الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان كيف ترق قلوبنا ؟؟!!!

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #16250
    نظرة غموض
    مشارك

    إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران ، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان

    ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة

    ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله ، فما ذُكّر إلا تذكر ، ولا بُصّر إلا تبصر

    ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى

    وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله

    فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى

    ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى

    ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى

    القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق

    القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق

    ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟

    ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟

    من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟

    من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو ، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب ، ولكن يأبى الله إلا رحمته ، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه .

    حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب

    إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى

    وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله، قال سبحانه

    { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله }

    ويل ، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله ، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى

    لذلك – أخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا؟

    كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟

    فأكون حبيبا لله عز وجل ، وليا من أوليائه ، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى ، لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئا كثيرا

    و للرقة أسباب

    أعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى ، أن يعرف العبد ربه

    أن يعرفه ، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب

    يذكره الصباح والمساء بذلك الرب العظيم

    وتذكره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم

    ويذكره الخير والشر بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى

    فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى

    لا تأتيه الآية من كتاب الله ، ويأتيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال

    { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير }

    والعكس بالعكس فما وجدت قلبا قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل ، وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله ، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمة الله

    السبب الثاني

    الذي يكسر القلوب ويرققها ، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب

    النظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب

    النظر في كتاب وصفه الله بقوله

    {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير }

    ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قرأته حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع ، والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى ، وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته

    ما قرأ عبد القرآن ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قرأتها والتأمل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه واقشعر جلده من خشية الله تبارك وتعالى

    { كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم * ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله * ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد }

    هذا القرآن موعظة رب العالمين وكلام إله الأولين والآخرين ، ما قرأه عبد إلا تيسرت له الهداية عند قراءته ، ولذلك قال الله في كتابه

    { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }

    هل هناك من يريد الذكرى ؟

    هل هناك من يريد العظة الكاملة والموعظة السامية ؟… هذا كتابنا

    ولذلك – أحبتي في الله – ما أدمن قلب ، ولا أدمن عبد على تلاوة القرآن، وجعل القرآن معه إذا لم يكن حافظا يتلوه آناء الليل وآناء النهار إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى

    السبب الثالث

    ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر

    أن يتذكر أن لكل بداية نهاية ، وأنه ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار

    فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فان وأنها غرور حائل دعاه – والله – ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه

    ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه ، وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله

    ولذلك لن تجد إنسان يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر، إذ يرى فيها الآباء والأمهات والإخوان والأخوات ، والأصحاب والأحباب ، والإخوان والخلان

    يرى منازلهم ويتذكر أنه قريب سيكون بينهم وأنه جيران بعضهم لبعض قد انقطع التزاور بينهم مع الجيرة

    وأنهم قد يتدانى القبران وبينهما كما بين السماء والأرض نعيما وجحيما

    ما تذكر عبد هذه المنازل إلا رق قلبها من خشية الله تبارك وتعالى

    ولا وقف على شفير قبر فراءه محفورا فهيأ نفسه أن لو كان صاحب ذلك القبر، ولا وقف على شفير قبر فرى صاحبه يدلى فيه فسأل نفسه إلى ماذا يغلق ؟

    وعلى من يُغلق ؟

    وعلى أي شيء يُغلق؟

    أيغلق على مطيع أم عاصي ؟

    أيغلق على جحيم أم على نعيم ؟

    فلا إله إلا الله هو العالم بأحوالهم وهو الحكم العدل الذي يفصل بينهم

    ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى ، وأقبل على الله إلى الله تبارك وتعالى إقبال صدق وإنابة وإخبات

    من أسباب قسوة القلوب : بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب ، الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته

    ولذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكر الله تبارك وتعالى ، ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه لله الواحد القهار، ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى ، جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مفلحا قد جعل الآخرة نصب عينيه

    اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تهب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك

    اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك

    اللهم إنا نسألك اللسنة تلهج بذكرك

    اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا ، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم

    اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين

    والحمد لله رب العالمين

    =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    المصدر/ فضيلة الشيخ محمد مختار الشنقيطي

    تــحياتي …

    نظرة غموض


    #405496
    سـمـاء
    مشارك

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    وينك يا حلوة من زمان … أخيراً رجعتي !!

    بس رجعتي و جايبة معاكِ موضوع مُكرر

    إنتي ما شفتي موضوع نجمة تنبيه للجميع ….. لا و بعد مـثـبـّــت

    على العموم .. بارك الله فيكِ

    مئة طريقة تحمسك لقيام الليل

    #405505
    نظرة غموض
    مشارك

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    رجعت بس معي خبر مو حلو ..
    المهم حبيبتي راح اغير الموضوع ولا تزعلي
    وكمان قبل تصيدني نجمه لأني ماعملت بحث

    تــحياتي …

    نظرة غموض

    #405524
    سـمـاء
    مشارك

    شـو هو الخبر إلي مو حلو

    فيني فــضـــــول قـــاتــــــل

    #405786
    نجمة
    مشارك


    أحسنت اختي نظرة باختيار هذا الموضوع….فحقا نحن نحتاج الى تنقية قلوبنا وتصفيتها وتليينها بعد ان اصبحت قاسية غظة غليظة…لا تتعظ بموعظة ولا تعتبر بذكرى…!

    ما عوقب عبد بعقوبة اعظم من قسوة القلب والبعد عن الله..وما خلقت النار الا لاذابة القلوب القاسية ..

    من اراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته لان القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها…

    القلوب آنية الله في ارضه فأحبها اليه ارقها واصفاها…

    اذا غذي القلب بالتذكر وسقي بالتفكر ونقي من الفساد رأى العجائب وألهم الحكم…

    اللهم انا نسألك قلوبا خاشعة وألسنة ذاكرة وأبدانا على طول البلاء صابرة….

    جزاك الله خيرا اختي وبارك فيك..

    احترامي

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد