الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات ديمقراطية الإعلام الأمريكي البريطاني

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #15024
    الدرة
    مشارك

    ديمقراطية الإعلام الأمريكي البريطاني الكاذبة
    د. محمد موسى الشريف

    إن المشاهد لما يجري اليوم على ساحة الإعلام الأمريكي يملؤه العجب والاندهاش لما يجري ، فإن هؤلاء قد ملؤوا رؤوسنا بكلام طويل عن حرية الإعلام ونزاهته ، وحياديته ، وحشوا أدمغتنا حشواً بكلام خلاصته أن إعلامنا العربي متميز ، ولا ينقل إلا وجهة نظر واحدة ، وهو إعلام موجه لا ينقل الحقيقة ، إلى آخر ما قالوه مما هو معروف ومعلوم ، وفي هذه الحرب الصليبية المتصهينة الدائرة اليوم في العراق نرى عجباً من هؤلاء وإعلامهم ، إذ هو متحيز يضيق من وجهة النظر الأخرى ولا يحب سماع إلا ما يهوى ، ولا يتحرى الحقيقة ، والدلائل على ذلك كثيرة منها :

    كذبهم في نقلهم لغرض التشويش وهدم المعنويات: فمن ذلك ادعاؤهم قبل بدء الحرب أن طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي فر إلى كردستان وتهوينهم المطلق من قوة الجيش العراقي ، واتهامهم للعراقيين بإخفاء أسلحة دمار شامل وهم يعلمون كذبهم في هذا وغيره.

    أما أثناء الحرب فحدث ولا حرج عن كذب متتال، فتارة يزعمون سقوط مدن وبلدات لم تسقط ، وتارة يقولون إن طائراتهم تسقط بسبب سوء الأحوال الجوية ، وأن دباباتهم تعطب بسبب سوء الأحوال أيضاً أو بنيران صديقة !! وحيناً يزعمون أن آلاف العراقيين استسلموا لهم وهكذا … وهذا كله مما يسقط مصداقية إعلامهم ويرغب الناس عنه.

    ازدواج المعايير : فإعلامهم عرض صورة أسرى عراقيين في أوضاع مهينة جداً ، ولما عرضت صور لأسرى الصليبيين المتصهينين قامت قيامتهم ، وادعوا أن ذلك مخالف للقانون الدولي ، وكأن غزوهم العراق موافق لهذا القانون متماش معه ؟ ! وهم لا يعرضون صور الضحايا المدنيين من العراقيين الذي يسقطون بنيرانهم وهجميتهم ويمنعون ذلك.

    استعمال مقولات ومصطلحات هتلرية عفى عليها الزمان ولم تعد مقبولة في زمن ثورة الاتصالات ، مما يدل على عنجهية مطلقة واستخفاف بالشعوب ، فمن ذلك : حملة قطع الرأس ، والصدمة والرعب ، إلى آخر هذه المصطلحات البدائية التي تدل على عقلية الإدارة الصليبية المتصهينة.

    العيب على القنوات العربية التي تتوسع في نقل ما يجري على أيدي هؤلاء الغزاة الهمج ، مع أن هذه القنوات تنقل بالتفصيل وجهة النظر الأمريكية ومؤتمراتها الصحفية ! فماذا يريدون ؟ ! أيريدون أن تكف القنوات العربية عن نقل أخبار المسلمين إرضاء لهم ؟ !

    ضيقهم من مراسليهم الغربيين الذين ينقلون الأخبار بصدق وموضوعية ، بل تعدى الأمر إلى طردهم ، وهذه من أعجب عجائب ديمقراطيتهم الإعلامية ، فهذه شبكة إن بي سي الأمريكية تطرد بيتر أرنيت نجم سي إن إن في حرب 1411 ضد العراق والسبب في طرده هو أنه علق تعليقات عبر التلفزيون العراقي عد فيها أن خطط الحرب التي اعتمدت عليها أمريكا قد فشلت ، والغريب أن القناة أصدرت بياناً قالت فيه : إن إرنيت ارتكب خطأ بقبوله إجراء مقابلة مع التلفزيون الوطني العراقي ولا سيما في وقت الحرب ، فهل سمعتم بأعجب من هذا !! ومن كان يتصور أن ديمقراطية إعلامهم ستنحدر إلى هذا المستوى السحيق ، والعجيب أن القناة كانت قد دافعت عن إرنيت في البداية وهونت من صنيعه ثم عادت لتطرده بعد ضغط سياسي واضح عليها.

    وقد اتهم وزير داخلية بريطانيا المراسلين الصحافيين البريطانيين العاملين في بغداد بصورة مستقلة بالتواطؤ مع النظام العراقي، وقد انتقد الوزير في خطاب ألقاه في نيويورك الإعلاميين البريطانيين الذين لا ينحازون إلى بلادهم !! واتهم الصحافيين بأنهم يرسلون تقاريرهم الصحفية كأن هناك تعادلاً أخلاقياً بين أنباء نظام الرئيس العراقي والولايات المتحدة وبريطانيا وأطلق عليهم صفة العاملين وراء خطوط العدو، وقد عد هذا مراسل صحيفة ( ديلي ميل) روس بينسون إهانة بالغة، حيث قال : إن إيحاء وزير داخلية بريطانيا بلانكيت بطريقة ما أنني عميل لصدام هو أمر مهين للغاية.

    وعد مراقبون محايدون تهجم بلانكيت ومن قبله على الإعلاميين البريطانيين عائداً إلى ضيقهم بهؤلاء الذين يرفضون الأخذ بما توفره الآلة الدعائية البريطانية من قصص ثبت أنها كانت مجافية للحقائق.

    واسمع أخي القارئ هذا العجب العجاب فقد نشرت صحيفة ( اندبندنت ) تقريراً من مراسلها في البصرة شكا فيه من أن الصحافيين الذين يغطون الحرب يجري تعريض أرواحهم للخطر لأن وزارة الدفاع البريطانية قررت إعاقة عمل المراسلين غير الملتحقين بوحداتها العسكرية ، وأوضح أن المسؤولين قرروا ليس فقط عدم تقديم مساعدة للصحفيين غير الملتحقين رسمياً بالوحدات العسكرية ولكن أيضاً في بعض الحالات إرغام صحافيين وصلوا إلى البلاد بجهودهم الخاصة على النوم في سياراتهم في شوارع غير آمنة بدلاً من السماح لهم بوضع سياراتهم في قواعد الجيش والمهابط والموانئ التي احتلتها قوات الغزو ، ويقول الصحافي عن ناطق رفيع المستوى باسم الجيش أنه قال لمجموعة من الصحافيين : مهمتي أن أجعل حياتكم صعبة قدر ما يمكن ، لن تحصلوا على أي مساعدة مهما تكن ، وبعد إعطاء أمثلة على حالات عدة اعتقلت فيها القوات الأمريكية والبريطانية صحافيين غير ملتحقين بوحداتها وأبعدتهم قال مراسل صحيفة ( اندبندنت ) : يبدو أن واشنطن ولندن لا تحبذان تدقيق صحافيين خارجين عن نطاق سيطرتهما فيما تفعلانه.

    ثم إنهم قد ارتكبوا جريمة من جرائمهم التي لا تعد ولا تحصى بالغارة على مقر قناتي الجزيرة وأبي ظبي ، وقتلوا مراسل الجزيرة ، وهي جريمة بكل المقاييس ، وتحرمها كل الشرائع والأديان.

    وهؤلاء الذين يدعون حقوق الإنسان والرحمة قاموا بارتكاب هذه الجريمة النكراء عن سبق إصرار وعمد مما يوضح للناس في العالم أجمع مدى هجميتهم وظلمهم وحقيقة نواياهم بشأن المنطقة وأهلها. وإذا كانت هذه هي الديمقراطية التي يريدون نشرها في منطقتنا فلا أهلاً بهم ولا مرحباً ولا نعمت لهم يمين.

    وبعد :

    فهذا كله دال بوضوح أن هؤلاء المدعيين للديمقراطية والحرية إنما يدعونها ويلتزمونها إذا كانت في مصلحتهم وتحقق لهم أهدافهم ، أما إن كانت غير ذلك فهم أعدى أعداء الحرية والديمقراطية ، وإنما أوردت دلائل ذلك إعلامياً ، ولو أردت ذكر ما عدا ذلك من الجوانب لملأت مجلدات في فضح ديمقراطيتهم الزائفة القائمة على ضبط مصالحهم لا غير ، والله المستعان.

    COPIED

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد