(( ما خطه الطاغية صدام في اعتذاره للكويتيين ونطق به وزير اعلامه محمد سعيد الصحاف لم يكن سوى تلاعب بالكلمات ولم تخل عباراته من نبرة التعالي وعجرفة المكابرة لانه وكما يقول المثل (الطبع يغلب التطبع).
فقد حاول الطاغية ان يظهر بمظهر الذي يسأل الله المغفرة عما فعل من السوء بجهالة محاولا الاحتماء بعدم المعرفة بأن غزوه للكويت كان من الأفعال التي تغضب الله وملقيا اللوم في الوقت نفسه على الحكومة الكويتية بأنها جرت على نفسها الغزو. فلو صح ان الكويت كانت هي البادئة ولم تكن نية الغزو مبيتة لكان في وسع صدام ان يدق أبواب الهيئات الدولية ويستنهض مؤسسات العالم القضائية.
لكن هذا لم يحصل بل وحتى محاولات الوساطة العربية تعامل معها بعجرفة واستعلاء ولم يدع مجالا لمساحة رمادية مما يؤكد ان الغزو كان نية مبيتة.
أضف الى ذلك ان الاعتذار كان مصحوبا بهجوم شديد على الحكومة الكويتية وتحريض الكويتيين عليها الأمر الذي يكشف بوضوح ان الاعتذار لم يكن موجها بالفعل الى الكويت التي رفضته لما احتواه من رغبة في التصعيد والإهانة وإنما كان رسالة موجهة الى العالم استجابة للضغط الدولي والعربي في الاعتراف بالخطأ خاصة وانه تزامن مع تسليم العراق التقرير المطلوب منه بموجب قرار مجلس الأمن عن برامجه لإنتاج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ وسط تأكيدات عراقية بالتعاون التام مع فرق التفتيش الدولية.
واذا كان صدام يجهل بان غزوه للكويت كان فعل سوء يغضب الله فهل يجهل ان القتل بغير حق والسلب والنهب واغتصاب النساء وتيتيم الأطفال وتشتيت الشمل واستباحة الحرمات وما جلبه على الشعب العراقي من ويلات وكوارث نتيجة قرارات طائشة كلفت هذا الشعب الكثير سواء في الحرب ضد ايران او في غزو الكويت وما صاحب ذلك من تبديد للثروة ومعاناة المواطن العراقي في كسب لقمة العيش وهجرة الملايين الى الخارج هي أفعال اغضبت وتغضب الله سبحانه وتعالى.
وألم يكن الأولى بصدام ومن كانوا حتى الأمس القريب يقفون الى جانبه في قراراته المتهورة ان يعتذروا للشعب العراقي عن الكوارث والمصائب والويلات التي انزلوها بهذا الشعب المغلوب على أمره ))

الكل يبحث عن صدام .. فيما كانوا بالأمس يهتفون له ..
ويشجعونه .. ويهرولون خلف سرابات صنعوها بأنفسهم ..
كما هو الحال لما حدثت تفجيرات نيويورك .. فقد بانت الإبتسامات العربيه
وأتسعت الهتافات بإسم بن لادن .. وعلت صوره القمصان .. ولكن بعد أن إحتلال أمريكا لأفغانستان .. إنكسرت الشوكه ..
وصار بن لادن هو الجالب الوحيد للنحس للعرب ..
أينما مالت الرياح … ملنا .. لتدور الدائره عليك يا طاغيه يا صدام ..
((طبعا الحين صار طاغيه بعدما كان بطلا )) ..
حيث مالت الريح … نميل