الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان – ماذا أعددنا للموت ؟

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #15307
    الظاهره
    مشارك

    قال تعالى :
    { قل إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين . قل أغير الله أبغي ربّـاً وهو ربَّ كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة” وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون . وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) الأنعام (162-165).
    من هذا المنطلق نبدأ للاعداد ليوم التلاق { يوم هم بارزون لايخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب } غافر (16-17) .
    ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ص فيما .. يحكي عن ربه عز وجل أنه قال ( ياعبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم حراماً فلا تظالموا – إلى أن قال – ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إيّاها فمن وجد خيراً فليحمد الله تبارك وتعالى ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )
    ولكي نقيّم مستوى الأعمال التي نؤدِّيها في يومنا وليلتنا من سنين أعمارنا هل كما أوجبها الله علينا أم لا .. ؟ إذاً فلنستعرض معاً هذه القائمة لعلنا نستدرك منها حقوقاً لنا أو علينا قد أودعناها زاوية النسيان .. وتراكم عليها غبار الهجران .. ونحن أحوج مانكون لها لترجيح كفة الميزان .. في يوم لا ينفع فيه الفداء ولا الندم على الخسران .
    { فاليوم لايؤخذ منكم فدية” ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير } الحديد (15) .
    { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفّار” فلن يُقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين } . آل عمران (91) .

    بيان الأعمال :

    1- إقام الصلاة :
    عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ص يقول : ( إن بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة } رواه مسلم.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله ص قال: ( والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذّن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم } متفق عليه .
    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : من سرَّه أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليَّـتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف ) رواه مسلم : يهادى = يتمايل .. من تقدُّمٍ في السن كالشيخوخة أو مرض كعجز أحد أعضاءه عن الحركة ، أو لمرض عارض ألم به .
    وفي رواية له قال: أن رسول الله ص علَّمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذَّن فيه .

    2- حق الزكاة لأهلها :
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص مامن صاحب ذهب ولا فضة ، لايؤدّي فيها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفِّحت له صفائح من نار ، فأحمى عليها في نار جهنم فيكْوى بها جنبيه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يومٍٍ كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضي الله بين العباد فيرى سبيله إما الجنة وإما النار).
    قيل يارسول الله فالإبل .. ؟ قال : ( ولا صاحب إبل لايؤدِّي منها حقَّها ومن حقَّها حلبها يوم وردها ، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت ، لايفقد منها فصيلاً واحداً ، تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها ، كلما مرَّ عليه أولاها ، رُدّ عليه أُخراها ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد فيرى سبيله إما الجنة أو النار) قرقر : أرض خالية من الشجر والحجر .
    قيل يارسول الله فالبقر والغنم .. ؟ قال : ( ولا صاحب بقر ولا غنم لايؤدّي منها حقَّها إلا إذا كان يوم القيامة بُطح لها بقاعٍ قرقر ، لا يفقد منها شيئاً ، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ، ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ، كلما مرَّ عليه أولاها رُدّ عليه أُخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقضي بين العباد . فيرى سبيله إما الجنة وإما النار ) العقصاء : ذات القرن الملتوي خلف الأذن – الجلحاء : التي لاقرن لها – العضباء : إذا شُقَّ أُذنها .
    قيل يارسول الله فالخيل .. ؟ قال ( الخيل ثلاثة : هي لرجلٍ وزرُُ وهي لرجل سترُُ ، وهي لرجل أجرُُ ، فأما التي هي له وزر ، فرجل ربطها رياءً وفخراً ونواءاً على أهل الإسلام ، فهي له وزر . وأما التي هي ستر ، فرجل ربطها في سبيل الله ، ثم لم ينْسَ حق الله في ظهورها ولا رقابها ، فهي له ستر ، وأما التي له أجــر، فرجل ربطهـا في سبيل الله لأهل الإسلام في مرجٍ أو روضةٍ ، فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كَتب له عدد ما أكلت حسنات وكُتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ، ولا تقطع طِوَلَها فاستنَّت شرفاً أو شرفين إلا كَتب الله له عدد آثارها، وأرواثها حسنات، ولا مرّ بها صاحبها على نهر فشربت منه ، ولا يريد أن يسقيها إلا كَتب الله له عدد ماشربت حسنات) نواءً : المعاداة ، مرج : مرعى ، طِوَلهَا : حبل يشدُّ طرفه في الوتد وطرفه الآخر في يد الفرس أو رجْلها لتدور فيه وترعي ، : إستنّت : أي عدتْ في مرجْها لتوفر نشاطها ، شرفاً : شوطاً.
    قيل يارسول الله فالحمر .. ؟ قال : ( ما أنزل عليَّ في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذَّة الجامعة : { فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شره يره } ) متفق عليه هذا لفظ مسلم .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما توفى رسول الله ص، وكان أبو بكر رضي الله عنه، وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله ص (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقِّه ، وحسابه على الله) ؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلنَّ من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حقُّ المال. والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله ص، لقاتلتهم على منعه . قال عمر رضي الله عنه : فوالله ماهي إلاّ أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. متفق عليه .

    3- صيام رمضان وقيام لياليه :
    يقول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيامُ كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } البقرة (183) .
    روي مسلم ( كل عمل ابن آدم يضاعف : الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به : يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك ) .
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص : ( مامن عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) متفق عليه .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي ص قال 🙁 من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ص قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه .
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله ص : يجتهد في رمضان مالا يجتهده في غيره ، وفي العشر الأواخر منه مالا يجتهد في غيره ) رواه مسلم .

    4- الحج :
    قال تعالى { ولله على الناس حِجُّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } آل عمران (97) .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ص يقول : ياأيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجُّوا ) فقال رجل أكل عامٍ يارسول الله ..؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثا . فقال رسول الله ص ( لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم) ثم قال ( ذروني ماتركتكم فإنما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه) رواه مسلم .

    5- إجعل من الذكر حصناً لك في نهارك وليلك :
    قال تعالى : { واذكر ربك في نفسك تضرُّعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدوِّ والآصال ولا تكن من الغافلين} الأعراف (205) .
    قال تعالى : ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدَّلله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً } الأحزاب (35) .
    قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذِكراً كثيراً . وسبِّحوه بكرةً وأصيلاً } الاحزاب (41،42) .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص ( ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله ؟ إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده ) رواه مسلم .
    عن معاذ رضي الله عنه : أن رسول الله ص : أخذ بيده وقال 🙁 يامعاذ والله إني لأحبك ) : فقال ( أوصيك يامعاذ لاتدعنَّ دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك } رواه أبو داود بإسناد صحيح .
    عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي ص قال : من قال لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك والحمد وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ) متفق عليه .
    هذا ماكان من أمر الفرائض فلا يجوز للمسلم أن يتهاون في فريضةً فرضها الله عليه فهي واجبة” كل الوجوب ومحاسبُُ عليها المكلَّف أيما حساب بل من أسقط ركن من أركانها متعمِّداً ومات وهو على ذلك فقد مات على غير ملّة والعياذ بالله . وأول هذه الفرائض من أركان الإسلام : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ص ( بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحِجُّ البيت وصوم رمضان ) متفق عليه .

    المحرمات :
    قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ) آل عمران (102).
    وقال تعالى :{ياأيها الذين آمنوا إن تتَّقوا الله يجعل لَّـكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم } الأنفال (29) .
    وقال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لايحتسب } الطلاق (2-3) .
    أنواع المحرمات :
    هي كثيرة ويدخل ضمنها المكروهات والشبهات . ولعلنا هنا نذكر بعضاً منها:
    أكل مال اليتيم ، أكل أموال الناس بالباطل ، أكل مال الربا ، أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وماأُهل به لغير الله ، أكل أموال الحرام الذي يتأتَّى من الفحش والمنكر، الظلم بين العباد ، الزنا ، اللواط ، السِّحاق، شرب المسكر والمخدرات وبيعهما ، التبرج ،لبس الذهب والحرير للذكور ، العقوق ، النميمة ، الغيبة ، الحسد ، التجسس، شهادة الزور ، قول الزور ، الفتنة بين الناس، الكذب ، الكبر وهو مايعرف بالتكبر والتعالي على العباد وإحباط حقوقهم ، إنتهار السائل ، الكفر بالنعم ، الإسراف ، السحر، الدعاء والتوسل والرجاء بغير الله ، طلب العون والإستعانة والإستغاثة وتفريج الكربات من غير الله ، قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ويدخل في ذلك إجهاض الأجنة وهي في بطون أمهاتها بالعقاقير الطبية أو بالعملية الجراحية (القحط) مالم يكن في ذلك خطرُُ على الحامل مثل أمراض لاتساعد على إتمام الحمل ويكون في ذلك خطر على حياة الأم ، فعندئذ تباح المحرمات ، أيضاً هناك مبررات أخرى لإباحة المحرمات عند الضرورة كقوله تعالى :
    { ومالكم ألاَّ تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فَصّل لكم ماحَـرَّم عليكم إلا مااضْطُررتم إليه وإن كثيراً ليضلُّون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين } الأنعام (119) .
    وإباحة المحظورات لابد من أخذ فتوى فيها من العلماء .
    أيضاً من المحرمات : اللعان ، سب المسلم ، سب الأموات ، الايذاء ، التباغض ، التقاطع ، التدابر، سوء الظن ، التطير، الإحتقار ، إظهار الشماتة ، الطعن في الأنساب ، الغش ، الخداع ، الغدر، الهجر، الرياء ، الخلوة بالأجنبية ، النياحة على الميت ، الحلف بغير الله صادقاً أو كاذباً ، اليمين الكاذبة عمداً ، الشفاعة في الحدود ، إحداد المرأة على الميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعةَ أشهرٍ وعشرةَ أيام . استعمال آنية الذهب والفضة ، إنتساب الإنسان لغير أبيه ، هذا على سبيل المثال لا الحصر .
    عن أبي بكرةَ رضي الله عنه : أن رسول الله ص قال : في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع ( إن دماءكم ، وأموالكم ، وأعراضكم ، حرامُُ عليكم ، كحرمةِ يومكم هذا في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا هل بلَّغت ) متفق عليه .

    #400675
    غزالة
    مشارك

    شكر لك أخى الفاضل على هذا الموضوع .

    فعلا ما ذا أعددنا للموت ….كيف نتمادي في المعاصي من غير استغفار أو توبة ، وأحدنا لايقر له قرار ، ولايهدأ له بال ، إذا علم ماخلفه من الأهوال .. الموت وسكراته .. والقبر وآلامه .. والبعث وأهواله .. والحشر ومآله .. والميزان ودقته .. والحساب وشدته .. والصراط وعراقيله.. والنار والنار .

    { يوم نقولُ لجهنَّم هل امتلأت وتقولُ هل من مَّزيد } . ق (30)
    .

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد