العجزة سلبية للأسف .. فبيوت العجزة هي مركز يؤمن العناية الطبية الضرورية لهذه المرحلة السنية و ليست كما يصوره ا الإعلام إنها ميتم يسكن فيه الكبار ..
بالمناسبة مصطلح عقوق الوالدين له عدة تفسيرات إنما هذا الموضوع يدل و بشكل واضح على هذا المصطلح .
و آخر ما أقول هل أول ما بدأت به فكما تدين تدان ..
شكراً لكِ .قلبي على بلدي انفطر وقلب بلدي علي حجر
31 يناير، 2001 الساعة 1:38 ص #308863فتاة القمرمشاركالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أختى العزيزة أزهار .. مواضيعك دائما حلوة .. والحمد لله ان الله سبحانه وتعالى عزوجل قرن الاحسان الى الوالدين بعبادته ، ونشهد أن لا إله إلا الله وعد البار بوالديه نعيم جنته ، ونشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وقضى ربك ألا تعبدوا إلأ إياه وبالوالدين أحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا صدق الله العظيم .. قال النبي صلى الله عليه وسلم : كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه يعني في الدنيا قبل الأخرة .. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يجزى ولد والداه إلا أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه .. وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى رجلا يطوف بأمه .. فقال له : يارسول الله هل أديت حقها ؟ قال له صلى الله عليه وسلم : لا ولا بزفرة واحدة يعنى أنه لم يؤد حق زفرة واحدة من الزفرات التي صدرت من الأم في حال الوضع .. كما جاء أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل بقى عليّ من بر الوالدين شئ أبرهما به ؟ قال : نعم الصلاة عليهما ، والأستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما .. إن في هذه الآيات والأحاديث لذكرى لأهل القلوب الغافلة عن حقوق أبائهم وأمهاتهم ، أما علم هذا العاق بأنه بعيد من الجنة قريب من النار والهلاك ، أما علم أنه تعجل له عقوبة في الدنيا قبل الأخرة ، فكما عق والدايه يعقه أبناؤه ، ويغلق الله أبواب الخير في وجهه ، فلا بركة في عمره ولا في ماله ، بل تأتيه المصائب من كل جانب .. اللهم أغفر لنا ولوالدينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات و المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات يا مجيب الدعوات برحمتك يا أرحم الراحمين .
************************************
أنظر الى القمر لتجدني1 فبراير، 2001 الساعة 5:41 ص #308978ريانة العودمشاركبصراحه يا أخت أزهار موضوعك أثر فيني كثير و أنا ما عندي تعليق مناسب ….لكن مادام صار اذاً ما زلنا نتوقع الأسوأ من هذه الدنيا الفانيه………….
و البسمة العذبه…عند الصبر كذبه…
3 فبراير، 2001 الساعة 11:22 م #309328venosمشاركما شاء الله فتاة القمر صايره اليوم خطيب تقول في صلاة الجمعة
شكرا الاخت ازهار على هذا الموضوع المهم
وانا مع الاخ خالد فان الابوين لو كانا قد ربيا ولدهما التربيه الحسنه ما كان ابدا ليعقهما …. ومثال ذلك الاخت رمانه حيث قالت ان والدها ( رحمه الله ) قد رباهما افضل تربيه وكان نعم الاب والصديق القريب منهم من اجل ذلك هاهم الان يدعون له عقب كل عمل بالمغفرة ….. التربية الحسنه نفعت الاولاد ونفعت الاب رغم مماته
وتحياتي لكمvenos
4 فبراير، 2001 الساعة 5:35 م #309432الحبيب العمانيمشاركالموضوع الذي أثارته الأخت أزهار عن عقوق الوالدين من المواضيع الحساسة و الهامة و المثيرة للجدل في المجتمعات كافة، ليس اليوم فقط و إنما منذ الأزل. و أسبابه كثيرة و متنوعة ككثرة البشر و تنوعهم، و القصة التي روتها الأخت أزهار ما هي إلا قصة من ملايين القصص التي تحدث كل يوم و في كل مكان فوق هذه الأرض و ستضل تحدث إلى يوم يبعثون. وقد بحث الآلاف من العلماء و المتخصصون و على مدار السنين هذه الظاهرة و ألفوا في ذلك آلاف الكتب و ستألف أيضا آلاف أخرى و ذلك لأن للعقوق أسباب كثيرة تختلف باختلاف الزمان و المكان. تتغير الأزمان و تتغير وسائل الحياة و لوازمها و تتغير الأسباب و المسببات و يبقى العقوق هو العقوق. الآباء يلقون اللوم على الأبناء، و الأبناء يردون اللوم على الآباء و المتخصصون يرمونه على المجتمع و الأسرة و المدرسة و الجامع و الدولة و البرامج التعليمية و التلفزيونات و هلم جرا.
كل قضية من قضايا العقوق لها خاصيتها و لها أسبابها و لها مسبباتها و للتوصل إلى مكنوناتها لا بد من دراسة كل قضية على حده، و لعلك تجد في أسرة واحدة لكل عاق منها أسبابه و دوافعه الخاصة و تفسيراته. ولكن لو رجعنا بداية إلى الدستور الخالد، دستورنا السماوي الذي أنزله الله سبحانه و تعالى على قلب نبيه محمدا ليهدي به البشرية و هو الخالق و العالم بمكنوناتهم و بما يصلح لهم و ما لا يصلح، ذكر فيه كثيرا من المواد و الأبواب في هذا الموضوع على شكل آيات بينات. و لنر ما ذكره الله سبحانه و تعالى في حق الوالدين:
{بسم الله الرحمن الرحيم * و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما * و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا * صدق الله العظيم، الآيات 23 و 24 من سورة الإسراء}
عبادة الله قاعدة عامة ليس فيها أي استثناء فليس للعبد أن يقول أنا أعبد الله قدر عطائه فإن أعطاني الكثير أعبده أكثر و إن أعطاني القليل عبدته أقل. عبادة الله واجبة عل كل إنسان فقيرا كان أم غنيا، معافا كان أم مريضا، أسودا كان أم أبيضا، حرا كان أم عبدا، ذكرا كان أم أنثى، صحيحا كان أم معاقا، هذا قضاء الله و لا مرد و لا عصيان و لا نقاش و لا جدال في قضائه.
{ بسم الله الرحمن الرحيم * وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا * صدق الله العظيم، الآية 36 من سورة الأحزاب}
قرن الله الإحسان للوالدين بعبادته هو سبحانه و تعالى و قضى به قضائه بعبادته و هذا حكم واضح صريح لا لبس فيه بأن الإحسان بالوالدين هو قاعدة عامة لا استثناء فيها و لا خيرة و لا تمييز و لا اشتراط فيه و أن هذا الأمر بالإحسان بالوالدين هو قضاء الله و لا مرد و لا عصيان و لا نقاش و لا جدال في قضائه.أن ترك الإحسان بالوالدين كترك عبادة الله كلاهما قضاء من الله سبحانه و تعالى أي قاعدة عامة لا استثناء فيها أي ليست لهم الخيرة من أمرهم و إن تركهما أي عبادة الله و الإحسان بالوالدين هي من المعاصي و الضلال المبين. و الله سبحانه و تعالى لم يقل أيا من الوالدين، الأم أم الأب، بل قصد كليهما بلا استثناء، حيث قال و هو أصدق القائلين أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما و قل لهما واخفض لهما و قل رب ارحمهما
{بسم الله الرحمن الرحيم * و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا و اتبع سبيل من أناب إلى ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * صدق الله العظيم، الآية 15 من سورة لقمان}
قد يكون من الوالدين من هم مفسدون لأبنائهم و هل من الإفساد ما هو أعظم من الدعوة إلى الشرك بالله. يقول الله سبحانه و تعالى أنه حتى لو بلغ تقصيرهم بكم أيها الأبناء لدرجة أنهم جاهدوك على أن تشرك بي فلا تطعهما في هذه الدعوة و لكن رغم ذلك و رغم أنهم بدعوتهم هذا من المشركين أو من الكافرين فأنه لا يجوز لك إلا أن تصاحبهما في الدنيا معروفا أي أن تحسن إليهم و تترك جزائهم و عقابهم على الله سبحانه و تعالى فإليه مرجعكم جميعا.
ذكر الأخ خالد في مداخلته جملة تتردد هذه الأيام على ألسنة الأبناء و هم يحاولون تبرير عقوقهم لآبائهم بأنهم افتقدوا حبهم لذا فإن فاقد الشيء لا يعطيه أو بعبارة أخرى أن فاقد الحب لا يعطيه. لن أطيل في شرح و تفنيد هذه المقولة و لكن بكل بساطة أقول لو جاءني شاب يطلب الزواج من ابنتي أو أختي أو قريبة من أقربائي أنا ولي أمرها فبطبيعة الحال أسأل عن الشاب هل هو مكتمل الرجولة و العقل و الإدراك و البلوغ و هل هو مقتدر علميا و ماليا و اجتماعيا فإن وجدت فيه كل هذه الصفات قبلته مبدئيا و لكن جاءني من يقول بأنه قد عاش حياة قاسية لم يذق فيها طعم الحب و الحنان من أبويه أو أحدهما لسبب من الأسباب أي أنه فاقد الحب فهل أقول بأنه فاقد للحب فكيف يعطيه لابنتي؟ و لو كان بإمكانه أن يعطي الحب لزوجته و لأبنائه و لا يعطيه لوالديه أو أحدهما لأنه حرم منه فمعنى ذلك إنه ليس فاقدا للحب بل هو منتقم و ما يفعله من عدم حبهم و الإحسان إليهم يدخل في باب الانتقام و هذا هو العقوق.
يقول الأخ خالد في مداخلته أيضا: إن سبب هذا العقوق هم الوالدين أنفسهم .. فإذا ربوا أولادهم لهذا اليوم ما حدث ما حدث أي أنه يقول صراحة بأن الوالدين هما سبب عقوق الأبناء لسوء تربيتهم،و لنرى إن كان هذا صحيحا.
الله سبحانه و تعالى و منذ بدأ الخليقة يبعث بين فترة من الزمن و أخرى أنبياء و رسل مهمتهم دعوة الناس لعبادة الله و ليرشدهم إلى مكارم الأخلاق، أي أن مهمتهم تربية القوم الذين بعثوا إليهم فهل عقوق ابن آدم كان بسبب سوء تربية أبيه، و هل عقوق ابن نوح كان بسبب سوء تربية أبيه نبي الله نوح، وهل عقوق أبناء يعقوب كان بسبب سوء تربية أبيهم نبي الله يعقوب و الأمثلة من ذلك كثيرة في كتب التاريخ.
أخيرا لا يسعني إلا أن أشكر الأخت فتاة القمر على مداخلتها القيمة و هي إن دلت على شيء فإنما تدل على تربية سليمة و إيمان بالله و بقضائه.
5 فبراير، 2001 الساعة 5:53 ص #309548خالدمشاركعزيزي الحبيب العماني ..
ما ذكرته مجرد و جهة نظر لا اكثر و لا اقل .. توقعت ان الجميع سيهاجم الأبناء على سوء السلوك لذا أردت ان افتح مجال النقاش بزوايا مختلفة .. فذكرت في استهلالي السابق إنني سأضيف على حديث من سبقني لكي لا نتعجل في إصدار مذكرة اتهام !!
الذي اعتقده ان السلوك البشري معقد جدا ولا اعتقد بوجود فرد ما يستطيع ان يستوعب كافة جوانبه .. حتى المتخصصين في علم النفس و العلاج النفسي لا يستطيعوا إيجاد حل ثابت لمشكلة نفسية لكن خطوات حلهم بسيطة فهم يختارون مبدأ عام و يحاولون تلقينه لصاحب المشكلة و طبعا يختلف المبدأ حسب الزمان و المكان .
بأختصار المبدأ مهم جدا .. خِلو الفرد من مبادئ يعرضه كثيرا لفقدان القدرة على التجانس في اتخاذ قرارات .. بمعنى على أي أساس سوف يتخذ القرار ؟؟
نرجع لمشكلة العقوق .. أريد ان أؤكد ان المسؤولية دائما موزعة فليس من العدل أيضا ان يتحمل طرف كل المشكلة ولكن في نفس الوقت هناك نظرية نسبية .. من الأول البيضة أم الدجاجة ؟!! ( هذا هو تعريفي للنظرية النسبية )
ملاحظة هامة العقوق هو مشكلة في السلوك البشري .. و السلوك البشري مسألة جدلية .. لذا لكل حالة عقوق ظروف خاصة بها .
لا يمكن ان تخلي نفسك من المشكلة إذا لم نثبت نحن ( المحيطين بك ) انك قد طبقت المبادئ المتعارف عليها في التربية .. كما انه في نفس الوقت قد تطبق أنت المبادئ لكن يخذلك المجتمع و مؤسساته التربوية .. و هناك أيضا فكرة العقوق أي انك قد قمت بالتحكم في كافة الجوانب السابقة لكن شخصية الابن و أسلوب تفكيره يمنعاك من توصيل مبادئك إليه .. و هكذا
طبعا المثالية هنا هو قدرتك على التحكم في هذه الجوانب باتزان وهناك نماذج تنجح .. وعندما قمت بسياق أمثلة عن الأنبياء فحلها اعتقد بسيط .. النبي هو المعصوم عن الخطأ و ليس أبنائه .. لذا لم نسمع عن نبي اتخذ سلوك العقوق لوالديه .. في نفس الوقت هناك من أباء الأنبياء من سلك سلوكاً غير تربوي ضد الأنبياء فهل نحمل الابن النبي هذا الخطأ ؟!!
و طبعا كلامك صحيح أن الأنبياء يحاولون تربية المجتمع بشكل عام لكنهم لا ينجحون مع الكل .. و أبنائهم جزء من هذا المجتمع .. هذا يعني أن الخلل هنا ليس من الأنبياء .. لأننا نعلم تماما أن الأنبياء منزهين عن الأخطاء و هم يحملون مبادئ سامية .. لذا سنلقي اللوم على جوانب أخرى دون تردد .. لكن هل كل الأباء أنبياء ؟!!
بالنسبة لربط الإحسان بقضاء الله أمر في غاية الأهمية في التربية المثالية .. وهناك دائما رد .. فأنت لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء .. فلا يجب علينا أن نتوقع أن الجميع سيمتثل لأمر الله وإلا كانت و ستكون الدنيا بخير .. لذا لا بد أن نسوق هذا المفهوم مع آلية تنفيذ .. و هي غرس المسئولية لدى الأبناء حتى ينشئوا عليها .. توجد في حياتنا مبادئ عديدة لكن الصعوبة تكمن في كيفية توصيلها و عرضها بأسلوب مقنع .
كما إنني لا ابرر العقوق ولكن أحاول أن طرح جوانب أخرى لها من الأهمية في تفسير هذه المشكلة .
بالمناسبة لم أتكلم عن الحب عندما ذكرت أن فاقد الشيء لا يعطيه ما قصدته هو إذا لم أعود الطفل على تحمل المسئولية فكيف له أن يتحملها في الكبر .. اقصد بـ الشيء المسئولية و ليس الحب .
وكل الآيات التي أتيت بها و الأحاديث أمور مسلمْ بها لا اعتراض .. المشكلة كيف تستطيع أنت كولي أمر غرس هذا الشعور في أبنائك هنا تبقى المشكلة .. و اعتقد انه ليس من المنطق أن أهمل هذا الجانب في تربيتي لأبنائي و أطالب بها بعد أن اكبر و أشيخ .. ومن الظلم أيضا أن ارفع هذه الآيات كشعار أطالب بها كحقوق لواجبات أهملتها في تربيتي لهم .. الخلاصة إذا لم ترغب أن تُنتقدْ فعليك بأداء واجباتك .. و حقوقك محفوظة عند رب العزة و لا تنسى أن الله يمهل ولا يهمل و بمعنى أخر لصاحبة الموضوع كما تدين تدان .قلبي على بلدي انفطر وقلب بلدي علي حجر
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.