الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #147248

    اَلْحَمْدُ لِلهِ وَحْدَه؟ لَهُ الْحُكْمُ فِي الْاُولَى وَالْآخِرَةِ وَاِلَيْهِ يُرْجَعُ الْاَمْرُ كُلُّه؟ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْعِبَاد؟ وَخَلَقَ الْاِنْسَانَ فِي اَحْسَنِ تَقْوِيم ؟وَرَزَقَهُ الْعَقْلَ وَبَعَثَ اِلَيْهِ الْمُرْسَلِين وَقَصَّ عَلَيْهِ مِنْ قَصَصِهِمُ الْمَاضِيَةِ لِتَكُونَ عِبْرَةً لِاُولِي الْاَلْبَاب؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَسْاَلُهُ سَلَامَةً لِدِينِنَا وَاُمَّتِنَا وَبِلَادِنَا وَاَوْطَانِنَا؟ وَنَسْاَلُهُ التَّقْوَى فِي الْاُمُورِ كُلّهَا وَالْفُرْقَانَ الَّذِي يَجْعَلُنَا نُمَيِّزُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل؟ وَنَسْاَلُكَ يَارَبَّنَا مِنَ الْخَيْرِ كُلِّه؟ وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّه؟اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَك؟ تَعَاظَمَتْ اَسْمَاؤُك؟ وَتَقَدَّسَتْ صِفَاتُك؟ نِعَمُكَ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ وَلِكِنَّ النِّعْمَةَ الْبَاقِيَةَ السَّابِغَةَ اَنْ هَدَيْتَنَا اِلَى الْاِسْلَامِ دِينَا؟ وَاَرْسَلْتَ اِلَيْنَا مُحَمَّداً نَبِيّاً وَرَسُولَا؟ وَقُلْتَ لَنَا{كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ؟ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ وَتُؤْمِنُونَ بِالله} سُبْحَانَكَ يَارَبّ فَكَمَا هَدَيْتَنَا سَابِقاً فَاهْدِنَا لَاحِقاً؟ وَنَوِّرْ عُقُولَنَا بِنُورِ الْاِيمَان؟ وَاَوْدِعْ قُلُوبَنَا الرَّحْمَةَ وَالرَّاْفَةَ وَالْقُوَّة؟ وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ اَحْسَنَه؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُك؟ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ؟ وَاَدَّى الْاَمَانَةَ؟ وَكَانَ سِرَاجاً مُنِيرَا؟ فَهَنِيئاً لِمَنِ اهْتَدَى بِهَذَا السِّرَاج؟ وَيَاوَيْلَ مَنِ انْحَرَفَ عَنْهُ اِلَى الظُّلُمَات؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى مَنْ اَرْسَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين؟ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين؟ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِين؟ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَمِنْ سُورَةِ يُوسُفَ قَوْلُ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِاُولِي الْاَلْبَاب(نَعَمْ قَصَصُ الرُّسُلِ فِي الْقُرْآنِ مَوْعِظَةٌ وَعِبْرَةٌ نَاْخُذُهَا وَنَتَعَامَلُ مَعَهَا؟ لَكِنْ بِاَيَّةِ كَيْفِيَّةٍ سَنَتَعَامَلُ مَعَهَا؟ هَلْ نَتَعَامَلُ مَعَهَا لِنَتَسَلَّى بِهَا لِمُجَرَّدِ تَقْطِيعِ ثُمَّ تَضْيِيعِ الْوَقْتِ بِلَا فَائِدَةٍ تُذْكَر؟ هَذَا يَكُونُ جَهْلاً عَظِيماً مِنَّا؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ مَاجَاءَ بِالْقَصَصِ اِلَّا وَذَيَّلَهَا اَوْ خَتَمَهَا بِالنَّصَائِح؟ وَنَبَّهَ النَّاسَ جَمِيعاً اِلَى اَنَّ مَنِ انْحَرَفَ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ فَلَا يَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَه؟وَلِذَلِكَ جَاءَتْ سُورَةُ هُودٍ بِقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ؟ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً؟ وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيب؟ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ اِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّآت؟ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ اَطْهَرُ لَكُمْ؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَلَاتُخْزُونِ فِي ضَيْفِي؟ اَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيد؟ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَالَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ؟ وَاِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَانُرِيد؟ قَالَ لَوْ اَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً اَوْ آوِي اِلَى رُكْنٍ شَدِيد؟ قَالُوا يَالُوطُ اِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ؟ لَنْ يَصِلُوا اِلَيْك؟ فَاَسْرِ بِاَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ؟ وَلَايَلْتَفِتْ مِنْكُمْ اَحَدٌ اِلَّا امْرَاَتَك؟ اِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا اَصَابَهُمْ؟ اِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ؟ اَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيب؟ فَلَمَّا جَاءَ اَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا؟ وَاَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ؟ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّك(وَهُنَا يَاْتِي الْاِنْذَارُ الْاَخِيرُ لَنَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَه{وَمَاهِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيد( حَقّاً يَا رَبَّنَا؟ حَقّاً يَااَعْدَلَ الْعَادِلِين؟ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟ يَاكَاشِفَ الضُّرِّ عَنِ الْبَائِسِين؟ يَانَاصِرَ الْمُسْتَضْعَفِين؟ نَجِّنَا مِنَ الْجَبَابِرَةِ الظَّالِمِينَ الْمُسْتَكْبِرِين؟اَلَّذِينَ يُنَكِّلُونَ بِشَعْبِنَا الْعَرَبِيِّ السُّورِيِّ الْمَظْلُومِ الضَّعِيفِ الْفَقِيرِ الْبَائِسِ وَالْمِسْكِين؟ يَا مُنْتَقِمُ يَا جَبَّارُ يَاشَدِيدَ الْعِقَابِ يَا اَللهُ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّوم{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطَا(وَالرُّسُلُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَلَائِكَة ؟وَبَعْدَ اَنْ ذَهَبُوا اِلَى اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ وَعَلَى ابْنِ اَخِيهِ لُوطٍ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَبَشَّرُوهُ بِالْبُشْرَى الْمَعْرُوفَة؟قَالُوا لَهُ اِنَّا ذَاهِبُونَ اِلَى هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟اِنَّ اَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِين؟ فَقَالَ اِبْرَاهِيمُ اِنَّ فِيهَا لُوطَا؟ قَالُوا نَحْنُ اَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا؟ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَاَهْلَهُ اِلَّا امْرَاَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ الْهَالِكِين؟ فَجَاءَتْ هَذِهِ الْمَلَائِكَةُ اِلَى لُوطٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَكَانَ قَوْمُهُ مُشْرِكِينَ بِالله؟ وَكَانُوا اِضَافَةً اِلَى شِرْكِهِمْ يَفْعَلُونَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ الْمُهْلِكَاتِ وَالْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ الَّتِي لَمْ يَسْبِقْهُمْ بِهَا اَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله؟ اِنَّهُمْ كَانُوا يَرْتَكِبُونَ جَرِيمَةً تَاْنَفُ النُّفُوسُ الْاَبِيَّةُ اَنْ تَفْعَلَهَا؟ نَعَمْ تَاْبَى النُّفُوسُ الَّتِي تَسْتَقِيمُ عَلَى مَنْهَجِ اللهِ وَعَلَى الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ اَنْ تَقْتَرِفَ مِثْلَ هَذَا الذَّنْبِ الْعَظِيمِ وَالْخَطِيئَةِ الْكُبْرَى؟اَلَا وَهِيَ مَايُسَمَّى فِي اَيَّامِنَا بِالشُّذُوذِ الْجِنْسِيّ؟ وَلَقَدْ ذَكَرَتْ آيَاتُ الْقُرْآنِ مَاذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ فِي النَّوَادِي بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ لُوط{اِنَّكُمْ لَتَاْتُونَ الرِّجَالَ؟ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ؟ وَتَاْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَر{اِنَّكُمْ لَتَاْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاء بَلْ اَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُون(سُبْحَانَ الله؟ هَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ فِي النَّوَادِي؟ يَاْتُونَ الرِّجَالَ جِنْسِيّاً وَالْعَيَاذُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَكَذَلِكَ كَانُوا يَقْطَعُونَ السَّبِيل؟ فَيَقِفُونَ عِنْدَ مُفْتَرَقِ الطُّرُقَاتِ؟ فَيَسْرِقُونَ وَيَنْهَبُونَ وَيَقْتُلُون؟ وَيَقْبِضُونَ عَلَى الرِّجَالِ ثُمَّ يَقُومُونَ بِاغْتِصَابِهِمْ جِنْسِيّاً عَلَناً بِلَا خَجَلٍ وَلَاحَيَاءٍ وَلَاخَوْفٍ مِنَ اللهِ فِي نَوَادِيهِمْ الْمُنْكَرَة؟ وَقَدْ ذَكَرَ الْقُرْطِبِيُّ وَغَيْرُهُ اَنَّهُمْ كَانُوا يَاْتُونَ الْفَاحِشَةَ عَلَناً دُونَ حَيَاء؟ وَكَانُوا يَسْخَرُونَ مِنَ النَّاس؟ وَكَانُوا يُقَامِرُونَ بِالْوَرَق؟ وَكَانُوا يَفْعَلُونَ مَا يَفْعَلُون؟ فَلَمَّا دَعَاهُمْ لُوطٌ اِلَى اللهِ؟ قَالُوا اَخْرِجُوهُ مَعَ اَهْلِهِ مِنْ قَرْيَتِكُمْ؟ لِمَاذَا؟ مَاهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي ارْتَكَبَهُ لُوطٌ وَمَنْ آمَنَ مَعَه؟ اِسْتَمِعُوا اَيُّهَا النَّاسُ حِينَمَا تَنْحَرِفُ مَفَاهِيمُكُمْ؟ وَتَتَضَاءَلُ قِيَمُكُمُ الْاِنْسَانِيَّة؟ وَيَهْوِي النَّاسُ اِلَى حَضِيضٍ اَدْنَى مِنْ حَضِيضِ الْبَهِيمِيَّةِ وَالْحَيَوَانِيَّة؟ لِمَاذَا؟ لِمَاذَا سَتُخْرِجُونَ لُوطاً مِنْ قَرْيَتِكُمْ{اِنَّهُمْ اُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون(نَعَمْ لَقَدْ اَصْبَحَتِ الطَّهَارَةُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ تُعْتَبَرُ ذَنْباً عَظِيماً يَسْتَحِقُّ عَلَيْهَا اَنْ يُطْرَدَ صَاحِبُ الْبَلَدِ مِنْ بَلَدِهِ بِسَبَبِ طَهَارَتِه؟ اَرَاَيْتَ اَخِي اِلَى هَذَا الْمُسْتَوَى الْحَقِيرِ الْوَضِيعِ الدَّنِيءِ الَّذِي وَصَلَ اِلَيْهِ وَاُصِيبَ بِهِ اَمْثَالُ هَؤُلَاء؟ لَقَدْ اَصْبَحَتِ الطَّهَارَةُ جَرِيمَةً عَظِيمَةً فِي نَظَرِ هَؤُلَاء؟ وَاَمَّا الْاِبَاحِيَّةُ الْحَقِيرَةُ بِمَا فِيهَا مِنَ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ وَسُعَارِ الْكِلَابِ الْمَحْمُومَةِ عِنْدَ الْعَلْمَانِيِّينَ وَالشُّيُوعِيِّينَ وَالشِّيعَةِ الْاَحْقَرِ مِنْهَا جَمِيعِهِمْ؟ فَهِيَ التَّقَدُّمُ وَالتَّطَوُّرُ وَالرُّقِيُّ وَالْحَضَارَةُ وَالِانْطِلَاق؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً(وَكَلِمَة ذَرْعاً بِمَعْنَى صَبْراً؟ بِمَعْنَى ضَاقَ بِهِمْ صَدْراً وَ صَبْراً؟بِمَعْنَى كَادَ يَفْقِدُ صَبْرَه؟ فَحِينَمَا تَتَضَايَقُ مِنْ شَيْءٍ اَخِي فَاِنَّكَ تَقُولُ صَدْرِي مُنْطَبِق{وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيب(لِمَاذَا ضَاقَ صَدْرُكَ يَالُوطُ عَلَيْكَ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لِمَاذَا سِيءَ بِكَ وَسَاءَكَ مَا رَاَيْتَ مِنْ جَمَالِ ضُيُوفِكَ وَقُبْحِ قَوْمِكَ وَاَفْعَالِهِمْ؟ لِمَاذَا قُلْتَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيب؟ لِاَنَّ الْمَلَائِكَةَ جَاءَتْ اِلَيْهِ بِصُورَةِ شَبَابٍ حِسَانٍ وَلَا اَجْمَلَ مِنْهُمْ عَلَى الْاِطْلَاقِ فِي قَرْيَةِ لُوطٍ وَهِيَ قَرْيَةُ سَدُوم الْمَعْرُوفَة؟ وَذَلِكَ تَحْرِيضاً جِنْسِيّاً وَسُعَاراً مَحْمُوماً هَائلِاً وَاسْتِدْرَاجاً مِنَ اللهِ لِحُثَالَةِ قَوْمِ لُوطٍ اِلَى الْفَاحِشَةِ الْكُبْرَى حَتَّى يَقَعُوا فِي شَرِّ اَعْمَالِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ نُوح{وَلَايَنْفَعُكُمْ نُصْحِي لَكُمْ اِنْ اَرَادَ اللهُ اَنْ يُغْوِيَكُمْ(وَيَنْتَقِمَ مِنْكُمْ بِسَبَبِ عَنَادِكُمْ وَاِصْرَارِكُمْ عَلَى كُلِّ مَا يُغْضِبُ الله؟وَكَانَ هَذَا الْمَرَضُ النَّفْسِيُّ مِنَ الْمُيُولِ الشَّاذَّةِ الْخَاطِئَةِ مُتَاَصِّلاً فِي قَوْمِ لُوطٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ لُوط{مَاسَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ اَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِين(وَكَانَ بِاِمْكَانِهِمْ اَنْ يَلْجَؤُوا اِلَى اللهِ مُسْتَغِيثِينَ بِهِ سُبْحَانَهُ بَاكِينَ مُتَضَرِّعِينَ اِلَيْهِ اَنْ يَشْفِيَهُمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ؟ قَائِلِينَ يَارَبُّ ارْحَمْ ضَعْفَنَا فَاِنَّهُ يُصِيبُنَا مَايُصِيبُنَا مِنَ الْمُيُولِ الْخَاطِئَةِ الشَّاذَّةِ رَغْماً عَنَّا؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهُمْ لَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ وَاَخْلَصُوا دِينَهُمْ وَدُعَاءَهُمْ لِلهِ لَاسْتَجَابَ اللهُ لَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ مَخْرَجاً مِنْ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ الْحَقِيرَةِ وَشَفَاهُمْ مِنْهَا؟وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُخْلِصُوا دِينَهُمْ لِله فَوَقَعُوا فِي شُذُوذٍ اَخْطَرَ مِنَ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ وَهُوَ الشُّذُوذُ الْعَقَائِدِيُّ فِي عَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟وَاَضَافُوا اِلَيْهِ قَطْعَ الطَّرِيقِ وَالْفَسَادَ فِي الْاَرْضِ وَالْمُجَاهَرَةَ عَلَناً بِشُذُوذِهِمْ فِي نَوَادِيهِمْ؟ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ مَاوَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ؟ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضَا؟ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون}وَلَوْاَنَّهُمْ آمَنُوا بِاللهِ وَكَانُوا مُوَحِّدِينَ غَيْرَ مُشْرِكِين؟ وَلَوْ اَنَّهُمْ اَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُجَاهِرُونَ بِهَذِهِ الْفَاحِشَةِ عَلَناً وَسُخْرِيَةً وَثَرْثَرَةً بِهَا وَتَبَاهِياً وَمُفَاخَرَةً اَمَامَ النَّاسِ بِهَا اَيْضاً فِي نَوَادِيهِمْ؟ لَكَانَ هُنَاكَ اَمَلٌ فِي مُعَافَاتِهِمْ مِنْ عَذَابِ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{كُلُّ اُمَّتِي مُعَافَى اِلَّا الْمُجَاهِرُون؟ فَقِيلَ يَا رَسُولَ الله وَمَنْ هُمُ الْمُجَاهِرُون؟ فَقَالَ بِمَا مَعْنَاه؟ هُمُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ الْفَوَاحِشَ وَالْمُنْكَرَات؟ ثُمَّ يَسْتُرُ اللهُ عَلَيْهِمْ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْل؟ فَلَا يَاْتِي عَلَيْهِمُ الصَّبَاحُ الْبَاكِرُ اِلَّا وَقَدْ فَضَحُوا اَنْفُسَهُمْ وَتَفَاخَرُوا اَمَامَ النَّاسِ وَتَبَاهَوْا بِمَا فَعَلُوه(فَلَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ عَلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاء؟ لِاَنَّهُمْ وَسَّعُوا نِطَاقَ الْفَاحِشَةِ كَثِيراً جِدّاً فِي الْمُجْتَمَعِ بَعْدَ اَنْ كَادَ يَضِيقُ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ فَكَانُوا مِمَّنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{اِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة} وَلِذَلِكَ تَضَايَقَ لُوطٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَثِيراً جِدّاً؟لِاَنَّهُ خَشِيَ اَنْ يَعْتَدِيَ قَوْمُهُ عَلَى هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ ذَوِي الْوُجُوهِ الصِّبَاحِ الْوَسِيمَةِ الْوَضِيئَةِ الْمُنِيرَةِ وَلاَ اَحْلَى وَلَا اَجْمَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الْمَعْمُورَة؟ وَلِذَلِكَ قَالَ{هَذَا يَوْمٌ عَصِيب(وَاَحْيَاناً اَخِي فَاِنَّكَ قَدْ تَرَى اَقْرَبَ وَاَخَصَّ النَّاسِ اِلَيْكَ زَوْجَتَكَ وَهِيَ تُسِيءُ اِلَيْك بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَاَةَ نُوحٍ وَامْرَاَةَ لُوط؟ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا؟فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً؟وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِين(فَمَاذَا كَانَتْ تَفْعَلُ امْرَاَةُ لُوط؟ كَانَتْ تَصْعَدُ اِلَى السُّطُوحِ وَالْاَمَاكِنِ الْمُرْتَفِعَةِ؟وَكَانَتْ تُصَفّرُ بِصَوْتٍ اَنْكَرَ مِنْ اَصْوَاتِ الْحَمِيرِ مُعْطِيَةً الْعَلَامَةَ وَالْاِشَارَةَ وَالضَّوْءَ الْاَخْضَرَ؟ فَيَعْرِفُ قَوْمُهَا مِنْ تَصْفِيرِهَا اَنَّهَا تَدْعُوهُمْ اِلَى مَا يَشْتَهُونَ مِنَ الْفَاحِشَة؟ وَلَكِنَّ مَكَانَهُمْ كَانَ بَعِيداً فَلَمْ يَسْمَعُوا تَصْفِيرَهَا فَمَاذَا فَعَلَتْ؟ اَوْقَدَتِ النَّارَ عَلَى سَطْحِ بَيْتِهَا لِتُشِيرَ اِلَيْهِمْ اَنَّ هُنَاكَ غَنِيمَةً جِنْسِيَّةً لَذِيذَةً جِدّاً عِنْدَ زَوْجِهَا لُوطٍ فَهَلُمُّوا اِلَيْهَا؟ فَلَمَّا رَاَى قَوْمُ لُوطٍ هَذِهِ الْاِشَارَة{جَاءَهُ قَوْمُهُ يُهَرَعُونَ اِلَيْه(وَيَاْتُونَ بِسُرْعَةٍ يَتَدَافَعُونَ وَيَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اِلَى مَصِيرِهِمُ الْمَشْؤُوم؟ وَقَدَرِهِمُ الْمَحْتُوم؟ بِسَبَبِ اٍصْرَارِهِمُ الْمُسْتَمِيتِ الْمُسْتَقْتِلِ الشَّدِيدِ الْمُتَكَرِّرِ الْوَقِحِ الْمَلْعُون؟ حَتَّى آخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِمْ عَلَى اِرْضَاءِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ الْمَرْجُوم؟ وَعَلَى عَدَمِ اِرْضَاءِ الْحَيِّ الْقَيُّوم؟ وَالْفَوْزِ بِحُبِّهِ وَاَجْرِهِ غَيْرِ الْمَمْنُون؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{اِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين(مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ وَرِجْسِ الشِّرْكِ وَنَجَسِهِ وَالْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالتَّدْخِين وَالْمُخَدِّرَاتِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْحَشِيشِ وَالْاَفْيُون؟ وَكَانَ بِاِمْكَانِ قَوْمِ لُوطٍ حَتَّى وَلَوْ تَكَرَّرَتْ مِنْهُمْ هَذِهِ الْفَاحِشَةُ اِلَى آخِرِ حَيَاتِهِمْ اَنْ يَكُونُوا كَقَوْمِ يُونُسَ مَحْظُوظِينَ  بِالنَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ الله بَلْ وَدُخُولِ جَنَّاتِ النَّعِيمِ اَيضاً لَكِنْ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَشُرُوطِهِ وَمَا اَسْهَلَهَا وَاَيْسَرَهَا فِي قَوْلِهِ{وَالَّذِينَ اِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً اَوْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَافَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون اُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ وَنِعْمَ اَجْرُ الْعَامِلِين(نَعَمْ اَقْبَلَ قَوْمُ لُوطٍ بِسُرْعَةٍ وَتَدَافُعٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ نَعَمْ يَدْفَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً مِنْ قُوَّةِ تَحْرِيضِ الْجِنْسِ وَاِغْوَائِهِ وَرَعْشَتِهِ الَّتِي اَصَابَتْهُمْ؟لِاَنَّ الْغَنِيمَةَ جَاءَتْ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُرِيدُ اَنْ يَقْتَنِصَهَا وَيَفُوزَ بِهَا وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ وَحِينَمَا تَسُوءُ اَفْعَالُ الْمُجْتَمَعِ وَلَايَرْعَوِي وَلَايَمْتَنِعُ عَنِ الضَّلَالِ وَالْمُنْكَرِ وَلَايَسْتَحْيِي مِنْهُ؟ فَهُنَا تَكُونُ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى؟ فَاِذَا كَانَ الْمُجْتَمَعُ تَسُودُهُ الْقِيَمُ وَاَرَادَ اِنْسَانٌ مَا اَنْ يَرْتَكِبَ ذَنْباً اَوْ فَاحِشَةً فَاِنَّهُ يَتَخَفَّى مُسْتَتِراً بِظُلْمَةِ اللَّيْل؟ وَاَمَّا هَؤُلَاءِ فَكَانُوا كُلُّهُمْ يَنْدَفِعُون؟ وَكُلُّهُمْ يَدْفَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ وَكَلُّهُمْ يَرْتَعِشُ مِنَ اللَّذَّةِ وَالتَّحْرِيضِ الشَّيْطَانِيّ؟وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُرِيدُ اَنْ تَكُونَ الْغَنِيمَةُ الْجِنْسِيَّةُ الشَّيْطَانِيَّةُ لَهُ وَحْدَهُ فَقَطْ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِ مُنْطَلِقِينَ اِلَى الْاِبَاحِيَّةِ الْمَشْؤُومَةِ بِاسْمِ الدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ وَتَحَرُّرِ الْاِنْسَانِ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ لِلِه اِلَى عُبُودِيَّةٍ اَخْطَرِ اِلَهٍ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهُوَ الْهَوَى كَمَا تَشْتَهِيهِ اَنْفُسُهُمْ وَتَلَذُّ اَعْيُنُهُمْ وَآذَانُهُمْ وَبُطُونُهُمْ وَاَعْضَاؤُهُمُ التَّنَاسُلِيَّةُ مِنَ الْحَرَام وَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِمْ اَنْ يَصْرِفُوا جَمِيعَ هَذِهِ الشَّهَوَاتِ فِي الْحَلَالِ الْمُعْتَدِلِ وِفْقَ الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي حَدَّدَهَا الله وَلَنْ يَبْخَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِالْمُتْعَةِ الْحَلَالِ وَاللَّذَّةِ الَّتِي تَفُوقُ بِقُوَّةٍ هَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ مَا يَتَلَذَّذُونَ بِهِ مِنَ الْحَرَام وَيَكْفِيهِمْ مُتْعَةً اَنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا الرَّاحَةَ النَّفْسِيَّةَ وَالرُّوحِيَّةَ وَالْقَلْبِيَّةَ وَالْعَقْلِيَّةَ وَالْجَسَدِيَّةَ اِلَّا فِي الشَّهَوَاتِ الْمُعْتَدِلَةِ الْحَلَال فَهَؤُلَاءِ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً وَاسْتَمَرُّوا عَلَى اِعْجَابِهِمْ بِالْفَوْضَى الْاِبَاحِيَّةِ الَّتِي يَعِيشُونَهَا مِنْ دُونِ ضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ اِسْلَامِيَّةٍ فَهُمْ مَحْرُومُونَ مِنْ جَنَّةٍ{عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ{فِيهَا مَاتَشْتَهِيهِ الْاَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْاَعْيُنُ وَاَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُون(وَهُمْ مَحْرُومُونَ اَيْضاً مِنْ اَكْثَرِ شَيْءٍ يَحْتَاجُهُ الْاِنْسَانُ وَهُوَ رَاحَتُهُ النَّفْسِيَّةُ وَعَدَمُ شُعُورِهِ بِالْقَلَقِ وَالْخَوْفِ الْهَائِلِ مِنَ الْمَجْهُولِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُ وَالَّذِي قَدْ يُودِي بِهِ اِلَى الِانْتِحَارِ كَمَا يَحْصَلُ فِي دُوَلِ اُورُوبَّا الْاِبَاحِيَّةِ وَبِكَثْرَة؟ وَاَمَّا الْاِنْسَانُ الشَّهْوَانِيُّ الَّذِي يَنْضَبِطُ بِضَوَابِطِ الشَّرْعِ الْاِسْلَامِيِّ فِي شَهْوَتِهِ فَمَهْمَا اَحَاطَتْ بِهِ الضُّغُوطَاتُ فَاِنَّ اللهَ يَرْزُقُهُ رَاحَةَ النَّفْسِ وَالْبَالِ وَالضَّمِيرِ وَالْوُجْدَانِ ثُمَّ يَقْبِضُ رُوحَهُ اِلَيْهِ سُبْحَانَهُ قَائِلاً لَهُ{يَااَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي اِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَة{وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ اِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّآت(وَكَانُوا كَالْكِلَابِ الَّذِينَ لَا يَتَوَقُّف سُعَارُهُمْ اَبَداً؟ وَلَمْ يَكْتَفُوا بِمَا فَعَلُوهُ قَبْلَ حُضُورِهِمْ اِلَيْه؟ فَقَدْ كَانُوا يَرْتَكِبُونَ الْمُنْكَرَاتِ فِي نَوَادِيهِمْ؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الِانْحِطَاطِ الْخُلُقِي؟ فَقَدْ كَانُوا يُبَاشِرُونَ ثُمَّ يُعَاشِرُونَ الرِّجَالَ اَمْثَالَهُمْ مَعَ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ اَمَامَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً دُونَ خَجَلٍ وَلَا وَجَلٍ مِنَ الله؟ وَكَانَ تَكْذِيبُهُمْ لِنَبِيِّ اللهِ لُوطٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَكْفِي وَحْدَهُ مِنْ اَجْلِ اِهْلَاكِهِمْ وَتَدْمِيرِهِمْ وَلَوْ لَمْ يَفْعَلُوا اَيَّةَ فَاحِشَة؟ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَطْهَرِ النَّاس؟ لِاَنَّ مَنْ كَذَّبَ نَبِيّاً وَاحِداً فَقَطْ فَقَدْ كَذَّبَ جَمِيعَ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ فِي مِيزَانِ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِين(وَهُمْ لَمْ يُكَذِّبُوا اِلَّا مُرْسَلاً وَاحِداً وَهُوَ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلَام؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ اَضَافُوا اِلَى كُفْرِهِمْ وَاِشْرَاكِهِمْ وَجَرَائِمِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ مَاجَعَلَهُمْ عُدِمُوا مِنْ كُلِّ الْقِيَمِ الْاِنْسَانِيَّةِ بَلْ هُمْ اَعْدَمُوهَا بِاَنْفُسِهِمْ حِينَمَا حَارَبُوا الْفِطْرَةَ السَّلِيمَةَ وَهِيَ مَيْلُ جِنْسَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ لِبَعْضِهِمَا؟ وَكَانَ لُوطٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَى الْآن يَا غَافِل لَكَ الله كَمَا يُقَال لَمْ تُكْشَفْ لَهُ الْهَوِيَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ لِهَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة؟ وَاِنَّمَا ظَنَّهُمْ مِنَ الشَّبَابِ الْبَشَرِ الرِّجَال؟  وَلِذَلِكَ خَافَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَوْمِهِ خَوْفاً شَدِيداً؟ فَكَيْفَ يَتْرُكُ ضُيُوفَهُ هَؤُلَاءِ وَهُمْ فِي حِمَايَتِهِ لِاَصْحَابِ السُّعَارِ الْجِنْسِيِّ الشَّاذِّ الْمُقْرِف؟ بَلْ كَيْفَ يَضْبِطُ سُعَارَهُمْ؟ بَلْ كَيْفَ يُخَفّفُ مِنْهُ حَتَّى لَايَجْلِبَ الْخِزْيَ وَالْعَارَ اِلَى بَيْتِهِ وَحَتَّى لَا يَتَّهِمَهُ النَّاسُ بِالتَّقْصِيرِ فِي حِمَايَةِ ضُيُوفِهِ وَجَعْلِهِمْ لُقْمَةً سَائِغَةً سَهْلَةً يَسْتَمْتِعُ قَوْمُهُ بِنِكَاحِهَا مِنْ اَدْبَارِهَا؟هَلْ سَيَتْرُكُ بَيْتَ الطَّهَارَةِ يَتَحَوَّلُ اِلَى بَيْتٍ سَيِّءِ السُّمْعَةِ مِنَ الدَّعَارَة؟ وَلَقَدْ كَانَتْ زَوْجَةُ نُوحٍ وَزَوْجَةُ لُوطٍ  شَرِيفَتَيْنِ عَفِيفَتَيْنِ وَلَمْ تَقُمْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا بِخِيَانَةِ زَوْجِهَا مَعَ رَجُلٍ آخَرَ فِي حَيَاتِهَا اَبَداً؟وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ زَوْجَتَيْ نُوحٍ وَلُوط قَدْ جَلَبَتَا اَكْبَرَ عَارٍ مِنْ خِيَانَتِهِمَا لِعَقِيدَةِ زَوْجَيْهِمَا وَدِينهِ وَمُحَاوَلَةِ الْاَخِيرَةِ تَمْكِينَ قَوْمِهَا مِنَ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ فِي بَيْتِهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَامَنْ تُعَيِّرُونَ الرَّجُلَ الطَّاهِرَ بِزَوْجَتِهِ الْخَائِنَةِ وَاَوْلَادِهَا وَقَدْ يَكُونُونَ اَوْلَاداً شَرْعِيِّين؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانُوا اَوْلَادَ زِنَى فَلَا ذَنْبَ لَهُمْ؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الظَّالِمِين؟ لَقَدَ طَلَّقَهَا الْقَاضِي مِنْهُ وَاَرَاحَ زَوْجَهَا مِنْ خِيَانَتِهَا وَكَانَ مَغْشُوشاً بِهَا؟ فَلِمَاذَا لَاتُرِيحُونَهُ اَنْتُمْ اَيْضاً مِنْ اَلْسِنَتِكُمُ الْقَذِرَةِ اَيَّهَا الْاَوْغَادُ السَّفَلَةُ الْمُنْحَطُّون؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّكُمْ  اَعْلَنْتُمُ الْحَرْبَ عَلَى اللهِ وَبِاَرْبَى الرِّبَا حَتَّى وَصَلْتُمْ اِلَى اَعْلَى سَقْفٍ وَقِمَّةٍ مِنَ الرَّبَا بِتَطَاوُلِكُمْ عَلَى عِرْضِ اَخِيكُمْ وَسُمْعَةِ اَوْلَادِهِ الَّذِينَ لَاذَنْبَ لَهُمْ؟ وَكَمْ سَتَتَحَمَّلُونَ عِنْدَ اللهِ مِنْ خَطَايَا الْآلَامِ وَالْعُقَدِ وَالْاَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ وَرُبَّمَا الْحِقْدُ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الَّذِي قَدْ يَتَطَوَّرُ اِلَى الْاِجْرَامِ الَّذِي قَدْ يُصِيبُهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِسَبَبِ تَعْيِيرِكُمْ لَهُمْ بِاُمِّهِمْ اَوْاَبِيهِمْ؟لِاَنَّكُمْ لَمْ تُبْقُوا لَهُمْ شَيْئاً وَلَوْ بَسِيطاً مِنْ رَاْسِ الْمَالِ الَّذِي يَرْفَعُونَ بِهِ رُؤُوسَهُمْ اَمَامَ النَّاسِ وَهُوَ سُمْعَتُهُمْ وَكَرَامَتُهُمْ بَلْ اَكَلْتُمُوهُ كُلَّهُ بِاَلْسِنَتِكُمُ الْقَذِرَةِ وَبِفَائِدَةٍ رِبَوِيَّةٍ فَاحِشَة قَضَتْ عَلَى جَمِيعِ رَاْسِمَالِهِمْ وَاِلَى الْاَبَد؟ وَاَيَّةُ فَائِدَةٍ جَنَيْتُمْ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ سِوَى الثَّرْثَرَةِ بِاَلْسِنَتِكُمُ الْعَفِنَةِ الْوَسِخَة مِنْ اَجْلِ دَعْمِ مَجَالِسِ الْغَيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْاَرْكِيلَةِ وَالْمُعَسَّلِ وَالتَّدْخِينِ وَالْكُرَةِ وَالتَّطَاوُلِ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاسِ وَشَتْمِ اللهِ وَالدِّين؟ هَلْ تَشْتُمُونَ اللهَ وَالدِّينَ وَاَعْرَاضَ النَّاس لِمُجَرَّدِ اَنَّ بَرْشَلُونَة فَازَتْ اَوْ لَمْ تَفُزْ فِي الْمَبَارَيَاتِ اَيُّهَا الْاَوْغَادُ الْمُجْرِمُون؟ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين اِلَى اَبَدِ الْآبِدِين؟هَلْ بَيَضْتُّمْ وُجُوهَكُمْ اَمَامَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ لَابَيَّضَهَا اللهُ لَكُمْ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ زَوْجَتُهُ خَائِنَةً فَلَا يَحِقُّ لَكُمُ التَّطَاوُلُ عَلَيْهَا بَعْدَ طَلَاقِهَا مِنْ اَجْلِ الْحِفَاظِ عَلَى سُمْعَةِ اَوْلَادِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَدْ سَاَلَهُ رَجُلٌ قَائِلاً اَرَاَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ اِنْ كَانَ فِي اَخِي اَوْ اُخْتِي مَااَقُول فَقَالَ لَهُ[اِنْ كَانَ مُذْنِباً حَقّاً وَفِيهِ فِعْلاً مَاتَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَه؟ وَاِنْ كان بَرِيئاً وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مَاتَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّه(وَمِنَ الْمَعْلُومِ اَنَّ الْغِيبَةَ مُحَرَّمَةٌ شَرْعاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ اَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه(فَمَا بَالُكُمْ اَيُّهَا الْمُغْتَابُونَ وَاَنْتُمْ لَمْ تَشْبَعُوا مِنَ الطَّعْنِ فِي سُمْعَتِهَا وَسُمْعَةِ اَوْلَادِهَا حَتَّى قَضَيْتُمْ عَلَى رَاْسِمَالِهِمْ جَمِيعِهِمْ بِقَتْلِكُمْ لِسُمْعَتِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ قَتْلاً مَعْنَوِيّاً اَصْعَبَ وَاَشَدَّ مِنَ الْقَتْلِ الْاِجْرَامِيِّ الْمَادِّيِّ بِمَلَايِينِ الْمَرَّات وَلَمْ تَكْتَفُوا بِذَلِكَ؟ بَلْ اَنْتُمْ فِي مِيزَانِ اللهِ قَتَلْتُمُوهُمْ جَمِيعاً  قَتْلاً مَادِّيّاً اَيْضاً وَلَمْ تَكْتَفُوا بِذَلِكَ؟ بَلْ اَكَلْتُم لُحُومَهُمْ وَهُمْ جِيفَةٌ اَمْوَات كَمَا اَكَلْتُمْ لُحُومَهُمْ بِعُيُونِكُمْ وَاَلْسِنَتِكُمُ الْجِيفَةِ الْقَذِرَةِ وَهُمْ اَحْيَاء وَلَمْ تَكْتَفُوا بِذَلِكَ؟بَلْ جَعَلْتُمُ النَّاسَ يَزْدَرُونَهُمْ وَيَحْتَقِرُونَهُمْ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِمْ؟ فَهَلْ ظَنَنْتُمْ اَيُّهَا الْاَوْغَادُ اَنَّ كَرَامَةَ النَّاسِ هِيَ لُعْبَةٌ عِنْدَ الله؟ وَهَلْ سَمَحَ لَكُمْ سُبْحَانَهُ اَنْ تَلْعَبُوا بِهَا كَيْفَمَا شِئْتُمْ؟ اَلْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ لَكُمْ مِنَ الله؟لِاَنَّ غَضَبَ اللهِ وَلَعْنَتَهُ عَلَيْكُمْ لَنْ يَتَوَقَّفَا اَبَداً وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ الَّذِي تَتَطَاوَلُونَ عَلَى عِرْضِهِ وَسُمْعَتِهِ وَكَرَامَتِهِ بَرِيئاً؟لِاَنَّكُمْ جِئْتُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ بِبُهْتَانٍ عَظِيمٍ يَجْعَلُ عَرْشَ الرَّحْمَنِ يَهْتَزُّ وَيَتَزَلْزَلُ خَوْفاً مِنْ غَضَبِ اللهِ اَنْ يُصِيبَ الْعَرْشَ شَيْءٌ مِنْهُ وَاَشَدَّ مِنْ زِلْزَالِهِ وَاهْتِزَازِهِ بِاَفْعَالِ قَوْمِ لُوط بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَااكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَاِثْماً مَبِينَا(هَلْ يَحِقُّ لَكُمْ اَنْ تُعَيِّرُوا نُوحاً وَلُوطاً عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَاَوْلَادَهُمَا بِزَوْجَتَيْهِمَا الشَّرِيفَتَيْنِ الْعَفِيفَتَيْنِ وَلَكِنَّهُمَا خَائِنَتَانِ لِزَوْجَيْهِمَا فِي الْعَقِيدَةِ بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمَا لَهُمَا؟وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الْخِيَانَةَ فِي الْعَقِيدَةِ هِيَ اَعْظَمُ اَنْوَاعِ الْخِيَانَة؟ بَلْ لَاخِيَانَةَ تُسَاوِيهَا اَوْتَعْدِلُهَا؟ فَاِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ التَّعْيِيرَ فَقَدْ كَفَرْتُمْ؟لِاَنَّكُمْ مَهْمَا عَيَّرْتُمْ نُوحاً اَوْ لُوطاً بِزَوْجَتِهِ؟ فَقَدِ اصْطَفَاهُ اللهُ عَلَيْكُمْ بَلْ{اِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ اِبْرَاهِيمَ(وَمِنْهُمْ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلَام{وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين(مَاذَا اَقُولُ لِلشَّيعَةِ وَنَحْنُ مَازِلْنَا اِلَى الْآن نَتَكَلَّمُ عَنْ مُسْتَوَى اَدْنَى مِنْ مُسْتَوَى رَسُولِ اللهِ بِكَثِيرِ جِدّاً وَهُوَ اَخُوكَ الْمُسْلِمُ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِ الَّذِي تَتَطَاوَلُ عَلَى عِرْضِهِ وَفِيهِ مَافِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ وَالْعَذَابِ الشَّدِيد وَالْحَرْبِ مَعَ الله؟فَمَا بَالُكُمْ اَيُّهَا الشِّيعَةُ وَاَنْتُمْ تَتَطَاوَلُونَ عَلَى عِرْضِ رَسُولِ الله؟مَاذَا اَقُولُ وَلَسْتُ اَدْرِي شَيْئاً عَنْ حَجْمِ الْعَذَابِ الْهَائِلِ وَحَرِيقِ الْجَحِيمِ الَّذِي يَنْتَظِرُكُمْ؟عَلَيْكُمْ مُنْذُ الْآنَ اَنْ تُجَهِّزُوا سِلَاحَكُمْ لِلْحَرْبِ مَعَ الله؟وَاَنْصَحُكُمْ اَنْ تَدْفِنُوا اَسْلِحَتَكُمْ مَعَكُمْ فِي قُبُورِكُمْ؟وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّهُ لَااَمَلَ لَكُمْ حَتَّى يَقْبَلَ اللهُ تَوْبَتَكُمْ اِلَّا بِاَنْ يَقُومَ الرَّادُودُ مِنْ شُعَرَائِكُمْ بِاِلْقَاءِ اَجْمَلِ الْقَصَائِدِ مِنَ الشِّعْرِ وَالْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى النَّبِيِّ وَاَزْوَاجِهِ وَآلِ بَيْتِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمِنْ دُونِ غُلُوٍّ وَمِنْ دُونِ اِفْرَاطٍ اَوْ تَفْرِيطٍ فِي مَدْحِهِمْ اِلَى دَرَجَةِ الْاُلُوهِيَّةِ كَمَا تَفْعَلُونَ فِي حُسَيْنِيَّاتِكُمْ وَالْعَيَاذُ بِالله؟؟فَمَاذَا فَعَلَ لُوطٌ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ ضُيُوفِه؟حَاوَلَ اَنْ يُخَفّفَ وَيُهَدِّىءَ مِنْ وَقْعِ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيِّ الشَّاذِّ الْحَقِيرِ لَدَى قَوْمِهِ بِقَوْلِه{يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ اَطْهَرُ لَكُمْ(نَعَمْ هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنَاتُ اللَّوَاتِي آمَنَّ هُنَّ اَطْهَرُ لَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ فَآمِنُوا بِاللهِ وَبِي ثُمَّ تَزَوَّجُوا مِنْهُنَّ تَزَوُّجاً شَرْعِيّاً؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟هَلِ اسْتَجَابَ قَوْمُهُ لَه؟مَعَ الْاَسَف فَاِنَّكَ اَخِي قَدْ رَاَيْتَ وَمَا زِلْتَ سَتَرَى اَنَّ التَّارِيخَ يُعِيدُ نَفْسَهُ اِلَى الْوَرَاءِ وَبِقُوَّةٍ وَتَقْلِيدٍ اَعْمَى لَامَثِيلَ لَهُ؟ وَبِقُوَّةٍ اَكْبَرَ اِلَى الْاَمَامِ وَبِاَشْكَالٍ اِبَاحِيَّةٍ فَوْضَوِيَّةٍ جَدِيدَةٍ يُزَيِّنُهَا الشَّيْطَانُ وَيَقُومُ بِتَحْدِيثِهَا دَائِماً حَتَّى تَحْلُوَ فِي اَعْيُنِ النَّاسِ وَيَسْتَسِيغُونَهَا مَهْمَا كَانَتْ قَذِرَةً؟ فَحِينَمَا تَنْحَرِفُ الْفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ فَاِنَّهُ يَسُودُ مَايُسَمَّى بِمُمَارَسَةِ الْجِنْسِ الْمِثْلِيِّ فِي حَضَارَةِ الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ الْمَادِّيَّة؟وَلِذَلِكَ صَارَ الزَّوَاجُ الْجِنْسِيُّ الْمِثْلِيُّ اَمْراً مَشْرُوعاً قَانُونِيّاً؟وَكَيْفَ لَايَصِيرُ مَشْرُوعاً اِذَا كَانَ الصَّلِيبُ قَدْ حَمَلَ جَمِيعَ خَطَايَا الْبَشَرِ وَقَذَارَتَهُمْ وَوَسَاخَتَهُمْ وَانْحِطَاطَهُمْ حَتَّى اَنَّهُ لَمْ يَبْقَى لَهُ مَكَانٌ طَاهِرٌ وَلَوْ بِمِقْدَارِ مِسْمَارٍ حَتَّى يَحْمِلَ جَسَدَ الْمَسِيحِ الطَّاهِرِ عَلَيْه؟ فَسُبْحَانَ مَنْ طَهَّرَ الْمَسِيحَ مِنْ وَسَاخَةِ هَذَا الصَّلِيبِ وَقَذَارَتِهِ وَقَذَارَةِ حَامِلِيهِ وَكُفْرِهِمْ حِينَمَا قَالَ لِلْمَسِيح{اِذْ قَالَ اللهُ يَاعِيسَى اِنِّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ اِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا( اَرَاَيْتَ اَخِي اِلَى هَؤُلَاءِ الْحَضَارِيِّينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُكَرِّمُونَ الْاِنْسَان؟ فَكَيْفَ يَنْزِلُونَ اِلَى هَذَا الْحَضِيضِ ثُمَّ يَجْعَلُونَ مِنْ مُمَارَسَةِ الْجِنْسِ الشَّاذِّ اَمْراً مَشْرُوعاً زَوَاجاً وَعَقْداً وَفَرَحاً وَعُرْساً؟ وَالْمَرْاَةُ تَقُولُ لِلْمَرْاَةِ وَالرَّجُلُ يَقُولُ لِلرَّجُلِ زَوَّجْتُكَ نَفْسِي؟وَرُبَّمَا كَانَ هَذَا الْفِعْلُ الشَّنِيعُ مِنْهُمْ هُوَ مَانَاْمَلُهُ وَنَتَمَنَّاهُ دَائِماً وَهُوَ اَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْفِعْلُ الْقَذِرُ مُقَدِّمَةً وَاسْتِدْرَاجاً مِنَ اللهِ مِنْ اَجْلِ اِهْلَاكِهِمْ وَتَدْمِيرِهِمْ وَاِهْلَاكِ الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِينَ الطُّغَاةِ وَعَلَى رَاْسِهِمْ طَاغِيَةُ الشَّام؟ لِاَنَّهُمْ يَحْفِرُونَ قُبُورَهُمْ بِاَيْدِيهِمْ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُون؟وَلِذَلِكَ قَالَ لُوطٌ لِقَوْمِهِ{هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ اَطْهَرُ لَكُمْ{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً(مِنَ الزَّوَاجِ الْمَشْرُوعِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْبَنَاتِ مِنَ الْجِنْسِ الْآخَرِ{وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ{وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً(مِنْ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ الْمُقْرِفَةِ وَالْفِعْلِ الشَّاذِّ{وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ (لِاَنَّ رَحِمَ الْمَرْاَةِ يَبْقَى طَاهِراً وَلَايَنْجُسُ اِلَّا فِي اَيَّامِ حَيْضِهَا الْمَمْنُوعَةِ عَلَى زَوْجِهَا مِنْ مُعَاشَرَتِهَا؟ وَاَمَّا شَرْجُ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ فَاِنَّهُ يَبْقَى نَجِساً وَلَايَطْهُرُ غَالِباً بِسَبَبِ خُرُوجِ النَّجَاسَةِ الْمُتَكَرِّرِ مِنْهُ يَوْمِيّاً؟وَلِذَلِكَ حَرَّمَ اللهُ عَلَى الرَّجُلِ اَنْ يَضَعَ عُضْوَهُ الذَّكَرِيَّ فِي شَرْجِ امْرَاَتِهِ اَوْ فِي شَرْجِ رَجُلٍ مِثْلِهِ وَالْعَيَاذُ بِالله{فَاتَّقُوا اللهَ وَلَاتُخْزُونِ فِي ضَيْفِي اَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيد(هَؤُلَاءِ ضُيُوفِي فَكَيْفَ تَعْتَدُونَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي حِمَايَتِي؟اَلَيْسَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ عَاقِلٌ يَرْدَعُكُمْ وَيَجْعَلُكُمْ تَقِفُونَ عِنْدَ حَدِّكُمْ؟ فَبِمَاذَا اَجَابُوهُ قَبَّحَهُمُ الله{قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَالَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ(وَهَذَا هُوَ الْكِبْرُ وَالتَّكَبُّرُ عَلَى اللهِ بِعَيْنِه بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاس(بِمَعْنَى رَفْضُ الْحَقِّ وَاحْتِقَارُ النَّاس؟وَلِذَلِكَ قَالُوا اَنْتَ تَعْلَمُ يَالُوطُ اَنَّ اَنْفُسَنَا لَاتَمِيلُ اِلَى الْبَنَاتِ وَلَاتَشْتَهِيهِنَّ؟وَاِنَّمَا نَمِيلُ اِلَى الذُّكُورِ بِكُلِّ عَوَاطِفِنَا وَاَحَاسِيسِنَا وَمَشَاعِرِنَا؟وَكُلُّ شَعْرَةٍ مِنْ اَجْسَامِنَا تَرْتَعِشُ لَهُمْ؟وَهَلْ تَجْهَلُ يَا لُوطُ مَا نُرِيدُ نَحْن؟ وَهَلْ اَنْتَ عَبِيطٌ غَشِيمٌ عَنَّا؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الصَّفَاقَةِ وَالْحَقَارَةِ وَالدَّنَاءَةِ وَالْوَقَاحَةِ وَقِلَّةِ الذَّوْقِ وَالْاَدَبِ وَالْخَجَلِ وَالْحَيَاءِ الَّتِي لَامَثِيلَ لَهَا مَعَ نَبِيٍّ طَاهِرٍ كَرِيمٍ مِنْ اَنْبِيَاءِ الله{وَاِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَانُرِيد(وَهُنَا لُوطٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ رَجُلٌ غَرِيبٌ لَيْسَ مِنْ قَرْيَتِهِمْ قَرْيَةِ سُدُوم فِي فَلَسْطِين؟وَاِنَّمَا هُوَ فِي الْاَصْلِ مِنَ الْعِرَاق؟هَاجَرَ مِنْهَا بِاَمْرٍ مِنَ اللهِ تَعَالَى مَعَ عَمِّهِ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اِبْرَاهِيمَ فَرَاسِخُ وَ مَسَافَاتٌ لَيْسَتْ طَوِيلَة؟وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِ لُوطٍ فَهُوَ غَرِيبٌ عَنْ بَلْدَةِ قَوْمِه؟ وَلَيْسَ عِنْدَهُ عُزْوَةٌ وَلَااَوْلَادٌ ذُكُورٌ يُدَافِعُونَ عَنْه؟وَلِذَلِكَ نَزَلَ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ اَمْرِ قَوْمِهِ وَعَارِهِمُ الْمُخْزِي وَشِدَّتِهِ وَاَهْوَالِهِ وَوَقْعِهِ عَلَى نَفْسِهِ مَا طَمَّ عَلَيْهِ طَمَّا وَاَحْزَنَهُ حُزْناً شَدِيدَا فَقَالَ{لَوْاَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً اَوْ آوِي اِلَى رُكْنٍ شَدِيد(يَالَيْتَ عِنْدِي مِنَ الْقُوَّةِ مَااَسْتَطِيعُ بِهَا اَنْ اَدْفَعَكُمْ عَنْ بَيْتِي؟فَلَيْسَ عِنْدِي رُكْنٌ شَدِيدٌ آوِي اِلَيْهِ وَاَعْتَمِدُ عَلَيْهِ اِلَّا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُم وَهُوَ اَشَدُّ مِنْكُمْ قُوَّة؟وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا قَرَاَ هَذِهِ الْآيَةَ كَمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَاَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَةَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَقُول[رَحِمَ اللهُ اَخِي لُوطاً لَقَدْ كَانَ يَاْوِي اِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَهُوَ الله(فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ كَانَتِ الْمُفَاجَاَةُ كَالصَّاعِقَةِ الْمُدَوِّيَةِ الَّتِي اَذْهَلَتْ لُوطاً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟حِينَمَا حَاوَلَ قَوْمُ لُوطٍ التَّحَرُّشَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ لَايَتَّصِفُونَ بِذُكُورَةٍ وَلَا اُنُوثَةٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ مُيُولٌ جِنْسِيَّةٌ كَالَّتِي عِنْدَ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟فَاِذَا بِالْمَلَائِكَةِ تَضْرِبُ اَعْيُنَهُمْ بِاَجْنِحَتِهَا وَتُصِيبُهُمْ بِالْعَمَى؟فَمَا كَانَ مِنْهُمْ اِلَّا اَنْ خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ لُوطٍ وَهُمْ يَتَلَمَّسُونَ الْجُدْرَانَ مُتَوَعِّدِينَ وَمُهَدِّدِينَ اَنَّهُمْ سَيَنْتَقِمُونَ مِنْ لُوطٍ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ شَرَّ انْتِقَام بَعْدَ اَنْ يُعَالِجُوا مَا اَصَابَ اَعْيُنَهُمْ مِنْ شَرِّ سِحْرِ لُوطٍ بِزَعْمِهِمْ عِنْدَ اَمْهَرِ الْاَطِبَّاء؟وَلَمْ تَتْرُكِ الْمَلَائِكَةُ وَاحِداً مِنْهُمْ يَسْلَمُ مِنَ الْعَمَى اِلَّا رَجُلاً وَاحِداً مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقُودَهُمْ فِي الطَّرِيقِ لِيَذْهَبُوا اِلَى حَالِ سَبِيلِهِمْ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ بِمَا يَنْتَظِرُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيم بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا اَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُر؟وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرّ؟ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُر(فَاِذَا بِالْمَلَائِكَةِ تَكْشِفُ عَنْ هَوِيَّتِهَا الْحَقِيقِيَّة{قَالُوا يَالُوطُ اِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا اِلَيْك(وَمَاقَالُوا لَهُ لَنْ يَصِلُوا اِلَيْنَا؟لِاَنَّ قَوْمَ لُوطٍ جَمِيعُهُمْ كَالْهَبَاءَةِ الصَّغِيرَةِ جِدّاً وَالَّتِي لَاتُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ عَلَى رِيشَةٍ صَغِيرَةٍ جِدّاً مِنْ رِيشِ اَجْنِحَةِ مَلَائِكَةِ الْعَذَاب؟وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ قَالُوا يَالُوطُ اَنْتَ بَشَرٌ ضَعِيف وَمَعَ ذَلِكَ فَلَنْ يَسْتَطِيعُوا الْوُصُولَ اِلَيْك فَمَابَالُكَ وَنَحْنُ مِنَ الْمَلَائِكَة؟وَهُنَا تَاْتِي الْاَوَامِرُ الرَّبَّانِيَّةُ حَرَكَةً وَرَاءَ حَرَكَة{فَاَسْرِ بِاَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ؟وَلَايَلْتَفِتْ مِنْكُمْ اَحَدٌ اِلَّا امْرَاَتَك(هَيَّا يَالُوطُ فِي الْجُزْءِ الْاَخِيرِ مِنَ اللَّيْل اُهْرُبْ بِاَهْلِكَ وَمَنْ آمَنَ مَعَكَ مِنْهُمْ{اِلَّا امْرَاَتَكَ اِنَّهُ مُصِيبُهَا مَااَصَابَهُمْ(فَلَمَّا رَاَتْ زَوْجَةُ لُوطٍ بَعْضَ عَلَامَاتِ ذَلِكَ الْعَذَاب مَاذَا فَعَلَتْ؟ حَاوَلَتْ اَنْ تَنْدَسَّ مَعَ لُوطٍ وَمَنْ مَعَهُ لِتَنْجُوَ؟ وَلَكِنَّهَا حِينَمَا نَظَرَتْ وَرَاءَهَا سَمِعَتْ قَوْمَهَا يُنَادُونَهَا؟ فَرَجَعَتْ اِلَيْهِمْ لِيُصِيبَهَا مَااَصَابَهُمْ؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ الْاَمْرُالْاِلَهِيُّ عَلَى لِسَان ِالْمَلَائِكَة{فَاَسْرِ بِاَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَايَلْتَفِتْ مِنْكُمْ اَحَدٌ(وَالِالْتِفَاتُ هُنَا اِمَّا اَنْ يَكُونَ الْتَفَاتاً نَفْسِيّاً أيْ لَاتَلْتَفِتُوا اِلَى مَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِيَارٍ وَاَمْوَالٍ فَاِنَّ اللهَ سَيُعَوِّضُكُمْ عَنْهَا خَيْراً مِنْهَا؟وَاِمَّا اَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى لَاتَلْتَفِتُوا بِاَحَاسِيسِكُمْ اِلَى الْوَرَاء وَعَلَى طُولْ اُمْشُوا دُغْرِي بِوُجُوهِكُمُ الثَّابِتَة فِي اتِّجَاهِ النَّجَاةِ مِنَ الْعَذَاب؟نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ الْاَمْرُ الرَّبَّانِيُّ الرَّهِيبُ الَّذِي يَكُونُ دَائِماً فَوْقَ الْاَمْرِ الْعَسْكَرِيّ{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ اِلَّا هُو(سُبْحَانَهُ هُوَ الْوَحِيدُ الْقَادِرُ عَلَى اَنْ يَنْصُرَ دِينَهُ وَبِاَضْعَفِ مَخْلُوقَاتِهِ وَاَقْوَاهَا اَيْضاً؟ بَلْ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ وَالْمَرْاَةِ الْفَاجِرَة؟بَلْ بِاَعْدَائِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ حَتَّى وَلَوْ اجْتَمَعُوا بِكُلِّ قُوَّتِهِمْ عَلَى حَرْبِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين؟ وَهَاهُوَ الْهَلَاكُ قَدِ اقْتَرَبَ مَوْعِدُه بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ؟اَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيب(بَلَى يَا رَبَّنَا اَلصُّبْحُ قَرِيبٌ جِدّاً حِينَمَا يَكُونُونَ نَائِمِينَ؟ فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ هَادِئِينَ مُطْمَئِنِّينَ؟ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ صَاعِقَةُ الْعَذَاب وَيَنْزِلُ عَلَيْهِمُ التَّدْمِيرُ وَالْهَلَاكُ وَالْاِهْلَاك بَعْدَ اَنْ قَضَوْا اَكْثَرَ لَيْلِهِمْ عَلَى شُرْبِ الْمُعَسَّلِ وَالتَّدْخِين؟وَالْغَيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالتَّطَاوُلِ عَلَى اَعْرَاضِ النَّاسِ وَسَبِّ اللهِ وَالدِّين؟وَخَاصَّةً حِينَمَا يَسْمَعُونَ اَذَانَ الْفَجْرِ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاةِ الَّتِي تَنْهَاهُمْ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَتَدْعُوهُمْ اِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم؟فَاِذَا بِهِمْ يُوَلُّونَ ضَارِطِينَ؟ هَازِئِينَ؟ مُسْتَكْبِرِينَ؟ عَلَى اللهِ وَاَذَانِهِ وَمَسَاجِدِهِ اِلَى فِرَاشِ نَوْمِهِمْ غَيْرَ عَابِئِين؟ بِمَا يَدْعُوهُمْ اِلَيْهِ رَبُّهُمْ مِنْ حَيَّ عَلَى الصَّلَاة خَيْرِ الْعَمَل حَيَّ عَلَى الْفَلَاح فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالدِّين{اِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ؟ اَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَر

    #1544065

    كلام جميل
    جهد مشكور بارك الله فيكم

    بسم الله والحمد لله وافضل صلاة واتم تسليم على خير الانام
    محمد بن عبد الله وعلى آله الاطهار وصحبه الكرام

    اللهم يا الله انصرنا على من ظلمنا وفرج ما اهمنا

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد