……… بعد مرور برهة من الزمن وجدتها تحن لي حنينْ لم أشعر به من قبل،حنين يحطـم كل شيء يقف أمامه ، كم تمنيت كثيراً بحب يحيطني ،يضمني ، يحويني يأخذني من تحت ذراعي يأخذني في دنيا كلها وردً وفلً وأزهار . أتاني ………………………… لقد أتى أخيراً بعد غياب طويل من وراء آفاق السماء الرحب لعله ينجيني من العــدم ……………………………… .

ليته لم يفعل فـ لقد انتشلني من غيبوبة لم ولن أكن أشعر بها من قبل ، لقد أصبح روحي وكياني دمي المتغلغل في الشرايين ، ـ كيف لي أن أوصف لكم ـ أصبحت أحس بشيء نادر في الوجود . ما كُـنت أشعر بالحياة قبل أن تتلاقى عينانا ، لقد كنت أعيش في صحراء كبرى ولما توحدت أرواحنا هطلت علينا زخات من أمطار الحب ومياه العشق أذابت جليد كل الأيام الماضية ورطبة رمضى كل السنوات الفائته ، لقد دبت الروح في هذا الجسد العليل فأثار منتعشاً مفعماً بالحيوية والنشاط يود ولو إن الدنيا كلها ترشف قطراتاً من ذلك الينبوع المتدفق الفياض ، باليت الزمان يرجع وياليت الأيام تعود أدراجها حتى أشب وأُشـب على ذلك الدفيء الروحي .

………. تخيلتها ذات يوماً وهي تجلس في محرابي الرباط المقدس كي تشاركني عمري ، تجلس إلى جواري ترتدي ثوبها الأبيض الجميل المرصع بالعشق والسعادة في داخله مع كل الأمنيات الطيبة ويتلألأ على جسدها الجميل أجمل وأحلى الجواهر والدرر وأغلى أنواع الذهب والمجوهرات ………………، وفي يوماً قائضاً شديد الحر تصببا العرق من جميع جسدي وأنا أتابع عمال البناء وهم يبنون ثم ينتهون من أعمال البناء لأجل عشاً بل لأجل قصراً يجمع قلبينا، وفي تلك اللحظات اتجهت إلى البيت حاملاً معي بعض اللقطات الفوتوغرافي ( الصور ) كي اطلع زوجة المستقبل وأهلها على ذلك البيت وبعض الأثاث الجميل ، ركبت السيارة أرها معي تجلس إلى جواري في المرآة عن يميني ويساري فوقي في صفحة السماء الزرقاء وإذا بطرقات عنيفة ظننتها حاثاً سيقضي على حياتي ، ولكني اكتشفت عقب ذلك إنها طرقات أخي توقظني من نومي كي نؤدي صلاة الفجر فنتوضأ ، وصليت وتمنيت من الله داعياً  وراجياً أن يراودني ذلك الحلم كي يصبح حقيقتاً في يوماً من الأيام .………………………………
……
ولولا أخي يطرق باب غرفتي لأستيقظ من نومي لكنت أكملت لكم بما شعرت به من مشاعر وهواجس في حلمي الجميل .
      

وغــــادةً قالـــــت لأترابها يا قوم ما أعجب هذا الضريرُ
أيعشق الانسان ما لا يرى قُـلت والدمع بعيني غزيرُ
إن لم تكن عيني قد رأت شخصها فإنها قد موثلت في الضميرُ