بداية ……
انا هكذا .. مثلما انا ..قابع مكاني ..
في هذه الزاوية الظلماء .. شريدا كالنورس الدامي ..
أشرع الى السماء .. لعلي أجد نورسا آخر يألفني ..
أو ربما أتحرر مثلك من قيودي .. الى الابد ..
مثلما عهدتيني .. لا ألوي على شيء .. لا أنظر خلفي ..
الى الامام فقط شعوري .. ربما هي هواجسي تلتفت أحيانا ..
بس تأكدي دائما .. أنني مسيطر عليها تماما .

…….. اليك وحدك شعوري .. يا من ظهرتي فجأة ..
شعوري .. وهواجسي .. ودخاني الازرق المتطاير نحوك ..
وليلي المنسي .. وصبحي الغامق .. أنتي من تدركين
شعوري .. وتحيطين سمائي بكل الغيوم ..
انتي يا من تغيبين عن ومضاتي حينا .. لأراك تسبقيني في المغيب ..
لك وحدك كل باطني من الارض .. وكل ما هو مشرئب من الزمن ..

نهاية …
هناك .. عند محطة القطار .. خلف قريتنا المهجورة ..
ما زالت كتاباتك على الجدران .. مازال ذلك الكهف ..
الذي تملكه تلك العجوز يسأل عنك ..
تذكرين عندما كنا نخطو ليلا أمامه .. نسمع أنين العجوز وهي
تحكي للأشباح .. كيف ماتت ملكة التتار .. وكيف أنتحر هولاكو
بسكين الجزار .. تلك القصص الخرافية .. كنا أنا وأنتي نتلصص النظر الى داخل الكهف .. ونرهف السمع تماما .. ويدينا متلاصقتين ..
تذكرين عندما نصحى الفجر .. نجري الى العجوز الأخرى ..
صاحبة تلك البقرة العجوز مثلها .. نجلب اللبن ..
على أصوات وهدير ماكينات المزارع .. وهي تسقي المزروعات ..
والنساء تلتف حول الساقية .. بأحاديث ثرثارة ..
تذكرين عندما كنتي تتوهجين .. وتحلمين بالتكييف ..
هذا هو اليوم الذي تحلمين به ..
لم يتبقى الا القطار .. الذي أبى أن يأتي .. ربما لأني
أنا أنتظره .. أو ربما لأنه يرفض الانتظار .