بينما كنا عائدين من بلاد يقال لها بهلا أو بهلى .. وقد باركنا لأحد الزملاء دخوله قفصه الماسي مررنا بنزوى وبالتحديد فلج دارس حينها تذكرت العزيز بن دارس .. وفي طريق عودتنا رغبنا في سماع إذاعتنا الحبيبة .. بعدما استحممنا من فلج دارس … كانت مسرحية أو تمثيلية أعتقد بأن اسمها : وكان أبي .. اتصلنا بزملائنا في السيارة الثانية لكي يستمتعوا بما نسمع .. وليتنا لم نتصل بهم .. بل ليتنا لم نفتح المذياع ..

سأحكي لكم ما سمعت .. وباختصار شديد ..
العائلة المكونة من الأب والأم والبنات في السوق …
إحدى البنات تنفرد وحدها في إحدى الزوايا بعيدا عن الأب وغطرسته ـ كما هو واضح ـ يأتي إليها أحد الشباب ليكلمها .. فتخاف وترتعد .. ليس خوفا على شرفها .. بل خوفا من أبيها .. وتقول للشاب : اذهب .. اذهب سيراك أبي .. وما أجمله من صوت .. فيقول لها إذا خذي الرقم .. فتأخذه .. في المساء تتردد بالاتصال به .. هل سأتصل به لأعرف ما يريد .. يا عيني على الفضول .. ثم تقول : لا لا لا أتصل به فأنا لا أعرفه .. أخيرا تستجمع شجاعتها وتتصل به .. وبصوت مرعود : ألو .. فيجب كنت أعرف بأنك شجاعة وستتصلين بي .. ماذا تريد ؟؟ تقول له .. فيجيبها : لماذا أنتم متعقدون ؟؟ لماذا لا تخرجين ؟؟ إن شكلك يوحي بأنك متحضرة .. ثم يصب لها من العسل المسموم .. وكما يقال : ذابت البنت .. فتلعن هذه الحياة المعقدة التي تعيشها بعيدا عن الحرية ..

ثم تقرر الخروج والهروب .. وفعلا تهرب .. وتغيب عن المنزل لمدة أسبوع .. فيقرر الأب قتلها حين عودتها .. وتعود بعد الأسبوع وملامح الحزن ظاهرة عليها .. فتقول لأبيها سأقتلك سأقتلك ..

فيشعر الأب بغلطته وبأن تعقيد وحرمان ابنته من حريتها جعلها تهرب .. فيتراجع عن خطأئه وجريمته .. وفعلا بعدها يعيشوا في سعادة بعد أن تحرروا من كل القيود … وفي المشهد الأخير يسأل عن أحفاده فتقول إن أباهم أعطاهم الحرية والديمقراطية .. فيعتذر لهم مرة أخرى لأنه جعلهم يعيشون بعيدا عن هذه الحرية ..

شكرا للكاتب .. شكرا للمخرج … شكرا للممثلين.. شكرا لكل المساهمين في انجاح هذا العمل ..

شكرا إذاعتنا الحبيبة ..