الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › معذرة ٌ… يا بغداد .. محمـود شنب
- This topic has رد واحد, مشاركَين, and was last updated قبل 21 سنة، 7 أشهر by الدرة.
-
الكاتبالمشاركات
-
12 أبريل، 2003 الساعة 9:15 ص #15085خالدمشارك
معذرة ٌ… يا بغداد
ربما أكون الوحيد فى العالم الآن الذى يوجه التحية من قلبه إلى الرئيس صدام حسين رغم تساقط تماثيله وتمزيق صوره …
إنه رجل من طراز فريد .. واجه بطمأنينة وثبات أعتى قوة عرفها التاريخ .. وواجه منفردًا الأب والإبن والجرو بلير …
لم تتلوث يده بمصافحة إسرائيلى .. ولذلك دفع الثمن …
لم يشجع الراقصين والراقصات وأعد قاعدة صناعية وعلمية إلتف حولها آلاف من العلماء وليس العملاء .. ولذلك دفع الثمن …
لم يهرب من الميدان مثل جابر الكويت ..
ولم يخون عروبته مثل حكام العرب ..
ولم يخون إسلامه مثلما فعل خادم “الحرميين” : بوش وتونى بلير ..
لم ينطلق صاروخ من أرض عربية داخل إسرائيل إلا على يده ..
صمد ولم يرتعد والتحم بشعبه ولم يبتعد ..
إختفى ولم تختفى ارادته وغاب ولم تغب عزيمته ..
دفع الثمن هو وشعبه لكنه نال الأجر حيًا كان أو ميتـًا ..
تبادل عليه فى حلبة المصارعة ألف حاكم وزعيم وانتصر عليهم ..
وضع “الله أكبر” فوق علم بلاده .. وصفق العملاء للعلم القديم الذى رفعته سواعد الطغاه خاليًا من “الله أكبر” ..
لم يساوم من أجل حفنة قمح أو شربة كولا ..
فعل وهو فى عز المعارك ما لم يفعله غيره من حكام العرب فى عز الخنوع والاستسلام ، حيث تواجد وسط شعبه أثناء القتال متجولاً فى شوارع بغداد دون حراسة ونحن نتحدى أن يفعل ذلك حاكم عربى من المحيط إلى الخليج !!
قتل من الأمريكان ما لم يقتل منهم حاكم عربى منذ قامت أمريكا حتى اليوم !!
عرض أسراهم وقتلاهم وجرحاهم … وعزل من قادتهم من عزل وأذل من أذل ، وكان صادقـًا مع نفسه ومع شعبه وفى إعلامه وكان على عكس غيره من الحكام العرب ممن يكذبون على أنفسهم وشعبوهم وفى إعلامهم ..
لا تغرنا تلك الحفنة من الأوباش التى التفت حول تمثاله قبل سقوطه ممن يعدوا على أصابع اليد الواحدة وقد صورهم الإعلام الأمريكى على أنهم كل العراق .
لقد أتوا على المجنزرات الأمريكية من الكويت “أرض المؤامرات” ليضربوا صور صدام بالأحذية ويحملوا بدلاً منها أحذية القوات الغازية .
إن صوت مسدس الأطفال يصيب بالاسهال أعتى وأقوى حاكم عربى ، بينما العراق الذى أرادوا أن يسدلوا الستار على صفحات مقاومته بتحطيم تماثيل قائده .. تحمل ما لم تتحمله دولة على وجه الأرض من القصف الاجرامى الذى كان يكفى قارة كاملة ، ولو سقط بعضه على عواصمنا العربية لكان حكامنا الآن سبايا فى البيت الأبيض .
نعم .. صمد العراق ولم تكسر إرادته وجعل العالم كله ينحنى لعصيانه وتمرده ..
فليضحك جابر فى ملابسه ، وليضحك مبارك فى مجالسه ، وليضحك الخليج فى محابسه ، وليتنفس الخائفون الصعداء .. فما نامت أعين الجبناء .
لتهدأ أعصاب حكامنا ، ولترتخى سواعدهم خارج كراسى الرئاسة ولينعموا بالراحة بعد طول قلق .. فقد مرت الرياح دون تغيير .
ليذهبوا للعراق الآن بعدما أصبح الولاية رقم 51 من ولايات أمريكا .. ليذهبوا إلى مطار صدام وينعموا بقصوره فى صحبة الأمريكان .
الآن فى ظل أمريكا سنقدم لشعب العراق ما يطلبه من طعام ودواء بعدما ضننا عليهم أكثر من 4400 يومًا لم نطعمهم وهم محاصرون .. ولم نفطرهم وهم صائمون .. ولم نؤازرهم وهم يجاهدون .
حان الآن موعد إضافة عاصمة الخلافة الإسلامية لطابور العار ..
حان الآن موعد الإعمار ورفع راية الحرية للشواذ والأشرار ..
حان الآن موعد الإعمار واقامة الصفقات وتبادل السفراء ..
حان الآن موعد الإعمار ومصالحة الأكراد على النظام ..
حان الآن موعد الإعمار والتحدث عن حكمة قادتنا وحسن تقديرهم للأمور فقد طالبوا صدام بالتنحى وتجنيب بلاده الخراب والتدمير لكنه لم يتعظ ولم يستجب .. نصحوه بأن يضحى بنفسه من أجل بلاده والآن ضاع صدام وضاعت بلاده ..
هذا ما سوف يعلنه الخونه فى جرائدنا ويطالعوننا به صباح مساء فى بيت البغاء المسمى “تلفاز” .
هيا لمشاهدة مباراة الأهلى والزمالك وتصحيح هتافات الشعب ..
هيا لنشم النسيم بحكمة قادتنا ونترك غيرنا يشم رائحة الموت بغباء قادته ..
لقد وحشتنا فيفى عبده ودينا وهاله سرحان بعدما أبعدتنا المعارك عن سهرات الشيطان ..
هيا نلتحق بصفوف الأمن المركزى بعدما صرنا مهيئون تمامًا لنيل هذا الشرف وقد أصبحنا من هول ما يحدث أميون لا نقرأ ولا نكتب ..
هيا نرسل برقيات الشكر والتأييد ونشيد بحكمة القائد والزعيم ..
هيا نـُعد العدة لذبح سوريا والوقوف على قارعة الطريق فى انتظار “خارطة الطريق” ..
هيا نبكى مُـلك كان يلزمه رجال ..
هيا نعود كالأطفال إلى حضن “ماما أمريكا” لنشعر بالدفئ والأمان .. فقد رأينا عاقبة من لا يسمع الكلام ..
مكسورون نحن دائمًا … ولكن عن عمد .
مقهورون نحن دائمًا … ولكن عن بُعد .
أتمنى ألا نـُهزم نفسيًا ونصفق ـ مثلما يصفق الخونه الآن ـ لبوش وبلير .
أتمنى أن ندرك جيدًا أن ما أصابنا لم يكن ليصيبنا لولا الحكام العرب .
أتمنى أن ندرك جيدًا أن الخيانة باتت بمنزلة الشرف إذا ما قورنت بهم .
أتمنى أن يعلم الجميع أن عدونا فينا وليس بعيدًا عنا وقد تجبر علينا بعد أن تمكن منا .
أتمنى أن نتعظ ونفوق وندرك أنه لم يعد باقيًا غير سوريا … ولسوف يفعلها الحكام .. !!
إنهم لا يتورعون عن فعل أى شئ واقتراف كل خطيئة وفعل أى منكر ، وقد وقعوا للشيطان عقدًا لن يخلفوه أبدًا .
ليس لديهم عمق إسلامى ولا فقه إسلامى ولا علم بالتاريخ الإسلامى .
إنهم لا يحفظون من القرآن إلا الفاتحة وبعض السور الصغيرة التى تمكنهم من الانخراط فينا وتأدية الصلاة وليس إقامتها !!
إنهم وشيوخهم يتمسحون فى الإسلام والإسلام برئ منهم ـ بنص القرآن والسنة وفتوى الثقة من العلماء ، ولم يعد باقيًا إلا أن يغيروا الأسماء .. ( كوهين أو جورج أو لينين ) .
ليس فيهم من يستطيع أن يصعد إلى المنبر ويخطب خطبة الجمعة حتى من ورقة الأوقاف !!
عن طريقهم حقق بوش وبضربة واحدة حلم اليهود الكبير ورغبة الوالد الضرير .
إن مشكلتنا الحقيقية تكمن فى هذا الكم من الحكام ممن لا يعرفون تاريخ الإسلام ويعيشون ـ استثناء ـ بين الشعوب .
حكام أميون إسلاميًا ولديهم هشاشة عظام دينية جعلتهم لا يعرفون شيئـًا عن الإسلام بشقيه المدنى والعسكرى ، ومما يؤسف له حقـًا ان بعض مثقفوا الغرب يعرفون من تاريخنا الإسلامى أكثر مما يعرف الحكام ، وهذا الأمر شكل نوعًا من العبثية فى معالجة الأمور واختيار الأماكن والمواقف ، والانفصال الروحى عن البصرة والكوفة وكربلاء والنجف وكل بلاد المسلمين .
لا يعرفون شيئـًا عن غزوات الرسول e ومعارك الإسلام وفتوحات الصحابة … لا يرتبطون بالأرض ولا يعرفون التاريخ .
يعترفون بكل دولة تقام حول بئر بترول ولا يعترفون بشئ مما قاله الرسول !!
يقدسون الحدود المصطنعة التى رسمها الاستعمار القديم ولا يبالون بحدود الله عند موالاة الكفار على المسلمين !!
لم يحركهم الغِل الانجليزى أو الصليبى الذى شاهدناه بوضوح فى تعامل الجنود البريطانيين مع من يقع تحت أيديهم فى العراق من المسلمين ـ مدنيين كانوا أو عسكريين … كانوا يلوكون رؤوسهم فى التراب دون مبرر ويدوسون عليهم بالأحذية دون ما سبب وتعمدوا نقل الاهانة عبر كل وسائل الإعلام اضافة إلى نزع أغطية النساء وتغطية رؤوس المدنيين بأكياس قذرة ومرعبة بعد تكبيل الأيدى بشرائط الاعتقال الاسرائيلية …
كل ذلك لم يحرك نخوة فيهم ولا شعور يفرضه الانتماء ولم يدفعهم لمراجعة مواقف فرضها الغباء .
العمق الإسلامى مفقود وأوامر الله غائبة أو مغيبة .
ماذا يعرفون عن العراق أو بغداد ؟!!
إن كانوا لا يعرفون فتلك مصيبة ، وان كانوا يعرفون فالمصيبة أعظم !!
لقد اكتفوا بالفرجة على دماء الأطفال والنساء وقهر الرجال والشيوخ وجعلوا النصائح فى الاتجاه المعاكس ، ورغبوا الحُر فى التنحى والرقود ، وأمطرونا بالتصرحات التى لا تقدم ولا تؤخر .
تركوا العراق وحيد واستكثروا عليه البطولة والرجولة ، وشاركوا أمريكا وبريطانيا فى حرب باطل افتقدت إلى الشرعية والقانون ، وكان لديهم من المبررات ما يجعلهم يرفضون الابتزاز الأمريكى البريطانى ، لكنهم عملاء ومخصيون وأقرب إلى أمريكا من بنو صهيون !!
لقد صمد العراق قيادة وشعبًا ما شاء الله لهم أن يصمدوا ، وقاتلوا قتال الشرفاء ما شاء الله لهم أن يقاتلوا .. أما عن النتائج فالأمر متروك إلى الله ، ولو حُسبت الأمور كذلك لجنىَ الفلسطينيون أطيب الثمار بعدما قدموا أعلى نماذج التضحية والفداء ـ لكن النتائج بيد الله .. وعلى المؤمن العمل وعلى الله القبول .
لقد شهدنا بداية الحرب ، ولكن ربما لا نعيش لندرك نهايتها .. تلك النهاية التى لابد أن يُـكتب فيها النصر لصاحب الحق ومالك الأرض ، ومثل هذه الحروب لا يمكن أن تتضح معالمها دفعة واحدة ولابد أن تأتى نتائجها فى عهد حكام عظام لديهم عزة وكرامة وإسلام وليسوا مثل هذا الحشد الرهيب من الأقزام .
ستمتد الحرب إلى ما شاء الله وسينتصر العراق ولو بعد ألف عام …
إن مجاهدى حزب الله فى لبنان أخرجوا اليهود مدحورين بعد ثمانية عشر عامًا من المقاومة والتضحية .
والقضية الفلسطينية ما زالت باقية إلى اليوم لأن شعبها ما ترك الجهاد يوم ونراهم الآن وهم تحت وطأة الاحتلال يكسبون كل يومًا شرفـًا جديدًا ويرفعون فوق الرؤوس علمًا عزيزًا … ولسوف يحدث فى العراق مقاومة عظيمة كالتى تحدث الآن فى فلسطين ولسوف يخرج الأمريكان مدحورين ولسوف يأتى يوم الانتقام بأسرع مما يتصوره الخونه وسيكون الرد على قدر الجرم وسيكون الغضب على قدر الحُـلم .
لقد نال بوش ما أراده بالكذب والتدليس وخيانة الحكام لكنه أورد بلاده موارد التهلكة ، وبإذن الله لن تنعم بلاده بالراحة التى حُرمنا منها .
إن العراق وهو مُدمَر أفضل من حالنا ونحن سالمون … إنه دفع ضريبة الكرامة من لحمه ودمه ونحن ندفع ضريبة العار من صمتنا وعجزنا …
نعم … ننعم فى بلادنا بحياة خالية من الحروب لكنها حياة لا تليق بالرجال … قد تنعم الراقصة برغد من العيش وحياة الرفاهية التى تعز عن الكادحين … إن من يتحرى الحرام والحلال ويعرف متى يكون السلم ومتى يكون القتال لا يمكن أن ينعم بحياة كالتى تحياها الراقصة بتعرية جسدها وفقد شرفها مقابل نعيم كاذب .
سلامًا يا بغداد .. يا ليل الإسلام الحالك …
سلامًا يا بغداد .. يا غدر الحكام الهالك …
سلامًا يا بغداد .. يا مجرى النهر الخالد …
سلامًا يا أرض النخيل والمياه والنجيل …
سلامًا يا نبض الفؤاد ورائحة الأجداد …
لم تعد لى عين أنظر بها إلى خريطة وطنى وأنتِ غائبة عنه …
لم تعد لى عين أفخر بها بصمودك ونحن لم نحمى وجودك …
لم تعد لى عين أطلب بها الصفح من عيون أطفالك …
لم تعد لى عين أجلس بها فى مجلس يضم رجالك …
آه يا بغداد … يا ليل العرب الحالك .
محمود شنب .. المصدر ..
12 أبريل، 2003 الساعة 9:53 ص #399578الدرةمشاركالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير لنقلك لنا هذا المقال و جزا الله الكاتب الذى كتبه كل خير ……
و لكن لمتى السكوت هل سنبقى هكذا ….. نحفر قبورنا بأيدينا……
سيأتى اليوم الذى يكون فى كل بيت من بيوتنا شهيد …….
فاسكتوا ما شئتم سيأتى اليوم الذى ستدفعون فيه ثمن السكوت…. -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.