الرئيسية › منتديات › مجلس القانون والقضايا والتشريعات › تعلم القوانين الوضعية
- This topic has 23 رد, مشاركَين, and was last updated قبل 21 سنة، 5 أشهر by مجد العرب.
-
الكاتبالمشاركات
-
10 يونيو، 2003 الساعة 9:26 ص #16375مجد العربمشارك
من خلال تصفحي لمنتدى المحامين قرأت هذا الموضوع ( فتوى هيئة كبار العلماء في تعلم القوانين الوضعية!! ) وهذه الهيئة موجودة في المملكة العربية السعودية ، ورغبت نشر هذا الموضوع هنا في هذا المكان للعلم .
علما بأن هناك تضارب في الآراء حول من يحرم تعلم القوانين الوضعية ، ومن يؤيد تعلمها .
= ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ =
وقد كتب هذا الموضوع المشارك / أبو عابد من منتدى المحامين ، وأنقله حسب ما جاء من المصدر .(( تعلم القوانين الوضعية
الفتوى رقم 6901
(( لا يجوز تعلم القوانين الوضعية لتطبيقها ، مادامت مخالفة لشرع الله ، وتجوز دراستها وتعلمها لبيان مافيها من دخن وانحراف عن الحق ، ولبيان مافي الإسلام من العدل والاستقامة والصلاح ، ومافيه من غنى وكفاية لمصالح العباد .
ولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما ، إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم ، ويجوز لمن يهضمها ويقوى على فهمها بعد دراسة الكتاب والسنة ، ليميز خبيثها من طيبها ، وليحق الحق ويبطل الباطل ،
مالم يشغله ذلك عما هو أوجب منه شرعاً .وبهذا يعلم أنه لا يجوز تعميم تعليم ذلك في دور العلم ومعاهده ، بل يكون لمن تأهل من الخواص ، ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق ودحض الباطل .))
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو : عبدالله بن قعود ، عضو : عبدالله بن غديان ، نائب رئيس اللجنة :عبدالرزاق عفيفي ، الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
وهناك سؤال 23 من فتوى رقم 18612
تدور حول تعلم القوانين الوضعية وفيها أيضاً حكم الإشتغال بالمحاماة
ومن أراد مزيد بيان فليرجع للمصدر
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بجمع : عبدالرزاق الدويش
الصادرة عن دار الإفتاء )) .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
وقد علّق المشارك / نايف من نفس المنتدى على هذه الفتوى بقوله :(( تحية طيبة وبعد:
اليكم تعليقي على الفتوى :
1- لم افهم المقصود بعبارة “…لا يجوز للمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم”. هل تعلم القوانين الوضعية يؤدي إلى الفتنة و الانحراف؟؟؟….ايضاً, هل المقصود وجوب توافر شروط الاجتهاد لدراسة القوانين الوضعية!!!!. هذا يبدو واضح من سياق الفتوى حيث تم النص على أن تعلم القوانين الوضعية “لا يجوز” إلا لمن يقوى على فهمها “بعد دراسة الكتاب والسنة”….” بل يكون لمن تأهل من الخواص, ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق و دحض الباطل”…أليست عبارة “بل لمن تأهل من الخواص” تعني لزوم توفر شروط الاجتهاد في الراغب تعلم القوانين الوضعية…..أي أن الشرعيين (خريجي كليات الشريعة) هم الأشخاص المؤهلين لدراسة القوانين الوضعية أما القانونين فلا يجوز لهم دراسة القوانين الوضعية لأنهم لا يستطيعون تمييز الحق من الباطل. مانراه هو العكس, فخريجي كليات الشريعة (مع كامل الاحترام والتقدير لهم) نجدهم غير قادرين على دراسة القوانين الوضعية ويجدون الكثير من المشاكل في دراسة و استيعاب العلوم القانونية.
2- ما هو المقصود بكلمة “ونحوهما”؟
3- أرى أن الهدف من الفتوى هو التحذير من دراسة القوانين الوضعية لكني أرى أن هناك تناقضاً في حيثيات الفتوى, فنجد مثلاً أن الفتوى تريد إعطاء انطباعاً بأن القوانين الوضعية كلها شر و خبث لكنها تتناقض مع نفسها حين تذكر أن بهذه القوانين إيجابيات…… ” ويجوز لمن يهضمها ويقوى على فهمها بعد دراسة الكتاب والسنة، ليميز خبيثها من طيبها ، وليحق الحق ويبطل الباطل.”
4- السؤال لماذا كل هذا الهجوم على القوانين الوضعية وما هو الخبث الذي تحتويه هذه القوانين كي لا نعلمها ابناؤنا….ألا تعد مثل هذه الفتوى تكريساً للانغلاق الفكري الذي أرى أننا بدأنا ندفع ثمنه الآن….توجه مطلق في الفكر وتكريس لمبدأ الإرهاب الفكري والتكفيري.
5- كنت أتمنى من أصحاب الفضيلة المشايخ ذكر مساوئ/خبائث القوانين الوضعية كي نتجنبها….هل يقصدون بذلك النصوص القانونية المتعلقة بالفوائد الربوية…../ ……ما هي النصوص الأخرى التي بها خبث وباطل…..!!!!
6- أختم, ينبغي علينا الانفتاح على الآخر والاستفادة من النظم القانونية طالما انها لا تتعارض مع ثوابتنا…..قياساً على أن “شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا”…..و”من تعلم لغة قوم أمن مكرهم”….اؤكد مرة أخرى, يجب أن ننطلق و ننصهر في العالم بشرط الحفاظ على الثوابت.
تحياتي للجميع )) .
= ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ =
18 يونيو، 2003 الساعة 8:59 ص #406942مجد العربمشاركتوالت الردود حول هذه الفتوى والتعليق الذي أورده الدكتور / نايف .
فقد عقب المشارك عبدالرحمن الأدلم ، على التعليق فجاء رده :
( مــــــــــــــرحبا د. نايف الشريف
اتمنى ان لا تعتبر الرد الاتي رغبة في تمديد اجازتك. وان كنت اعرف انك كاستاذ اكاديمي مشغول خصوصا ايام الاختبارات.مرحبا بك وبتعليق على الفتوى ومرحبا تعليق
واذا لم يعلق اساتذة الجامعات على فتوى هيئة كبار العلماء فمن يعلق؟؟
ياشيخ علق ومن يرك ويقول لا؟؟ وهل هي قدسية؟؟
بالتأكيد ليست قدسية,, ولكن الرد عليها ليس بتلك السهولة. فهي محكمة / بضم الميم الاولى/ وشائكة.
في من يرى ان لدية القدرة في الرد عليها يجب ان يكون لديه جلد وعصامية وترسانة علم وفقه واصوله
واليك استاذي تبيان ما استعصى على فهمك .
وقبل ذلك يطيب لي ان اؤكد ان الفتوى واضحة ولا تحتاج الى تفسير .
تقول
1- لم افهم المقصود بعبارة “…لا يجوز للمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم”. هل تعلم القوانين الوضعية يؤدي إلى الفتنة و الانحراف؟؟؟
واقول
لم تقل الفتوى ان تعلم القوانين يؤدي الى الفتنه والانحراف بالضرورة ,, ولكن قالت عدم الجواز لمن لا يقدر على التمييز ومن ثم الوقوع في الفتنة والانحراف والمثال واضح في مقال “تقنين العقوبات الشرعية: الذي نشره الاستاذ المعاون القضائي لد. حسين عبد علي/ http://www.iraqcp.org/295thakafa/malff1.htm#_ftn1 / فالفتوى لم تحرم تعلم القانون بل حرمت على من لايأمن على نفسه الفتنة, فالمحرم هو كل مايوقع بالفتنة.
ثم لاحظ اخي الكريم ان المقصود هو القوانين الوضعية التي يتمثل فيها قوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون,,, وقوله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون,,, وقوله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)
ان دراسة هذه الانظمة التي تدخل في حكم الاية // ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون// من اجل تطبيقها والذب عن مخالفتها وتحصيل الحقوق التي تحميها والاسترزاق والتكسب من ذلك هو المقصود.
وحيث القوانين والفلسفة ونحوهما ليست قران لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد, اي فيها باطل,,, فان عدم التمييز بين الحق والباطل هو علة الحكم.
فالفتوى جزاك الله خير محكمة مقيدة بعدة شروط:
اولا قالت لتطبيقها
وثانيا قالت مادامت مخالفة لشرع الله
وثالثا قالت حصرت ذلك فيمن لا يستطيع او إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها
ورابعا اتت بالعلة .. خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم
تقول
ايضاً, هل المقصود وجوب توافر شروط الاجتهاد لدراسة القوانين الوضعية!!!!.
لا لم تقل الفتوى ذلك ولكن ما المانع
تقول
هذا يبدو واضح من سياق الفتوى حيث تم النص على أن تعلم القوانين الوضعية “لا يجوز” إلا لمن يقوى على فهمها “بعد دراسة الكتاب والسنة”….” بل يكون لمن تأهل من الخواص, ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق و دحض الباطل”…أليست عبارة “بل لمن تأهل من الخواص” تعني لزوم توفر شروط الاجتهاد في الراغب تعلم القوانين الوضعية….
واقول نعم اذا كانت محرمة دراستها لغرض تطبيقها حسب الشروط اعلاه وفيها باطل ومعارضة لشرع الله ومن ثم لم يبقى الا دراستها لغرض تجلية باطلها وحقيقة مخالفتها للشرع. وبالضرورة لن يتمكن من ذلك الا اهل الشريعة وخريجي كليات الشريعة او من في مستواهم. لان الغرض // ليميز خبيثها من طيبها ، وليحق الحق ويبطل الباطل.
تقول
أي أن الشرعيين (خريجي كليات الشريعة) هم الأشخاص المؤهلين لدراسة القوانين الوضعية
اقول نعم كما سلف بيانه ومن لها غيرهم
تقول
أما القانونين فلا يجوز لهم دراسة القوانين الوضعية لأنهم لا يستطيعون تمييز الحق من الباطل.
اقول لا فالقانوني قيد يكون كذلك وقد لايكون, اما تمييز الحق من الباطل وفق احكام الشريعة الاسلامية او وفق قانون زمبابوي او وفق شريعة الغاب فلا يجيده الا من تبحر بتلك الاحكام, سواء الشريعة الاسلامية او غيرها ومن ثم فلا مناسبة لكلامك هنا.
تقول
مانراه هو العكس, فخريجي كليات الشريعة (مع كامل الاحترام والتقدير لهم) نجدهم غير قادرين على دراسة القوانين الوضعية ويجدون الكثير من المشاكل في دراسة و استيعاب العلوم القانونية.
واقول
اولا لقد لتضح انه جانبك الصواب من واقع العرض اعلاه وان المقصود هو مقارنة التشريع الوضعي مع احكام ومقاصد وعلل الاحكام الشرعية. وهذا لن يتسنى بالتأكيد لرجل لا يجيد قرأت التحيات؟ ولو كان انيرت .
وثانيا معظم خريجي كلية الشريعة يدينون بالفضل العظيم الذي الذي ساهمت به العلوم الشرعية باستيعاب وتفقه النصوص القانونية وما نهلنا منها لا من حيث الفقه ولا من حيث اصول الفقه ولا اللغة العربية ايضا. ومعظم من يسيطر على هذا المنتدى هم خريجوا عطية الله كلية الشريعة. ولنا في بندر نهار (فوزي) كل اسوة . وكلنا اسف على غيابه.
تقول
أرى أن الهدف من الفتوى هو التحذير من دراسة القوانين الوضعية لكني أرى أن هناك تناقضاً في حيثيات الفتوى, فنجد مثلاً أن الفتوى تريد إعطاء انطباعاً بأن القوانين الوضعية كلها شر و خبث لكنها تتناقض مع نفسها حين تذكر أن بهذه القوانين إيجابيات…… ” ويجوز لمن يهضمها ويقوى على فهمها بعد دراسة الكتاب والسنة، ليميز خبيثها من طيبها ، وليحق الحق ويبطل الباطل.”
اقول التناقض وسوء الفهم ليس موجودا الا عندك يا استاذ.
فالفتوى لا تريد إعطاء انطباعاً بأن القوانين الوضعية كلها شر و خبث بل حصرت ذلك فيما يخالف الشرع قالت: (مادامت مخالفة لشرع الله)
والفتوى لم تتناقض مع نفسها ولم تذكر أن بهذه القوانين اي إيجابيات.
واستدلالك يدل على عدم فهمك حيث ليميز خبيثها من طيبها لاتعني في المفهوم الدلالي الا اثبات وجود الباطل في نفس الاناء الذي يقدم به الطيب والسم في نفس كاس العسل. والباطل هنا ليس الخطأ والشذوذ القابل للتصحيح وانما المخالفة الصريحة والمقصودة بتشريع مايخالف الشرع زهدا بالشرع ورغبة في غيره.
تقول
السؤال لماذا كل هذا الهجوم على القوانين الوضعية وما هو الخبث الذي تحتويه هذه القوانين كي لا نعلمها ابناؤنا…
واقول
هل عرفت ايها الاستاذ الخبث الان
هل تدرسون بجامعة الملك عبد العزيز مادة عن تفسير النص؟؟؟
تقول
.ألا تعد مثل هذه الفتوى تكريساً للانغلاق الفكري الذي أرى أننا بدأنا ندفع ثمنه الآن….توجه مطلق في الفكر وتكريس لمبدأ الإرهاب الفكري والتكفيري.
واقول
هل عرفت الان اين الانغلاق الفكري واين يقع واين يتجذر ومن ينبته ؟؟؟ واين مستوى الاستدلال..وان كلمة ارهاب فكري يرددها كل من .. وكل يستخدمها في غير موضوعها.
5- كنت أتمنى من أصحاب الفضيلة المشايخ ذكر مساوئ/خبائث القوانين الوضعية كي نتجنبها..
اقول لقد قالوا ولكن القراءة الانتقائية تعمي عن ذلك
واقولها مرة اخرى كل ما يخالف شرع الله خبائث فتجنبها يرحمك الله وقد نصت الفتوى مادامت مخالفة لشرع الله..
تقول
أختم, ينبغي علينا الانفتاح على الآخر والاستفادة من النظم القانونية طالما انها لا تتعارض مع ثوابتنا…..قياساً على أن “شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا”…..و”من تعلم لغة قوم أمن مكرهم”….اؤكد مرة أخرى, يجب أن ننطلق و ننصهر في العالم بشرط الحفاظ على الثوابت.
واقول انفتح على الاخر الى الاخر وانصهر على راحتك. بس لا يجعلك هذا الانفتاح تتهم الفتوى بأنها “(تكريساً للانغلاق الفكري الذي أرى أننا بدأنا ندفع ثمنه الآن….توجه مطلق في الفكر وتكريس لمبدأ الإرهاب الفكري والتكفيري”)
طبت في خير
وعودا حميدا واجازة اخرى سعيدة نمنحها لك.
ملحوظة
الاستاذ شناني
عذرا فانا مشغول الان جدا, ولكني لم اصدق نفسي وفرحتي بعودة الدكتور نايف الشريف فوودت تقبيل الاقلام وتحيته بالقدوم.
ثم هذا انت عرفت كل شيء ومن ثم آن لنا ان نتعامل مع المنتدى بشيء من الهجر الاختياري هجر الحبيب لحبيبه.
ولي انشاء الله دردشات قادمة ولكنه الزمن والوقت ايضا.
ابن الادلــــــــــ/×
18 يونيو، 2003 الساعة 9:03 ص #406943مجد العربمشاركجاء رد المشارك : موسى هاشم شناني
( رحم الله فقهاءنا الكبار والأجلاء حينما كانوا ، وقبل الخوض في بيان حكم أي مسألة أو موضوع ، يدبجون لنا عشرات الصفحات في تعريفه لغة وشرعا واصطلاحا وعرفا ، وهذه الخطوة البديهية تسمى في المنهج العلمي : ضبط المصطلح . وفي أصول الفقه تسمى : تحرير محل البحث . وهي الخطوة المنهجية الأولى لبيان الحكم في أي موضوع .
وبعد ذلك يدللون على الحكم بالأدلة والأسانيد الشرعية ويوردون الأسباب والتعليل الكافي لحمل النتيجة التي انتهوا إليها ..
ولكني أرى الفتوى أعلاه ليس لها حظ من كل ذلك .
وقد قرأت منذ مدة في صحيفة عربية أن شيخا سعوديا أيضا أفتى بأنه لا يجوز للمسلم إهداء الورد والأزهار في عيادته لشقيقه المسلم المريض .. لأنها عادة غربية وتشبه باليهود والنصارى !!! وهي بدعة !! والفتوى والخبر منشوران في صحيفة المحرر العربي التي تصدر من لبنان .
وقد ورد في تعليل الفتوى : أنه خير ما يقوم به المسلم في عيادة شقيقه المسلم المريض هو الدعاء له بالشفاء العاجل وقراءة القرآن ..
ولكن أحدا ما لم يسأل الشيخ : وما المانع من الدعاء وتقديم الأزهار معا ؟!!.
والغريب أن الفتوى أعلاه المتعلقة بالقوانين الوضعية هي من الغموض بحيث لم تحدد مفهوم القانون الوضعي ولم تبين سبب تحريم دراسته إلا بشروط !!.. ولم تبين مواطن اختلافه عن الشريعة الإسلامية .. فضلا عن أنها انتهت إلى نتيجة خطيرة وهي تحريم تعليمه في المناهج وإنما يقصر ذلك على الخواص فقط !!! ومن أجل غاية محددة فقط !!. يعني توجيه للفكر والعقل عن بعد !!
والغريب أكثر أن بعض المشايخ ، ومن حيث لا يدرون ، يصورون الإسلام على أنه دين غير مقنع !!! ولا يقوى على مواجهة الانتقاد أو الأفكار المغايرة !! وأن المسلم إنسان بائس وهش في إيمانه وفكره .. وقناعاته تسقط عند أول مواجهة مع الفكر الآخر !!! وهو تصوير ينعكس في نصائح المشايخ لكل مسلم بالابتعاد عن مجالسة أهل الفكر والبدع والهوى !!!
إنهم يصورون شخصية المسلم من الهزالة بحيث يجب أن يكون هناك وصيا على فكره دائما .. ليقول له هذا مفيد وهذا مقنع وخذ هذا وذر ذاك .. ويصورونه على أنه إنسان قاصر عقليا وفكريا وغير قادر على تشخيص الأمور والموازنة بينها .
تقول الفتوى : ولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم
وذات مرة سئل أحد الرؤساء عن عدم منعه لمسرحية انتقدت نظامه ، فقال : إذا كان هذا النظام سيسقط أو يخشى على نفسه من مسرحية ، فلا خير فيه !!
إنه كلام جريء أليس كذلك .
ولكن هؤلاء المشايخ يستحقون أكثر ، لأنهم يصورون المسلم بأبشع صورة .
نتابع :
وتخلص الفتوى إلى الحكم التالي :
وبهذا يعلم أنه لا يجوز تعميم تعليم ذلك في دور العلم ومعاهده ، بل يكون لمن تأهل من الخواص ، ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق ودحض الباطل
وهذا يعني أن تعليم القوانين الوضعية غير جائز في دور العلم والمعاهد ، أي لا يجوز أن يتضمن المنهاج أي شيء من تلك القوانين الوضعية والفلسفة ونحوهما كما ورد .
وكذلك : فإن دراستها يجب أن تكون ( للخواص ) حتى لا يفتن بها !!!
وتضع الفتوى هدفا مسبقا لدراستها هو : لبيان ما فيها من باطل لدحضه .
يعني يا مسلم عقلك موجه من المهد إلى اللحد .
ودمت ذخرا لبلدك ودينك .
والمسلم هو أضعف كائن على وجه هذه البسيطة ، كما يصوره المشايخ ، فهو يخشى أن ينفرد بامرأة .. ويخشى أن يجالس ملحدا .. ويخشى أن يناقش علمانيا .. ويخشى أن يتعلم القوانين الوضعية .. ويخشى أن يسمع نقدا .. ويخشى تعلم الفلسفة ونحوها .. ويخشى رؤية القط الأسود أيضا .. ويخشى أن يتمتع الناس بقليل من الحرية .. حتى أن المسلم نفسه ، وفي كل مكان ، أصبح يخشى الحرية فعلا ويعارضها !!
مثلما بعض المعتقلين السياسيين الذين أفرج عنهم بعد مدة طويلة من السجن ، لم يستطيعوا أن يجلسوا في وسط الغرفة !!! ودائما يجلسون بجانب الحائط ويفزعون من صوت دبيب الأقدام !!!!!!
وفي الستينيات أفتى شيخ كبير أيضا بحرمة شراء الأسلحة من الاتحاد السوفياتي !!! في وقت كانت كل من مصر وسوريا أحوج ما تكون فيه لذلك السلاح ، أصلا كان الاتحاد السوفياتي هو المصدر الوحيد لسلاحنا !!! ولكن ذلك الشيخ أيضا لم يتعرض للمبالغ الهائلة التي تدفع لصفقات الأسلحة الأميركية والعمولات وغير ذلك .
لذلك ، ابحثوا دائما عن سبب ( سياسي ما ) وراء كل فتوى بمنع أو تحريم !!.
وبالعودة إلى الفتوى أعلاه المتعلقة بالقوانين الوضعية ، فإن المشايخ المذكورين لا يعرفون ما هي القوانين الوضعية ، ولا يعرفون عن نظرياتها شيئا .
وإن كلمة السر وراء معارضتهم العنيفة لها هو أن تلك القوانين تلتقي مع منظومة قيم اسمها : الحريات العامة وحقوق الإنسان .
وحقوق الإنسان هذه ستؤدي إلى بوابة كبيرة يخشون فتحها ، اسمها : حرية الرأي والتعبير . الأمر الذي يهدد سلطانهم ويدك أسوار الاستبداد الديني والسياسي معا . ولذلك ، فإن الحجر على العقل ضرورة سياسية ودينية .. خشية الفتنة طبعا !!!
وفعلا : إذا عرف السبب بطل العجب .
وربما أعود لك يا ابن الأدلم ، حتى تصلح بوصلتك !!!
ودائما : مع احترامي لكل وجهات النظر الأخرى .
18 يونيو، 2003 الساعة 9:18 ص #406945مجد العربمشاركوكان رد : الخليل على النحو التالي :
( بسم الله الرحمن الرحيم
“لا يجوز تعلم القوانين الوضعية لتطبيقها ، مادامت مخالفة لشرع الله “
يبدو أن الإخوة الذين علقوا على هذه الفتوى لم ينتبهوا إلى القيدين الواردين فيها ، وهما : أن تكون مخالفة لشرع الله ، وأن يكون التعلم بقصد التطبيق . في هذه الحالة أعتقد أن هذه الفتوى معلومة من الدين بالضرورة . أما إذا تخلف أي من هذين الشرطين فلا محل للتحريم . وما يدل على الجواز في هذه الحالة هو كون هؤلاء العلماء أنفسهم يخضعون للقوانين ويطبقونها ابتداءً من القوانين المنظمة لتعيينهم وترقياتهم ، والمميزات القانونية التي يحصلون عليها ، وتقاعدهم ، ( مثل قانون الخدمة المدنية وقانون التقاعد وقانون موظفي المرتبة الممتازة ، وانتهاءً بالقوانين المنظمة لسير عملهم ، مثل (قانون سير العمل في هيئة كبار العلماء ) .
والله أعلم ) .
18 يونيو، 2003 الساعة 9:25 ص #406948مجد العربمشاركرد : أحمد زكي سليم يقول :
( الأخ الكريم ابن الأدلم..
للتو قرأت ردك على الدكتور نايف..
وأصدقك القول.. لم أستطع أبدا أن استشف رأيك أنت. فلا أنت مع الفتوى ولا أنت ضدها.. ولا أنت تنتقدها ولا أنت تؤيدها..
وكل استفادتك من هذه الفتوى والنقاش حولها هو محاولتك النيل من الزميل الدكتور نايف.
هل هذا هو أقصى ما تريد؟
ثم طلب صغير يا ابن الأدلم..
نرجو تزويدنا بخلفيتك العلمية والمهنية وهل أنت خريج شريعة أم قانون؟
حتى أفهم فقط! )
18 يونيو، 2003 الساعة 9:30 ص #406949مجد العربمشاركوتدخل الوافي قائلا :
( تنحرف بوصلة بن الأدلم حينما يقترب منها الدكتور نايف وإلا كيف يمكن لنا فهم قولهم …
وبهذا يعلم أنه لا يجوز تعميم تعليم ذلك في دور العلم ومعاهده ، بل يكون لمن تأهل من الخواص ، ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق ودحض الباطل .)
23 يونيو، 2003 الساعة 9:34 ص #407251مجد العربمشاركيقول أبو عابد
( الأخ الفاضل : أحمد زكي سليم ..
بخصوص مداخلتك مع ابن الأدلم
لو سمحت لي أن أتدخل بينكما فإني سأقول :
لا وجه للعجب في كلامك وكلام ابن الأدلم جداً واضح .. وهو يؤيد الفتوى بلا شك
ولا يظهر من مداخلته المؤدبة مع الأخ نايف أي محاولة للنيل منه ..
لأنه لم يزد على أن فسر مواطن الإشكال التي اعترضت الأخ نايف ولم يستطع عقله أن يتفهمها .. وهذا كل مافي الأمر.الأخ : الوافي ..
الكلام الوارد في الفتوى واضح جداً ولا يحتمل معنيين ..
العلماء إنما حصروا تعلم هذا العلم فيمن كانت لديه القدرة والملكة ممن تعلم العلم الشرعي ، وذلك كي لا تلتبس عليه الأمور فيضيع دينه لأجل دنياه .
أحببت التوضيح .. وأرجو أن لايفهم الأمر على غير المراد ) .
23 يونيو، 2003 الساعة 9:39 ص #407252مجد العربمشاركأحمد زكي سليم يعقب
( الأخ أبو عابد..
تقول:
الجزء الأول: ولا يظهر من مداخلة ابن الأدلم المؤدبة مع الأخ نايف أي محاولة للنيل منه ..
الجزء الثاني: لأن ابن الأدلم لم يزد على أن فسر مواطن الإشكال التي اعترضت الأخ نايف ولم يستطع عقله أن يتفهمها .. وهذا كل مافي الأمر.
وبخصوص الجزء الأول من تعليقك أقول أنك بحاجة ماسة لزيارة طبيب العيون!
وبخصوص الجزء الثاني أستنتج أنك تقول أن عقل الدكتور نايف لا يستوعب ما استوعبه (عقل) ابن الأدلم.
هل استنتاجي صحيح؟
لو أن استنتاجي صحيح فأقول لك بأنه قد آن لأبي سارة أن يمد رجليه! )
23 يونيو، 2003 الساعة 10:14 ص #407260مجد العربمشاركلنرى ما قاله : الحاجب
( ولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما
ومن ثم نحن بحاجة ايضاً الى فتاوى تحرم تعلم الهندسة الوراثية وعلم الفيزياء والفضاء وغير ذلك أو فتوى تحرم العلم بشكل عام
المؤسف ليس صدور مثل تلك الفتاوى لكن الاكثر أسفاً ان نتداولها لنضيفها الى فتاوى سابقة عن تكفير من يقول بكروية الارض وانها تدور حول نفسها أو بتحريم قيادة الناس للسيارات ليتمكن الاجانب من الخلوة بالحريم
الفتوى تحرم تعلم القونين الوضعية بشكل عام دون ان تتحدث عن ماهى القوانين الوضعية ولاتعريفها ولاغير ذلك باطلاق ( لايجوز لمسلم ان يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ) هاكذا من اعطى هؤلاء حق الفتوى ولو انهم على حق لما نحن امة عالة على الامم نأكل مماهى تزرع ونلبس مماهى تنسج ونستخدم سياراتهم و واجهزتهم وغير ذلك لسبب بسيط اننا نركن لهولاء ناسين أننا أمة أول كلمة نزلت لها كلمة إقرأ دون قيد وبإطلاق تمام
علينا ان نمزق مثل تلك الفتاوى ونحض على العلم فالاسلام دين قوى ولن يشاد الدين احداً الا غلبة
وحسبنا الله ونعم الوكيل )
23 يونيو، 2003 الساعة 10:18 ص #407261مجد العربمشاركأيضا يقول الحاجب
( وأحب أن اضيف كيف يمكن ان يستفيد من تعلم القوانين الوضعية كيف يستفيد في العلوم الشرعية مثلا
السرقة
حد من الحدود في الشريعة الاسلامية ولكن ماهى السرقة اتفق الفقهاء على انة الاستيلاء على مال محرز ووضعوا شروطا أن يكون مالاً بالغاً للنصاب ليس في ذلك خلاف ولكن ان يكون المال محرز بمعنى لو أن (أ)معة مفتاح محللا مثلا ومسموحا لة بدخول هذا المحل وسرق كالاً لايعد سارقاً وامثلة كثيرة وهذا من الفقهاء مجرد اجتهاد ولكن تعريف القانون الوضعي للسرقة انة اختلاس مال منقول مملوك للغير يسد جانب من اجتهاد الفقهاء حولب الحرز وغيرة
القتل
ايضاً يعرف الفقة الاسلامى القتل العمد وشبة العمد والخطأ وهى تقسمات ليست صالحة على الاطلاق والاخذ بالتعريفات التى وضعها فقهاء القانون الوضعي حول القصد العام والخاص ونية ازهاق الروح وغيرها أمور تحل معضلات في تلك الاجتهادات
الفقة الدستورى
في الشريعة الاسلامية لم تحدد علاقة الحكومة بالهيئة النيابية وعلاقة القضاء بباقي الهيئات ثم الانتخابات وسحب الثقة وطريقتها وغير تلك الامور لم يتعرض لها الفقة الشرعي على نحو محدد وبالتالى فإن الاستفادة مما وضعةفقهاء القانون الوضعي هام لاسيما وهى لاتعارض نصا في القرآن أو السنة وتحقق مصلحة للعباد
وبالتالى فإن من يتعلم القوانين الوضعية يمكن ان يفيد الشريعة الاسلامية من حيث أن الشريعة فصلت ماهو ثابت مثل العبادات واجملت ماهو متغير مثل المعاملات وحاجات الناس مرتبطة بالمعاملات ومن ثم فإن الفقة الوضعي لو كان محققا لمصالح العباد افضل من اجتهاد فقى قديم وهو في الغالب قديم أو مقلد كما درج فقهاؤنا فإنة اولى بالاعمال ليس لانة وضعي ولكن لانة على الاقل اجتهاد
وبالتالى فعبارةولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما التى جاءت في الفتوى مستفزة لانها لاتعبير عن الحد الادني من روح الاسلام العظيم الذى يتميز بمرونتة لانة قابل لكل زمان ومكان
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ملاحظة
الامثلة عن السرقة والحرز وغيرها من ذاكرتى التى قد لاتكون دقيقة لكن في الاجمال خطوطها العريضة التى ذكرتها هى ما انا متأكد منة )
2 يوليو، 2003 الساعة 7:59 ص #408064مجد العربمشاركيقول المعاون القضائي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين اضطره المقام إلى الخوض في مسألة زلات العلماء : ( نعوذ بالله سبحانه مما يفضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة ، أو انتقاص أحد منهم ، أو عدم المعرفة بمقاديرهم و فضلهم ، أو محادتهم و ترك محبتهم و موالاتهم ، و نرجو من الله سبحانه أن نكون ممن يحبهم و يواليهم و يعرف من حقوقهم و فضلهم ما لا يعرفه أكثر الأتباع ، و أن يكون نصيبنا من ذلك أوفر نصيب و أعظم حظ ، و لا حول و لا قوة إلا بالله ) [ الفتاوى الكبرى : 6 / 92[ .
و قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي : ( و لو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه و بدَّعناه ، و هجرناه ، لما سلم معنا ابن نصير ، و لا ابن مندة ، و لا من هو أكبر منهما ، و الله هو هادي الخلق إلى الحق ، هو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة ) [ سير أعلام النبلاء : 40/14 [ .
2 يوليو، 2003 الساعة 8:03 ص #408066مجد العربمشاركأحمد زكي سليم يقول
أخي المعاون القضائي…
رحم الله ابن تيمية والامام الذهبي.. رحمهما الله رحمة واسعة فهم في عصرهم كانوا مبتكرين ومفكرين لا ناقلين.
ابن تيمية كان، في عصره، يسبق عصره بمئات السنين. وكثير من علمائنا قد توقف شريطهم عند ابن تيمية. كأنه رحمه الله كان هو وحده نهاية عصر الاجتهاد. هل يصح هذا برأيك؟
علمائنا في الوقت الحالي يتميزون بما تميز به السلف فقط، فهم سريعي الحفظ وسريعي البديهة ويتحضرون آيات القرآن أيما وقت.
للمعلومية، حاسبي الشخصي لديه هذه القدرات أيضا!
نحن بحاجة لفتوى تقدس العلم والعلماء في أي مجال.. فتوى تحض على العلم وتعلمه. فتوى تحض على الصناعة وتضع العالم الفيزيائي والكيميائي على قدم المساواة مع الفقهاء من أمثال ابن تيمية وغيرهم.
ورحمك الله يا ابن تيمية، لو كنت تعيش في عصرنا لساءك ما يحدث الآن!
2 يوليو، 2003 الساعة 8:07 ص #408067مجد العربمشاركسعد كامل يقول :
اشكر كل المشاركين في التعليق على هذه الفتوى والسجال العلمى الذى دار حولها
ثم اصبحت مقتنعاً انها فتوى لاتناسب ولاتتفق وحيقية الدين الاسلامي الحنيف دين العلم والتقدم ومشاركة الاخ احمد زكى دفعتنى لسؤال لماذا عندما نتحدث في عالمنا العربي عن ( العلماء ) ينصرف الامر فورا للمشايخ ورجال الدين لماذا لاينصرف الى علماء الطب والاجتماع والفلسفة والكيماء والفيزياء وغيرهم
ظنى اننا سنظل على تخلفنا طالما ارتبط عندنا لفظ العلماء برجال الدين ويالتهم يدفعون الامة الى الامام والتقدم ولكنهم يحظرون العلم
2 يوليو، 2003 الساعة 8:11 ص #408068مجد العربمشاركأبو عابد يرد على
الأخ الحاجب /
أتمنى ان تضع نصب عينيك قبل أي مقارنة أن القواعد المستمدة من الشريعة تستمد قوتها وعنصر بقائها من كونها تجسيد لقواعد الشرع المطهر لأنها تستمد منهجها من الكتاب والسنة وهما –وحدهما فقط المنزهان عن الخطأ والهوى – .
وبالتالي فإني أتفق وإياك وجميع الإخوة أنه لا تسوغ لنا المقارنة بين ماهو مستمد من الكتاب والسنة بواسطة علماء الدين الذين قال الله فيهم : ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
وبين القوانين الوضعية التي ألفها أتباع شتى الديانات بما يوافق دياناتهم لا ديانتنا ، والتي سعى بعض المستغربين لإحلالها بدل ماهو من شرع الله عز وجل .
بقي محل النقاش :
وهو ماجاء في القوانين الوضعية مما لا يخالف شرع الله ولا قواعده المسلم بها .. فهذا محل أخذ ورد وهو مايمكننا أخذه أو تركه حسب قوة مأخذه .
ولا أستبعد أن نجد في هذه القوانين مايخدم مصالحنا ولا يتعارض مع ديننا ، ولكني لا أتفق معك فيما ذكرته من أمثلة ..
فمالم يدخله العلماء في تعريفهم للسرقة ، وأوردت أنت أنه قصور في هذا التعريف هو في حقيقة الأمر مما عدوه اختلاساً وهو مايشهد له قول الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁 لاقطع على منتهب) وفي رواية ( لاقطع على مختلس )
ولايعامل من سرق محلاً كان مؤتمنا عليه سارقاً في حكم الشرع ..
فلماذا ندخل إذاً أحكام الغرب مع أحكام الشرع ؟!!
وأما تقسيمات القتل الخطأ والعمد وشبه الخطأ فإني أستغرب من قولك بأنها ليست صالحة على الإطلاق!!
لأنها هي نفسها التي في القانون الوضعي وليختلف إلا الأسماء
ولايحكم بالقتل العمد إلا إذا وجد القصد الخاص : وهو نية إزهاق الروح
فالإختلاف هنا لا أثر له سوى أنهم يسمون النية صراحة ، وأما علماؤنا فهم يقدرونها عند رغبتهم التفريق بين الخطأ والعمد وشبه العمد .
وأما القانون الدستوري فهو ممن المحدثات في هذا الزمن وللعلماء لهم فيه إشارات ، ولايمنع أن يكون لهم في المجامع الفقهية حديث حولها ، ولايمنع الأخذ مما قررته القوانين الوضعية على الا يخالف شرعنا في كل جزئية مما يذكرونه .
وهنا :
أريد أن أنبه إلى قولك بأن ماقرره الفقهاء هو إما قديم أو مقلد ، بأن كلامك ليس صحيحاً على إطلاقه لأن الاجتهاد ليس محصوراً في كتب القدماء ، ومازال العلماء وأساتذة الجمعات حتى يومنا هذا يفيدون الفقه بكل جديد وحادث وإلا فأين ذهبت جهود المجامع الفقهية والعلمية ، وفتاوى المشايخ المعاصرين ، والأطروحات العلمية الجامعية وغيرها من المؤلفات ..!!
وأستغرب في الأخير إن كنت من ذوي الحياد ماقمت به من استفزاز عند اقتباس نص مشوه بترت فيه كلام العلماء لتثبت صحة مقولتك ثم تقول أن كلام العلماء هو المستفز ..
وإليك النص كاملاً :
(ولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما ، إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم ،
ويجوز لمن يهضمها ويقوى على فهمها بعد دراسة الكتاب والسنة ، ليميز خبيثها من طيبها ، وليحق الحق ويبطل الباطل ،
مالم يشغله ذلك عما هو أوجب منه شرعاً . )
بينما أنت ذكرت ماتريده وتركت الإستثناء الذي ذكروه وهو مما يخل بالأمانة العلمية ، ويشكك في ماقالوه لمن لم يطلع على الفتوى .
وأخيراً :
أرجو أن لاتظن في ردي تحاملاً على ماذكرته ، ولكني أحببت دفع ماقد يقع من لبس وغموض .. وذلك بحكم أني أدرس الأحكام الشرعية مقارنة مع الأحكام الوضعية ..
ومن يدرس كليهما يتبين له مواطن الكمال والنقص في كل منهما ..
واسلم لأخيك :
2 يوليو، 2003 الساعة 8:14 ص #408069مجد العربمشاركأبو عابد يحلل
نظرة تحليلية للردود السابقة لا أدري لماذا يظل البعض غارقاً في لجة من أمره .. فهو يأخذ دينه ورأيه من كل عابر ..
ولهؤلاء أقول :
فتوى هيئة كبار العلماء جاءت وافية كافية مفصلة بما لا يدع مجالاً للتفسير أو الشك ، وبينت شروط من يتعلم هذا العلم ، وضوابط ذلك التعلم .
وللأسف فإن موقف المتلقين لتلك الفتوى انقسم إلى قسمين :
القسم الأول : هم من كانت طبيعتهم الحياد فأخذوا الفتوى جملة واحدة بما لها وما عليها وعرفوا كل مافيها ، وتبين لهم أن الأمر محدد ومقنن بشروط وضوابط لتعلم هذا العلم ، وليس الأمر مفتوحاً لكل داخل وخارج بدون قيد ولا شرط .
والقسم الثاني : هم قوم ورمت أنوفهم ، وتكدرت خواطرهم ، لما رأوا تلك الشروط والضوابط لاتنطبق عليهم ورأوا أن فيها تهديداً لمكانتهم ومنزلتهم ، فسعوا بكل قوتهم إلى ترك الفتوى موضوع النقاش جانباً ، وتباروا في تنافس محموم على طعن العلماء ولمزهم ، وإيجاد العيوب والنقائص فيهم لا في ما اجتهدوا فيه ؛ حتى رأيت أحد هؤلاء يقول :
(ظنى اننا سنظل على تخلفنا طالما ارتبط عندنا لفظ العلماء برجال الدين ويالتهم يدفعون الامة الى الامام والتقدم ولكنهم يحظرون العلم )
نعم إنهم يرمون علماء الأمة بحظر العلم ،، وهو ما لايتفق مع الفتوى نفسها ..وعجبي !!
ولا يكاد ينقضي العجب ممن هم قابعين خلف الكيبورد في زوايا البيوت ينعبون على علماء الأمة ما انتهت إليه علومهم ومجامعهم إلى إخراج فتوى عادلة يوقعون فيها عن رب العالمين ويسألون فيها أمام الله عز وجل ثم يأتي أحدهم ويقول :
(اصبحت مقتنعاً انها فتوى لاتناسب ولاتتفق وحيقية الدين الاسلامي الحنيف دين العلم والتقدم )
والآخر بعد أن أقذع في الاتهامات وأن الفتوى هي تجسيد للظلم والاستبداد ثم قال :
( لذلك ، ابحثوا دائما عن سبب ( سياسي ما ) وراء كل فتوى بمنع أو تحريم !!.)
وأنا بعد هذا لا أتوقع أن وراء اتهام النيات اتهام أفظع مما ذكر ..
وبظني أن كل هذا هو سبب تخلف أمتنا من أناس ينتسبون إلى هذا الدين يقدحون في علمائهم ومشايخهم ويلصقون بهم المعايب ، وهو مالم نجده في أتباع أي ملة بل إننا نجدهم يمجدون فيها أحبارهم ورهبانهم ويرفعونهم فوق منزلتهم ..
والبعض منا مازال يقدح في علماءه ، ويشكك في نزاهتهم ، ويجعلهم سبب تخلف الأمة .
تاركاً قواعد الحوار الحضاري خلف ظهره ليثبت للناس مافي عقله من آراء بأي وسيلة كانت.
وأخيراً أقول :
رجاء من كل الأخوة المشاركين :
إما الحياد ومناقشة الموضوع نقاشاً علمياً من قبل المتخصصين يتركز على جوانب الموضوع لا على العلماء والمشاركين ، وإما أن يتوقف النقاش عند هذا الحد ، صيانة لأعراض علماء الأمة ، واحتراماً لقواعد الحوار البناء .
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.