الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات الدول العظمى تخاف ماتختشيش

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #145787
    حسام حربى
    مشارك

    هناك نمط لا يكاد يخطىء فى العلاقات الدولية بين القوَى العظمى والدول الأصغر، وهى أنه كلما قَدمت الدول الصغيرة تنازلات كلما فتحت شهية القوى العظمى لمزيداً من التنازلات وليس العكس. كما يصير الموضوع بعد فترة حقاً مكتسباً وليس صفقة، فتعتاد تلك الدولة أن تأمر وتلك الدويلة أن تنفذ حتى إن لم تأخذ مقابلاً وكأنها دخلت فى بيت الطاعة قبل إصدار قانون الخلع

    فدولة كالعراق قبيل غزوها كانت وافقت على تدمير صواريخ الصمود2 شديدة البأس والتى قال الشيخ القرضاوى وقتها أنه يشعر بأحد أضلاعه يتحطم كلما عَلِم بتحطيم أحدها.. وكلنا نعلم ما حدث لهم بعد أن إستجابوا لطلبات الغزاة، ونجد أمثلة كثيرة لتنازلات قدمتها بلد محاصَرة إقتصادياً كسوريا منها تعذيب معتقَلين لحساب أمريكا كالمواطن السورى-الكندى ماهر عرار (والذى لم نكن لنعرف عنه إلا لأنه يحمل الجنسية الكندية وبالتأكيد هناك آخرون أقل حظاً) ومنها إعتقال المتطوعين الذاهبين للمقاومة فى العراق بعيد الإحتلال على الحدود والتنكيل بهم، وأمثلة أخرى لتعاون إستخباراتى سودانى مع أمريكا رغم أن السودان عليها عقوبات ومن الدول المغضوب عليها أيضاً، ومؤخراً تنازلات السلطة الفلسطينية المجانية المستمرة لإسرائيل رغم إلتهام المستوطنات اليهودية لأرض شعبها يوماً بعد يوم كما ينخر السوس فى الخشب، أضف إلى ذلك مرمطة تركيا العلمانية قبل صعود الإسلاميين فيها للإنضمام للإتحاد الأوربى وعدم حصولهم على شىء سوى الذل والإهانة أيضاً. والمشترك بين كل تلك الأمثلة أنهم يقدمون شيئاً دون أن يأخذوا شيئاً سوى رضى الحبايب

    وعلى الناحية الأخرى نجد فى حالة إيران وكوريا الشمالية اللتان تتعاملان مع الولايات المتحدة بِنِدّية أقرب إلى التعالى راسنا براسكم رغم صعوبة وضعهما الإقتصادى فى ظل العقوبات أن أمريكا ترد على ذلك بالتعامل معهما بإحترام شديد وتسعى جاهدة للوصول معهما لإتفاقات ترضيهما لوقف مشروعهما النووى، بل إن إيران وكوريا يتشَرّطان واضعتان رجلاً على رجل ويحرقان دم المفاوض الغربى دون أن يأخذ منهما حقاً ولا باطلا. ونجد أن أمريكا تستعد الآن للإنسحاب من أفغانستان وتسعى للتفاوض مع طالبان رغم أن خسائرها من الجنود هناك محدودة جداً إذ لم تصل حتى لألفى قتيل خلال أكثر من عشر سنوات، وطالبان حركة ضعيفة عدداً وعتاداً بكل المقاييس خاصة إذا ما قورنت بجيوش أربعين دولة حديثة لها 150 ألف مقاتل هناك. ونجد أن رَجلاً مثل حسن نصر الله يحظى بإحترام شديد ومصداقية فى إسرائيل أكثر من مصداقية زعماء الدولة العبرية نفسها، و وقْع تصريحاته فى نفوس مواطنيها لا يقارَن بوقع تصريحات رجل مثل محمود عباس (هذا إن إكترثت الصحافة الإسرائيلية بنقل تصريحات عباس أصلاً)

    وهكذا تتجلى حكمة الفلاح المصرى الذى إخترع عبارات مثل عالَم تخاف ماتختشيش و أخرة خدمة الغُز علقة منذ الأزل ليصف مثل تلك الحالات موضحاً لنا أن ما نتحدث عنه هو فى الحقيقة نمط قديم لم يتغير يوماً.. فالمتجبر لا يفهم غير لغة القوة ويحتقر الضعفاء اللاهثين وراء إرضاءه، بينما يحترم ذوى الكرامة الواقفين أمامه مرفوعى الرأس رافضين الإنصياع لأوامره حتى إن كانوا فى حالة عداء معه. والقوَى العظمى فى ذلك تماماً كالفتاة الحسناء التى إعتادت سعْى الرجال إلى إرضائها وإنتظار إشارة من أصبعها فلا يملأ عينها إلا الواد التقيل الذى لا يكترث بها ويضربها على دماغها. وفى كل هذا تأكيداً لسنة الحياة العامة فى أن الحلول السهلة (كالإستسلام) تكون مريحة على المدى القصير لكنها ذات عواقب وخيمة فيما بعد، بينما الحلول الصعبة (كالصمود) تكون عسيرة وأحياناً شديدة المرارة فى البداية لكن نهايتها أفضل كثيراً مادياً ومعنوياً شريطة الصبر للنهاية

    ولست أدرى أأضحك أم أبكى عندما أرى مسلمين تحت النيران غارقين فى دمائهم يرددون بآخر ما تبقى لهم من قوة الإسلام دين السلام! الإسلام دين السماحة! قبل أن تزهق أرواحهم، فعندما لم يكن الإسلام دين السلام والسماحة وعندما لم يكن المسلمون معتدلون -وتحديداً قبل القرن التاسع عشر- لم يكن الغرب يجرؤ على الدوسان لهم على طرَف فضلاً عن إستعمارهم وتقسيمهم وإذلالهم.. فهل نتعلم شيئاً من كل ذلك؟

    #1537391

    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى اله على سيدنا محمد وعلى آله الاطهار وصحبه الكرام

    جزاك الله عنا كل خير مجهود مشكر

    #1537396

    مشكور اخي حسام
    علي هالموضوع الجميل
    تحياااتي………….

    #1538304

    الله تعالى يقول واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم
    والقوه هى الرد المباشر على من بغى وطغى وليس السلام فديننا لا يدعوا الى الاعتداء على الغير ولكن من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم فأين نحن من هذه الايه نحن فى زمن الخزى والخذلان لكل الاسلام والمسلمين والسبب التفرق وحب السياده لكل الحكام العرب فلو ان كل دوله من الدول العربيه القويه كمصر والسعوديه والكويت ودول الخليج عامه منعوا ملياراتهم من الدخول الى امريكا واتحدوا بقوه واحده ياالله سنكون اقوى جيوش العالم بالاسلام وقوته وبالمال والنفوس المشتاقه للجنه ولكن تلك امانيهم والى ان يتحقق هذا الحلم فلنا الله من قبل ومن بعد

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد