السلام عليكم……..
تؤكد الملاحظات والشواهد الاجتماعية أن الفتاة بدأت فعلا بالمبادأة في عرض نفسها للزواج واختيار العريس بنفسها خوفا من عدوى العنوسة التي أخذت تنتشر وتتسع يوما بعد يوم، وخوفا من ضياع سنوات العمر بلا زواج ولا هدف.

وقد اعترفت محامية بأنها هي التي اختارت زوجها، وخطبته لنفسها، وقد رحب الزوج واحترم شجاعتها كما جاء في جريدة “المسلمون “.

وحول هذه الظاهرة استعرضت “المسلمون ” بعض الآراء نقتطف منها ما يلي:

ترفض طالبة الفكرة نظريا وتقول: من الناحية العملية ممكن جدا أن يحدث زواج بهذه الطريقة خصوصا بعد صعوبة الحصول على الزوج المناسب، وكثرة العنوسة بين الفتيات.

مهندس كهربائي أوضح أنه لا يحترم الفتاة التي تعرض نفسها للزواج ويقول: من الجائز أن يعرضها آخرون ولكن أن تصارح بذلك بنفسها فهذا مرفوض.

طالب بالحقوق لا يوافق على مثل هذا التصرف، فالرجل لو أحس بعرض الفتاة نفسها عليه فسوف يرفضها.

يبرر مدرس إقدام الفتاة على هذه الخطوة بالتحرر أو الرغبة في الارتباط فهذا شيء وأمر غير طبيعي وغير مقبول.

وترى د. عزة كريم أستاذة الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة أن من الصفات الأساسية والمميزة للمرأة الحياء وجزءا من التمنع، والرجل لا يقدر كثيرا المرأة التي تعرض نفسها بهذه الجرأة، لأن هذا تقليل من شأنها لديه.

فالرجل هو الذي يبحث عن المرأة ويعرض عليها الزواج، لأنه دائما القادر على الحسم والإنفاق وحتى الطلاق، وكل مجتمع له أوضاعه وقيمه التي تحكمه، والفتاة مهما كان وضعها مطلوب منها الحياء وهناك فرق بين التعليم والتبجح، وسيظل الرجل والمرأة نوعين متكاملين لا متساويين وبينهما انجذاب من الناحية الشرعية.

ليس هناك ما يمنع شرعا من أن تتقدم الفتاة إلى فتى يتزوجها كما يقول د. عبد الجليل شلبي عضو لجنة الفتوى بالأزهر، فقد بعثت أم المؤمنين خديجة- رضي الله عنها- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يتزوجها، ولا شيء في ذلك، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان- رضي الله عنهما-.

وترى د. زينب أبو الفضل أستاذة علم النفس أن الدافع وراء عرض الفتاة نفسها هو إحساسها بالخوف من كبر سنها، وزيادة معدل العنوسة، ويجب أن يكون الاختيار قائما على معايير دينية واجتماعية، وليس فقط على اندفاع أهوج، كما أن مثل هذا العرض قد تصاحبه شبهة معينة إذا تم بعيدا عن الأهل، وقد يستغله الكثير من ضعفاء النفوس في إيذاء الفتاة.

إن الذي يعرض الفتاة للزواج يجب أن يكون ولي الأمر وليس الفتاة كقصة عمر مع أبي بكر وعثمان وكذلك سعيد بن المسيب الذي عرض ابنته على أحد تلاميذه كما يقول د. جلال عجوة أستاذ أصول الدين بجامعة القاهرة، أما أن تعرض الفتاة نفسها على الرجل فإذا من الناحية الإجتماعية منبوذ، وفيه شذوذ عن القاعدة، وفيه شبهة إذا تم بعيدا عن ولي الأمر، أو أن يكون الزواج عرفيا تتلاشى معه حقوقا المرأة، أما أن يعرض ولي الأمر ابنته للزواج من فتى ذي خلق ودين فهذا جائز ومحبب.

منقول