الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › براءة الاسلام من … براءة المسلمين. بقلم نايت الصغير عبد الرزاق
- This topic has رد واحد, مشاركَين, and was last updated قبل 11 سنة، 9 أشهر by
جبل أحد.
-
الكاتبالمشاركات
-
23 سبتمبر، 2012 الساعة 2:48 م #146146
Mohamed Rkhissi
مشاركبراءة الاسلام من … براءة المسلمين. بقلم نايت الصغير عبد الرزاق
22سبتمبر
2012
براءة الاسلام من … براءة المسلمين. بقلم نايت الصغيرعبد الرزاقالآن و قد مرت العاصفة و هدأت بعض العقول , و بعد أن أحرق من أحرق و نهب من نهب و بعد قتل السفير الأمريكي و التمثيل بجثته, لنقف و لو للحظة قصيرة و نقوم بتقييم ما “أنجزناه” , و ما هي النتائج التي حققناها و العبر التي استخلصناها ؟ و هل أتعضنا بما سبق و هي ليست المرة الأولى و لن تكون الأخيرة التي يتم فيها الاعتداء على الدين الإسلامي و رموزه خاصة و على كل الأديان بصفة عامة في الغرب ؟ هل تحسنت صورتنا و صورة الإسلام لدينا أولا و لديهم و نحن أول من أساء للإسلام قبلهم بتخلفنا و جهلنا و ردود أفعالنا الحيوانية لاستفزازات غربية مدروسة علميا و اجتماعيا و سياسيا تهدف في أغلبها لتحقيق استراتيجيات بعيدة المدى لن يستطيع فهمها و التعامل معها
شيوخ لازالوا يعيشون في القرون الغابرة و ينتظرون أوامر سلاطينهم و مخابرات أمريكا ليقرروا لنا كيف “نندّد و نشجب و نستنكر” ,و زعماء سياسيون أغلبهم عملاء و خونة لأسيادهم في واشنطن و لندن و باريس …
بافلوف و التوريادور …
و كأننا أصبحنا فئران تجارب لدى الدوائر الغربية , و كأنهم صاروا يتحكمون حتى في ردود أفعالنا و يقررون متى “نثور” و إلى أي مدى يمكننا أن نصل في ذلك و يوجهوننا مستعينين في ذلك بأذنابهم في مجتمعاتنا , نحن نُسيَّر بردود الأفعال و ليس بأفعالنا , و حتى ردود أفعالنا لا نتحكم فيها .
الغرب صار يعرف جيدا نفسية المجتمعات المسلمة التي غرقت في فكر الكهنوت و التكفير و كره الآخر المختلف حتى و إن كان مسلما مثله , هم يتعاملون معنا الآن و في مخيلتهم ماكان يحدث عندهم في القرون الوسطى من طغيان للجهل و الكهنوت و صكوك الغفران و هم “لأنهم يقرؤون و يستفيدون من التاريخ” يعرفون الكوارث التي كانت تُرتكب باسم الدين …و يشجعوننا على إتباع هذا السبيل و يدفعون المال و السلاح و “المشورة” و الدعم لحركات “قروسطوية” لتتحكم في رقابنا باسم “الثورات” !
سأكون أكثر صراحة و واقعية و و قسوة و سأقول أنهم يتعاملون معنا كحيوانات في أغلب الأحيان , فهم يروننا ككلب “بافلوف” الشهير و منعكسه الشَرطي لا نتحرك إلا إذا رنّ لنا جرسهم و لا يسيل لعابنا إلا إذا قرروا , فيعتلينا ذلك الشعور الكاذب بأننا نُحقق أهدافنا و نحن لسنا في الحقيقة إلا “كلابا” تخضع لقراراتهم و “أجراسهم” و صعقاتهم الكهربائية !
في بعض الأحيان أيضا يتعاملون معنا و كأننا مجرد ثيران في حلبات المصارعة الاسبانية الشهيرة , يخرجوننا من ” الإسطبل” متى أرادوا , و ما على المصارع إلا أن يلوح لنا بقطعة قماش ليثيرنا و يستفزنا و يجعلنا نرغي و نقرر “الثأر” لكرامتنا و لكن كما أراد لنا هو , فنناطح القماشة و ننسى صاحبها الذي يستغل كل هجمة منا ليغرز سهما آخر في أجسادنا الضخمة البليدة و ليستنزف دماءنا و طاقتنا ثم يقرر هو مصيرنا …عودة إلى الإسطبل في انتظار الحلقة القادمة أو ضربة سيف قاتلة تريحنا من عذابنا و تريح العالم أيضا من بلادتنا !
عن “براءة المسلمين” … !
“براءة المسلمين” …ذلك الفيلم الهابط الذي لم يكن صاحبه “الهابط أيضا” يحلم بمثل هذه الشهرة , ممثلون نكرة يصعب حتى نطق أسمائهم , كان موجودا على الأنترنت منذ ما يقارب الثلاثة أشهر و لم ينتبه له أحدا حتى تاريخ ال 11 من سبتمبر الماضي و التي تزامنت مع ذكرى أحداث نيويورك 2001 “ليست صدفة” …لم يسمع به أغلبية المسلمين و العالم حتى جاءتنا صور بنغازي و السفير الأمريكي …يُسلخ !
لن نتحدث عن منتج الفيلم و مخرجه الذين يجب ملاحقتهم قضائيا و ماليا و ثقافيا و سياسيا و اجتماعيا و بطرق إنسانية و حضارية , فهم ليسوا مشكلتنا الحقيقية , لأن هذا النوع من الأنذال و المرتزقة لن ينقرضوا و سيبقون دائمي التواجد بيننا …
المشكل فينا أولا و أخيرا …الشيء الوحيد الذي أتفق فيه مع صاحب الفيلم هو عنوانه “براءة المسلمين” و فيه نوع من السخرية من “براءتنا” المزعومة و التي ندعيها و نحن لسنا أهلا لها …نعم المسلمون اليوم ليسوا بريئين !
هل أحسنّا تسويق صورتنا للغرب , هل حقا نحن على خطى و أخلاق الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام ؟ …لا أظن
لنضع أنفسنا أولا مكان مواطن من الدانمرك أو السويد و هو يقرأ عن فتاوي رضاع الكبير و زواج الفتيات في سن السادسة و جماع المرأة الميت و جلوس المرأة على الكرسي حرام و آخر يفتي بجواز أكل لحم الجن و أن توم و جيري حرام و غيرها من الكوارث “الدينية” التي بهدلت بالإسلام و يطلقها دجالون لديهم الملايين من الأتباع .
كيف ستكون نظرة هذا المواطن الغربي لفتاوى تحرم على المرأة قيادة السيارة و تعتبرها نجاسة , كيف سيكون موقفه و هو يرى فتاوى وعمليات الذبح و السلخ باسم الإسلام ؟؟ سيصاب بالدهشة و القرف من هذا “الدين” , و هذا هو حال العامة في بلاد الغرب …صورتنا صارت “وسخة” جدا بسببنا نحن و ليس بسبب الغرب …
كيف نريد أن يحترمنا الغرب و نحن من فتحنا منابرنا و عقولنا و عقيدتنا لدجالين مرتزقة دمويين تكفيريين عاثوا في سماحة الإسلام فسادا ؟ نحن أول من اقترف جريمة الإساءة للإسلام بإتباعنا لمثل هؤلاء الكهنة الدجالين الذين جعلوا منا مضحكة الإنسانية و التاريخ و الجغرافيا , علينا أن نتحرر أولا من مثل هؤلاء و نحترم أنفسنا و عقولنا قبل أن نطالب الغير باحترامنا …
من مشاهدتي لبعض الدقائق من ذلك الفيلم رأيت أن المخرج و بخبث كبير لم يقم إلا بسرد بعض “الروايات” الغريبة التي تُنسب لرسول الله (ص) و تسيء لمن قال عنه سبحانه ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ” و هي روايات صارت شبه قرآن و “متفق عليها” و لا يجوز التشكيك فيها حتى و لو كانت هي أول من يسيء لنبينا الكريم …لننظف أمام بابنا أولا , كما يقول المثل الفرنسي …لسنا بريئين !
و ماذا بعد ؟
من سخريات القدر أن أشهر و أنجح عمل حاول مخاطبة الغرب ليفهموا رسالة الإسلام السمحة و سنة رسوله الكريم كان فيلم “الرسالة” للمخرج السوري مصطفى العقاد و الذي انتهى ضحية لعمل إرهابي انتحاري هو وابنته , نتيجة فتاوى تُنسب لرسول الله …و كأنهم يقولون أنهم الوحيدين الذين سيخاطبون الغرب بفتاويهم الشهوانية الدموية ليزيدوا صورتنا “إشراقا” …
و من سخريات القدر أيضا أن من تكفل ماديا بإنتاج فيلم الرسالة كان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي و الذي انتهى أيضا مذبوحا و مغتصبا بسبب فتاوى تنسب للإسلام كذبا و تُعرض جثته على الجماهير لعدة أيام أمام طوابير بالآلاف جاؤوا ليأخذوا صورا أمام جثة متحللة مع أطفالهم و أمام …الكاميرات الغربية , لترى مدى احترامنا لحرمة الأموات في مجتمعاتنا و تزداد احتراما لنا …هذه هي صورتنا عند الغرب !
لنعد إلى بداية القصة و سلسلة الإساءات و اشهرها و لنستعرض ما حققناه من “انجازات”
…كانت البداية مع رواية “آيات شيطانية” لكاتب هندي مغمور يسمى سلمان رشدي , يعاني من فقر مدقع و يسكن الأحياء الشعبية و “يتشعلق” كل صباح في حافلات النقل الهندية المشهورة ليصل عمله , رواية لم يكن ليسمع بها حتى أصدقاءه المقربون , لتقوم الدنيا و لا تقعد بعد أن قرأها أحدهم صدفة و تبدأ المظاهرات و الحرق و فتاوى القتل …و النتيجة أن ذلك النذل أصبح الآن مليونيرا من أغني الكتاب في العالم يقود “رولس رويس” و يحرسه رجال أشداء و يحصل على جائزة نوبل و يصبح “رمزا” للحرية و يضعنا نحن المسلمين في صورة الهمج …
توالت بعدها “الإساءات” من تلك المرأة الصومالية التي أصبحت “بفضلنا” نائبة في البرلمان الهولندي , و ذلك النائب الهولندي الذي ازداد شعبية و فاز بدورة أخرى في البرلمان الهولندي , و رواية “أعشاب البحر” الهابطة التي كان يعلوها الغبار في رفوف مكتبات القاهرة لتصبح فجأة « best seller » و تبيع الآلاف من النسخ في أيام معدودة بفضل أحد الشيوخ الذي رأى أنها “مسيئة” …و القصص كثيرة و النتيجة واحدة !
آخر سيناريو , فيلم “براءة المسلمين” و الذي يبدو أن أهدافه ليست ثقافية و اجتماعية فقط كما كان يحدث سابقا , فهناك أمور سياسية و إستراتيجية كبرى بدأت تظهر بعض ملامحها و سنتحدث عنها في مقال آخر , و سنكفي بالحديث عن أبرز “انجازاتنا” كالعادة بعد الحادثة , و هي تتلخص في عملية “سلخ” السفير الأمريكي الذي لاناقة له ولا جمل في القضية و هو الذي كان تحت ميثاق العهود و الأمان في تقاليدنا , و حوالي 12 قتيلا في اليمن و السودان و مصر و تونس , وخسائر مادية بالملايين ستدفعها الدول المسلمة و من جيوب فقرائها كالعادة …و 40 مليون مشاهد للفيلم أغلبهم مسلمون !
و لكن ابرز نتيجة و هي الأهم بالنسبة لنا و” لهم” خاصة …عودة المارينز و الطائرات الأمريكية إلى التحليق في سمائنا بحجة الدفاع عن سفاراتها و موظفيها …و فقط !
نفاق أو جهل ؟
يتحكمون حتى في “مظاهراتنا” و يسيرونها كما يريدون عبر أذيالهم المتأسلمين في بلداننا, الناس ربما لا تعرف أن منتج و مخرج الفيلم إسرائيليين , فلماذا لم يتجه من نادوا للتظاهر للسفارة الإسرائيلية في القاهرة ؟
لماذا لم تتجه المظاهرات إلى السفارات السعودية و هي من أكبر الممولين للاقتصاد الأمريكي و للإنتاج السينمائي في هوليود عبر أمرائها و أثريائها الذين يملكون حصصا كبيرة في ابرز شركات الإنتاج السينمائي الأمريكي ؟
لماذا لم نرى نفس ردات الفعل و المظاهرات و أطفال غزة “وقبلهم أطفال العراق” يُحرقون منذ بضع سنوات بقنابل الفوسفور الأبيض و هي جريمة أكبر من الإساءة للرسول الأعظم , لماذا لم نتحرك و نحن نرى أنجاسا من المارينز و هم يتبولون على جثث مواطنين أفغان , لماذا لم تحركنا صور سجن أبو غريب في العراق؟
متى سنترك المجال للمفكرين و المستنيرين و الفلاسفة ليتكفلوا بالرد عوض ترك المجال لدجالين مأمورين و للغوغاء ؟
قلناها و سنعيدها , نحن أول المسيئين لرسول الله (ص) , بجهلنا و نفاقنا , و سنبقى دائما حقلا للتجارب و لمخططات أمم جعلت من العلم و العقل طريقا لها …و قد وجدوا لنا الثغرة طالما أن “فكر” الغوغاء و الجهل هو من يتحكم فينا …
نايت الصغير عبد الرزاقمنقووووووووووول
24 سبتمبر، 2012 الساعة 10:39 ص #1540572جبل أحد
مشاركإنشاء قائمة