"تنظيم الدولة" يسن قوانين جديدة حول العملية التعليمية
بعد توقف دام قرابة الشهرين ساده الكثير من الغموض حول مستقبل العملية التعليمة في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" أصدر التنظيم مجموعة من القرارات والتعليمات حول شروط استكمال التدريس في المناطق التي يسيطر عليها.

وذكر مراسل "السورية نت" أنه سبق هذه التعميمات والقرارات مجموعة من الإجراءات التي اتخذها التنظيم بحق المؤسسات التعليمية في مناطق سيطرته.

ففي البداية قام "تنظيم الدولة" بإغلاق كافة المدارس بكافة مراحلها مبرراً ذلك بكونه محاولة منه للمحافظة على حياة الطلاب والكادر التدريسي من القصف المكثف الذي تشنه طائرات النظام، وحالياً طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.

الأمر الذي دعا بعضهم إلى إطلاق عدد من الشائعات مفادها أن "تنظيم الدولة" سيمنع التعليم في مناطق سيطرته وسيحصره على المرحلة الابتدائية فقط. وسادت هذه الشائعة على وجه الخصوص في مدينة دير الزور.

إلا أن "تنظيم الدولة" أصدر حينذاك تعميماً ضم شروطاً لافتتاح المدارس في ريف دير الزور الغربي جاء فيها:

ـ استلام المدارس من قبل "تنظيم الدولة" وفق جرد كامل لما تحتويه.

ـ التزام اللباس الشرعي بالنسبة للإناث.

ـ عزل الذكور عن الإناث من الصف الأول حتى البكلوريا.

ـ الطاقم الإداري والتدريسي للذكور يجب أن يكون ذكورياً وللإناث أنثوياً بما في ذلك طاقم المستخدمين.

ـ حذف مادة اللغة الإنكليزية من الصف الأول حتى الصف الرابع، بالإضافة إلى الدراسات الاجتماعية، فيما تحذف مواد التاريخ والوطنية والفلسفة والديانة والرياضة والرسم والموسيقا من باقي الصفوف.

ـ المادة التي لايوجد لها مدرس أو مدرسة تلغى.

ـ أي مدرسة فيها مخالفة تغلق.

يقول "أبو حامد" أحد سكان الريف الغربي في مدينة دير الزور "للسورية نت": "على هذا الجيل أن ينال حقه من التعليم وليس من حق أحد أو أي جهة حرمان الأطفال من أبسط حقوقهم". وأضاف "إن كان للتنظيم وجهة نظر مغايرة في بعض المفاهيم للمواد التي كانت تدرس فلا ضير من إلغائها لكن شرط أن لا يكون هناك تكريس لمفاهيم مشابهة تسعى لتمجيد حزب أو تيار أو حتى أشخاص بعينهم كما كنا نعاني فيما مضى".

حتى الآن لم تفتتح المدارس في محافظة دير الزور وسبق "لتنظيم الدولة" أن أغلق مجموعة من المعاهد التي كانت تدار محلياً وأهلياً، وكانت تهدف إلى إعطاء دورات تقوية لكافة المراحل، وعلى شكل دروس خصوصية لطلبة الشهادات الأمر الذي لاقى استهجان الكثير من الأهالي والطلبة على حد سواء.

وعبرت "نهلة" أحد طالبات الشهادة الإعدادية "للسورية نت" عن غضبها جراء إقفال "تنظيم الدولة" للمعهد الذي كانت تتلقى فيه دروس تقوية، وقالت "إلى متى سيستمر هذا الحال؟ أي جيل سينتج إن منعنا من حقنا في التعليم؟ ألا يكفينا فقدنا لأهلينا وتهجرينا من بيوتنا ومنازلنا؟".

يذكر أن ديوان التعليم التابع "لتنظيم الدولة" والذي يعتبر بمثابة وزارة التربية هناك، أصدر تعميماً نهائياً حول موضوع التعليم تضمن عدداً من الأوامر والإجراءات الواجب اتخاذها بحق المدارس التي تنوي العمل في مناطق "تنظيم الدولة" تتلخص: التشديد على الفصل بين الذكور والإناث في كافة المراحل والتزام الإناث باللباس الشرعي الكامل إضافة إلى حذف النشيد الوطني ولفظة وطن أو سورية من كل المناهج، وشددت القرارات أيضاً على حذف كل ما يتحدث عن المفاهيم الداروينية ونظرياتها.

قرارات يعتبرها بعضهم ضرباً من التشدد والاستبداد إلى حد ما بينما يعتبرها بعضهم الآخر نوعاً من التصحيح المطلوب والذي توجب القيام به منذ زمن بعيد على الرغم من اختلافهم مع منهج وطريقة "تنظيم الدولة".

المصدر:
خاص ـ السورية نت
http://www.alsouria.net