الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة المشقة تجلب التيسير والضرورات تبيح المحظورات وتقدر بقدرها

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #147392

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن ِالرَّحِيم قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَة اَرْجُو الضَّغْط فِي لَوْحَةِ الْمَفَاتِيح عَلَى مِفْتَاح ctrlزَائِد+ اَوْنَاقِصْ- اَوْعَجَلَة الْفَاْرَة الْمَاوْس مِنْ اَجْلِ التَّحَكُّمِ بِحَجْمِ خَطّ الْمُشَارَكَةِ كَمَا يَحْلُو لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ كَمَا وَاُؤَكِّدُ عَلَى اَنَّنِي غَيْرُ مُلْزَمَةٍ بِحَجْمِ اَيِّ خَطّ اِلَّا اِذَا اَعْلَنَ الْمُنْتَدَى عَنْ رَغْبَتِهِ بِذَلِكَ بِوُضُوحٍ مَكْتُوبٍ عَلَى صَفْحَةِ اِرْسَالِ الْمَوْضُوع؟ وَالْمُشَارَكَة سَتَكُونُ طَوِيلَةً جِدّاً؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِي اَخِي اَنْ تَقْرَاَهَا دَفْعَةً وَاحِدَة؟ بَلْ بِاِمْكَانِكَ قِرَاءَتَهَا عَلَى دَفَعَات؟ وَيُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تُصَوِّرَ صَفْحَةَ الْمُشَارَكَة مِنْ اَجْلِ قِرَاءَتِهَا مِنْ دَونِ اتِّصَالٍ بِالْاِنْتِرْنِتّ؟ وَذَلِكَ بِالضَّغْط عَلَى مِفْتَاحctrl وَالْحَرْفِ الْاَجْنَبِيّ s؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَتَبِعَهُمِ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين اَمَّا بَعْدَ عِبَادَ الله؟ فَالْاِنْسَانُ مِنَّا فِي هَذَا الْكَوْنِ حَرَكَتُهُ حَرَكَةٌ اِرَادِيَّةٌ اخْتِيَارِيَّة؟ وَاَمَّا حَرَكَةُ الْكَوْنِ كُلّهَا فَهِيَ حَرَكَةٌ جَبْرِيَّةٌ مُسَيَّرَة وَلَايَسْتَطِيعُ الْكَوْنُ اَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْهَا اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ لِلسَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ {ائْتِيَا طَوْعاً اَوْ كَرْهاً؟ قَالَتَا اَتَيْنَا طَائِعِين(هَلْ سَمِعْتَ اَخِي يَوْماً اَنَّ الشَّمْسَ قَالَتْ لَنْ اُشْرِق اَوْ قَالَتْ لَنْ اَغِيب؟ اَوْ اَنَّ الْقَمَرَ قَالَ لَنْ اَظْهَر؟ اَوْ قَالَتِ الْاَرْضُ لَنْ اَتَحَرَّك؟ فَكُلُّ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ مُسَيَّرَةٌ غَيْرُ مُخَيَّرَةٍ كَالْاِنْسَانِ الَّذِي كَرَّمَهُ اللهُ عَلَيْهَا جَمِيعاً وَجَعَلَهُ بِعَكْسِهَا مُخَيَّراً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ الْهَائِلَةِ اَشْفَقَتْ عَلَى نَفْسِهَا وَاَنْقَذَتْهَا مِنْ تَحَمُّلِ الْاَمَانَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّا عَرَضْنَا الْاَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْاَرْضِ وَالْجِبَالِ فَاَبَيْنَ اَنْ يَحْمِلْنَهَا وَاَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْاِنْسَانُ اِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولَا(وَاَحْسَنُ مَاقِيلَ فِي الْاَمَانَةِ هُنَا هُوَ حُرِّيَّةُ الِاخْتِيَار؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَكَ اَخِي حُرّاً تَخْتَارُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ اَوِ الْعَمَلَ السَّيِّءَ؟ فَاَنْتَ مَثَلاً اَخِي مَعَكَ اَلْفُ لَيْرَةٍ سُورِيَّة وَتَسْتَطِيعُ اَنْ تُنْفِقَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى وَالِدَيْكَ اَوْاَهْلِكَ اَوْ اَبْنَائِكَ مَثَلاً اَوْاَرْحَامِكَ اَوِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَصْحَابِ الْحُقُوقِ عَلَيْك؟ وَلِكِنَّكَ اَخِي تَسْتَطِيعُ اَيْضاً اَنْ تُنْفِقَهَا فِي سَبِيلِ الشَّيْطَان عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَصْحَابِ السُّوءِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ فَحَرَكَتُكَ اَخِي هُنَا لَيْسَتْ كَحَرَكَةِ الْكَوْنِ فِيهَا اِجْبَار؟ وَاِنَّمَا هِيَ حَرَكَةٌ فِيهَا اخْتِيَارٌ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي تَسْتَطِيعُ بِرِجْلَيْكَ اَنْ تَحْضُرَ اِلَى الْمَسْجِدِ؟ اَوْ اِلَى مَكَانٍ يُعْصَى فِيهِ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْاِنْسَانَ فِي دَائِرَةِ الِاخْتِيَار؟ فَاِنِ احْتَجَّ الْكَافِرُ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَوْلِهِ يَارَبّ لَااُنْكِرُ اَنَّكَ جَعَلْتَنِي فِي دَائِرَةِ اخْتِيَار؟ وَلِكِنَّكَ جَعَلْتَ دَائِرَةَ اخْتِيَارِي مَحْصُورَةً رَغْماً عَنْهَا وَعَنِّي فِي دَائِرَةٍ اُخْرَى مِنَ الْقَهْرِ وَالْاِجْبَار؟ وَهِيَ اَكْبَرُ مِنْ دَائِرَةِ الِاخْتِيَاِر الَّتِي اَعْطَيْتَنِي اِيَّاهَا بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً اِلَى مَالَانِهَايَة؟ بَلْ اِنَّهَا تُحِيطُ بِهَا اِحَاطَةَ السُّوَارِ بِالْمِعْصَمِ عَلَى يَدِي؟ فَيَقُولُ الله تَعَالَى نَعَمْ وَلَكِنِّي لَمْ اَجْعَلْ دَائِرَةَ الْاِجْبَارِ الَّتِي فَرَضْتُّهَا عَلَيْكَ وَاَلْزَمْتُكَ بِهَا تَعِيشُ عَلَى حِسَابِ دَائِرَةِ الِاخْتِيَارِ عِنْدَك؟ وَمِنْ تَمَامِ عَدْلِي اَيْضاً اَنِّي لَمْ اَجْعَلْ دَائِرَةَ الِاخْتِيَارِ لَدَيْكَ تَعِيشُ عَلَى حِسَابِ دَائِرَةِ الْاِجْبَار؟ وَاِنَّمَا تَجَاوَزْتُ عَدْلِي اِلَى اِحْسَانِي اِلَيْكَ؟ فَجَعَلْتُ اَكْبَرَ مَسَاحَةٍ مُمْكِنَةٍ مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَارِ الْكَوْنِيَّةِ مَقْهُورَةً وَمَجْبُورَةً مِنْ اَجْلِكَ وَمِنْ اَجْلِ خِدْمَتِكَ بِمَا فِيهَا مِنْ شَمْسٍ وَقَمَرٍ وَنُجُومٍ وَنَهَارٍ وَلَيْلٍ وَجِبَالٍ وَبِحَارٍ وَاَنْهَارٍ وَاَنْعَامٍ وَاَرْضٍ تَعِيشُ عَلَيْهَا وَمَجَرَّاتٍ هَائِلَةٍ لَانِهَايَةَ لَهَا وَلَاحَصْرَ وَاَسْهَرُ دَائِماً عَلَى حِمَايَتِكَ مِنْ خَطَرِ نَيَازِكِهَا وَشُهُبِهَا{وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ(الْمُسَخَّرَةِ لَكَ وَمِنْ اَجْلِ خِدْمَتِكَ{لَاتُحْصُوهَا(بَلْ اِنِّي اَنَا اللهُ بِذَاتِي اَسْهَرُ عَلَى رَاحَتِكَ وَصِحَّتِكَ وَرِزْقِكَ وَخِدْمَتِكَ وَحِمَايَتِك؟ نَعَم اَنَا اللهُ جَلَّ جَلَالِي الَّذِي{لَاتَاْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَانَوْمٌ(مِنْ اَجْلِكَ وَحِرْصاً عَلَى سَلَامَتِك؟ فَاِذَا رَمَيْتَنِي وَرَمَيْتَ مَعِي مَا اَنْعَمْتُ عَلَيْكَ مِنَ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ وَرَاءَ ظَهْرِك؟ فَاِنِّي سَاَرْمِيكَ فِي جَحِيمِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَااُبَالِي؟ لِاَنِّي اَعْطَيْتُكَ دَائِرَةَ الِاخْتِيَارِ كَامِلَةً بِمَا فِيهَا وَلَمْ اَبْخَسْ مِنْهَا شَيْئاً؟ وَلَمْ اَكْتَفِ بِذَلِكَ؟ بَلْ اَعْطَيْتُكَ اَكْبَرَ مَسَاحَةٍ مُمْكِنَةٍ مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَارِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْجَبَّارَةِ الْهَائِلَةِ الَّتِي جَعَلْتُهَا مَجْبُورَةً وَمَقْهُورَةً مِنْ اَجْلِ خِدْمَتِكَ وَرَاحَتِك؟ وَلَكِنِّي اَبْقَيْتُ لِنَفْسِي مَسَاحَةً صَغِيرَةً خَاصَّةً بِي مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَارِ هَذِهِ اَحْتَفِظُ بِحَقِّي فِي امْتِلَاكِهَا وَاَتَصَرَّفُ بِهَا كَيْفَمَا اَشَاء؟ وَقَدْ تَرَكْتُ لَكَ الْمَسَاحَةَ الْاَكْبَرَ مِنْ دَائِرَةِ الْاِجْبَار الْكَوْنِيَّةِ الْقَهْرِيَّة وَسَخَّرْتُهَا لَك؟ لَكِنِّي لَمْ اَجْعَلْ لِلشَّرِّ سَبِيلاً عَلَيْهَا بِمَا فِيهَا مِنَ الْمَجَرَّاتِ وَالْكَوَاكِبِ الْهَائِلَة؟ اِلَّا الْاَرْضَ الَّتِي تَعِيشُ عَلَيْهَا وَاِلَّا فَمَا مَعْنَى وَمَا فَائِدَةُ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ الَّتِي اَعْطَيْتُكَ اِيَّاهَا؟ هَلْ تُرِيدُ اِلَهاً يَعْبَثُ مَعَكَ وَيُلَاعِبُك؟وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ سَتُسْاَلُ عَنْ اَعْمَالِكَ فِي دَائِرَةِ اخْتِيَارِكَ؟ وَلَيْسَ فِي دَائِرَةِ اضْطّرَارِكَ وَاِجْبَارِك؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاُمُورَ الَّتِي لَااخْتِيَارَ لَكَ فِيهَا؟ فَاللهُ تَعَالَى لَايَسْاَلُكَ عَنْهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَسْاَلُكَ لِمَاذَا خُلِقْتَ ذَكَراً اَوْ اُنْثَى؟ لِمَاذَا خُلِقْتَ اَبْيَضَ اَوْ اَسْوَدَ اَوْ اَحْمَرَ اَوْ اَصْفَرَ؟ لِمَاذَا كُنْتَ عَرَبِيّاً وَلَمْ تَكُنْ اَعْجَمِيّاً وَالْعَكْسُ صَحِيح؟ لِمَاذَا اَنْتَ قَصِيرُالْقَامَةِ؟ وَلَسْتَ بِالْمُتَوَسِّطِ اَوِ الطَّوِيل؟ فَهَذِهِ اُمُورٌ لَاقُدْرَةَ وَلَااخْتِيَارَ وَلَااِرَادَةَ لَكَ اَخِي بِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ النَّاسَ يَنْشَغِلُونَ كَثِيراً بِهَذِهِ الْمَسْاَلَة؟ هَلِ الْاِنْسَانُ مُسَيَّرٌ اَوْ مُخَيَّر؟ وَكَمْ يَتَكَرَّرُ هَذَا السُّؤَال؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اِنَّ الْاِنْسَانَ مُخَيَّرٌ فِي اُمُورٍ؟ وَمِنْهَا حُرِّيَّةُ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؟ اَوْ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؟ وَلَكِنَّهُ اَيْضاً مُسَيَّر؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ مَجْبُورٌ رَغْماً عَنْهُ فِي اُمُورٍ اُخْرَى؟ فَاَنْتَ اَخِي مَثَلاً مُسَيَّرٌ فِي وُجُودِك؟ وَمُسَيَّرٌ فِي مَوْتِك؟ وَمُسَيَّرٌ فِي اَنَّكَ تَتَدَرَّجُ مِنْ طُفُولَةٍ اِلَى شَبَابٍ اِلَى هَرَمٍ اِلَى شَيْخُوخَة{وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ اِلَى اَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئَا(فَهَذِهِ اُمُورٌ لَاطَاقَةَ لَكَ اَخِي وَلَااِرَادَةَ لَكَ فِيهَا؟ وَلَنْ يُحَاسِبَكَ اللهُ بِسَبَبِهَا اِلَّا عَلَى عَدَمِ شُكْرِ نَعْمَائِهِ وَسَرَّائِهِ فِيهَا؟ وَاِلَّا عَلَى عَدَمِ الصَّبْرِ وَتَحَمُّلِ ضَرَّائِهِ سُبْحانه بِسَبَبِهَا؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّهُ مَهْمَا اَصَابَكَ مِنْ ضَرَّاءَ مِنَ الله؟ فَهُوَ لَايُسَاوِي شَيْئاً يُذْكَرُ اَبَداً فِي مُقَابَلَةِ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ الضَّخْمَةِ الْكَبِيرَةِ الَّتِي اَنْعَمَهَا عَلَيْكَ سُبْحَانَه؟ وَعَلَى رَاْسِهَا نِعْمَةُ التَّوْحِيد وَالَّتِي لَنْ تَسْتَطِيعَ مَهْمَا فَعَلْتَ مِنَ الطّاعَات؟ وَمَهْمَا اَصَابَكَ مِنَ الضَّرَّاءِ وَالْبَلِيَّات؟ اَنْ تَشْكُرَ اللهَ عَلَى نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنْ هَذِهِ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ الْجَبَّارَةِ لِخَاطِرِك؟ وَالَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ بَلْ اِنَّ الضَّرَّاءَ الَّتِي يُصِيبُكَ بِهَا اللهُ سُبْحَانَه؟ قَدْ تَكُونُ فِي حَقِيقَتِهَا نِعْمَةً كَبِيرَة؟ وَرَحْمَةً حَنُونَةً؟ وَمِنَّةً عَظِيمَةً مِنَ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ سُبْحَانَهُ وَاَنْتَ لَاتَشْعُرُ بِذَلِكَ اَخِي؟ نَعَمْ اَخِي هَذَا الْاِلَهُ الْعَظِيمُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ اَنْ تُحْرِقَ قَلْبَكَ مِنْ نَارِ حُبِّه؟ عَفْواً اَقْصِدُ مِنْ نُورِ حُبِّكَ لَهُ وَرِضَاكَ عَنْه؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّكَ مَهْمَا اَحْبَبْتَه؟ فَلَنْ تُحِبَّهُ بِمْقَدَارِ شَعْرَةٍ مِنْ حُبِّهِ لَك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ الْكُبْرَى عَلَيْنَا وَحُبِّهِ لَنَا؟ اَنَّ هُنَاكَ قَاعِدَةً شَرْعِيَّة اُصُولِيَّةً فِقْهِيَّةً تَقُول؟ اَلْمَشَقَّةُ تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ فَمَا مَعْنَى كَلِمَة قَاعِدَة؟ وَنَحْنُ نَسْمَعُ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ الْمُثَقَّفِينَ يَقُولُونَ مَثَلاً؟ قَاعِدَة فِقْهِيَّة؟ قَاعِدَة اُصُولِيَّة؟ قَاعِدَة نَحْوِيَّة لُغَوِيَّة عَرَبِيَّة اَوْ اَجْنَبِيَّة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ الْقَاعِدَةَ هِيَ الشَّيْءُ الَّذِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهِ الْاَشْيَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقَاعِدَةَ هِيَ الْاَسَاس؟ فَحِينَمَا نَرْمِي الْاَسَاسَ وَنَبْنِي فَوْقَه؟ فَهَذَا الْاَسَاسُ يُسَمَّى قَاعِدَة؟ وَلِذَلِكَ{وَاِذْ يَرْفَعُ اِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ( أيْ يَرْفَعُ الْاَسَاسَ مِنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ الشَّرِيفَة؟ فَالْقَاعِدَةُ اِذاً هِيَ الْاَسَاس؟ فَكَيْفَ تُؤْخَذُ الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ فِي دِينِنَا الْاِسْلَامِيّ؟ وَالْجَوَابُ اَنَّهَا تُؤْخَذُ مِنْ مُجْمَلِ نُصُوصِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعُلَمَاءَ اسْتَقْرَؤُوا نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِي مَوْضُوعٍ مَا؟ فَوَصَلُوا اِلَى هَذِهِ النَّتَائِجِ الرَّائِعَةِ مِنَ الْقَوَاعِدِ الشَّرْعِيّة الْكَثِيرَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمُ اسْتَقْرَؤُوا وَاسْتَقْصَوْا وَتَحَرَّوْا نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّة؟ وَنَظَرُوا اِلَيْهَا وَفَهِمُوا مَعَانِيَهَا؟ ثُمَّ اتَّخَذُوا قَاعِدَةً تَرْتَكِزُ عَلَيْهَا وَتَتَفَرَّعُ مِنْهَا اُمُورٌ اُخْرَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهَا تُسَمَّى قَاعِدَة؟ وَاَمَّا الِاسْتِقْرَاءُ فَهُوَ بِمَعْنَى اَنَّ فُلَاناً اسْتَقْرَاَ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ تَتَبَّعَ الْاَخْبَار؟ وَتَتَبَّعَ كُلَّ مَا يُوجَدُ وَيَحُومُ حَوْلَ الْمَوْضُوعِ الَّذِي يَبْحَثُ فِيهِ وَيَدُلُّ عَلَيْه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعُلَمَاءَ اسْتَقْرَؤُوا مَثَلاً؟ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِذَا تَابَ الْمُؤْمِنُ تَوْبَةً نَصُوحاً لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْعُلَمَاءَ اسْتَقْرَؤُوا أيْ تَتَبَّعُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ فَوَجَدُوا مِنْ اِجْمَالِ هَذِهِ النُّصُوصِ؟ اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَتَفَضَّلُ بِكَرَمِهِ وَيَتُوبُ عَلَى مَنْ يَشَاء؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَشَقَّةِ الَّتِي تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ فَقَدِ اسْتَقْرَؤُوا نُصُوصَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ فَاسْتَنْبَطُوا؟ بِمَعْنَى فَهِمُوا اَنَّ هُنَالِكَ مَشَقَّاتٍ تَكُونُ عَادَةً فَوْقَ قُدْرَةِ الْاِنْسَان؟ وَقَدْ تُؤَدِّي اِلَى اُمُورٍ تَعْسِيرِيَّةٍ جِدّاً؟ وَقَدْ لَاتَتَحَمَّلُهَا النَّفْسُ الْبَشَرِيَّةُ؟ لِاَنَّهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا غَالِباً؟ وَلَكِنَّ الْاِسْلَامَ جَعَلَهَا تُؤَدِّي اِلَى اُمُورٍ تَيْسِيرِيَّة؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ رَؤُوفٌ بِعِبَادِه؟ وَمِنْ هُنَا جَاءَتِ الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ مَوْضُوعاً لِلْمُشَارَكَة؟ وَهِيَ اَنَّ الْمَشَقَّةَ تَجْلِبُ التَّيْسِير؟ وَلَكِنَّ الْمَشَقَّةَ نَوْعَان؟ مَشَقَّةٌ عَادِيَّة يَسْتَطِيعُ الْاِنْسَانُ اَنْ يَتَحَمَّلَهَا؟ وَاَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي فَهِيَ الْمَشَقَّةُ الَّتِي تَكُونُ فَوْقَ طَاقَتِه؟ فَحِينَمَا نَقُولُ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ رَفَعَ عَنَّا الْمَشَقَّةَ؟ فَالْمَقْصُودُ بِالْمَشَقَّةِ هُنَا هِيَ النَّوْعُ الثَّانِي الَّذِي لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَحَمَّلَه؟ وَاِلَّا فَاِنَّ كُلَّ عِبَادَةٍ مِنَ الْعِبَادَاتِ وَعَمَلٍ مِنَ الْاَعْمَالِ لَايَخْلُو مِنْ مَشَقَّاتٍ يَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهَا الْاِنْسَانُ السَّلِيم؟ فَمَثَلاً اَخِي حِينَمَا تُرِيدُ اَنْ تُصَلّيَ الْفَجْرَ جَمَاعَةً؟ فَاِنَّكَ تَشْعُرُ بِمَشَقَّةٍ تَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهَا؟ حِينَمَا تَقُومُ مِنَ النَّوْمِ اللَّذِيذ؟ اِلَى الْعِبَادَةِ الْاَلَذّ؟ اِلَى الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنَ النَّوْم؟ ثُمَّ تَتَوَضَّاُ وَتَذْهَبُ اِلَى الْمَسْجِد؟ وَكُلُّ ذَلِكَ فِيهِ مَشَقَّةٌ؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي هُنَا؟ هَلْ تَحْتَمِلُهَا اَوْلَاتَحْتَمِلُهَا؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي تَحْتَمِلُهَا اِنْ لَمْ تَكُنْ مَرِيضاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْمَشَقَّاتِ الَّتِي نَحْتَمِلُهَا لَيْسَتْ مَرْفُوعَةً عَنَّا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايُعْفِينَا مِنْهَا؟ لِاَنَّ فِيهَا فَائِدَةً لَنَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَرَكَةَ الرِّيَاضِيَّةَ لِاَجْسَامِنَا مَثَلاً؟ فِيهَا تَعَبٌ وَمَشَقَّة؟ وَلِكِنَّ هَذِهِ الْمَشَقّةَ؟ هَلْ فِيهَا مَنْفَعَةٌ لَنَا اَوْ مَضَرَّةٌ اَخِي؟ طَبْعاً فِيهَا مَنْفَعَة؟ فَلَوْ قَالَ لَكَ خُبَرَاءُ التَّرْبِيَةِ الْبَدَنِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّة؟ عَلَيْكَ اَنْ تَمْشِيَ كُلَّ يَوْمٍ لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَة؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَحْرِقَ السُّكَّرَ وَالشُّحُومَ وَالدُّهُونَ فِي جِسْمِكَ وَالْوَزْنَ الزَّائِدَ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْفَوَائِد؟ فَهَذَا الْمَشْيُ فِيهِ تَعَبٌ وَمَشَقَّة؟ لَكِنْ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ وَيَنْتُجُ عَنْهُ فَائِدَة؟ وَاَمَّا لَوْ قِيلَ لَكَ اَخِي؟ اِصْعَدْ اِلَى مِئْذَنَةٍ اَوْ بُرْجٍ اَوْ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ؟ وَاَلْقِ بِنَفْسِكَ اِلَى الْاَرْض؟ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ اَخِي احْتِمَالَ هَذِهِ الْمَشَقَّة؟ اِلَّا اِذَا كُنْتَ اَحْمَقَ كَبِير؟ فَهَذِهِ الْمَشَقَّةُ الْحَمْقَاء؟ قَدْ رَفَعَهَا اللهُ عَنْكَ وَعَنَّا وَاَعْفَانَا مِنْهَا؟ لِاَنَّهَا لَاتَجْلِبُ لَكَ اِلَّا الضَّرَرَ الْكَبِيرَ الَّذِي قَدْ يُؤَدِّي اِلَى الْمَوْت؟ وَالْاِنْسَانُ مِنَّا اَخِي فِي الْاَحْوَالِ الْعَادِيَّة؟ تَخْتَلِفُ اَحَاسِيسُهُ وَمَشَاعِرُهُ؟ عَنْ اُمُورٍ يَقَعُ فِيهَا فِي اَحْوَالٍ اضْطِّرَارِيَّة؟ فَمَثَلاً اَلْآنَ وَنَحْنُ قَادِمُونَ اِلَى بُيُوتِ الله؟ نُرِيدُ الْوُضُوءَ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاة؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَشْعُرُ بِالشِّبَعِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَاب؟ وَهَذِهِ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ الْكُبْرَى؟ فَلَوْ قِيلَ لَكَ اَخِي اَنَّ الْاِنْسَانَ مِنَّا يُبَاحُ لَهُ اَنْ يَاْكُلَ الْمَيْتَةَ؟ وَيُبَاحُ لَهُ اَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ الْخِنْزِير؟ وَيُبَاحُ لَهُ اَنْ يَاْكُلَ الْمُنْخَنِقَةَ؟ وَالْمَوْقُوذَةَ؟ وَالْمُتَرَدِّيَةَ؟ وَالنَّطِيحَةَ؟ وَغَيْرَهَا فِي حَالَةِ الضَّرُورَة؟ فَانْظُرْ اِلَى نَفْسِكَ اَخِي كَيْفَ تَتَاَفَّفُ؟ وَتَمْتَعِضُ؟ وَتَتَقَزَّزُ؟ وَتَشْمَئِزُّ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ ثُمَّ تَقُول؟ كَيْفَ لِي اَنْ آكُلَ مِنْ هَذِهِ الْاَشْيَاء؟ كَيْفَ لِي اَنْ آكُلَ الْمَيْتَة وَلَحْمَ الْخِنْزِير؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَقَعُ فِي الْمَجَاعَة؟ فَهَلْ تَمِيلُ نَفْسُكَ اِلَى اَكْلِ الْمَيْتَةِ اَوْ لَاتَمِيل؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَتْ مَجَاعَتُكَ شَدِيدَة؟ طَبْعاً سَتَمِيلُ نَفْسُكَ رَغْماً عَنْكَ؟ لِمَاذَا سَتَمِيلُ نَفْسُكَ اِلَى اَكْلِ الْمَيْتَةِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الْمَجَاعَةِ الشَّدِيدَة؟ لِاَنَّكَ اِنْسَانٌ عِنْدَكَ غَرِيزَةٌ قَوِيَّةٌ جِدّاً؟ وَسَيَرْحَمُكَ اللهُ بِسَبَبِهَا؟ وَهِيَ غَرِيزَةُ حُبِّ الْبَقَاء؟ بِدَلِيلِ اَنَّ اَبَاكَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اَكَلَ مِنَ الشَّجَرَة؟ بِسَبَبِ نُقْطَةِ ضَعْفِهِ الْكُبْرَى؟ وَهِي حُبُّ الْبَقَاءِ الَّذِي ضَحِكَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ فِيهِ وَاسْتَغَلَّهُ بِسَبَبِهِ اَبْشَعَ اسْتِغْلَال؟ فَاِذَا لَمْ تَاْكُلْ اَخِي مِنَ الْمَيْتَة؟ فَاِنَّكَ سَتَهْلِكُ مِنَ الْجُوع؟ وَقَدْ تَمُوتُ اِذَا لَمْ يَتَمَكَّنْ اَحَدٌ مِنْ اِسْعَافِكَ وَاِنْقَاذِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ لَاتَشْمَئِزُّ نَفْسُكَ رَغْماً عَنْكَ اَنْ تَاْكُلَ مِنْ هَذِهِ الْاَشْيَاء؟ وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً آخَرَ اَخِي؟ اِذَا كُنْتَ شَبْعَاناً مَعَ اَهْلِ بَيْتِك؟ ثُمَّ قُلْتَ لِاَهْلِكَ مَاذَا سَنَصْنَعُ طَعَاماً غَداً؟ فَاِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ اَهْلِكَ وَاَفْرَادِ اُسْرَتِكَ سَيَقُولُ لَكَ؟ لَيْسَ لَدَيَّ رَغْبَةٌ فِي تَنَاوُل ِالطَّعَام؟ مَاجَايِي عَلَى بَالِي اِشِي؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ اَيْضاً شَبْعَان؟ وَاَمَّا اَخِي لَوْ كُنْتَ جَائِعاً فَدَخَلْتَ اِلَى الْبَيْتِ وَاشْتَدَّ بِكَ الْجُوع؟ وَلَكِنَّ الطَّعَامَ لَمْ يَنْضُجْ بَعْدُ عَلَى النَّارِ وَلَمْ يَسْتَوِي؟ فَرُبَّمَا تَفْتَحُ الْبَرَّادَ وَتَاْكُلُ مِنْهُ أيَّ شَيْءٍ بِسَبَبِ جُوعِكَ الشَّدِيد؟ وَلَكِنَّكَ فِي الْاَحْوَالِ الْعَادِيَّةِ مِنَ الشِّبَعِ لَاتَاْكُلُ مِنْهُ؟ بَلْ قَدْ تَشْمَئِزُّ مِنْ اَكْلِ طَعَامٍ تَكْرَهُهُ؟ وَاِنْ كَانَ لَايَحِقُّ لَكَ اَنْ تَعِيبَ عَلَى أيِّ طَعَامٍ مِنْ نِعْمَةِ الله؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّنَا مَعَكَ نَشْمَئِزُّ مِنْ اَكْلِ الْمَيْتَة؟ لِاَنَّنَا فِي حَالَةِ شِبَع؟ بَلْ قَدْ تَتَقَزَّزُ اَنْفُسُنَا مِنْ ذَلِك؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَقَعُ فِي مَجَاعَة؟ فَاِنَّ غَرِيزَةَ حُبِّ الْبَقَاءِ سَتَتَغَلَّبُ عَلَى قَرَفِكَ وَتَقَزُّزِكَ وَاشْمِئْزَازِكَ مِنْ اَكْلِ الْمَيْتَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ؟ لِاَنَّ اللهَ قَدْ سَمَحَ لَكَ بِذَلِكَ؟ فِي آخِرِآيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ؟ فِي سُورَةِ الْمَائِدَة؟ وَلِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَشْمَئِزُّ مِنْكَ؟ وَلَاتَتَقَزَّزُ نَفْسُهُ مِنْ رَائِحَةِ فَمِكَ الْجِيفَةِ وَهِيَ كَرَائِحَةِ الْمَيْتَةِ الْجِيفَةِ وَاَنْتَ صَائِم؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ رَائِحَةَ فَمِكَ وَاَنْتَ صَائِم؟ اَطْيَبُ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؟ فَكَيْفَ تَتَقَزَّزُ اَخِي الْمُؤْمِنُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ مِنَ الْخِنْزِيرِ وَالْمَيْتَةِ وَبَقِيَّةِ الْمُحَرَّمَات؟ وَاَنْتَ مَخْلُوقٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَلَايَتَقَزَّزُ مِنْكَ سُبْحَانَه؟ وَقَدْ سَمَحَ لَكَ سُبْحَانَهُ بِاَكْلِ حَاجَتِكَ مِنْهَا فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى فَقَطْ؟ وَعَلَى اَطْهَرِ مَائِدَة؟ وَفِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ اَيْضاً حِينَمَا{قَالَ اللهُ اِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ؟ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَاِنِّي اُعَذِّبُهُ عَذَاباً لَااُعَذِّبُهُ اَحَداً مِنَ الْعَالَمِين( وَقَدْ اَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ اَخِي فِي الْقُرْآنِ اِبَاحَةَ الْاَكْلِ مِنْهَا؟ فَاِيَّاكَ اَخِي مِنْ هَذَا التَّنَطُّعِ الْمَلْعُونِ فِي الدِّينِ؟ وَهُوَ عَدَمُ اَكْلِ حَاجَتِكَ مِنْهَا مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِك؟ وَقَدْ هَلَكَ الْمُتَنَطّعُون؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَاْكُلُ مِنْ هَذِهِ الْخَبَائِثِ مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِك؟ وَقَدْ كَانَ الْكِبَارُ فِي السِّنِّ يُخْبِرُونَنَا عَمَّا يُسَمَّى اَيَّامَ سَفَرْ بَرْلِك فِي الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الْاُولَى سَنَة 1914 مُنْذُ حَوَالَيْ 99 سَنَة؟ حِينَمَا كَانَ النَّاسُ فِي مَجَاعَات؟ وَكَانَتْ اِذَا مَاتَتِ الْمَيْتَةُ اَكَلُوا مِنْهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي عَلَى حَالَتِكَ الْعَادِيَّةِ مِنَ الشِّبَعِ وَلِغَيْرِ ضَرُورَة لَاتَاْكُلُ الْمَيْتَةَ؟ لَكِنَّكَ اِذَا وَقَعْتَ فِي مَجَاعَةٍ شَدِيدَة؟ فَاِنَّ نَفْسَكَ تَمِيلُ اِلَى اَنْ تَاْكُلَ مِنْ هَذِهِ الْخَبَائِث؟ وَلَكِنَّ النُّصُوصَ الشَّرْعِيَّةَ لَاتَسْمَحُ لَكَ اَنْ تَاْكُلَ؟ اِلَّا بِقَدْرِ الضَّرُورَة؟ وَهِيَ مَايَسُدُّ الرَّمَقَ وَيُنْقِذُكَ مِنَ الْمَوْتِ جُوعاً؟ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ تَاْنَفُ نَفْسُهُ اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الْمَيْتَة؟ لَكِنْ حِينَمَا يَقَعُ فِي الْمَجَاعَة؟ فَاِنَّهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَاْكُلَ مَايَسُدُّ رَمَقَهُ؟ فَاِنَّهُ قَدْ يُعَاوِدُهُ الشُّعُورُ مُجَدَّداً بِالتَّقَزُّزِ وَالِاشْمِئْزَازِ وَالْقَرَف؟ لِاَنَّ نَفْسَهُ تَاْنَفُ وَتَسْتَنْكِفُ اَنْ تَاْكُلَ الْمَيْتَة؟ حَتَّى اَنَّ الْخُبَرَاءَ فِي فِيزْيُولُوجِيَّةِ الْاَجْسَامِ يَقُولُونَ؟ اِنَّ التَّفَاعُلَ الْكِيمَيَائِيَّ فِي النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ يَخْتَلِفُ مِنْ حَالٍ اِلَى حَال؟ فَحِينَمَا تَكُونُ الْمَجَاعَةُ الشَّدِيدَة؟ فَاِنَّ النَّفْسَ تَتَقَبَّلُ الْخَبِيثَ وَلَاتَتَضَرَّرُ مِنْهُ؟ اَمَّا حِينَمَا يَزُولُ الِاضْطّرَارُ وَالْحَاجَةُ؟ فَاِنَّهُ يَتَضَرَّرُ اِلَى دَرَجَةِ الْغَثَيَانِ وَالْاِقْيَاء؟ لِاَنَّ نَفْسَهُ تَاْنَفَ مِنْ ذَلِكَ كَمَا ذَكَرْنَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ هُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ الَّذِي اَنْزَلَهُ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ الْاَدْرَى بِمَشَاعِرِ الْاِنْسَانِ وَاَحَاسِيسِهِ وَمَا يَتَقَبَّلُهُ وَمَا يَنْفِرُ مِنْهُ؟فَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ شِفَاءَ هَذَا الْاِنْسَانِ فِيمَا يَكْرَهُهُ اَحْيَاناً كَثِيرَة؟ حِينَمَا جَعَلَهُ يَتَقَبَّلُهُ وَلَوْ كَانَ دَوَاءً مُرّاً مِنَ الطَّاعَات؟ وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ شَقَاءَ هَذَا الْاِنْسَانِ وَمَرَضَهُ اَيْضاً فِيمَا يُحِبُّهُ اَحْيَاناً كَثِيرَةً مِنَ الْمُنْكَرَات؟ وَلِكِنَّهُ اَمَرَهُ بِالنُّفُورِ مِنْهُ وَلَوْ كَانَ مَذَاقُهُ عَسَلاً حُلْواً لَذِيذاً؟ لِاَنَّهُ مَدْسُوسٌ بِسُمُومٍ مِنَ الْمُنَغِّصَاتِ الْهَائِلَةِ؟ وَالْآهَاتِ وَالْوَيْلَاتِ مِنْ نَقْمَةِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ وَغَضَبِه؟ وَكَمْ مِنْ شَهْوَةٍ اِلَى الْحَرَامِ اَنْتَجَتْ حُزْناً طَوِيلاً وَمَآسِيَ اَلِيمَة؟ اِنْ لَمْ يُنْقِذِ الْاِنْسَانُ نَفْسَهُ باِلتُّرْيَاقِ الشَّافِي مِنَ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ وَالِاسْتِغْفَار{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ؟ وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ(وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْمَرَضَ الْقَاتِلَ لِغَيْرِ الْمُضْطَرّ؟ وَالدَّوَاءَ الْمُنْجِيَ الَّذِي يُبْقِي عَلَى حَيَاةِ الْمُضْطَّرِّ؟ سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ مُشْتَرَكٍ مِنْ بَعْضِ الْمُحَرَّمَات؟ وَسُبْحَانَ مَنْ غَضِبَ بِزِيَادَةِ الْمَرَضِ وَالْعَذَابِ الْاَلِيمِ عَلَى الَّذِينَ{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضَا{لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ{كَفَرَ بِاللهِ بَعْدَ اِيمَانِهِ وَ{شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرَا{ذَلِكَ بِاَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَة(وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ مَخْرَجاً شَافِياً مِنَ الْكُفْرِلِمَنْ{اُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْاِيمَان(رُخْصَةً وَاِبْقَاءً عَلَى حَيَاتِهِ وَلَوْ كَانَ مَوْتُهُ اَفْضَلَ؟ كَمَا حَصَلَ مَعَ يَاسِر وَسُمَيَّة وَعَمَّارَ؟ وَلَااِثْمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً كَمَا سَيَاْتِي؟ وَلَكِنَّ الْاِثْمَ الْعَظِيمَ عَلَى مَنْ لَايَاْكُلُ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَغَيْرِهَا اِبْقَاءً عَلَى حَيَاتِه{اَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَاحَرَّمَ عَلَيْكُمْ اِلَّا مَااضْطّرِرْتُمْ اِلَيْه(وَكَلِمَة فَصَّلَ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ بَيَّنَ ذَلِكَ بَيَاناً وَاضِحاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَة {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ؟ وَالدَّمُ؟ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ؟ وَمَا اُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ؟ وَالْمُنْخَنِقَةُ؟ وَالْمَوْقُوذَةُ؟ وَالْمُتَرَدِّيَةُ؟ وَالنَّطِيحَةُ؟ وَمَااَكَلَ السَّبُعُ؟ اِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ؟؟؟؟؟؟ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ؟ وَاَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْاَزْلَامِ؟ ذَلِكُمْ فِسْق؟ اَلْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي؟ اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاِسْلَامَ دِينَا؟ فَمَنِ اضْطّرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِثْمٍ فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ التَّفْصِيلُ الْكَامِلُ مِنَ الرَّبِّ الْكَامِلِ لِلدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ التَّامِّ الْكَامِلِ وَمِنَ السُّنَّةِ وَالْقُرْآنِ الْكَامِلِ الَّذِي يُبَيِّنُ لَنَا اَنْوَاعَ هَذِهِ الْمُحَرَّمَات{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَاحَرَّمَ عَلَيْكُمْ اِلَّا مَااضْطُّرِرْتُمْ اِلَيْه(نَعَمْ اَخِي وَهُنَاكَ فِي الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مَايُسَمَّى بِالضَّرُورَات؟ وَالْحَاجِيَّات؟ وَالتَّحْسِينَات؟ اَمَّا الضَّرُورَاتُ فَهِيَ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ اِذَا لَمْ يَفْعَلْ مَايُسَاعِدُهُ مِنْهَا اُصِيبَ بِالْهَلَاكِ حِينَمَا يَكُونُ مُضْطَّرّاً اِلَى اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الْمُحَرَّم؟ فَاِذَا لَمْ يَاْكُلْ قَدْرَ حَاجَتِهِ فَاِنَّهُ يَهْلَكُ وَيَاْثَم؟ وَاَمَّا الْحَاجِيَّاتُ فَهِيَ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُبْقِيَ عَلَى حَيَاتِهِ بِمُسَاعَدَتِهَا؟ وَلَكِنْ يُصَابُ بِمَشَقَّةٍ كَبِيرَةٍ وَحَرَجٍ كَبِير؟ فَمَثَلاً اَلْاِيجَار؟ بِمَعْنَى تَاْجِيرُ الْبُيُوتِ وَالْعَقَارَاتِ وَالْمَحَلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ فَهَلْ هَذَا الْاِيجَارُ هُوَ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ اَوْ مِنَ الْحَاجِيَّات؟ طَبْعاً اَخِي هُوَ مِنَ الْحَاجِيَّات؟ لِاَنَّ انْعِدَامَ الْاِيجَارِ فِي مُجْتَمَعٍ مَا لَايَجْعَلُ النَّاسَ يَمُوتُونَ مِنَ الْجُوع؟ وَلَكِنَّهُمْ يَقَعُونَ فِي الْحَرَجِ الشَّدِيد؟ وَلَذَلِكَ فَاِنَّهُمْ مُحْتَاجُونَ اِلَى هَذَا التَّاْجِيرِ اَوِ الْاِيجَار؟ وَاَمَّا التَّحْسِينَاتُ فَهِيَ بِمَعْنَى الْمَنْدُوبَاتِ اَوِالْمُسْتَحَبَّات؟ فَمَثَلاً بِالنِّسْبَةِ لِعَقْدِ الزَّوَاج؟ هُنَاكَ اَرْكَانٌ وَشُرُوطٌ مِنْ اَجْلِ صِحَّةِ عَقْدِ الزَّوَاجِ؟ وَمِنْهَا وُجُودُ شَاهِدَيْن؟ وَمِنْهَا اَيْضاً وُجُودُ وَلِيِّ اَمْرِهَا رَاضِياً وَمُشْرِفاً عَلَى زَوَاجِهَا؟ فَلَوْ اَنَّ امْرَاَةً مَا زَوَّجَتْ نَفْسَهَا بِرِضَا وَلِيِّ اَمْرِهَا وَاِذْنِهِ؟ لَكِنْ مِنْ دُونِ اِشْرَافِهِ عَلَى عَقْدِ الزَّوَاج؟ ثُمَّ قَالَتْ لِاِنْسَانٍ مَا زَوَّجْتُكَ نَفْسِي؟ صَحَّ الْعَقْد؟ لَكِنْ مِنْ بَابِ الْاَدَبِ التَّحْسِينِيِّ؟ اَنَّ الْمَرَاَةَ يَنْبَغِي عَلَيْهَا اَنْ تُوَكِّلَ مَنْ يَقُومُ بِعَقْدِ الزَّوَاجِ كَوَالِدِهَا اَوْ وَلَدِهَا اَوْ عَمِّهَا اَوْ خَالِهَا؟ فَهَذَا التَّوْكِيلُ هَلْ اِذَا لَمْ تَفْعَلْهُ الْمَرْاَةُ تَمُوت؟ طَبْعاً لَا؟ وَلَكِنَّهَا تَقَعُ فِي الْحَرَج؟ لِاَنَّهَا يَنْبَغِي عَلَيْهَا اَنْ تَشْعُرَ بِالْحَيَاءِ وَالْخَجَلِ اِذَا كَانَتْ تَرْبِيَتُهَا سَلِيمَةً فِي بَيْتِ اَهْلِهَا؟ فَدَفْعاً لِلْحَيَاءِ شُرِعَ التَّوْكِيلُ فِي الزَّوَاج؟ فَحِينَمَا يَبْلُغُ اِنْسَانٌ مَا دَرَجَةَ الضَّرُورِيَّاتِ؟ وَلَمْ يَجِدْ اَمَامَهُ اِلَّا مَا حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَل؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ شَرْعاً اَنْ يَاْخُذَ مِنْهُ حَاجَتَهُ فَقَطْ دُونَ زِيَادَة؟ وَبِقَدْرِ مَايَدْفَعُ عَنْهُ الْهَلَاكَ اَوِ الضَّرَرَ اَوِ الْحَاجَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا اِلَى اَنْ قَالَ سُبْحَانَهُ فَمَنِ اضْطُّرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِثْمٍ فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(اِيَّاكَ اَخِي وَاَنْتَ تَحْضُرُ دُرُوسَ الْعِلْمِ فِي الْمَسَاجِدِ؟ اَنْ تَجْعَلَ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سَبِيلاً؟ حَتَّى لَايُدَاعِبَ اَجْفَانَكَ بِالنُّعَاس؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ يَاْتِي اِلَى طُلَّابِ الْعِلْمِ؟ وَيَتَلَاعَبُ بِرُمُوشِ اَعْيُنِهِمْ؟ وَيَجْعَلُهُمْ يَضْجَرُونَ؟ وَيَشْعُرُونَ بِالنُّعَاس؟ وَاَمَّا رُوَّادُهُ وَخَنَازِيرُهُ فِي الْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي؟ فَاِنَّهُ لَايَتَلَاعَبُ بِرُمُوشِ اَعْيُنِهِمْ اَبَداً؟ بَلْ يَجْعَلُهُمْ صَاحِينَ تَمَاماً؟ لَاتَرِفُّ لَهُمْ رُمُوشُ عَيْنٍ اَبَداً؟ وَلَايَغْمَضُ لَهُمْ جِفْنٌ وَهُمْ يُشَاهِدُونَ مُبَارَيَاتِ كُرَةِ الْقَدَم؟ وَلَكِنَّهُ يَتَلَاعَبُ بِاَعْصَابِهِمْ؟ حَتَّى يَسْمَعَ مِنْ خَنَازِيرِهِ وَكِلَابِهِ الْبَشَرِيَّةِ؟ مَايُطْرِبُ اُذُنَيْهِ وَيُثْلِجُ صَدْرَهُ وَيَحْلُو اِلَى قَلْبِهِ؟ مِنْ شَتْمِ اللهِ وَلَعْنِهِ وَالْعَيَاذُ بِالله{قُتِلَ الْاِنْسَانُ مَا اَكْفَرَه(فَهَذِهِ هِيَ التَّنْشِيطَاتُ الشَّيْطَانِيَّة؟ واَمَّا التَّنْشِيطَاتُ الرَّبَّانِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تُحِبُّ الْعِلْمَ؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ حَثَّ عَلَيْهِ وَالسُّنَّة؟ فَاِنَّكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ لَاتَتَضَجَّرُ اَبَداً؟ بَلْ تَشْعُرُ دَائِماً بِالنَّشَاطِ؟ وَاَنْتَ تَسْتَمِعُ اَوْ تَقْرَاُ الْعِلْمَ اَوْ تَكْتُبُه؟ وَاَمَّا التَّنْشِيطَاتُ الشَّيْطَانِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُهَا وَبِقُوَّةٍ عِنْدَ الْمُقَامِرِين؟ حِينَمَا تَرَى اَحَدَهُمْ وَهُوَ يَلْعَبُ بِالشَّدَّةِ اَوِ الضَّامَا اَوِ النَّرْدَشِير اَرْبَعَ اَوْ خَمْسَ سَاعَاتٍ؟ دُونَ اَنْ يَشْعُرَ بِكَلَلٍ اَوْ مَلَل؟ بَلْ هُوَ مُسْتَغْرِقٌ فِي حُبِّ عَدُوِّهِ الْاَكْبَرِ الشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ مِنَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر؟ وَقَدْ تَتَّصِلُ بِهِ زَوْجَتَهُ؟ مِنْ اَجْلِ تَنَاوُلِ طَعَامِ الْغَدَاءِ اَوِ الْعَشَاءِ وَحُضُورِهِ اِلَى الْبَيْتِ؟ لِيَجْلِسَ مَعَ اَوْلَادِهِ الْمَسَاكِين؟ لِيَشْعُرُوا بِحَنَانِهِ وَاُبُوَّتِه؟ وَحَتَّى وَلَوْ جَاءَ اَخِيراً؟ وَبَعْدَ طُولِ انْتِظَارٍ طَوِيلٍ جِدّاً اِلَى بَيْتِه؟ فَاِنَّهُ يَجْعَلُ زَوْجَتَهُ وَاَوْلَادَهُ؟ يَنْتَقِلُونَ فَوْراً وَعَلَى وَجْهِ السُّرْعَةِ وَالْعَجَلَة وَالضَّرُورَةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْقُصْوَى؟ مِنْ سَقْفٍ يَدْلِفُ عَلَيْهِمْ فِي حَالَةِ غِيَابِهِ الْمَشْؤُومِ؟ اِلَى سَقْفٍ آخَرَ مِنْ حَنَانِ زَوْجِيَّتِهِ وَاُبُوَّتِهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَى زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِه{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون(وَعَفْواً وَمَعَاذَ الله؟ اَقْصِدُ اِلَى سَقْفٍ آخَرَ مَلِيءٍ بِمَزَارِيبَ مِنْ لَعْنَةِ خَمْرِهِ وَقِمَارِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ فِي حَالَةِ حُضُورِهِ الْمَشْؤُومِ اَكْثَرَ مِنْ غِيَابِهِ بِكَثِير؟ وَقَدْ تَجْلِبُ لَهُ زَوْجَتُهُ الطَّعَامَ اِلَى مَائِدَةِ الْقِمَارِ؟ فَيَقُولُ لَهَا ضَعِي الطَّعَامَ جَانِباً؟ دُونَ اَنْ يَاْكُلَ شَيْئاً؟ وَقَدْ يَحْتَرِقُ بَيْتُهُ؟ وَقَدْ تَخْرُجُ رُوحُهُ؟ وَتَنْتَهِي حَيَاتُهُ عَلَى مَائِدَةِ الْقِمَارِ؟ وَلَكِنْ لَاحَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي؟ وَقَدِ اتَّصَلَتْ بِي زَوْجَةُ اَحَدِ هَؤُلَاءِ الْمُقَامِرِينَ وَقَالَتْ؟ اَشْكُو اَمْرِي اِلَى الله اَيَّتُهَا الْاُخْت سُنْدُس؟ وَكَمَا يَقُولُونَ فِي الْاَمْثَالِ الشَّعْبِيَّةِ عِنْدَنَا؟ اَلرَّجُلُ فِي الْبَيْتِ رَحْمَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ فَحْمَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اَوْلَادِي يَسْاَلُونَنِي دَائِماً؟ اَيْنَ اَبُونَا؟ نُرِيدُ اَنْ يُقَبِّلَنَا؟ وَنُقَبِّلَه؟ نُرِيدُ اَنْ يُعَانِقَنَا؟ وَنُعَانِقَه؟ نُرِيدُ اَنْ يَحْتَضِنَنَا اِلَى صَدْرِهِ الْحَنُونِ؟ وَنَحْتَضِنَه؟ لِاَنَّنَا لَمْ نَعُدْ نَشْعُرُ بِالْاَمَانِ؟ اِلَّا فِي اَحْضَانِ اَبِينَا؟ فَقُلْتُ لَهَا؟ لَقَدْ اَحْرَقْتِ قَلْبِي بِكَلَامِكِ؟ وَاَخْوَفُ مَااَخَافُهُ عَلَى اَوْلَادِكِ؟ اَنْ يَلْجَؤُوا فِي الْمُسْتَقْبَلِ؟ اِلَى اَحْضَانِ الذّئَابِ الْبَشَرِيَّةِ؟ الَّتِي تَقُومُ بِاسْتِغْلَالِهِمْ اَبْشَعَ اسْتِغْلَال؟ بِالشُّذُوذِ مِنَ الْعَلَاقَاتِ الْجِنْسِيَّة؟ فَيَااَللهُ؟ كَمْ نَحْنُ نَظْلِمُ اَوْلَادَنَا؟ فَلَذَاتِ اَكْبَادِنَا؟ بِاللَّوْعَةِ؟ وَالْجُوعِ الْقَاتِلِ؟ اِلَى حَنَانِنَا؟ وَرَحْمَتِنَا؟ وَقُبُلَاتِنَا؟ وَضَمَّاتِهِمْ اِلَى صُدُورِنَا؟ وَضَمِّهِمْ لَنَا اِلَى صُدُورِهِمْ اَيْضاً؟ وَلَكِنَّنَا جَلَبْنَا اِلَيْهِمْ مِنْ الْهَمِّ؟ وَالِاكْتِئَابِ الدَّاخِلِيِّ الْحَادِّ الْقَاتِلِ؟ وَالِاضْطّرَابَاتِ الشَّخْصِيَّةِ الْهَائِلَةِ السُّلُوكِيَّة؟ وَاضْطّرَابَاتِ النَّوْمِ؟ وَالْيَقَظَة؟ وَمَا يُرَافِقُهُمَا مِنَ الْاَحْلَامِ الْمُزْعِجَةِ وَالْمُخِيفَةِ الْمُرْعِبَة؟ وَالِاخْتِلَالِ فِي الشَّخْصِيَّة؟ وَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ يَقُودُهُمْ اِلَى الْقَتْلِ وَ الْاِجْرَامِ وَظُلْمِ الْبَشَرِيَّة؟ بَلْ وَظُلْمِ اَوْلَادِهِمْ اَيْضاً كَمَا ظَلَمْنَاهُمْ؟ لِاَنَّ فَاقِدَ الْحَنَانِ فِي الْمَاضِي مِنْ وَالِدَيْه؟ لَايُمْكِنُ اَنْ يُعْطِيَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِاَوْلَادِه؟ اِلّا بِصُعُوبَةٍ كَبِيرَةٍ جِدّاً وَجَهْدٍ وَمَشَقّة؟ وَقَدْ لَايَكُونُ نَابِعاً مِنْ قَلْبِهِ مَعَ الْاَسَف؟ اِلَّا اِذَا تَدَارَكَتْهُ رَحْمَةُ اللهِ وَرَسُولِهِ وَدِينِهِ الْاِسْلَامِيّ لِلْعَالَمِين؟ كُلُّ هَذِهِ الْمَآسِي تَحْدُث؟ وَنَحْنُ نَشْرَبُ الْخَمْر؟ وَنَلْعَبُ بِالْقِمَار؟ وَلَايَهُمُّنَا اِذَا نَجَحَ اَوْلَادُنَا فِي الْمَدَارِسِ اَوْ لَمْ يَنْجَحُوا؟ وَكُلُّ مَا يَهُمُّنَا هُوَ شَيْءٌ وَاحِدٌ فَقَطْ؟ وَهُوَ اَنْ نَشْتُمَ اللهَ اِذَا لَمْ تَفُزْ بَرْشَلُونَة فِي مُبَارَيَاتِ كُرَةِ الْقَدَم؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّ الْاَرْضَ تَسْتَغِيثُ اِلَى اللهِ مِنْ قُوَّةِ غَيْظِهَا وَحِقْدِهَا الشَّدِيدِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْخَنَازِيرِ الْكِلَاب؟ بَلْ اِنَّهَا تَدْعُو اللهَ يَوْمِيّاً اَنْ يَاْذَنَ لَهَا حَتَّى تَنْشَقَّ وَتَبْلَعَهُمْ اِلَى جَحِيمِ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَايَتَحَكُّمُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ الْاَرْضِيَّةِ اَوِ السَّمَاوِيَّةِ اَبَداً؟ وَلَايَفْعَلُ اِلَّا مَا يَحْلُو لَهُ سُبْحَانَهُ؟ مُنْتَظِراً مِنْهُمُ التَّوْبَةَ؟ حَتَّى لَايَقَعُوا فِي فَخِّ جَهَنَّمَ؟ الَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ اَيْضاً عَلَى اَحَرِّ مِنَ جَمْرِهَا؟ وَتَكَادُ تَنْفَجِرُ مِنْ غَيْظِهَا مِنْهُمْ؟ وَمِنْ تَجَرُّئِهِمْ عَلَى الله؟ وَلَنْ يَشْفِيَ غَلِيلَهَا اَبَداً؟ اِلَّا اَنْ تَقُومَ بِنَفْسِهَا بِحَرْقِهِمْ؟ وَتَعْذِيبِهِمْ؟ وَاِهَانَتِهِمْ؟ وَاُقْسِمْ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ شَدِيدَ الْعِقَابِ؟ لَنْ يَنْصُرَ اَهْلَ السُّنَّةِ عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يُرَبِّيَ الْاَرْضَ مِنْ تَحْتِهِمْ بِبَشَّارَ وَزُمْرَتِه؟ لِاَنَّ عَدَدَ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ اللهَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّة؟ اَكْثَرُ بِكَثِيرٍ جِدّاً مِنْ عَدَدِ قَوْمِي الْعَلَوِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ؟ وَلِاَنَّ هَؤُلَاءِ الْخَنَازِير؟ لَايَجِدُونَ مِنْ اَهْلِ السُّنَّة مَنْ يَرْدَعُهُمْ؟ وَيُوقِفُهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَلَايَجِدُ اللهُ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ؟ اِلَّا الدَّيُّوثِينَ الَّذِينَ لَايَغَارُونَ عَلَى دِينِهِمْ اَبَداً؟ اِيَّاكُمْ يَا اَهْلَ السُّنَّةِ؟ اَنْ تَحْلُمُوا بِالنَّصْرِ مُجَرَّدَ حُلْمٍ؟ اِذَا كَانَ بَيْنَكُمْ وَاحِدٌ فَقَطْ مِمَّنْ يَشْتُمُ اللهَ وَيَلْعَنُه؟ اِلَّا اِذَا كُنْتُمْ مِنْ اَهْلِ هَذِهِ الْآيَة{اِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ(وَلَيْسَ مِنْ نَصْرِ اللهِ اَنْ نَقُومَ بِشَتْمِهِ وَسَبِّه؟ بَلْ اِنَّهُ سَيَنْصُرُ الشَّيْطَانَ عَلَيْنَا بِمَزِيدٍ مِنْ غَضَبِهِ وَلَعْنَتِهِ سُبْحَانَه؟ وَلَكِنَّ نَصْرَ اللهِ لَايَكُونُ؟ اِلّا بِاِيقَافِ هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةِ الْاَنْجَاسِ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَاَنْ تَبْصُقُوا فِي وُجُوهِهِمْ؟ اَوْتَكْسِرُوا لَهُمْ سِنَّاً مِنْ اَسْنَانِهِمْ؟ حَتَّى يَبْصُقُوا شَيْئاً وَلَوْ قَلِيلاً؟ مِنْ دِمَائِهِمْ النَّجِسَةِ وَيَتَطَهَّرُوا مِنْهَا؟ نَعَمْ وَبَعْدَ كُلِّ هَذَا؟ هَلْ نَحْنُ نَسْتَحِقُّ اَنْ يَدْعُوَ لَنَا اَوْلَادُنَا بِقَوْلِهِمْ{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا(وَهَلْ رَحِمْنَا اَوْلَادَنَا حَتَّى يَرْحَمَنَا اللهُ بِدَعْوَتِهِمُ الَّتِي لَايَنْفَعُنَا بَعْدَ مَمَاتِنَا غَيْرَهَا مِنْ عَمَلِنَا الصَّالِحِ اِذَا قُمْنَا بِتَرْبِيَتِهِمْ بِمَا يُرْضِي الله؟ هَلْ سَنَجِدُ مَنْ يَتَصَدَّقُ  مِنْ اَجْلِنَا؟ اَوْ يَنْفَعُ عِبَادَ اللهِ بِعِلْمِنَا بَعْدَ مَمَاتِنَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَحْضُرَ دُرُوسَ الْعِلْمِ؟ بِتَحْرِيضٍ مِنَ التَّنْشِيطَاتِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَجَوَائِزِهَا الثَّمِينَةِ؟ وَالَّتِي لَايُمْكِنُ اَنْ تَحْصَلَ عَلَيْهَا؟ اِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى التَّعَبِ الذّهْنِيِّ؟ وَالْمَشَقَّةِ الْعَسِيرَةِ الَّتِي يُهَوِّنُهَا اللهُ عَلَيْكَ بِقَوْلِهِ{فَاِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً؟ اِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَا{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ اَجْرَكَ عِنْدَ اللهِ؟ بِسَبَبِ اسْتِمَاعِكَ اَوْ قِرَاءَتِكَ لِدُرُوسِ الْعِلْمِ وَكِتَابَتِهَا؟ يَفُوقُ اَجْرَ الشُّهَدَاءِ بِكَثِير؟ لِاَنَّ مُعَانَاتَكَ وَتَعَبَكَ لَايَنْقَطِعُ اَبَداً؟ مَعَ مَزِيدٍ مِنَ الدِّمَاءِ الَّتِي تَتَصَاعَدُ مِنْ جِسْمِكَ اِلَى عَقْلِكَ؟ لِتَكُونَ وَقُوداً لِتَفْكِيرِك؟ وَاَمَّا الشَّهِيدُ؟ فَاِنَّ مُعَانَاتَهُ تَتَوَقّفُ فَوْراً؟ اِلَى جِنَانِ النَّعِيمِ؟ بِمُجَرَّدِ نُزُولِ اَوَّل ِقَطْرَةٍ مِنْ دَمِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اَجْرَكَ عِنْدَ اللهِ يَفُوقُ اَجْرَهُ بِكَثِيرِ هَائِلٍ جِدّاً؟ لِاَنَّ الْاَجْرَ لَايَاْتِي اِلَّا عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّةِ وَالتَّعَبِ بِشَرْط؟ اَنْ تَبْدَاَ اَوَّلاً بِفِقْهِ الْاَسَاسِ الَّذِي سَتَبْنِي عَلَيْهِ مِنَ الْاَرْكَانِ وَالْاَخْلَاقِ وَالْاَحْكَامِ وَالْمُعَامَلَاتِ؟ وَهُوَ عَقِيدَةُ التَّوْحِيد؟ وَاِلَّا فَلَنْ تَحْصَلَ اِلَّا عَلَى اَجْرٍ ضَعِيفٍ جِدّاً؟ لَايُضَاعِفُهُ اللهُ لَكَ؟ اِذَا كَانَ اَسَاسُكَ ضَعِيفاً فِي فِقْهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى بَشَائِرِ الْخَيْرِ الْعَظِيمَة[مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً؟ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً اِلَى الْجَنَّة(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّنْشِيطِ الْعَظِيم[وَاِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ اَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ؟ رِضاً بِمَا طَلَب(نَعَمْ هَذِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّتِي اقْتَلَعَتْ بِاَجْنِحَتِهَا قُرَى الْمُؤْتَفِكَاتِ اللُّوَاطِيَّةِ مِنْ اَسَاسِهَا؟ اِنَّهَا الْيَوْمَ تَفْرِشُ اَجْنِحَتَهَا؟ بِاَحْلَى وَاَجْمَلِ مِنْ فَرْشِ الطَّاوُوسِ؟ لِطَالِبِ الْعِلْمِ؟ وَتَنْحَنِي اَمَامَهُ؟ اسْتِبْشَاراً بِهِ؟ وَمَحَبَّةً لَهُ؟ وَرِضاً بِمَا طَلَب؟ كَمَا سَجَدَتْ مِنْ قَبْلُ لِاَبِينَا آدَمَ؟ رِضاً بِمَا تَفَوَّقَ بِهِ عَلَيْهَا؟ بَعْدَ الْمُنَافَسَةِ الشَّرِيفَةِ مَعَهَا؟ حِينَمَا عَلَّمَهُ رَبُّهُ مِنَ الْاَسْمَاءِ كُلّهَا؟ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ؟ اَنَّ آدَمَ سَبَّحَ بِحَمْدِ رَبِّهِ؟ وَقدَسَّ لَهُ سُبْحَانَهُ؟ بِجَمِيعِ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى؟ الَّتِي عَلَّمَهُ رَبُّهُ اِيَّاهَا؟ وَالَّتِي كَانَ الْمَلَائِكَةُ يَعْجَزُونَ عَنِ الْاِحَاطَةِ بِعِلْمِهَا مِنْ اَجْلِ التَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ بِهَا؟ اِلَّا مَا عَلَّمَهُمْ رَبُّهُمْ مِنْهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ{سُبْحَانَكَ رَبَّنَا لَاعِلْمَ لَنَا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا(وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْتَرِضُونَ عَلَى اللهِ كَمَا يَفْهَمُ بَعْضُ الْجُهَّال؟ وَاِنَّمَا كَانُوا يَسْتَغْرِبُونَ كَثِيراً؟ وَيَنْدَهِشُونَ مِنْ حِكْمَةِ اللهِ؟ فَقَالُوا يَارَبّ{

    #1544580

    كلام جمل وجهد مشكور بارك الله فيكم

    بسم الله والحمد لله وافضل صلاة واتم تسليم على خير الانام محمد بن عبد الله وعلى آله الاطهار وصحبه الكرام

    اللهم يا الله انصرنا على من ظلمنا وفرج ما اهمنا

    #1544781

    مشكوره الغاليه الرحيق المختوم
    سواء كان الخط كبير او صغير
    فالاجمل هو طرحك للمواضيعك المتميزه
    يسلموا علي هالموضوع جعله الله في
    ميزان حسناتك
    تحياااتي…

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد