مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #147105
    أبو هلا
    مشارك
    الصلاة
    –     عن ابن عمر ر الله عنهما قال عن رسول الله ص بنى الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا .
    –     والصلاة شرعا أقوال وأفعال مخصوصة تبدأ بالتكبير وتنتهى بالتسليم  ، ولغة  الدعاء والاستغفار ، وقد وردت بمشتقاتها فى القرآن تسعا وتسعين مرة ، و الصلاة صلة بين العبد وربه على مدار اليوم خمس مرات كالخمس التى بنى عليها الإسلام ، فالله يدعوك خمس مرات إلى بيته لتتزود بزاد الإيمان وتمتلئ برحمة الحنان المنان ، تتوضأ وتغسل أدران نفسك ثم تدخل إلى الصلاة لتغسل أدران روحك ، تقف بين يديه فى خشوع تاركا الدنيا وراء ظهرك معلنا حبك له الذى يعلو فوق كل حب وأملك فيه الذى يفوق كل أمل .
    –     تفعل مثلما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا دعى للصلاة تركناوانطلق كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه ، ومن أعظم من الله ؟ فهو يدعونا ولكننا نستجيب للدنيا و زينتها ، وها هو الشيطان يشحذ سكاكينه ويربطنا بكل موعد ويعدنا بكل وعد حتى نخلف الميعاد ويضيع وقت الصلاة  .
    –     ولكن ها هى حى على الصلاة حى الصلاة تنادينا ، فهل سنجيب ، وتدعونا فهل سنجيب الدعوة ؟ إنها تذكرنا بأن الصلاة إقبال على الفلاح ، فهل سنقبل على الفلاح ؟ وهل سنقبل على الصلاة ؟ وهل سنترك ما فى أيدينا لأن الله أكبر ؟ وهل سننجح فى صد غارات الشيطان التى أرسلها علينا من الحاجات و الشهوات ؟ وهل سننفذ من شباكه التى نصبها لنا لنصل إلى المسجد أم سنجد فى طريقنـــــــا سوف – ونهاية هذا الشارع – وخطوات وأصلى فى المسجد القريب من المنزل – وربما أتوضأ فى المنزل ثم أنزل ؟ ونفاجأ بأن الصــــلاة قد أوشكت على الانتهاء وأننا نلزم أماكننا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    –     يدعوك الله إلى وصله  ، ومن تصله من الناس تملك مفتاح قلبه ، ومتى تطلب منه شيئــــا يقدمه لك عن طيب خاطر ، فكيف بك إذا كنت تصل الله ؟ ألا تراه يجيبك ؟ بل تراه يجيبب دعاءك قبل أن تدعو ، وترى ما تريد أمام عينيك قبل أن تتحرك به شفتاك ، صله يصلك ، و اقصده يقصدك ، واسع إليه يهرول إليك ، و اطعه تكن عبدا ربانيا تقول للشىء كن فيكون .
    –      سل نفسك لو أن أحداً قال لك : إن ملكا من ملوك الدنيا ينتظرك الساعة الرابعة فجراً كيف سيكون شعورك ؟ يا سبحان الله ! هذا ملك من ملوك الدنيا فكيف بملك الملوك الله عز وجل ينزل بالثلث الأخير من الليــــــل ليعطي السائل مسألته ويغفر للتائب زلته فسبحانه ما أرحمه ! فهل ستنام عن هذا الموعد ؟
    –     ولو أن لديك رحلة إلى المطار الساعة الخامسة فجراً .. هل ستنام عن هذه الرحلة بالطبع لا ؟ ولو قالوا لك أن من يصلي الفجر في المسجد يحصل على 1000جنيه وأنت خارج من الباب تسلم إليك ، فهل ستنام عن هذه الفريضة ؟ بالطبع لا ..  
    – ولكن كيف نصلى  ؟ لقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه حين سألوه هذا السؤال : صلوا كما رأيتمــــونى أصلى ، ويالها من صلاة ! والله الذى لا إله إلا هو لو قام واحد بوضع تمرين رياضى بدنى ورسم خطواته بالصور لما نجح فى أن يأتى بمثل هذا التصميم للصلاة ، ولو فعلها واحد منهم لنال عليها جائزة نوبل ، ولنال شهرة على هذا التمرين تملأ الدنيا – تكبير مع رفع اليدين – قراءة للفاتحة وبعض الآيات – ركوع وتسبيح – الرفع من الركوع – التكبير والسجود – الرفع من السجود وجلوس ما بين السجدتين – السجود مرة أخرى والتسبيح ، انظروا إلى هذه الحركات الرياضية التعبدية ، من يستطيع أن يختارها بهذه الكيفية لتناسب الجسم الإنسانى ؟! .
    – هل رأى أحد محمدا عليه الصلاة والسلام وهو يجرب هذا لينتهى منه بعد مدة من الزمن ومن محاولات متعاقبة للوصول إلى هذا الشكل ؟  هل سبقه من حاول ذلك فقام هو باستــــــــكماله ؟ هل رأينا أصحاب الأديان وهم يقومون بثلث صلاته ؟ صلاتهم فى مجملها لا تخرج عن الدعاء ، وليس فيها ما فى هذه الصلاة العظيمة المصممة لتنــاسب الجسم الإنســـــانى فى تكوينه وتشكيله وحركة مفاصله لتبث فيه النشاط والحيوية فى دقائق يقف فيها أمام صانعه فى جو من الطهر والخشوع يعود بعدها إلى الاندماج فى حركة الحياة بكامل قوته وطاقته .
    – ما أجمل هذه الصلاة ! سكناتها خشوع واتصال بالله وحركاتها تمرين للجسم وتنشيـــــــــط للعضلات و تحريك للدماء فى العروق ، يا من تذهبون إلى الأطباء تستجدون منهم العلاج ، وبعضهم حائر لا يدرى علاجا لنفسه ، هلم معنا إلى صيدلية الكريم ومستشفى الخبير العليم ، أسلم له نفسك ، وضع نفسك بين يديه ، وقل اللهم اشفنى بشفائك شفاء لايغادر سقما ، فهو الطبيب ولا طبيب سواه ، وهو الخبير ولا خبير سواه ، وهوالحكيم ولا حكيم سواه ، من فقده فما وجد شيئا ومن وجده فقد وجد كل شىء ، فبه لذ وبه عذ و من  معينه خذ تصب حاجتك وتنل مرادك وتفز بخيرى الدنيا والآخرة ، لا تتـــرك بابه وقف وتمسك بملتزمه ،  وابك هناك فلن يخذلك ، مهما كان المرض ، ومهما كانت المرارة ، ومهما جل الأمر ، فسوف يعينك و يساعدك ويمدك بمدد من عنده .
    – العهد الذى بيننا وبينهم ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر فهل ترضى لنفسك الكفر ؟ وهل تضحى بكل هذه الفوائد التى تعود على بدنك وروحك ونفسك بكل هذا الخير ؟ إن صانعك يدعوك لتقف أمامه خمس مرات فى اليوم ، وأنت حين تلتزم بأوامره وتقف أمامه فى الوقت الذى حدده يصلح من نفسك لتعود بنفس كالساعة تمشى فى انضباط فلا تؤخر ولا تقدم ، أو كالسيارة التى تتعهدها بالصيانة فتظل تعمل فى حالة جيدة لمدة طويلة .
    – لقد كانت الصلاة هدية الله لرسوله الكريم إلى أمته فى عام الحزن حين فقد الرسول صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب و زوجته خديجة واشتد إيذاء قريش له ، فلجأ إلى الطائف يدعو أهلها من ثقيف للدخول فى دين الله فسخروا منه وأغروا به سفهاءهم فقذفوه بالحجارة و أغلظوا له القول فدعا ربه اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى و قلة حيلتى وهوانى على الناس ، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى ، إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى ؟ إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى .. ويأتى جبريل إليه بالبراق ويخترق به الآفاق فى رحلة الإسراء والمعراج ، طاويا به الأرض والسماوات حتى يقترب من سدرة المنتهى فيقول له : هنا يفارق الحبيب حبيبه إذا اقتربت احترقت ، ,و إذا اقتربت اخترقت ، وسعى حبيبنا إلى الكريم تحيط به الأنوار وهو يقول : التحيات لله والصلوات والطيبات ، فيرد عليه رب العزة التحية السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، ويكلفه الكريم بالصلوات الخمس فيعود  ليبشر بها المؤمنين
    – لقد كانت وصيته صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ، لقد كانت هذه وصيته  التى تركها لنا لننفذها فهل سنكون بررة ؟ وهل سنهتم بالصلاة ؟
    – من يشترى منا علاجا لشفاء الروح والبدن ، لن يكلف شيئا فماء الوضوء من بيت الكريم ، ومكان الضيافة فى بيت الرحيم ، وعندما تقف بين يديه فى خشوع تطلب فتعطى ، وتسأل فتجاب ، تغسل بين يديه هموم نفسك وأدران جسدك لتعود بنفس راضية قانعة سابحة مسبحة .
    – أخى فى الله ، أيها المؤمن الموحد ، يا أحباب رسول الله ، الدنيا فانية ، ودار غير باقية ، أحبابها كثيرون وخطابها لا يعدون و هى لا تلتفت لواحد منهم ولا تتعلق برجل منهم ، هى فى زينتها مشغولة بجمالها وحسنها ، وهم فى حبهم وشغلهم بها مشغلون عن رؤية الحقيقة ، يمرغون وجوههم تحت أقدامها  و يبذلون لها الغالى و النفيس و يريحهم منها اللفتة والنظرة ، وهى غير مكترثة باهتمامهم ممعنة فى إذلالهم .
    يحيى حمدون
    أبو هلا

    #1543706

    جهد مشكور بارك الله فيكم

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير الانام
    محمد وعلى آله الاطهار وصحبه الكرام

    اللهم يا الله انصرنا على من ظلمنا وفرج ما همنا

    #1544398

    ربي اهدنا و اصلح حالنا
    مشكور أخي على المجهود

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد