الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات قصيدة نزار قباني..متى يعلنوا وفاة العرب؟

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #14956

    قصيدة نزار قباني .. متى يعلنوا وفاة العرب؟؟؟

    أحاول منذ البداياتِ…
    أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ…
    رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
    رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ…

    أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
    فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
    وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.

    ***

    أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
    ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ…
    وأنفُضَ عني غُباري.
    وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ…
    أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ…
    وداعا قريشٌ…
    وداعا كليبٌ…
    وداعا مُضَرْ…

    ***

    أحاول رسْمَ بلادٍ
    تُسمّى – مجازا – بلادَ العربْ
    سريري بها ثابتٌ
    ورأسي بها ثابتٌ
    لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ…
    ولكنهم…أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
    ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ…

    ***

    أحاول منذ الطفولةِ
    فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
    وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ…بتاريخ كل العربْ…
    ليستقبلَ العاشقينْ…
    وألغيتُ كل الحروب القديمةِ…
    بين الرجال…وبين النساءْ…
    وبين الحمامِ…ومَن يذبحون الحمامْ…
    وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ…
    ولكنهم…أغلقوا فندقي…
    وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ…
    وطُهْرِ العربْ…
    وإرثِ العربْ…
    فيا لَلعجبْ!!

    ***

    أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
    أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
    وأسبحَ ضد مياه الزمنْ…
    وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
    وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
    أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
    وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ…
    وبين نُهور اللبنْ…
    وحين أفقتُ…اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
    فلا قمرٌ في سماءِ أريحا…
    ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ…
    ولا قهوةٌ في عَدَنْ…

    ***

    أحاول بالشعْرِ…أن أُمسِكَ المستحيلْ…
    وأزرعَ نخلا…ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ…
    أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
    ولكنّ أهلَ المدينة ِيحتقرون الصهيلْ!!

    أحاول – سيدتي – أن أحبّكِ…
    خارجَ كلِ الطقوسْ…
    وخارج كل النصوصْ…
    وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
    أحاول – سيدتي – أن أحبّكِ…
    في أي منفى ذهبت إليه…
    أحاول – مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
    تحدّث عن أنبياء العربْ.
    وعن حكماءِ العربْ… وعن شعراءِ العربْ…
    فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
    من أجل جَفْنةِ رزٍ… وخمسين درهمْ…
    فيا للعَجَبْ!!

    ***

    أنا منذ خمسينَ عاما،
    أراقبُ حال العربْ.
    وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ…
    وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ…
    وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
    ولا يهضمونْ…

    أنا منذ خمسينَ عاما
    أحاولُ رسمَ بلادٍ
    تُسمّى – مجازا – بلادَ العربْ
    رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
    وحينا رسمت بلون الغضبْ.
    وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
    إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ…
    ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
    ومَن سوف يبكي عليهم؟
    وليس لديهم بناتٌ…
    وليس لديهم بَنونْ…
    وليس هنالك حُزْنٌ،
    وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

    ***

    أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
    قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
    رأيتُ جُيوشا…ولا من جيوشْ…
    رأيتُ فتوحا…ولا من فتوحْ…
    وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ…
    فقتلى على شاشة التلفزهْ…
    وجرحى على شاشة التلفزهْ…
    ونصرٌ من الله يأتي إلينا…على شاشة التلفزهْ…

    أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
    نتابع أحداثهُ في المساءْ.
    فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

    ***

    أنا…بعْدَ خمسين عاما
    أحاول تسجيل ما قد رأيتْ…
    رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
    أمْرٌ من الله…مثلَ الصُداعِ…ومثل الزُكامْ…
    ومثلَ الجُذامِ…ومثل الجَرَبْ…
    رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ…
    ولكنني…ما رأيتُ العَرَبْ

    من شعر نزار قباني.

    امل ان تنال اعجابكم بل القصيده.

    تحياتي

    #398893

    شكرا أخي الملك الظليل على هذه المساهمة التي جاءت لتأكد حالة العرب وما هم عليه وترسخ فينا الضعف الذي يعاني منه العربي وحالة الاستعباد ومنع الحريات…

    وكأن الشاعر نزار القباني يعيش في وقتنا الحالي ليصف العرب في حربنا الحالية حرب الخليج الثالثة التي لن يطول بنا العهد ونسمع أنها سميت بالحرب العالمية …

    #398936
    البيان
    مشارك

    [ رد على الملك الظليل].. السلام عليكم ورحمة الله .. أهلا .. الملك الظليل : أخي الكريم .. لقد أعجبتني القصيدة التي كتبتها هنا والتي سبق أن قرأناها ولكن التكرار جميل في أحيان كثيرة … أخي .. بداية : أود أن أسألك عن سبب تسمية قائد الشعراء إلى النار وهو امرىء القيس – كما تعرف طبعا- بهذا اللقب ( أقصد الملك الظليل )؟؟!!

    نزار قباني هذا الشاعر الذي لم تستوعبه الدواوين ولم ينفد حبره حتى مات .. أنا حقيقة تعجبني أشعار نزار إلا ما كان فاسدا منها لا سيما من الناحية الاخلاقية ( وما أكثرها!!) وهي تعجبني من ناحية الألفاظ والصور والتشبيهات أي كلغة وليس كموضوع مطروح .. ليس كمعاني .. ؛ لأنها وببساطة لا تتناسب مع تعاليمنا الدينية التي لم تبح كل هذا التفلت في الأوصاف والحديث عن أشياء لا داعي للحديث عنها ….عموما ، أنا أريد أن أفهم شيئا وهو هل قصد نزار من قصيدته هذه أن يستعجل نهاية العرب ؟؟!! وأنا أسأل نزار : عندما تتحدث بكل هذه الطلاقة عن العرب وعن ذلهم .. ماذا قدمت أنت لهم ؟؟؟ ماذا قدمت للعروبة سوى هذه الأشعار التي هدمت أكثر مما بنت !!! ماذا يعني تعطيرك الدائم لقصائدك بالنهدين وغيرها من الألفاظ التي لا تسمح العفة والطهارة بذكر شيئا منها !!! نزار هذا الذي استعبد المرأة في الوقت الذي ادعى فيه تحريره لها !!!! نزار .. هذا الذي يدعي أنه لا يريد التشبه بأي أحد ولكنه يقلد عمرو ابن أبي ربيعة بل وامرأالقيس في التغزل الفاحش بالنساء !!!! ولله في خلقه شؤون … سبحان الله … وتبقى الأيام دول .. وتبقى الحياة متنوعة المآخذ والطرائق والنواحي … وشكرا لكم ..

    #399037

    اشكرك اخي العزيز “البيان”
    تعلقك على القصيده جميل جدا ! .

    و كم هو جميل ان نسمع مثل هذا النقد على كل مواضيع المطروحة في مجلس لسان العرب .

    #399296
    البيان
    مشارك

    الملك الظليل .. السلام عليك ورحمة الله .. أخي الكريم : لقد طرحت عليك سؤالا ولكن للأسف لم تجبني عليه في ردك علي وحتى أنك لم تعدني بالبحث عنه أو تأجيل الرد ؟؟!!!!
    وشكرا جزيلا على رأيك بردي ولكن يجب علينا أن نتحدث وأمام الجميع بآرائنا وليس خلف الجدران ؛ لإن الحياه لا تسوى منا كل هذا التكتم الذي نعيشه الآن .. عموما .. أسألك : ما رأيك بأشعار نزار قباني ؟؟ وما رأيك بمصداقيته لاسيما في قصيدته بلقيس التي قال في نهايتها بالحرف الواحد(نامي بحفظ الله … أيتها الجميلة … فالشعر بعدك مستحيل … والأنوثة مستحيلة ..)؟؟؟ وكم وكم وجدنا من الأشعار بعد هذه الزوجة التي يغلف جسدها التراب الآن و ربما أكلها الدود الذي لا يفهم كلمات نزار ولا يجاريه في أشعاره ؟؟ !!وأرى أنه من الواجب علينا أن نكون منصفين وموضوعيين ولذا أتسائل : هل لنا أن نعطي ما قاله نزار معنى مجازيا … أي أنه كان يقصد أن الشعر الصادق سيكون بعدك مستحيلا مثلا ؟؟ولكن لا يمكن لأي إنسان أن يوقف إحساسه ولا يمكنه أن يجعل قلبه فارغا من حب أي شخص !!! أنا على ثقة من الشخص لا بد أن يحب أحدا أيا كان ذلك الشخص ,وكذلك لا بد من التفاضل في هذا الحب !!! أم ما رأيكم ؟؟!!! والشعر الصادق هوالذي ينتج عن الشعور الصادق بالشىء …أم أن نزار كان متأثرا بمقتل زوجته فنظم القصيدة تحت العاطفة الجارفة آنذاك دون أن يتحرى الكلمات التي قالها بدقة رغم أن قصيدته تلك -حقيقة – من أروع قصائده ومن ألذها !!! أم نطبق المثل القائل ( أعذب الشعر أكذبه )!!!!! هذا ولك -الملك الظليل – ويقية الأعضاء والقراء كل الشكر والتقدير وأنتظر التواصل ….
    … البيان …

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد