الرئيسية منتديات مجلس عـالـم حــواء يقال إن المنقبات يفعلن …ويفعلن…؟؟؟

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #146260
    dj karima
    مشارك

    يقال إن المنقبات يفعلن …ويفعلن…؟؟؟
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وبعد فإن من المعلوم في شريعة الإسلام أن أعراض المسلمين مصونة وأن عثراتهم محمية قال الله تعالى:يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن تواب رحيم.ولست في حاجة إلى عرض المزيد من النصوص في تقرير ذلك،فإنه أبين من أن يبين.لكن أعرض نصا أخر يرغب من يوجه إليه هذا الكلام في ترك تتبع عورات المسلمات لعل النبي صلى الله عليه وسلم يضمن له الجنة،قال صلى اله عليه وسلم:من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة فاستجب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك تفوز بوعده لا يخلف الله الميعاد.

    وإذا تقرر ذلك علم أن بعض الطلبة في هذه الكلية وغيرها ممن يتكلمون في دين بعض المنقبات الصالحات ويتتبعون عوراتهن ويتهمونهن في دينهن وصلاحهن…ليسوا على شيء في صنيعهم هذا،بل هم على خطر عظيم،قال صلى الله عليه وسلم :كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه،ويشتد الأمر ويهول إذا كان القصد من هذا التتبع مجرد الطعن فيهن بغير بينة ولا حجة،والتنقص من دينهن وإظهارهن على أنهن لا يلتزمن ما التزموه من التقوى والصلاح والدين الذي يظهرن عليه.إذ لا مسوغ له لا من كتاب ولا سنة ولا بينة،ويستوي في ذلك أن يكون ما قيل فيهن صدقا لا يخطئهن أو كذبا وبهتانا لم يُصِبْنه،قال صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته فكلا الأمرين مذموم ومنهي عنه شرعا الغيبة والبهتان.

    و يشتد الأمر -أيضا- إذا كان هذا الذي يتكلم في أعراض هؤلاء النسوة الطاهرات ويتتبع عوراتهن من أفسق عباد الله وأبعدهم عن طاعة مولاه…تلذذ من كل معصية بنصيبه ومن كل ذنب بقِطِهِ وازداد فيه – والشر لا يتلذذ منه- ثم يأتي يتكلم فيهن ويزعم أنه يقوم اعوجاجهن،وأنه إنما يصف ما بدا له منهن،ونسي أنه لا يبلغ قدر هؤلاء المنقبات الطاهرات اللواتي تكلم فيهن ونبزهن في دينهن وسمتهن ولو جد واجتهد،وقديما قيل رحم الله امرئ عرف قدره فوقف عنده.نحسبهن كذلك ولا نزكيهن على الله لكن حسبنا أن نحكم بما ظهر لنا – وبذلك أمرنا- فإن أهل الصلاح والفساد يعرفون بسيماهم وعلاماتهم الظاهرة كما قال تعالى: يعرف المجرمون بسيماهم وقال سبحانه:سيماهم في وجوههم من أثر السجود.ولو كان من تكلم فيهن مثلهن لحكمنا له بذلك،ولوجدنا سخيا جوادا لا نبخل عليه بشهادة،وإن كانت لا تسمن ولا تغني من جوع،لأن المسلم إنما يزكيه ويشهد له عمله وفعله.وإن كان ديننا يلزمنا بأن نحسن الظن بالمسلمين جميعا لا نفرق بينهم،إذ الأصل في المسلم السلامة والصلاح والخير حتى يثبت خلاف ذلك،وما حِدْنَا عن هذا المسلك -حاشا لله- ولكن الكلام يفهم في سياقه.

    كما يتناسى هذا الذي يتكلم في أعراض أخواته المسلمات أنهن لم يزلن عاصيات مذنبات مخطئات لا يسلمن من الخطإ مهما بلغن من التقوى والدين والإيمان،وينسى أن الماء إذا كان قلتين لم يحمل الخبث بمعصية أو معصيتين،ولو أنه كلما وقع أحدنا في معصية أو ذنب اتهمناه في دينه وتنقصنا منه،لصرنا كدودة القز تطوي على نفسها بنفسها إلى أن تموت،ولله در الشاعر إذ قال:

    من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

    إن تتبع عورات المنقبات والمتحجبات وإظهارهن أمام الناس على أنهن لسن كما يظن بهن من الصلاح والدين والعفة والالتزام…وأن أفعالهن وأقوالهن تخالف ما يدعون أنهن يتنزهن عنه،واتخاذ ذلك حجة لتبرير ما هم عليه من العصيان وترك الالتزام بحجة أن الدين يؤخذ جملة ولا يؤخذ منه ويترك،مسلك غير قويم ومنهج غير سليم،لأنه أولا: فيه تتبع لعورات المسلم وهو أمر منهي عنه شرع،وثانيا:لأنه منطق من كان بمنزلة الحمير والعوام في الجهل، فالله عز وجل لم يجعل عصيان بعض المسلمين سببا شرعيا في تكاسل البعض الأخر وإعراضه عن الدين.إذكل امرئ بما كسب رهينوكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا،اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا .وإلا فما يمنعك أن تكون إماما للمتقين وقدوة للسائرين إلى الله لا يَزلُِ لك لسان في عرض مسلمة غيبة أو نميمة…ولا يضل لك فكر في اعتناق منهج صحيح وعقيدة سليمة،ولا تميل لك جارحة عن سلوك القويم يمنة أو يسرة؟؟ما يمنعك من هذا كله إن قدرت عليه؟؟إنه التسويف والتكاسل والتخاذل ووسوسة الشيطان وربما استدراجه رويدا رويدا ليس إلا.

    وإن أول من يعلم فساد هذا المسلك – أعني اتباع عورات الطاهرات وإشاعة أمرهن بين الناس تنقصا منهن وشماتة بهن- أتباعه،فلو أن أحدهم كلف نفسه تدبر قوله تعالى:بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره واطلع على بيان العلماء لها لعرف ذلك وأبصره،ولرجع عن اعتذاره واحتجاج ومعاذيره في ترك الالتزام والطاعة،فإن المسلم لا يكذب ربه بل يؤمن به ويصدقه.ولكف لسانه وجوارحه عن الوقيعة في أعراض أخواته الطاهرات ونبزهن بمخالفة أقوالهن لأفعالهن وإن وقع منهن ما وقع،فإن الله ستير يحب الستر،لاسيما إذا كان المرء غير متيقن من اتهامه لهن وهو أغلبه،فإن ما ثبت بيقين لا يزال إلا بيقين وأعراض الناس ليست خارجة عن اليقين.

    إن نبز الطاهرات بأنهن يفعلن كيت وكيت وأن التزامهم باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب تهمة مشينة تدل على سوء في الطوية وهوى في النفس قد يكون حسدا أو بغضا أو نكولا عن الحق لا مسوغ له إلا التسويف ووسوسة الشيطان أو تشفيا وشماتة بالصالحات والطاهرات لاسيما مع عدم البينة،وإلا فإن المسلم الصادق الراغب في النجاة لا يضره من ضل إذا اهتدى هو،ولا من فسق إذا اتقى،ولا من عصى إذا أطاع…قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون.وما يضرك أنت إذا كانت المنقبات يتعرين ويخلعن حجابهن إذا ما اخلوا بمحارم الله،أو يرقصن إذا اختفين عن أنظار الناس،أو يسئن التصرف إذا عاملهن الغير مثلك أو يفعلن ويفعلن …؟؟

    إن المسلم لا يتربص بأخواته المنقبات والمحجبات ولا يترصد لهن،عين تنظر ما يصدر عنهن من أفعال وأعمال تقبح،وأذن تتجسس وتنظر ما تنطق به من الهفوات والزلات لإشاعتها بين الناس شماتة تشفيا وظلما…ما هكذا يكون المسلم مع أخته المسلمة؟؟وليعلم هذا الذي يتتبع عورات أخواته أنه أقام الحجة على نفسه منذ أن وطأت قدماه هذه الكلية إذ لا يعدم أن سمع فيها يوما ما حديث النهي عن تتبع عورات المسلمين وحسبه ذلك واعظا قبل أن يكون هذا الكلام الذي قرأه هنا حجة عليه.

    وما قيل في المنقبات والمحجبات يقال في إخوانهن،فإن المسلمين سيان تتكافأ دماؤهم وأعراضهم.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    اخوكم  عبد القادر لنرفع شعار التحدي و عدم السكوت عن الحق

    #1541511

    شكرا لكم .. جزاكم الله خيرا

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد