الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان هل السحور شرط لصحة الصوم وما هو الفرق بين مكة وبكة؟

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #146963
    اَلْحَمْدُ لِله وَالصَّلَاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ جَمِيعاً وَتَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْد؟ قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ اُجِيبُ عَلَى سُؤَالٍ وَاحِدٍ فَقَطْ فَيمَا يَتَعَلَّقُ بِفَرِيضَةِ الصِّيَام اَحَدِ اَرْكَانِ الْاِسْلَام يَقُولُ صَاحِبُه هَلِ السُّحُورُ شَرْطٌ لِصِحَّةِ الصَّوْم؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمُسْلِمَ اِذَا لَمْ يَتَسَحَّرْ فَهَلْ يَكُونُ صَوْمُهُ صَحِيحاً اَوْ بَاطِلاً؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الصَّوْمِ النِّيَّة؟ بِمَعْنَى اَنْ يَنْوِيَ الْمُسْلِمُ مِنْ قَلْبِهِ اَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يَصُوم؟ وَحَتَّى حِينَمَا يَقُومُ بِاَيِّ عَمَلٍ يَكُونُ خَاصّاً بِالصَّوْم؟ فَاِنَّ هَذَا الْعَمَلَ يَكُونُ بِمَثَابَةِ النِّيَّة؟ فَلَوْ سَاَلْنَا اِنْسَاناً؟ لِمَاذَا اَنْتَ تَتَسَحَّر؟فَيَقُولُ مِنْ اَجْلِ اَنْ اَصُومَ وَهَذِهِ هِيَ النِّيَّةُ بِعَيْنِهَا وَلَوْ لَمْ يَقُلْهَا بِلِسَانِه؟ وَاَمَّا السُّحُورُ بِحَدِّ ذَاتِهِ فَلَيْسَ شَرْطاً وَلَاوَاجِباً وَلَارُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الصَّوْم؟ وَاِنَّمَا هُوَ مِنَ الْمُسْتَحَبَّات؟ بِمَعْنَى اِذَا فَعَلَهُ الصَّائِمُ كَانَ لَهُ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاِذَا لَمْ يَفْعَلْهُ فَلَا ثَوَابَ وَلَاعِقَاب؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَايَنْبَغِي لِلصَّائِمِ اَنْ يَحْرِمَ نَفْسَهُ مِنْ هَذَا الْاَجْرِ الْعَظِيم؟ بِسَبَبِ مَا وَرَدَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِي وَمُسْلِم؟عَنْ اَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَسَلَّم[تَسَحَّرُوا فَاِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَة(اَوّلاً هَذَا الطَّعَامُ يُسَمَّى سُحُوراً؟لِاَنَّهُ يُتَنَاوَلُ وَقْتَ السَّحَرِ اِلَى مَا قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْر؟ وَالْبَرَكَةُ فِيهِ بِمَعْنَى الْخَيْرِ الْكَثِير؟ وَمِنْهُ الْخَيْرُ الَّذِي يَعُودُ عَلَى صِحَّةِ الْاِنْسَانِ حَتَّى يَصِيرَ قَادِراً عَلَى الصَّوْم؟ وَخَاصَّةً حِينَمَا يَكُونُ النَّهَارُ طَوِيلاً وَالْحَرَارَةُ شَدِيدَة؟ مِمَّا يَجْعَلُ السُّحُورَ اَحَبَّ اِلَى قَلْبِ الصَّائِم؟ بَلْ اَوْلَى لَهُ اَنْ يَتَسَحَّرَ حَتَّى يَتَقَوَّى وَلَايَشْعُرَ بِالضِّيقِ الشَّدِيدِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ الطَّوِيل؟ كَذِلِكَ هُنَاكَ نَاحِيَةٌ رُوحِيَّة؟ فَاِنَّ الصَّوْمَ لَاتَكُونُ لَهُ بَهْجَتُهُ اِلَّا اِذَا كَانَ هُنَاكَ سُحُور؟ فَفَرْقٌ بَيْنَ مَنْ يَكُونُ وَقْتَ السَّحَرِ قَائِماً مِنْ نَوْمِهِ يَتَنَاوَلُ طَعَامَ السُّحُور؟ وَبَيْنَ اِنْسَانٍ نَائِمٍ غَافِلٍ وَرُبَّمَا لَايَسْتَيْقِظُ اِلَّا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْس؟ وَلِذَلِكَ حَضَّ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَام عَلَى السُّحُورِ وَجَعَلَ الْخَيْرِيَّةَ فِي تَاْخِيرِه؟ كَمَا جَعَلَ الْخَيْرِيَّةَ فِي تَعْجِيلِ الْفُطُورِ اِذَا غَرَبَتِ الشَّمْس؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نُبَادِرَ اِلَى تَعْجِيلِ الْاِفْطَارِ وَ تَاْخِيرِ السُّحُورِ مَعَ الْاحْتِيَاطِ فِي الْحَالَتَيْن؟ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ بِدَقِيقَتَيْنِ احْتِيَاطاً عَلَى الْمَاءِ وَالتَّمْرِ مِنْ اَجْلِ اِدْرَاكِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ جَمَاعَة؟ وَقَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ بِثَلَاثِ دَقَائِقَ احْتِيَاطاً وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَمَاءٍ مِنْ اَجْلِ اِدْرَاكِ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام[مَاتَزَالُ اُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفُطُورَ وَاَخَّرُوا السُّحُور(اِلَّا اِذَا كَانَ مَرِيضاً لَايَضُرُّهُ الصَّوْمُ بَلْ يَنْفَعُه؟ وَلَكِنَّهُ يَحْتَاجُ اِلَى حَبَّةِ دَوَاء؟ وَصَادَفَ اَنْ لَمْ يُوقِظْهُ اَحَد؟ وَلَمْ يَنْتَبِهْ مِنْ نَوْمِهِ رَغْماً عَنْهُ اِلَّا قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ بِدَقِيقَة؟ فَعَلَيْهِ هُنَا اَنْ يُسْرِعَ قَبْلَ اَذَانِ الْفَجْرِ وَلَا اَقُولُ اَبَداً عِنْدَ بِدَايَةِ اَذَانِ الْفَجْر؟ لِاَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يُفْطِر وَعَلَيْهِ الْقَضَاء؟ وَاَمَّا مَا نَسْمَعُهُ مِنَ الْاَذَانِ الْاَوَّلِ عِنْدَ بَعْضِ الْمَذَاهِبِ الْاِسْلَامِيَّةِ فَهُوَ مِنْ اَجْلِ التَّنْبِيهِ وَاَخْذِ الاحْتِيَاطِ الشَّدِيدِ جِدّاً وَالنَّظَرِ اِلَى عَقَارِبِ السَّاعَة؟ حَتَّى لَا يُدْرِكَنَا الْاَذَانُ الثَّانِي وَهُوَ اَذَانُ  الْفَجْرِ وَنَحْنُ مَازِلْنَا نَاكُلُ وَنَشْرَب؟ وَاِلَّا فَاِنَّنَا نُفْطِرُ وَيَكُونُ صَوْمُنَا بَاطِلاً بِمُجَرَّدِ سَمَاعِ الْاَذَانِ الثَّانِي وَعَلَيْنَا الْقَضَاءُ فَقَطْ وَهُوَ صَوْمُ يَوْمٍ مَكَانَهُ بَعْدَ رَمَضَانَ اِذَا كَانَ ذَلِكَ الْاِفْطَارُ غَيْرَ مَقْصُود؟ وَالْقَضَاءُ مَعَ الْكَفَّارَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ اِذَا تَكَرَّرَ الْاِفْطَارُ اِهْمَالاً اَوْ عَمْداً وَ بِطَرِيقَةٍ مَقْصُودَة؟ وَالْكَفَّارَةُ هِيَ صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْن؟ وَاَمَّا الْمَذَاهِبُ الْاُخْرَى كَالْحَنَفِيَّةِ فَلَا وُجُودَ عِنْدَهُمْ اِلَّا لِاَذَانٍ وَاحِدٍ مِنْ اَجْلِ الْاِمْسَاكِ يَحْصَلُ قَبْلَ دَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ التَّوْقِيتِ الْاَصْلِيِّ لِاَذَانِ الْفَجْر؟ مِنْ اَجْلِ الاحْتِيَاطِ وَالِامْتِنَاعِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَوْراً؟ وَقَدْ نَسْمَعُ بَعْضَ التَّوَاشِيحِ قَبْلَ الْاَذَانِ بِعَشْرِ دَقَائِقَ كَقَوْلِ بَعْضِ الْمُؤَذِّنِينَ مَثَلاً يَا اُمَّةَ خَيْرِ الْاَنَام؟ وَبَدْرِ التَّمَام؟ وَمِصْبَاحِ النُّورِ فِي الظَّلَام؟ وَرَسُولِ اللهِ الْمَلِكِ الْعَلِيمِ الْعَلَّام؟ تَقَبَّلَ اللهُ مِنِّي وَمِنْكُمُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْقِيَام؟ وَاَدْخَلَنِي وَاِيَّاكُمُ الْجَنَّةَ دَارَهُ دَارَ السَّلَامِ بِسَلام ؟اِبْدَؤُوا صِيَامَكُمْ يَا مُسْلِمُونَ اَثَابَنِي وَاَثَابَكُمُ الله؟ وَبِصَرَاحَة نَحْنُ قَدْ بَدَاْنَا الصَّوْمَ مِنْ اَوَّلِ رَمَضَان؟ فَهَلْ نَنْقُضُ مَا بَدَاْنَاهُ كُلَّ يَوْمٍ بِقَوْلِنَا اِبْدَؤُوا صِيَامَكُمْ يَا مُسْلِمُون؟ وَبِصَرَاحَةٍ اَكْثَر لَا اَشْعُرُ بِالرَّاحَةِ عِنْدَ سَمَاعِ هَذِهِ الْكَلِمَة؟ وَاِنَّمَا الصَّوَابُ اَنْ يُقَال؟ اَتِمُّوا صِيَامَكُمْ يَامُسْلِمُون بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ثُمَّ اَتِمُّوا الصِّيَامَ اِلَى اللَّيْل(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ ثُمَّ ابْدَؤُوا الصِّيَامَ اِلَى اللَّيْل؟لِاَنَّنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ نَصُومُهُ فَاِنَّنَا نُكْمِلُ اَوْ نُتِمُّ مَا بَدَاْنَاهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ الشَّهْرُ الْكَرِيم؟وَلِاَنَّنَا فِي مِيزَانِ اللهِ فِي حَالَةٍ دَائِمَةٍ مِنَ الصِّيَامِ  فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى وَلَوْ كُنَّا نَاْكُلُ وَنَشْرَبُ فِي اللَّيْل؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الَّذِي يُؤَخِّرُ السُّحُورَ لَايُحْرَمُ مِنْ صَلَاةٍ هِيَ مِنْ اَفْضَلِ الصَّلَاةِ جَمَاعَةً عِنْدَ اللهِ وَرَسُولِه اَلَا وَهِيَ صَلَاةُ الْفَجْر؟ نَعَمْ اَخِي لِاَنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ جَمَاعَةً هِيَ اَعْظَمُ اَجْراً عِنْدَ اللهِ مِنْ سَائِرِ الْاَوْقَاتِ الْاُخْرَى؟ نَعَمْ اَخِي حِينَمَا تُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمَاعَةً فَلَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيم؟ لَكِنَّ اَعْظَمَ اَجْرٍ وَثَوَابٍ تَحْصَلُ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ اَخِي هُوَ صَلَاتُكَ الْفَجْرَ جَمَاعَةً؟ بِسَبَبِ مَا فِيهَا مِنْ تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ كَبِيرَة؟وَهَنِيئاً لَكَ اَخِي حِينَمَا تُفَضِّلُ الصَّلَاةَ عَلَى لَذَّةِ النَّوْمِ؟ وَلَذَّةِ الدِّفْىءِ؟ وَلَذَّةِ بَقَائِكَ بَيْنَ اَحْضَانِ زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِك؟ وَلَذَّةِ الْعَاطِفَةِ وَ الْحَنَانِ الَّذِي تَشْعُرُ بِهِ وَاَنْتَ مَعَهُمْ؟ اِلَى لَذَّةِ لِقَاءِ الْحَنَّانِ الْمَنَّان؟ وَمُنَاجَاتِهِ وَشُكْرِهِ بِالصَّلَاةِ وَالرُّكُوعِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَالسُّجُودَان؟ عَلَى مَا اَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةِ الزَّوْجَةِ وَالْوَلَدِ وَالْمَالِ وَالْاِيمَان؟ هَنِيئاً لَكَ وَاَنْت{قَائِمٌ آنَاءَ اللَّيْلِ تَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَتَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّك(هَنِيئاً لَكَ وَاَنْتَ تَحْذَرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُلْهِكُمْ اَمْوَالُكُمْ وَلَا اَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَاُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون{اِنَّمَا اَمْوَالُكُمْ وَاَوْلَادُكُمْ فِتْنَة{اِنَّ مِنْ اَزْوَاجِكُمْ وَاَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَاِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ اَزْوَاجُكُمْ وَاَوْلَادُكُمْ هُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ سَيُصْبِحُونَ اَعْدَاءً لَكُمْ وَاَنْتُمْ لَاتَشْعُرُون؟اِذَا اَلْهَوْكُمْ فَانْشَغَلْتُمْ بِسَبِبِهِمْ عَنْ ذِكْرِ الله؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ الْكِرَام مَنْ اَرَادَ مِنْكُمْ اَنْ يُنَارَ قَبْرُهُ وَاَنْ يَنْبَعِثَ النُّورُ مِنْ جَوَارِحِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيُضِيءَ لَهُ الطَّرِيقَ اِلَى الْجَنَّةِ فَلْيُحَافِظْ عَلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَة؟ وَكَذَلِكَ عَلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ جَمَاعَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَام[بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ بِالظُّلَمِ اِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَة( نَعَمْ اَخِي اِنَّهَا بِشَارَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام  لِلْمَشَّائِينَ الَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَة؟وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِهِمُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ بَعْدَ رَمَضَانَ اِبْحَثْ عَنْهُمْ فَلَا تَجِدُهُم؟ بَلْ هُمُ الَّذيِنَ يُحَافِظُونَ عَلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً فِي رَمَضَانَ وَفِي غَيْرِ رَمَضَان؟ فَهَؤُلَاءِ{نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ اَيْدِيهِمْ وَبِاَيْمَانِهِمْ؟ يَقُولُونَ رَبَّنَا اَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا اِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير(اَلْآيَةُ مِنْ سُورَةِ التَّحْرِيم؟وَاَمَّا سُورَةُ الْحَدِيد فَهَنِيئاً لَكَ اَخِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمنِيِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ اَيْدِيهِمْ وَبِاَيْمَانِهِمْ؟ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم؟ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا(تَمَهَّلُوا قَلِيلاً وَانْظُرُوا اِلَيْنَا{نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ؟قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورَا؟ فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ؟ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ؟ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَاب(فَكَيْفَ تَحْرِمُ نَفْسَكَ اَخِي الْمُؤْمِنَ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ الْعَظِيمِ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَاحْرِصْ يَا اَخِي عَلَى اَنْ تَتَسَحَّرَ؟ ثُمَّ تَاْتِيَ اِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِتُؤَدِّيَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ جَمَاعَة؟ وَاحْصَلْ اَخِي عَلَى الْخَيْرَيْنِ مَعاً فِي السُّحُورِ وَالْجَمَاعَة؟ وَاحْصَلْ اَيْضاً عَلَى خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ حِينَمَا تَقْرَاُ اَوْ تَسْتَمِعُ اِلَى تَفْسِيرِ آيَةٍ اَوْ حَدِيثٍ؟ اَوْ تَعْلَمُ حُكْماً فِقْهِيّاً؟ وَلَوْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ مِنْ قَبْل؟وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ تَبْحَثَ فِي دُرُوسِ الْعِلْمِ فِي الْمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا عَنْ دَرْسٍ لَمْ تَسْمَعْ بِهِ مِنْ قَبْل؟ كَمَا اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتْرُكَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ وَلَوْ سَمِعْتَهَا مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ مِنْ قَبْل؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ تَحْفَظُ الْقُرْآنَ غَيْباً عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَتْرُكَ عِبَادَةَ النَّظَرِ اِلَيْهِ وَاَنْتَ تَقْرَؤُه؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّ اَعْظَمَ عَمَلٍ تَقُومُ بِهِ بَعْدَ الْفَرِيضَة؟ هُوَ اَنْ تَحْصَلَ عَلَى فَائِدَةٍ عِلْمِيَّةٍ؟ وَاَنْ تَحْضَرَ دَرْساً فِي الْعِلْم؟ وَلَكِنَّنَا اَخِي مَعَ الْاَسَف؟ نَرَى النَّاسَ خِلَافَ ذَلِك؟ تَرَاهُمْ يَقْدُمُونَ عَلَى صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ وَيُسْرِعُونَ اِلَيْهَا اَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا؟ مَعَ اَنَّ صَلَاةَ التَّرَاوِيحِ سُنَّة؟ وَقَدْ جَهِلُوا اَنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ جَمَاعةً اَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَة؟ بَلْ اِنَّ صَلَاةَ رَكْعَتَيِ السُّنَّةِ الرَّاتِبَةِ الْقَبْلِيَّةِ قَبْلَ رَكْعَتَيْ فَرْضِ الْفَجْرِ وَالَّتِي لَاتُصَلَّى جَمَاعَةً وَمَعَ ذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ اِذَا صَلَّيَتَهَا مُنْفَرِدا قَبْلَ اِقَامَةِ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً فَهُوَ اَفْضَلُ لَكَ عِنْدَ الله مِنْ صَلَاةِ عِشْرِينَ رَكْعَةً مِنَ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا(لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِكَ اَخِي مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ وَيُبَاهِي بِكَ مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ فَقَطْ عِنْدَ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَة؟ وَيُبَاهِي بِكَ مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْعَذَابِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَوْتِ وَالْاَرْزَاقِ وَالْوَحْيِ وَالصُّورِ وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ وَجَمِيعَ مَخْلُوقَاتِهِ مِنْ اِنْسٍ وَجِنٍّ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْبَحْرِ فَاِنَّهُ يَجْعَلُهَا تَسْتَغْفِرُ لَكَ رِضاً بِمَا تَصْنَعُ بَلْ يُلْقِي مَحَبَّتَكَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ بِسَبَبِ طَلَبِكَ لِلْعِلْمِ؟ لِاَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ هُوَ اَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً عِنْدَ الله ِبشَرْط؟ اَنْ يَجْتَمِعَا مَعاً عِنْدَ طَالِبِ الْعِلْم؟ وَاِلَّا فَلَا اَفْضَلِيَّة لَهُ اَبَداً اِذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ جَمَاعَةً مِنْ دُونِ عُذْر؟ وَلَاخَيْرَ فِيهِ اَبَداً اِذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ نِهَائِيّاً؟ بَلِ الشَّرُّ كُلُّ الشَّرِّ وَالْاِجْرَامُ يَجْتَمِعَانِ فِيه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ تَارِكِي الصَّلَاةِ اَنَّهُمْ مُجْرِمُونَ فِي سُورَةِ الْمُدَّثِّر؟ وَاَمَّا اِذَا اجْتَمَعَ الْعِلْمُ مَعَ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ؟ فَهَنِيئاً لِمَنْ[سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً؟ سَهَّلَ اللهُ بِهِ طَرِيقَهُ اِلَى الْجَنَّة؟ وَاِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ اَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضاً بِمَا طَلَب؟ وَتَقُولُ اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ؟ اَللَّهُمَّ ارْحَمْهُ(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى حَالِنَا لَوْ كُنَّا نُؤْمِنُ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْغَيْبِ  بِجِدِّيَّة؟ مَارَاَيْتَ لِرِجْلٍ مُتَاَخِّرَةٍ مَكَاناً فِي دَرْسِ الْعِلْمِ؟ مِنْ كَثْرَةِ اِلازْدِحَامِ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْاِقْبَالِ عَلَى طَلَبِ الْعِلْم؟قَالَ لِي اَحَدُ الْجَبَابِرَةِ مِنْ قَوْمِي مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ؟ وَكُنْتُ اُشَجِّعُهُ عَلَى طَلَبِ الْعِلْم؟ كَفَاكِ يَا اُخْتُ سُنْدُس مِنْ هَذَا الْهُرَاء؟ بَلَا عِلْم؟ بَلَا جَنِّي؟ بَلَا حَكِي فَاضِي؟ هَلْ تَشْتَرِينَ سَمَكاً فِي بَحْرِه؟ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ تَبِيعُنِي حَيَاتَكَ وَدُنْيَاكَ وَدُنْيَا بَشَّار؟ فَقَالَ نَعَمْ وَاَفْدِيكِ بِرُوحِي بِشَرْط؟ اَنْ  تَكُفِّي عَنْ هَذَا الْهُرَاء؟ فَقُلْتُ لَهُ اَنَا لَا اَشْتَرِي سَمَكاً فِي بَحْرِه؟ وَمَاذَا تَنْفَعُنِي حَيَاتُكَ وَدُنْيَا بَشَّار الْفَانِيَة؟ هَلْ تُغْنِينِي عَنِ الْآخِرَةِ الْبَاقِيَةِ حِينَمَا اَشْتَرِي{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا اَبَدَا(فَقَالَ لِي مَاذَا جَرَى لَكِ كُنْتِ تَحْلُمِينَ فِي جَنَّةٍ وَاحِدَة وَفَجْاَةً اَصْبَحَتْ اَحْلَاماً سَرَابِيّةً بِجَنَّاتٍ كَثِيرَة؟ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ وَاَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ اَيْضاً؟ لِاَنَّ السَّمَكَةَ الْوَاحِدَة عَفْواً اَقْصِدُ الْجَنَّةَ الْوَاحِدَةَ لَايَسَعُهَا بَحْرُكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْض( فَمَا بَالُكَ بِطُولِهَا؟وَمِنْ أيِّ بَحْرٍ تَرْفُضُ اَنْ تَشْتَريَهَا اَيُّهَا الْمَعْتُوه؟ وَمِنْ أيِّ بَحْرٍ تَرْفُضُ اَنْ تَشْتَرِيَ اَوْ تَطْلُبَ مِنْهُ عِلْمَ الله؟ وَاَيُّ بَحْرٍ سَيَسَعُ عِلْمَ اللهِ الْكَوْنِيِّ بِمَا فِيهِ مِنْ بَلَاغَةِ الْقُرْآنِ وَاِعْجَازِهِ اِذَا كَانَ اللهُ يَقُول{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ اَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدَا(بَلْ {ولَوْ اَنَّ مَا فِي الْاَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ اَقْلَامٌ والْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ اَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله(بَلْ {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اَنْ يَاْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَايَاْتُونَ بِمِثْلِه(بَلْ لَايَاْتُونَ{بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِه(بَلْ لَايَاْتُونَ {بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه(فَقَالَ لِي وَهَلْ تُرِيدِينَ مِنِّي اَنْ اَطْلُبَ عِلْماً تَعْجِيزِيّاً بِلَا حُدُود؟ فَقُلْتُ لَهُ لَاحُجَّةَ لَكَ فِي هَذَا الْكَلَام؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَاتَّبِعُوا اَحْسَنَ مَا اُنْزِلَ اِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم(مِنَ الْآيَاتِ الْمُحْكَمَاتِ الَّتِي تُخَاطِبُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ وَاتْرُكُوا الْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَاتِ التَّعْجيِزِيَّاتِ الَّتِي تَشْتَبِهُ اَوْ تَلْتَبِسُ اَوْ تُشْكِلُ عَلَى فَهْمِ النَّاسِ وَاعْلَمُوا اَنَّ اسْتِوَاءَ اللهِ عَلَى عَرْشِهِ مَعْلُوم؟ وَاَمَّا كَيْفَ اسْتَوَى فَهُوَ مَجْهُول؟ لِاَنَّهُ مِمَّا اسْتَاْثَرَ سُبْحَانَهُ بِعِلْمِهِ؟ لِاَنَّ لَهُ سُبْحَانَهُ خُصُوصِيَّاتٍ تَخُصُّهُ وَلَايُرِيدُ لِاَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ اَنْ يَتَدَخَّلَ فِي اُلُوهِيَّتِهِ فِيهَا وَلَايُرِيدُ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا اَحَدٌ مِنْهُمْ اِلَّا بِتَلْمِيحَاتٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَرُؤُوسِ اَقْلَام كَمَا اَنْتَ اَيُّهَا الْجَاهِلُ لَكَ خُصُوصِيَّاتٌ اَيْضًاً لَاتُحِبُّ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا اَحَدٌ اَوْ يَنْتَهِكَهَا؟ لِاَنَّ خُصُوصِيَّاتِهِ سُبْحَانَهُ فَوْقَ طَاقَاتِ عُقُولِ الْبَشَر؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَمَرَهُمْ سُبْحَانَهُ اِلْزَاماً اَنْ يَقُولُوا عَنْ قُرْآنِ الْآيَاتِ الْمُحْكَمَاتِ وَالْمُتَشَابِهَاتِ مَعاً{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}وَهَلْ تَدْرِي اَخِي حِينَمَا تَسْتَمِعُ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ مَنْ يُجَالِسُكَ وَمَنْ يَتَبَاهَى بِكَ اَمَامَ مَلَائِكَتِه؟ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَامُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيح[مَااجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ اِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَة؟ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ؟ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَه (فَبِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي هَلْ تَرَى جَوَائِزَ اَثْمَنَ مِنْ هَذِهِ الْجَوَائِز؟ وَلَكِنَّ النَّاسَ مَعَ الْاَسَفِ عَنْ ذَلِكَ لَغَافِلُون؟ وَاَكْثَرُهُمْ مُعْرِضُون؟ وَلَوْ قِيلَ لَكَ اَخِي فِي مَكَانِ كَذَا اِذَا حَضَرْتَ فَاِنَّكَ سَتَجْتَمِعُ مَعَ مُلُوكِ وَزُعَمَاءِ الْعَالَمِ؟ وَسَيَجْلِسُونَ فِي مَكَانِ كَذَا؟ وَمَنْ يَحْضُرُ هَذَا الِاجْتِمَاعَ سَيُقَدِّمُونَ لَهُ جَوَائِزَ تَتَنَاسَبُ مَعَ قِيمَتِهِمْ وَقَدْرِهِمْ؟فَهَلْ تَرَى اَخِي اَحَداً يُقَصِّرُ فِي الْحُضُور؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَ الَّذِي يَحْضُرُ فِي دُرُوسِ الْعِلْمِ هُمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ{لَايَعْصُونَ اللهَ مَااَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون(فَاَيْنَ مُلُوكُ الْاَرْضِ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ اَلْاَوَائِلُ مُرْتَكِبُونَ لِلْخَطَايَا؟ وَالْاَوَاخِرُ مَعْصُومُونَ خُلِقُوا مِنْ نُور(وَلِذَلِكَ لَوْ آمَنّا بِالْمَلَائِكَةِ وَالْغَيْبِ فِعْلاً؟ لَطَبَّقْنَا ذَلِكَ تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً؟لِاَنَّ الَّذِي يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ بِذَلِكَ هُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ حِينَمَا يَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ انْظُرُوا اِلَى عِبَادِي يَزُورُونَنِي فِي بَيْتِي وَيَسْتَمِعُونَ اِلَى تَفْسِيرِ كَلَامِي وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالْاَسْئِلَةِ مِنْ طُلَّابِ الْعِلْمِ وَالْاَجْوِبَةِ مِنَ الْعُلَمَاء؟ اُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي اَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ؟ سُبْحَانَكَ يَا رَبَّنَا مَا اَكْرَمَكَ؟ وَمَا اَعْظَمَكَ؟ وَمَا اَجَلَّكَ؟ وَمَا اَبْخَلَنَا نَحْنُ عَلَى نُفُوسِنَا؟ نَعَمْ اَخِي مَجَالِسُ الْخَيْرِ تُؤْجَرُ عَلَيْهَا؟ وَمَجَالِسُ الشَّرِّ تَحْمِلُ مِنْ وِزْرِهَا وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَرْقٌ بَيْنَ قَوْمٍ يَجْلِسُونَ فِي الْمَسْجِدِ وَيَتَعَلَّمُونَ وَيَتَفَقَّهُون؟ وَبَيْنَ قَوْمٍ آخَرِينَ تَجْمَعُهُمُ الْمُنْكَرَات؟ وَتَجْمَعُ مَجَالِسَهُمُ الْمُوبِقَاتُ وَالْغَيْبَةُ وَالنَّمِيمَةُ وَالْخَمْرُ وَالْمُخَدِّرَاتُ وَالتَّدْخِينُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُورِ الَّتِي تَتَنَافَى مَعَ الْاِسْلَام وَمَعَ آدَابِه؟ وَمَا كَانَ لِهَذَا الْاِنْسَانِ اَنْ يَكُونَ خَلِيفَةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ اَبَداً؟ لَوْلَا اَنَّهُ سَلَكَ طَرِيقَ الْعِلْم؟ حَتَّى تَفَوَّقَ بِعِلْمِهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْكِرَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالُوا اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَك؟ قَالَ اِنِّي اَعْلَمُ مَالَا تَعْلَمُون؟ وَعَلَّمَ آدَمَ الْاَسْمَاءَ كُلَّهَا(فَيَامَنْ تُفْسِدُونَ فِي الْاَرْض؟ وَيَا مَنْ تَسْفِكُونَ الدِّمَاء؟ اَرَى لَكُمْ بَصِيصاً مِنَ الْاَمَلِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِشَرْط؟ اَنْ تَدْعَمُوا الْعِلْمَ وَالْعُلَمَاء؟ وَاَنْ تَسْتَعْمِلُوا ذَكَاءَكُمْ فِي الْخَيْرِ لَا فِي الشَّرّ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى اَضْرَبَ عَنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَتَوَقَّعُونَ مِنْهُ اَنْ يَقُولَ لَهُمْ سَاَنْتَقِمُ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فِي الْاَرْض؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا؟ وَاِنَّمَا قَالَ{اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون(بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ اَنَّهُ قَدْ تَحْصَلُ التَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ فِي ضَمَائِرِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ وَسُلُوكِكُمْ؟ وَالنَّدَمُ عَلَى مَا كَانَ مِنْ اِفْرَاطٍ وَتَفْرِيطٍ وَاِجْرَامٍ وَفَسَاد؟ وَلَنْ تَتَغَيَّرُوا اِلَى الْاَحْسَنِ الِاَّ اِذَا تَمَكَّنَتْ خَشْيَةُ اللهِ مِنْ قُلُوبِكُمْ؟ وَلَايَكُونُ ذَلِكَ اَبَداً اِلَّا بِطَلَبِ الْعِلْم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء(وَهَنِيئاً لِمُلُوكِ وَزُعَمَاءِ الْعَالَمِ اِذَا جَلَسُوا فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَسْتَمِعُونَ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ حَتَّى يُشَجِّعُوا عَامَّة النَّاسِ عَلَى حُضُورِهَا؟ اَللَّهُمَّ حَبِّبْنَا فِي بُيُوتِك؟ وَحَبِّبْ مَلَائِكَةَ بُيُوتِكَ اِلَيْنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِين؟ وَاجْعَلْنَا مِنْ رُوَّادِهَا فِي رَمَضَانَ وَفِي غَيْرِ رَمَضَان؟ وَنَبْدَاُ بِالْجَوَابِ عَلَى السُّؤَالِ الثَّانِي عَلَى بَرَكَةِ اللهِ وَتَوْفِيقِه؟وَكَمَا يَقُولُون اَلْعِلْمُ مِفْتَاحُهُ السُّؤَال؟ بِمَعْنَى اَنَّ السُّؤَالَ هُوَ مِفْتَاحُ الْعِلْم؟ اَحْيَاناً يَسْاَلُ اِنْسَانٌ مَا سُؤَالاً مَا؟ وَلِلْاِجَابَةِ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ يَفْتَحُ سُبْحَانَهُ عَلَى الْمُجِيبِ مَا اَرَادَهُ تَعَالَى مِنْ خَيْرٍ اِنْ شَاءَ الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ السُّؤَالَ يَنْفَعُ اَرْبَعَة اَنْوَاع؟ يَنْتَفِعُ مِنْهُ السَّائِلُ؟ وَالْمَسْؤُول؟ وَالسَّامِعُ الَّذِي يَحْضُرُ دُرُوسَ الْعِلْمِ مَعَهُمَا؟ ثُمَّ يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ يَحْمِلُهُ مِنْ تَابِعِي الصَّحَابَةِ اِلَى اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَة؟ وَكَمْ منْ حَامِلِ فِقْهٍ مِنْ هَؤُلَاءِ التَّابعِينَ يَحْمِلُهُ اِلَى مَنْ هُوَ اَفْقَهُ مِنْهُ مِنْ اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ اَصْحَابُ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَةِ اَفْقَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ وَالصَّحَابَةِ وَآلِ الْبَيْت؟ وَاَقُولُ لَا لِاَنَّ فَضْلَ الرَّسُولِ وَاَزْوَاجِهِ وَاَصْحَابِهِ وَآلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِمْ كَفَضْلِ مَنْبَعِ النَّهْرِ عَلَى رَوَافِدِهِ حِينَمَا يُغَذِّيهَا بِمَائِه؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تُصْبِحُ جَافَّةً مِنْ أيِّ مَاءٍ اَوْعِلْمٍ اَوْ فِقْه وَ{ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء{وَلَكِنَّ اللهَ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاء(وَيُوَزِّعُ الِاخْتِصَاصَاتِ عَلَى الْجَمِيعِ مِنْ اَجْلِ رَاحَتِهِمْ؟ وَلَايُحَمِّلُ وَاحِداً مِنْهُمْ ثَلَاثَ بَطِّيخَات صَيْفِي عَلَى رَاْسِه؟ وَلِذَلِكَ كَانَ اَتْبَاعُ التَّابِعِينَ اَفْقَهَ مِنَ التَّابِعِينَ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ الْفَرْعِيَّة؟ وَسُبْحَانَ الله؟ فَقَدْ كَانَ الْاِمَامُ الْاَعْظَمُ اَبُو حَنِيفَةَ اَقَلَّ رِوَايَةً عَنْ رَسُولِ الله؟ وَلِكِنَّهُ  كَانَ اَكْثَرَ دِرَايَةً بِالْفِقْهِ وَالْفَهْمِ لِجَوْهَرِ الدِّين بِعَكْسِ الْاِمَامِ اَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ؟ وَسُمِّيَ اِمَامَ السُّنَّةِ؟ لِاَنَّهُ كَانَ اَكْثَرَ رِوَايَةً لِلْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ الله؟ وَلِكِنَّ رِوَايَتَهُ كَانَتْ اَكْثَرَ مِنْ دِرَايَتِهِ؟ وَلَقَدْ كَانَ الِاِمَامَانِ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ مُتَوَازِنَيْنِ فِي الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَة؟؟ قَدْ يُسْاَلُ الْعَالِمُ سُؤَالاً وَلَايَعْرِفُ جَوَابَهُ فِي الْوَقْتِ الْحَالِي؟ بِسَبَبِ حَاجَتِهِ اِلَى اَنْ يُرَاجِعَ فِي الْكُتُب؟ وَبِذَلِكَ يَكُونُ الْجَمِيعُ قَدِ اسْتَفَادَ لَاحِقَاً؟ بِسَبَبِ اهْتِمَامِ الْعَالِمِ وَالسَّائِلِ وَالسَّامِعِ الْحَامِلِ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ وَالْمَحْمُولِ اِلَيْهِ خَارِجَهُ بِمَعْرِفَةِ الْجَوَاب؟ فَاِنْ كَانَ السَّائِلُ يَسْاَلُ بِسَبَبِ عَدَمِ مَعْرِفَتِهِ لِلْجَوَابِ وَحَتَّى يَسْتَفِيدَ هُوَ وَيُفِيدَ غَيْرَهُ مِنَ الْحَاضِرِينَ وَالْغَائِبِين؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَسْاَلَ اَيْضاً وَلَوْ كَانَ يَعْرِفُ الْجَوَابَ مِنْ اَجْلِ فَائِدَةِ غَيْرِهِ وَيَكُونُ لَهُ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ عِنْدَ الله؟ وَاَمَّا اِذَا سَاَلَ مِنْ بَابِ الْمُبَاهَاةِ وَحُبِّ الظُّهُور وَاَرَادَ مِنْ قَرَارَةِ نَفْسِهِ اَنْ يُشِيرَ النَّاسُ اِلَيْهِ اَنَّهُ اِنْسَانٌ فَهْمَان فِي الدِّين؟ فَهُنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَحْكُمْ عَلَيْهِ اِلَّا مِنْ خِلَالِ حَدِيثِ رَسُولِ الله[اِنَّمَا الْاَعْمَالُ بِالنِّيَّات(بِمَعْنَى اَنَّ أيَّ عَمَلٍ يُخَالِطُهُ الرِّيَاءُ لَايَقْبَلُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَبَداً{اِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَاَصلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَاَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ فَاُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ اَجْراً عَظِيمَا( لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَغْنَى الْاَغْنِيَاءِ عَنِ الشَّرِيك؟ فَحِينَمَا تَعْمَلُ اَخِي عَمَلاً مِنَ الْاَعْمَالِ وَتُشْرِكُ فِيهِ غَيْرَ اللهِ مُسْتَهْدِفاً غَيْرَ وَجْهِهِ الْكَرِيمِ مِنْ اُنَاسٍ تَتَبَاهَى بِنَفْسِكَ اَمَامَهُمْ وَهُمْ{لَايَمْلِكُونَ لِاَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَانَفْعاً وَلَايَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَاحَيَاةً وَلَانُشُورَا(فَكَيْفَ سَيَمْلِكُونَ لَكَ كُلَّ ذَلِكَ الْمَذْكُورَ فِي الْآيَةِ اَوْ جُزْءاً مِنْهُ؟فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلَيْكَ اخي اَنْ تَعْلَمَ اَنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ هَذَا الْعَمَل؟ وَلَايَقْبَلُ اِلَّا عَمَلاً صَالِحاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ؟ خَالِصاً مِنَ الشِّرْكِ الْاَكْبَرِ الظَّاهِرِ الَّذِي يَطَّلِعُ عَلَيْهِ النَّاس؟ وَخَالِصاً مِنَ الشِّرْكِ الْاَصْغَرِ الْخَفِيِّ الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ اِلَّا الله؟ وَدَلِيلُ اطِّلَاعِهِ عَلَيْهِ هُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَه{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور(وَالْاَوْقَحُ مِنْ صَاحِبِ المُبَاهَاةِ عِنْدَ الله هُوَ صَاحِبُ الْمُخَالَفَاتِ الَّذِي يَعْمَلُ عَلَى قَاعِدَة خَالِفْ تُعْرَف؟ فَاِنَّهُ بِذَلِكَ يَكُونُ قَدْ جَمَعَ اِلَى مخُالَفَاتِهِ الْغَيْرِ شَرْعِيَّة وَمُبَاهَاتِهِ مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{وَاِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ اَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْاِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّم(وَسُبْحَانَ الله فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُ اَكْثَرَالنَّاسِ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخُمُور يُهْلِكُهُمُ اللُهُ تَعَالَى غَالِباً بِالْاَمْرَاضِ الْخَطِيرَةِ مِنْ تَشَمُّعِ الْكَبِدِ وَغَيْرِهِ وَبِمَا يَعْتَزُّونَ وَيَتَبَاهَوْنَ بِهِ مِمَّا يُسَمُّونَهُ مَشْرُوبَاتٍ رُوحِيَّة؟ وَهِيَ فِي حَقِيقَتِهَا مَشْرُوبَاتٌ تَقْتُلُ الرُّوحَ شَيْئاً فَشَيْئاً ثُمَّ تُخْرِجُهَا مِنَ الْجَسَدِ اِلَى عَذَابِ اللهِ وَغَضَبِهِ وَلَعْنَتِهِ اِنْ لَمْ تَحْصَلْ تَوْبَةٌ نَصُوح؟ وَنَحْنُ نَقُول حَتَّى وَلَوْ كَانَ قَلِيلٌ مِنَ الْخَمْرِ يُنْعِشُ الْقَلْبَ كَمَا يَزْعُمُ النَّصَارى فَاِنَّ هَذَا الْخَمْرَ وَاَخَوَاتِهِ مِنَ الْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ هُوَ كَالْعَسَلِ اللَّذِيذِ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ شَافِياً بِسَبَبِ احْتِوَائِهِ عَلَى نِسْبَةٍ عَالِيَةٍ جِدّاً مِنَ السُّمُومِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْقَاتِلَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْه{ يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنَّمَا الْخْمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْاَنْصَابُ وَالْاَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون{اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ اَنْ يُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(مِنْ نَجَاسَةِ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالْفَوَاحِشِ وَالْمُوبِقَات؟ فَيَامَنْ تَشْرَبُونَ الْخَمْرَ ثُمَّ تَدَّعُونَ وَلَاءَكُمْ لِاَهْلِ الْبَيْتِ مِنَ اَزْوَاجِ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَاَصْحَابِه؟ اِعْلَمُوا اَنَّ الْفَلَاحَ لَايَاْتِي اَبَداً اِلَّا بَعْدَ اجْتِنَابِ الْمَذْكُورَاتِ فِي الْآيَةِ وَمِنْهَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِر؟ وَلَايَكُونُ الْفَلَاحُ اَبَداً مَعَ شُرْبِهِ وَلَوْ قَلِيلاً مِنْه؟ وَاِنَّمَا يَكُونُ الْخُسْرَانُ الْمُبِين؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ ابْنِ آدَمَ وَيَتَحَكَّمَ فِيهِ اِلَّا عَنْ طَرِيقِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ بِمُسَاعَدَتِهِمَا لَهُ يَسْتَطِيعُ{اَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ اَنْتُمْ مُنْتَهُون(وَهُنَا اُرِيدُ اَنْ اَسْاَلَ شَارِبَ الْخَمْرِ وَلَاعِبَ الْمَيْسِرِ وَهُوَ الْقُمَار سُؤَالاً؟ اَيُّهُمَا اَغْلَى عِنْدَك؟ هَلْ هُوَ الْخَمْرُ الَّذِي تَشْرَبُهُ؟ اَمْ اَوْلَادُك؟ فَاِنْ قُلْتَ لِي اَلْخَمْرُ اَغْلَى عِنْدِي مِنْ اَوْلَادِي فَاَنْتَ اَحْمَقٌ كَبِيرٌ لَادَوَاءَ لَكَ عِنْدِي؟ وَاِنْ قُلْتَ لِي لَا بَلْ اَوْلَادِي اَغْلَى عِنْدِي؟ فَاَقُولُ لَكَ نَعَمْ اَحْسَنْت اَوْلَادُكَ اَغْلَى عِنْدَكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ اِلَّا اللهَ وَرَسُولَه؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَسْمَحْ لَكَ وَلَا لَهُمْ سُبْحَانَهُ اَنْ يُلْهُوكَ عَنْ ذِكْرِ الله؟ فَكَيْفَ تَسْمَحُ لِلشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ مِنَ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ اَنْ يَصُدَّكَ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاة؟هَلْ يُرْضِيكَ اَخِي شَارِبَ الْخَمْر وَهَلْ يُرْضِي ضَمِيرَكَ اَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ اَغْلَى عِنْدَكَ مِنَ  رَبِّكَ وَاَوْلَادِك؟ هَلْ يَرْضَى ضَمِيرُكَ الْحَيُّ الصَّاحِي اَنْ تَتَّخِذَهُ صَاحِباً وَصَدِيقاً وَحَبِيباً وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً اِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ(اِلَى شُرْبِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْعِجْلِ فِي قُلُوبِهِمْ قَبْلَ بُطُونِهِمْ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ وَالْفَوَاحِشِ مِنْ اَجْلِ طَمْسِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ فِي نُفُوسِهِمْ{لِيَكُونُوا مِنْ اَصْحَابِ السَّعِير( فَمَا زَالَ الدَّوَاءُ مَوْجُوداً اَخِي وَاَرْجُوكَ اَنْ تَرْحَمَ نَفْسَكَ وَاَوْلَادَكَ وَمُجْتَمَعَكَ وَخَالِقَكَ مِنْ هَذَا الظُّلْمِ الْعَظِيمِ حَتَّى يَرْحَمَكَ سُبْحَانَهُ اَيْضاً{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(نَعَمْ اَخِي لَقَدْ اَشْرَكْتَ هَوَاكَ وَكَيْفَكَ وَبَسْطَكَ وَلَذَّتَكَ الشَّيْطَانِيَّةَ الْمُحَرَّمَة مَعَ عِبَادَةِ اللهِ حَتَّى تَغَلَّبَ حُبُّكَ لِلشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ الْخَمْرِيِّ وَالْمَيْسَرِيِّ عَلَى حُبِّكَ لِلهِ حَتَّى اَصْبَحَ هَوَاكَ اِلَهاً مَعْبُوداً مِنْكَ مِنْ دُونِ الله حَتَّى وَصَلْتَ اِلَى نَتِيجَةٍ مَاْسَاوِيَّةٍ جِدّاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَرَاَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ اِلَهَهُ هَوَاهُ اَفَاَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا؟ اَمْ تَحْسَبُ اَنَّ اَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ اَوْ يَعْقِلُون اِنْ هُمْ اِلَّا كَالْاَنْعَامِ بَلْ هُمْ اَضَلُّ سَبِيلَا( وَمَا زَالَ هُنَاكَ اَمَلٌ كَبِيرٌ لَكَ اَخِي حَتَّى تَعُودَ اِلَى الله؟ وَلَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تُسْرِعَ كَثِيراً جِدّاً قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَانِ يَا مِسْكِين؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ وَمَا تَوْفِيقِي اِلَّا بِالله؟ وَقَدْ سَاَلَنِي سَائِل؟ مَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ مَكَّةَ وَبَكَّةَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم ؟وَفِي الْحَقِيقَة فَاِنِّي لَمْ اُعْطِ فَرِيضَةَ الْحَجِّ حَقَّهَا مِنَ الْمُشَارَكَاتِ الْكَافِيَة؟ وَلِذَلِكَ اَجِدُنِي مُضْطَّرَّةً اِلَى الِاكْتِفَاءِ بِهَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَلَى اَمَلِ الْعَوْدَةِ اِلَيْهَا لَاحِقاً فِي وَقْتِهَا اِنْ شَاءَ الله؟ نَعَمْ اَخِي هَذِهِ الْبَلْدَةُ الطَّيِّبَةُ الطَّاهِرَةُ الَّتِي هِيَ مَصْدَرُ الْاَنْوَارِ الرَّبَّانِيَّةِ وَهِيَ مَكَّة؟ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبَيْتِ الْحَرَام؟ بِمَا فِيهِ مِنَ الْكَعْبَةِ الشَّرِيفَةِ الْمُطَهَّرَة؟ نَعَمْ اَخِي هَذِهِ هِيَ الْمَحَاوِرُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُؤْمِنُ اَيَّمَا تَعَلُّق؟ وَكُلَّمَا زَارَهَا ازْدَادَ شَوْقاً اِلَيْهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ خَلِيلِهِ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{وَاجْعَلْ اَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي اِلَيْهِمْ(هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ تَهْوِي؟ وَتَهْوَى؟ وَكَلِمَة تَهْوَى بِمَعْنَى تَمِيلُ بِاِرَادَتِهَا؟ وَاَمَّا كَلِمَةُ تَهْوِي فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ بِمَعْنَى تَمِيلُ بِغَيْرِ اِرَادَتِهَا؟ نَقُولُ فُلانٌ يَهْوِي مِنْ قَلْبِهِ بِمَعْنَى اَنَّهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَهْوِيَ لَايَتَمَالَكُ قَلْبَهُ وَلَانَفْسَه؟ وَهَكَذَا هُوَ حُبُّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام شَيْءٌ لَاتَتَمَالَكُهُ النَّفْس؟ حَتَّى قَالَ الْمُتَصَوِّفُونَ فِي قَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَاَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَاْتُوكَ رِجَالاً(اَنَّ كَلِمَةَ رِجَالاً هُنَا بِمَعْنَى مُشَاةً{وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَاْتِين مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق{بِمَعْنَى رُكْبَاناً عَلَى النُّوقِ اَوِ الْجِمَالِ اَوِ الْاِبِلِ الضَّامِر؟ وَكَلِمَة ضَامِر هِيَ مَجْمُوعَةُ الْاِبِل؟ وَسُمِّيَتَ ضَامِراً بِسَبَبِ ضُمُورِ بَطْنِهَا وَنَحَافَتِهَا( قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا تَسْتَشْهِدِينَ بِاَقْوَالِ الْمُتَصَوِّفَةِ اَيَّتُهَا الاخت سندس؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اَنَا لَا اُؤْمِنُ بِخُرَافَاتِ الْمُتَصَوِّفَة؟ وَخَاصَّةً مِنْهَا تِلْكَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِعَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟ وَلَكِنّنِي لَا اَسْتَطِيعُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ اُنْكِرَ فَضْلَ هَؤُلَاءِ بِالتَّعَمُّقِ فِي الْمَعَانِي؟ وَنَحْنُ اَحَقُّ بِهَا مِنْهُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِن اَيْنَمَا وَجَدَهَا فَهُوَ اَحَقُّ بِهَا(وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ دِينَنَا الْاِسْلَامِيَّ يَاْبَى عَلَيْنَا اِلَّا اَنْ نُعْطِيَ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ لِاَنَّهُ دِينُ الْاَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ الْكُبْرَى؟ وَلِاَنَّهُ دِينُ {وَلَايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى اَلَّا تَعْدِلُوا اِعْدِلُوا هُوَ اَقْرَبُ لِلتَّقْوَى؟وَلَاتَنْسَ اَخِي اَيْضاً قَوْلَهُ تَعَالَى{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاء(سَوَاءٌ كَانُوا مُسْلِمِينَ اَوْ غَيْرَ مُسْلِمِين{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثِيرَا(وَقَدْ يَهْدِيهِ اللهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الْحِكْمَةِ اِلَى الْحَقِّ بِشَرْط؟ اَنْ يَسْتَعْمِلَها فِي الْخَيْرِكَمَا ذَكَرَتِ الْآيَة؟ وَاِلَّا مَاذَا تَنْفَعُهُ اِذَا اسْتَعْمَلَهَا فِي الشَّرّ؟ وَمَاذَا تَنْفَعُهُ اِذَا لَمْ يَصِلْ اِلَى رَاْسِ الْحِكْمَةِ وَهُوَ مَخَافَةُ الله؟ وَهَلْ مِنْ مَخَافَةِ اللهِ مَا نَسْمَعُهُ مِنْ خُرَافَاتِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَاَبَاطِيلِهِمُ الْكَثِيرَةِ وَخَاصَّةً الْاَحْبَاش وَمِنْهَا طَلَبُ الْمَدَدِ وَالْغَوْثِ مِنْ غَيْرِ الله{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(وَلِذَلِكَ يَا اَخِي غَيْرَ الْمُسْلِم؟ اِذَا كُنْتَ تَرْغَبُ فِي الدُّخُولِ اِلَى الْاِسْلَام؟ اَنْصَحُكَ نَصِيحَةً لِوَجْهِ الله؟ سَوْفَ تَدْعُو لِي كَثِيراً بِسَبَبِهَا؟ اَلَّا تَاْخُذَ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ اِلَّا عَنِ السَّلَفِيَّةِ وَالْوَهَّابِيَّة؟ وَتَذَكَّرْ اَخِي اَنَّ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ هِيَ الْاَسَاسُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ الْاِسْلَامُ كُلُّه؟ وَلَنْ يَنْفَعَكَ شَيْءٌ مِنَ الْاِسْلَامِ اَبَداً اِذَا كَانَتْ عَقِيدَتُكَ التَّوْحِيدِيَّةُ فِيهَا خَلَلٌ بَسِيطٌ وَلَوْ بِمِقْدَارِ وَاحِدٍ فِي الْمِائَة؟ وَاَمَّا الْاَحْكَامُ الشَّرْعِيَّة وَخَاصَّةً اِلْمُخْتَلَفُ فِيهَا؟ فَاَنْصَحُكَ اَخِي اَلَّا تَاْخُذَهَا اِلَّا تَحْتَ رِعَايَةِ وَاِشْرَافِ عُلَمَاءِ الِفِقْهِ الْمُقَارَنِ وَالْحَدِيث؟ لِاَنَّهُمْ يَتَقَيَّدُونَ بِالْاَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ فِي بَيَانِهَا بِعَكْسِ السَّلَفِيَّةِ وَالْوَهَّابِيَّةِ الْمُتَعَصِّبِينَ لِرَاْيٍ وَاحِدٍ فِيهَا؟ وَهَذِهِ هِيَ الْخِيَانَةُ الْعِلْمِيَّةُ الْعُظْمَى بِعَيْنِهَا؟ فَانْتَبِهْ جَيِّداً اَخِي اِلَى هَذِهِ الْمُقَارَنَاتِ الَّتِي اَذْكُرُهَا؟ لِاَنَّكَ اَخِي تَعَوَّدْتَّ دَوْماً قَبْلَ اِسْلَامِكَ عَلَى الدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ؟ وَعَدَمِ اِلاسْتِبْدَادِ بِالرَّاْيِ الْوَاحِدِ؟ وَتَقَبُّلِ الرَّاْيِ الْآخَرِ وَلَوْ كَانَ مُخَالِفاً اِذَا كَانَ لَدَيْهِ اَدِلَّةٌ شَرْعِيَّةٌ تُسْعِفُه؟وَعَلَيْكَ اَخِي بِالْقَاعِدَةِ الْفِقْهِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَقُول رَاْيُ غَيْرِي خَطَاٌ يَحْتَمِلُ الصَّوَاب؟ وَرَاْيِي صَوَابٌ يَحْتَمِلُ الْخَطَاْ؟ وَاَضْرِبُ لَكَ اَخِي بَعْضَ الْاَمْثِلَة؟ وَنَبْدَاُ بِمَسْاَلَةِ تَلْقِينِ الْمَيِّتِ بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَقَبْلَ دَفْنِهِ؟ مِنْ اَجْلِ اسْتِئْنَاسِهِ بِمَنْ يُصَلِّي عَلَيْه؟ لِاَنُّهُ انْتَقَلَ اِلَى جَوٍّ جَدِيدٍ غَرِيبٍ عَلَيْهِ تَمَاماً لَمْ يَتَعَوَّدْ عَلَيْهِ سَابِقاً؟ وَمِنْ اَجْلِ مُسَاعَدَتِهِ عَلَى التَّرْكِيزِ فِي الْاِجَابَةِ عِنْدَ سُؤَالِ الْمَلَكَيْن؟ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ السَّلَفِيَّةِ وَالْوَهَّابِيَّةِ اَنَّ تَلْقِينَ الْمَيِّتِ بِدْعَة؟ مِمَّا اَدَّى اِلَى حُدُوثِ خِلَافٍ كَبِيرٍ بَيْنَ الشَّبَابِ عِنْدَنَا تَطَوَّرَ اِلَى تَدَابُرٍ وَتَخَاصُم ٍبَيْنَهُمْ لَامُبَرِّرَ لَه؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ كَلَامُكُمْ صَحِيحٌ تَمَاماً؟ وَفِعْلاً هُنَاكَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ يَقُولُونَ بِالْبِدْعَةِ لِمَنْ لَقَّنَ الْمَيِّت؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُمُ الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ عَلَى هَذَا التَّلْقِين؟ وَلَكِنْ حِينَمَا يَقُولُ فَقِيهٌ آَخَرُ اَنَّ تَلْقِينَ الْمَيِّتِ مَنْدُوبٌ اَوْ مُبَاح؟ فَمَنْ اَنْتُمْ حَتَّى تَقُولُوا بِالْبِدْعَة؟ حَتَّى وَلَوْ قَالَ اَحْمَدُ وَمَالِكُ وَالشَّافِعِيُّ عَنْهُ اَنَّهُ بِدْعَة؟ وَلِكِنْ قَالَ بَقِيَّةُ الْفُقَهَاءِ اَنَّهُ لَيْسَ بِدْعَة؟ فَلَا يَحِقُّ لِي وَلَا لَكَ اَخِي اَنْ نَقُولَ عَنْهُ اَنَّهُ بِدْعَة؟ نَعَمْ هُوَ اِمَامٌ فِقْهِيٌّ عَظِيم يَحِقُّ لَهُ اَنْ يَقُولَ عَنْهُ بِدْعَة؟ لِاَنَّهُ مَعْذُورٌ لَمْ تُسْعِفْهُ الْاَدِلَّةُ عَلَى الْقَوْلِ بِاسْتِحْبَابِهِ؟ وَلَكِنَّهَا اَسْعَفَتْ غَيْرَهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ عَلَى ذَلِكَ الْقَوْلِ بِتَوْفِيقٍ مِنَ الله؟ وَسُبْحَانَ الله فَاِنَّكَ اَخِي سَتَرَى مِنَ الْاَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ مَا اَسْعَفَ الْاَقَلِيَّةَ مِنَ الْفُقَهَاء وَلَمْ يُسْعِفِ الْاَكْثَرِيَّةً مِنْهُمْ كَمَا سَيَاْتِي فِي نِهَايَةِ الْمُشَارَكَةِ اِنْ شَاءَ الله؟ اَمَّا اَنَا وَاَنْتَ اخي فَلَا يَحِقُّ لَنَا اَبَداً اَنْ نَقُولَ اَ

    #1543257

    جهد مشكور بارك الله فيكم

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد