هذه الكلمات لفضيلة الشيخ الدكتور” محمد راتب النابلسي”
كنت ذات مرة عند أحد إخواننا الكرام يعملون بإصلاح السيارات ورأيت عندهم قطعة ميكانيكية ملقاة على الأرض فقلت : ما قصة هذه القطعة ؟ فقال : إن مُرَكَّبات هذه القطعة بعد عشرة آلاف كيلو متر ، تُكسر من هذا المكان ، ويوجد فيها منطقة ضعيفة ، والذي صمم هذه الآلة لم يكن يتخيل أن هذا المكان ضعيف على التحمل وبذل الجهد ، ومنها علمت أن كل تعديل يطرأ على مركبة أو على آلة دليل نقص في الخبرة ، والنقص في الخبرة نتلافاه فيما بعد ! فالتطويرات التي تطرأ على خبرة الإنسان دليل على أن خبرته ناقصة ومكتسبة وحادثة ، أما خلق الله الكامل والذي لا يزال كاملا وسيبقى كاملا دليل على أن خبرة الله قديمة ، حليب الأم مثلا فقير من الحديد وهو معدن أساسي جدا في تكوين خضاب الدم ، لو فحصنا طحال وليد رضيع نجد أن فيه كمية حديد تكفيه عامين إلى أن يأكل غذاء منوعا ، فمن فعل هذا ؟ الخبير، ولماذا جعل ثقب بين الأذين والأذين في القلب ، كشفه العالم بوتال وهذا الثقب وظيفته أنه مادام الطفل في بطن أمه وليس له هواء ولا تنفس والرئة معطلة لذلك بدلا من أن يدور الدم إلى الرئة ويعود إلى الأذين ينتقل من أذين إلى أذين ، حينما يولد الطفل قال تأتي جلطة لتغلق هذا الثقب وعندها تنتقل الدورة من الأذين إلى الأذين فتصبح من الأذين إلى الرئة إلى البطين كل هذا من صنع الخبير ، سؤال آخر ؛ لماذا لا نجد في أظافرنا وشعورنا أعصابا حسية ؟ فلو كان الأمر كذلك لاحتجنا إلى الذهاب إلى المستشفى حين تقليم أظافرنا وشعورنا ونحتاج إلى تخدير فهذا هو الخبير، ما جعل أعصاب الحس في الأظافر ولا في الشعر ولكنه جعل أعصاب الحس في العظام ! فإذا انكسر العظم تألم الإنسان أشد الألم ، فالشعور بالألم أربعة اخماس العلاج ! لو دققت في خلق الإنسان وفي خلق الحيوان والنبات لرأيت العجب العُجاب ، لو ترك الفلاح الشجرة بلا سقيا ما الذي يحصل ؟ ستستهلك هذه الشجرة ماء الورق ثم ماء الغصن ثم ماء الفروع ثم ماء الجذع ثم ماء الجذور وآخر ماء تستهلكه هو الماء الذي في آخر الجذر ، فلو كانت الشجرة تستهلك الماء ابتداء من الجذور لماتت كل الأشجار إذا امتنعنا عن سقياها مرة واحدة ولكن الله جعل الدورة معاكسة ، ولماذا ينكمش الماء إذا بردناه ؟ أما إذا وصل إلى درجة زائد أربعة فيزداد حجمه ، هذه الظاهرة لولاها لما كانت حياة على سطح الأرض كل هذا من فعل الخبير!!!!