هذه قصة فتاة مرض والدها فجأة وفشلت كل مساعي الأطباء في معرفة نوعية هذا المرض ، كما فشلت مساعي زوجة الرجل في إقناع المسؤولين في وزارة الصحة بمساعدته على السفر خارج السلطنة للعلاج على نفقة الحكومة وقد تم طرده بعد أن كان يعمل في شركة براتب متواضع وذلك بسبب تغيبه وعدم مقدرته على المواصلة وحتى حقوقه حرم منها…..

تعقدت أمور هذه العائلة ولم يعرفوا ماذا يفعلوا أو كيف يتصرفوا فلا قريب لهم ولا أهل ، نفذت كل ما لديهم من مؤنه وتأزمت ظروفهم والجميع أصبح يبكي في ذلك المنزل…

الأب يبكي على ما آلت إليه ظروف أسرته وعدم مقدرته على عمل شيء ، الزوجة تبكي على مرض زوجها وما تخبئه لهم الأيام القادمة ، والأولاد الستة يبكون على كل شيء ….

حينها قررت الأم أن تخرج لتبحث عن أي وظيفة كي يأكلوا منها ، ولكنها لا تعرف شيء ولم تخرج من مطبخ ذلك المنزل ، وبالطبع لم تنجح مساعيها في الحصول على عمل مهما كانت نوعيته وذلك لتقدمها في السن الأمر الذي دفعها للتسول ، ولكن حتى هذا لم ينجح حيث تم زجرها وشتمها وسبها من قبل الذين تطلب منها وتمد إليهم يديها لطلب المساعدة وكانت تقول لهم في كل مرة الظروف التي تمر بها لكن رد الجميع كان ” كلكم تقولوا كذلك ” حتى عادت إلى المنزل بخفي حنين……

احتارت الأم في كيفية التصرف مع هذه الأزمة حتى أتت إليها بنتها البكر صاحبة الـ19 ربيعاً وقالت لها سوف اذهب أنا للبحث عن عمل فأنا متعلمة وسوف أحصل على وظيفة إن شاء الله وبعد تفكير من الأم ونقاش بينها وبين بنتها ومع انعدام الوسائل للخروج من هذه الأزمة وافقت الأم ….

وبالفعل خرجت للبحث عن عمل وجابت الشركات والمصانع والمحلات إلى أن دخلت لمبنى كبير وفيه قابلت شخصاً كبيراً في السن ذو لحية وقد بانت عليه ملامح الهيبة والوقار وهو من أعيان وتجار البلد المعروفين وافق على توظيفها في الشركة وبراتب مغر وطلب منها أن تبدأ العمل في اليوم التالي مباشرة وعادت إلى المنزل كي تزف لهم نبأ حصولها على هذه الوظيفة الجيدة …..

ففرحت العائلة بهذا الخبر وفي اليوم التالي توجهت هذه الفتاة وبكامل حيويتها ونشاطها إلى الوظيفة الجديدة وفور وصولها كانت هنالك فتاة تنتظرها لكي تعرفها على عملها الجديد واثناء تجولها في أروقة الشركة لم تلاحظ ولا رجل فجميع الموظفين بنات لا يتعدى عمر الواحدة الـ 25 فاستغربت من ذلك ولكنها لم تعر الأمر اهتماما وبدأت العمل الجديد وفي اليوم الثالث طلبها صاحب الشركة إلى مكتبه وطلب منها الجلوس وبدأ يسألها عن العمل وهل تأقلمت معه أم لا وما هي الصعوبات التي تواجهها في ذلك ، إلى أن قال لها هل تريدين أن أزيد من راتبك ؟؟ قالت نعم أود ذلك قال لكن مقابل ذلك أريدك أن تعطي مثل ما تأخذين ، فقالت ماذا تقصد ؟؟ قال لاشيء مجرد الإخلاص والأمانة وثقي بأنك سوف ترتاحين لدينا ، قالت إن شاء الله ، هذا واجبي تجاه العمل وتجاهك ، هل تريد شيء أخر ؟؟ قال نعم لدينا حفلة في مزرعتي بمناسبة حصول الشركة على مناقصة كبيرة ربحنا فيها مبلغ طائلاً وجميع موظفي الشركة معزومين وهناك توزيع شهادات تقدير ومكافآت مالية للموظفين ، قالت الفتاة سوف أخذ الأذن من أهلي وسوف أحضر إن شاء الله ….

وفي المنزل أخبرت الفتاة أمها بذلك وأخذت الأذن ووافقت الأم وفي يوم الحفلة وبعد الانتهاء من الدوام كان هناك باص بانتظار جميع الفتيات وتوجه بهن إلى المزرعة وقد لاحظت أن جميع الفتيات قد أردتن ملابس خاصة للحفلة وهي بملابسها القديمة البالية ، حتى وصل الباص إلى المزرعة وتفاجأت بسيارات فخمة بعضها خاص وبعضها حكومية وكان صاحب الشركة بانتظارهن وبرفقته بعض الشخصيات المالوفه لدى هذه الفتاة وقد سبق وأن رأتها وسمعت عنها….

فتوجه الجميع إلى مكان الحفلة وكان بقرب حمام السباحة الكبير وقد طغت المأكولات والمشروبات المكان ومن جميع الأصناف وبدأت الحفلة بالنسبة للبنات حيث ذهبت كل واحد مع شخص أو أثنتان مع شخص واحد وتوجهوا في جانب مظلم من المزرعة ولكنه واضح والضحكات تتعالى من الفتيات خاصة بعد توزيع بعض المشروبات الروحية وقد كان صاحب الشركة بجانب هذه الفتاة وعرض لها الشراب ولكنها رفضت وقالت له لا أريد أن اشرب وماذا يحصل بالضبط فقال الرجل سوف أعد لك شرابا طازجاً من عصير البرتقال لتشربيه فوافقت فأحضر أناء كبير مليء بعصير البرتقال وسكب لها في كوب كبير وبدأت تشرب وقد أحست بمرورة في هذا الشراب ولكنه قال لها بأنه عصير طازج وطعمه طبيعي هكذا ، واستمرت في الشرب حتى فقدت الوعي ولم تنتبه إلا الصباح وهي ممدة على سرير داخل المنزل في المزرعة وبدون ملابس وتحس بألم شديد في جسمها حتى تيقنت بأنها قد خسرت أعز ما تملك خسرت شرفها ، وأطلقت صرخة جاء على أثرها صاحب الشركة إلى الغرفة وبدأت في شتمه وسبه ورميه بكل ما تراه أمامها لكنه قال لها هذا هو مقابل العمل في شركتي وأنت لست الأولى وهذه الحفلة كانت خاصة للاستقبال بك لكن على طريقتي الخاصة وقد تناوب على الاستقبال ثلاثة أشخاص وأنا الرابع ……

صدمة كبيرة أصابت الفتاة ، قالت له ألا يوجد لديك بنات ، أخوات ، أهل… تخاف أن يحدث لهم ما حدث لي لماذا لم تخبرني بهذا المقابل ؟؟؟
حقاًَ أنك نذل وجبان وحقير وهذا القناع الذي تختفي فيه من الناس سوف أنزعه وأفضحك ، قال لها هيا افعلي فلن يصدقك أحد فأنا معروف في البلد وكلمتي مسموعة وكل من تناوب على استقبالك سوف يشهد بأني كنت معه في هذا الوقت ، أفضل شيء أن تكوني مطيعة وسوف أزيد من راتبك وسوف ترتاحين معي ، كل ما عليك فعله هو أن تكوني مطيعة لأوامري وتسمعي كلامي….

وإلى الآن والفتاة كثيرة الزيارة لهذه المزرعة والحفلات مستمرة
إلى هنا وتوقفت عن الكتابة عن هذه المأساة فقلمي لم يستطع المواصلة في خط هذه الفاجعة ولا أدري ماذا أقول…

هل هو الزمن..أم الظروف..أم الحاجة..أم استغلال ..أو هل كل هذه الأسباب تجمعت في وقت واحد ومع هذه الفتاة ..ولابد بأن غيرها كثيرات وفي كل أنحاء البلد ..فهؤلاء الوحوش قد أسسوا هذه الشركات لغرضهم الدنيء الحقير ولاستغلال حاجة الناس وضعفهم…..

ولا ادري من الضحية ومن الجلاد…….

قصة حقيقة واقعية حدثت لفتاة عمانية وهؤلاء الأشخاص لا زالوا يعيثون الفساد في البلد ، ربما سوف يفلتون من عقاب الدنيا لأنهم معروفين وشخصيات كبيرة لكنهم لن يفلتوا من عقاب الآخرة والله بالمرصاد…….

وأنا متأكد بأنهم يقرأون الآن هذا الموضوع وهم يعرفون أنفسهم…..

وأقول لهم :

قبح الله وجوهكم…..