مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #14601
    نجود
    مشارك

    دعونا نعود للوراء نقلب صفحات التاريخ .. لنأخذ منه عبرة ، ونسترجع خبرات الأولين .. عسى أن تنفعنا فى يومنا هذا. حضرة صاحب السعادة محمد طاهر باشا خال الملك .. وأكبر المربين العالميين للخيول العربية الأصيلة .. اسند إليه الملك رئاسة الجمعية الزراعية الملكية .. وهو ليس طبيباً بيطرياً ولكنه كان ذو حس مرهف وذوق رفيع ، بعيد النظر .. يملك كل القومات الفنية التى يجب أن يتصف بها مربى الخيول.
    لم يكن يتقاضى راتباًً بل كان متطوعاً ، مخلصاً ، يحمل أمانة شديدة على كتفيه .. وهى أمانة المحافظة على تراثنا من الخيول العربية وتنميتها .. وكانت أول قراراته أن تم تعيين الفارس المجرى الجنرال بيدكر مديراً لمحطة الزهراء .. وخصص له شقة وسيارة بمصر الجديدة أمام الميرلاند حالياً ومزودة بالمياه والكهرباء .. إلا أن الجنرال رفض وانتقل بزوجته ليسكن فى حجرة داخل محطة الزهراء ورضى أن يعيش بدون مياه متدفقة ، أو كهرباء وقرر أن يقيم وسط الخيول والسياس ليعيد صياغة خطة إدارة محطة الزهراء ووضع أسساً قوية ونظريات علمية فى كيفية إدارة الإسطبلات. وكان يشرف بنفسه من الساعة السادسة صباحاً وحتى المساء على غذاء الخيول جواداً جواد ، وكان لا يسمح بحبس الجياد فى البوكسات بدون ترويض وكان يضع خطة انتخاب الطلائق من خلال لجنة استشارية فنية عالية الرتبة برئاسة طاهر باشا .. وخرجت من تحت إدارتها أجمل الخيول المصرية أمثال نظير، وسيد أبوهم ، السريع ، سيف.. وكانت الزهراء مزار الملوك ورؤساء العالم .. وكانت أعظم الهدايا التى تهدى لهم هى مهر صغير من نتاج المحطة!!! وزهراء الغد فى حاجة إلى كثير من الخطط العلمية بعيدة المدى من أجل إعادة صياغتها بشكل اقتصادى ذو إمكانيات فنية راقية تجعل منها مصدر إمتاع للعالم من أجل المحافظة على عراقة الحصان العربى .. ولا يجب أن يكون كل هدفنا أن نملك المئات من رؤوس الخيل دون أن ندقق فى خطة التربية وتحسين السلالات .. إذاً فالأمر يتعلق بالكيف وليس بالكم، وأن هناك كثير من كبار المربين الأمناء الذين يمكن أن يقدموا يد العون بشغف وحب من أجل أن تكون هناك لجنة استشارية دائمة يمكنها أن تحدد سياسات انتخاب الطلائق وتحسين النتاج. إن مزرعة الزهراء فى حاجة شديدة إلى أن تعود بخيولها إلى أطراف الصحراء بعيداً عن الكتل الخرسانية لتستنشق الجياد هواء البادية بعيداً عن تلوث المدينة المزدحمة .. إن كل محبى الجواد العربى يحلمون بزهراء جديدة تبنى طبقاً لأحدث النظم المعمارية ومزودة بكل الخدمات ومراكز البحث البيطرى والغذائى ، ومركز لتدريب الخيول والفرسان ليكون مزاراً دائماً على مدار العام.. إن الزهراء يجب أن تتبنى عشرات المهرجانات سنوياً والتى تبرز أحلى ما عندنا من إنتاج. إن خطة بيع النتاج لابد وأن تخضع لمقاييس علمية ومنطقية .. حتى لا نندم يوماً على ضياع أغلى ما نملك. إنه اصبح أمراً معروفاً أن إدارة الإسطبلات أصبحت علماً يدرس وله أصوله وقواعده .. ولا مجال للاجتهاد .. ولا مكان للبيروقراطية .. فحيث يتواجد الجياد لابد وأن يتواجد راعى للجواد يستطيع أن يفهم لغته وأن يتحسس آلامه .. وأن يملك فى يده قطعة سكر لإسعاده.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد