أرقب جارتي وهي تحسب حساب كل لقمة…تعد أكواب المياه وتحاسب صغارها على بعض الحلوى…تفسر سلوكها بألفاظ فجة غريبة على (( الحياة ..الحالة صعبة..القرش الأبيض))…لا أفهم منطقها….ما تزال عالقة في ذهني كلمات جدتي عما في الجيب وما في الغيب..أؤكدها لنفسي قائلة ((..وفي السماء رزقكم وما توعدون ))…فلم التقتير…؟!
في اليوم التالي أراهم على صفحات الجريدة… يتبادلون حفنات الدقيق ولقيمات الخبز وحبات الارز يعدونها اثمن من الذهب في وسط السجن الممتد أياما وشهورا في حظر التجول..وأتأمل صور الصغار وهم يقفزون بين البيوت..يوزعون الحياة وسط الموت وابكي..كم اتمنى لو اساعدكم…
وفي اليوم التالي أجد حصلية مزبلتي تفوق اليوم الذي سبقه..اين أذهب ببقايا الطعام.؟…لا عصافير ولا وحوش ولا آدميون حولي يصلح لهم هذا الفائض..ليس أمامي الا هي وفي الايام التاليه تتوافد عليّ شتى الصور..شيوخ ونساء وصغار حولهم الجوع الى اشباح مخيفة….أسأل زوجي…مسلمون ؟…يرد نعم وآميون ايضا ..أبكي قليلا وحين أدير ظهري لصورهم أنساهم….
تستعرض صديقتي على شاشة التلفاز صورا أخرى قائلة (( حرب شرسه ..أكلت هناك كل شئ ..)) أكمل لها حاكيه عن تواريخ وأحزاب وفصائل وحكايات أخرى سمعتها عنهم …تعجب بحسي الاسلامي المستيقظ وحين يحاصرني النوم لا استطيع الاستسلام له…وأعجب من حسي الانساني المتبلد ..انظر الى المزبلة المثقلة بخيرات الله وأبقي فيها انسانيتي على ابواب السفه….
مذكرات مسلمة…ميرال الطحاوي
احترامي…
الكاتب
المشاركات
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد