مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #15705

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…هنا سأطرح عليكم بعضاً من القصص التراثيه التي تحمل في طياتها العبر والوعظ. وذلك على فترات متفاوته…وأرجو أن تنال على رضاكم

    (القصه الأولى)

    الصـدقة الجـارية

    عرف عن البدو في الماضي تكافلهم وسعيهم في حاجة أهلهم وتصدقهم الدائم إلى المحتاج والقريب . وفي إحدى القبائل كان هناك رجل عُرف بكرمه وجوده وكان له جيران عُرف عنهم الفقر والحاجة ، فكان أن منحهم التاجر ناقة من أجمل النوق لينتفعوا بحليبها وتعينهم على شدة الحياة في البادية ، وكان هذا الرجل الكريم قد عُرف عنه حبه للصيد ، فكان ينطلق بين الجبال وفي الصحراء يطارد الصيد ويعود إلى أهله وأبنائه بالصيد الوفير من الغزلان والظباء والحبارى أو الأرانب .

    وفي إحدى المرات عزم البدوي على التوجه إلى الصيد وأراد أن يصيد وعلاً ، لذلك أعد عدة الصيد والجمل الذي سوف يركبه ، ثم توجه نحو الجبال ، وعندما وصل إلى المكان الذي يتوقع به وفرة الصيد من الوعلان ، ترك جمله في أسفل الجبل وانطلق يتسلق الصخور بحثاً عن الصيد ، وأثناء تسلقه زلت قدمه في جرف بالوادي وكسرت . كان المكان الذي سقط به البدوي شديد الانحدار وقد تجمع به بعض الماء فغسل جرحه وربطه إلا أنه لم يستطع الحركـة للعودة إلى جمله .

    أسلم الرجل أمره لله تعالى ولرحمته على أمل أن يبحث عنه أحد ، ومر أسبوع والرجل في ذلك المكان لا يمكن لأحد أن يسمعه أو يصل إليه ، وفي هذه الأثناء كان الرجل إذا جاء الليل ونام فإنه عندما يصبح عليه الصباح كان يجد بالقرب منه وعاء به حليب ناقة فكان يستغرب من هذا الأمر ، إلا أنه كان يشربه واستمر به الحال كذلك طوال ذلك الأسبوع .

    إن غياب الرجل عن قبيلته جعل الأبناء يبحثون عن والدهم إلا أنهم لم يجدوا إليه سبيلاً فتوقعوا أنه قد مات خاصة بعد انقضاء أسبوع على تغيبه ، وهو لا يمكن له أن يحيا وليس معه ما يكفيه من الطعـام والماء . وأخذ الأبنـاء يتشاورون في أمر اقتسام تركة والدهم وتذكروا أنه كان قد منح جيرانهم ناقة من خيرة النوق ، فاستكثروا أن ينفرد الجار الفقير بها . فانطلقوا إلى جيرانهم وأخذوا منهم الناقة بالرغم من رجاء الجار لهم وتذكيره إياهم بأنها صدقة من أبيهم وأنه يجب عليهم الالتزام بما قـام به من أ‘مـال الخير والبر . إلا أن الأبناء أخذهم الطمع فاسـتعادوا الناقة من الجـار .

    في اليوم التالي وجد التاجر أن وعاء الحليب الذي كان يجده كل صباح قد حجب عنه فأحس في نفسه بالخوف وأدرك أنه إذا لم يحاول الحركة سيموت في مكانه ، فتحامل على نفسـه وأخذ يزحف إلى أن وصل إلى منطقة بارزة من الجبل وأخذ يصرخ بصوت عالٍ ، فسمعه أحد الرعاة الذي صادف مروره في تلك المنطقة فتوجـه إلى الرجل وأنقـذه واصطحبه إلى قبيلتـه .

    فرح أهل القبيلة بعودة البدوي وأخذوا يعالجونه من جراحه حتى تم له الشـفاء . فحدث أهله بأمر الحادث الذي وقع له وأمر الحليب الذي كان يجده عنده في كل صباح ولمدة أسبوع وكيف أن هذا الحليب قد انقطع عنه بعد ذلك ، فاستغرب القوم من هذا الأمـر ، إلا أن أحد حكماء القبيلة قال للرجل إن الحليب الذي كان يأتيـه إنما هو رزق وأجر من الله عن تصدقه بالناقة لجاره المحتاج ، وإن هذا الأجر قد حجب عنه عندما استعاد أبنـاؤه الناقة ، فغضب الرجل من أبنائه وطلب منهم أن يعيدوا الناقة إلى جاره وزاد الجار المحتاج بجمل أخر وعزم أن لا يدخر وسعاً في التصدق بماله على المحتاجين وحث أبنـاءه على الحرص على ذلك فإن الصدقة الجارية منجاة لصاحبها من النـار .

    وللحديث بقيه
    تحياتي

    #402996
    سندس
    مشارك

    جزاك الله خيرا أختي روعة على الإنتقاء الجميل للقصص

    ونرجو منك الجديد والاجمل من موضوعاتك….

    #404593

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..واسمحو لي على التأخير..وهذه هي

    (القصة الثانية)

    الوصــايـــــا الثــــــــــــلاث

    عُـرف عن بادية (…….) مثل بقيـة البوادي قلة الخيـر فيها وسـنوات الجفاف التي تمر بها بين فتـرة وأخرى ، مما كان يضطر أبنـاء القبائل إلى الارتحال الدائم وراء الماء والأرض الخضـراء التي تصلح لرعاية الإبل والماشية . وفي إحدى هذه القبائل كانت حكايتنا .

    كان صاحبنا بدوياً اعتـاد رعاية الإبل ، إلا أن سـنوات الجفاف اضطرته إلى بيع ما لديه من ماشيـة زمتاع ، فما كان منه إلا أن قرر الرحيل عن قبيلته طلباً للعمل والرزق في قبيلة أخـرى ، فودع زوجته وأعد عدة السفر وانطلق إلى حـال سبيله ، فقادته الأقدار إلى إحدى القبائل العربية الكبيرة المعروفة بغناها وكثـرة ماشيتها وخصوبة أرضها ، فتوجه إلى شيخها يطلب العمل ، فرحب به شيخ القبيـلة لما رأى فيه من سـمات الرجولة .

    واستمر البدوي لدى شيخ القبيـلة يعمل دون كلل ، يرعى الإبل أحياناً وأحياناً أخرى يعمل في مضافة الشيخ عند وصول الضيوف لـديه ، وما كاد ينقضي العام حتى كان شـيخ القبيـلة يكافئه بناقة أو جمل ، وهكذا مرت السنوات والبدوي في كل سنة يحصل على جمل أو ناقة ، حتى أصبح لديه قطيع لا بأس به .

    بعد فترة أحس البدوي بالشوق والحنين لأهله وقبيلته ، ففاتح شيخ القبيلة برغبته في الرحيل ، مما أحزن الشيخ ، فقد كان له بمثابة الابن لصـدقه وأمانته ووفائه وإخلاصه في العمل ، إلا أن البدوي كان قد عزم على العودة ، وعند ساعة الرحيل وقف البدوي مودعاً وطالباً للنصيحة التي تعينـه في سـفره من شيخ القبيلة ، وقد كان معروفاً عن الشيخ الحكمة ، وبعد النظر ، فكان أن قال له شيخ القبيلة ناصحاً :
    أوصيك بثلاث . لا تأخذ بمشورة الرجل الأعور ، وإذا نزلت لا تنزل ببطن الوادي ، وإذا غضبت بالليل فلا تتخذ أمراً وانتظر إلى أن يصبح الصبح ، وإذا غضبت بالنهار فانتظر الليـل .

    انطلق الدبوي مع قطيعه من الإبل متوجهاً إلى قبيلته يدفعه الشوق والحنين ، وأثناء سـيره صادف مجموعة من البدو المرتحلين فطلب الرفقـة معهم فرحبوا به ، وبعد فترة من السير أخذ القـوم يفكرون بالاستراحة قليلاً ثم مواصلة السير في صباح اليوم الثالي . فأخذ القوم يتشاورون أي الأماكن أفضل لنزولهم مه مواشيهم وكتن في القوم رجل أعـور ، فأشارعلى القوم بالنزول في بطن الوادي ، إلا أن البدوي تذكر نصيحة شيخ القبيلة (لا تأخذ برأي الأعور ولا تنزل ببطن الوادي ) فقال القوم بأن بطن الوادي مكان خطر ، فانقسم القوم ، بين مؤيد للأعور ومؤيد لرأي البدوي .

    فكان أن نزل الأعور بأتباعه في بطن الوادي ، أما البدوي فقد نزل مع من أخذ بنصيحته على تلة مرتفعة ، وما إن أقبل الليل حتى هبت عاصفة قوية وتدفقت ميـاه السيول في بطن الوادي فأخذ القوم الذين نزلوا على رأي الأعور بالمفاجأة وجرفهم الوادي مع مواشيهم ، في حين نجـا البدوي ومن أخذ برأيـه .

    وفي الصباح أكمل البدوي مع النفر الذين معه سـيرهم ، وما أن اقترب من قبيلته حتى ودّع أصحابه وأكمل مسـيرته لوحده إلى القبيلة وأصبح على مشارفها وقد أقبل الليل، فترك ما معه من ماشية خارج القبيلة وسـار إلى المكان الذي فيه خيمته ، وما إن وصل حتى لاحظ وجود شخص ينام بالقرب من زوجته ، فغضب كثيراً واستل خنجره ليقتل هذا الغريب ، إلا أنه تذكر نصيحة الشيخ ( إذا غضبت بالليل فانتظر النهار ) فتراجع من فوره وعـاد إلى المكان الذي قد ترك به إبله ينتظر شروق الشمس .

    أقبل الصباح وبدأت الشمس ترسل أشعتها بهدوء والبدوي ينتظر بفارغ الصبر التوجه إلى أهله ، وبينما هو كذلك أقبل نحوه فتى يافع يحمـل بين يديه قـربة ماء ، وما إن وصل إليه حتى ألقى عليه السلام وقال له :

    – إن هـذا الماء قد أرسلته لك أمي لتتوضـأ يا أبـي .

    فبهت البدوي واسـتغرب من كلام الفتى ، وقال له :

    – من أنـت يا فتـى .

    – فقال الشاب : أنا ابنك الذي تركته طفلاً رضيعاً ، وإن أمي قد أحست بل ليلة البارحة فأرسلتني إليك لأستقبلك .

    ففرح البدوي وحمـد الله أنه لم ينسق وراء غضبه بالأمس ، فانطلق مع ابنه يقود قطيعه إلى قبيلته وهو فرح بابنـه .

    ولنا لقاء بإذن الله

    واشكر الأخت سندس على التواصل

    تحياتي

    #405046

    لهدرجه الموضوع مب مهم..لاني من درجت القصه الثاني ..ما دشه إلا شخص واحد بس ؟؟؟؟؟

    اتمنى الاهتمام بالموضوع..لانه مهم في وقتنا الحالي

    تحياتي

    #406921

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…ها أنا ذا اعود من جديد ..وهذه هي …

    ( القصة الثالثة )

    المـــــــال الحـــــلال

    كانت الإبل والماشية من أهم ثروات أهل البـــادية في الماضي ، فمن كان يملكها يستطيع أن ينتفع بلحمها ووبرها وجلودها ولبنها وحليبها . ويحكى أنه كان هناك رجل له بقـرة ذات حليب لذيذ وكان الرجل يبيع الحليب ويصنع اللبن وكان الناس يقبلون على بضاعته لجودتها . وفي يوم من الأيام وسوس له الشيطان بأن يخلط الحليب بالماء ليزيد ربحه ويثري بسرعة .

    فكان أن قام بوزن الحليب الذي جمعه من البقرة التي لديه ثم زاد مقدار الحليب ماء ليضاعف الكمية ويضاعف الربح ، وذهب إلى السوق كعادته لبيع الحليب وأقبل الناس عليه يشترون منه حتى نفـد ما لديه من حليب ، فسر الرجل مما حققه من ربـح ، وكرر العمل ذاته في اليوم التالي وغش الحليب بالماء وضاعفه ، واستمر على هذا الحال عدة أيام حتى بدأ الناس ينصرفون عنه لإحساسهم بعدم جودة الحليب وتغير طعمه ، ويماً بعد يوم امتنع الناس عن شراء الحليب المغشوش . عندها فكر الرجل أنه لا رزق له في هذه القرية بعد أن انصرف القوم عم بضاعته وأنه يجب أن يجرب حظه في التجارة في مكان آخر خاصة وأن بيع الحليب المغشوش قد عاد عليه بالربح الوافر .

    وكان العرب في الماضي إذا ضاقت بهم سبل الرزق في البر لجأوا إلى البحر . فكانت السفن تحملهم إلى بلاد الهند وفارس وإفريقيا فيتاجرون معها ، فقرر الرجل أن يسافر مع إحدى السفن المتجهة إلى الهند لكي يشتري منها البضائع ويعود ويبيعها فيربح . وفعلاً اتفق مع أحد ربابنة السفن المسافرة إلى الهند أن يرحل معهم ، وفي اليـوم التالي أعد عدة السفر وجمع ما توفر لديه من مال ، وركب السفينة ليبدأ رحلته الجديدة على أمل أن تتاح له الفرصة لكي يحصل على بضاعة جيدة وربح وفير .

    وأثناء الرحلة البحرية إلى الهند كان لدى أحد البحارة قرداً صغير يصطحبه معه في أسفاره وكان بمثابة الصديق له ، وكان القرد يلعب على ظهر السفينة ويشاكس المسافرين ويعبث في حوائجهم إلا أنهم كانوا لا يغضبون منه ويضحكون معه . وفي إحدى المرات هجم القرد على حاجيات التاجر وأخرج الكيس الذي يحفظ به نقوده ، فغضب التاجر وجـن جنونـه وأخذ يطارد القرد وهو يصرخ والقرد يركض ويقفز ويتأرجح بين حبال السفينـة هنا وهناك ، حتى وصل إلى مقدمة السفينة وجلس هناك وكلما حاول الرجل أن يقترب منه أخذ القرد يلوح بكيس النقود كأنه يريد أن يقـذف به في البحر ، والتاجر يصرخ تارة ويتوسل تارة أخرى . فنصحه البحارة أن يهـدأ حتى لا يثير القرد ، وأن يلاطف القرد حتى يستدرجه لينزل من مكانه فيسلم التاجر على نقـوده .

    وفي لحظات الانتظار الصعبة فتح القرد كيس النقود ثم أخذ قطعة منه وألقى بها إلى التاجر الذي فرح لأنه ظن أن القرد سيعيد إليه ماله إلا أن القرد أخرج قطعة أخرى ولكن هذه المرة ألقى بها إلى البحر فصرخ الرجل غاضباً وكاد أن يقفز على القرد ليمسك به . إلا أن البحارة أمسكوا به حتى لا يقذف القرد ببقيـة المال في البحر .

    وتـابع القرد بعد ذلك يلقي قطعة نقود إلى التاجر وأخرى يلقيها إلى البحر واستمر الحال كذلك والتاجر كلما استمر القرد في عمله هذا كلما أجهش بالبكـاء حتى انتهـى المال الذي كان في الكيس وكان القرد قد رمـى نصفه في البحر ، ثم عاد القرد يقفز إلى صاحبه البحـار وكأنه لم يفعل شيئاً .

    أخـذ البحارة يواسون الرجل لضياع نصف ماله ، إلا أن الرجل قال لهم وهو يبكي إن هـذا القرد قد طهـره من المال الحرام ، فاستغرب القوم من قـوله ذلك . فكان أ ن قـص عليهم التاجر قصته وكيف أن نصف ماله إنما هو ربح من غـش الحليب بالماء ، وأن القرد بما فعـل قد ألقى الربح الحرام في البحر وبقي له ربحـه الحلال ، وأخذ الرجل يشكر الله ويحمـده ونـوى أن يلتـزم الحلال في عمله ليبارك الله لـه فيـه .

    تحياتي

    #406932

    ممممم

    قصص روعة …. اشكرك … ونتمنى المزيد .

    حارس

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد