من أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟ وحدائق الشعر الجميل خراب لم يبق في دار البلابل بلبل لا البحتري هنا ولا زرياب شعراء هذا اليوم جنس ثالث فالقول فوضى والكلام ضباب يتكلمون مع الفراغ فما هم عجم إذا نطقوا ولا أعراب اللاهثون على هوامش عمرنا سيان إن حضروا وان هم غابوا يتهكمون على النبيذ معتقا وهم على سطح النبيذ ذباب الخمر تبقى إن تقادم عهدها خمرا وقد تتغير الأكواب من أين أدخل في القصيدة يا ترى والشمس فوق رؤوسنا سرداب إن القصيدة ليس ما كتبت يدي لكنها ما تكتب الأهداب نار الكتابة أحرقت أعمارنا فحياتنا الكبريت والأحطاب ما الشعر ؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى ؟ أولى ضحايانا هم الكتاب يعطوننا الفرح الجميل وحظهم حظ البغايا ما لهن ثواب يا تونس الخضراء هذا عالم يثري به الأمي والنصاب فمن الخليج إلي المحيط قبائل بطرت فلا فكر ولا آداب في عصر زيت الكاز يطلب شاعر ثوبا وترفل بالحرير قحاب
*********** هذه إحدى روائع نزار قباني قبل رحيله من هذا الكون ،، هل ياترى هذه القصيدة تفسر كما هي (كما قال نزار عنها عندما سأله كثير من الشعراء) أم قصد الشاعر فيها شئ آخر يختبئ مابين السطور ؟ ***********
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد