السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في موضوعي هذا عدة تساؤلات .. أُريد التأكد منها فقط لا أكثر!

أولاً: ” لا سلبيات في الإختلاط ” !!

هكذا كان عنوان المقالة لوزير التربية بإحدى الجرائد المحلية .. و لا أذكرها أيهما .. لأني أضعت الجريدة.
في الحقيقة .. لم أقرأ المقال بأكمله .. لكن كما يُقال: ” المكتوب مبّين من عنوانه ”
فهل حقاً لا سلبيات في الإختلاط ؟؟!!!!!

لقد سمعتُ – والله العليم – أنه سوف يتم تطبيق الإختلاط خلال السنوات القادمةعلى مراحل الإعدادية و الثانوية !! إختلاط للسن الخَطِرة .. إختلاط للمراهقين !!

دعوني أحكي لكم القصة التي روتها لي أختي .. تقول: (( كنتُ ذاهبة إلى المدرسة لأخذ إبنتي – مع العلم أن إبنتها تدرس بمدرسة تُطبق ما يُسمى بالتعليم الأساسي – تقول: إنتظرت خارج المدرسة إلى أن فُتِحت الأبواب و خرج الطلاب و الطالبات و أنا أتأمل هذا المنظر أسفاً .. و مما زاد الطين بِلة أنني رأيت ابنتي تركض هي و زميلتها و لسان حالهن يقول : ” هل من مُغيث ؟ ” .. تُرى ما بال إبنتي تركض بهذا الذعر و الخوف .. ثم صعدت السيارة و هي تتنفس الصعداء .. فسألتها: ما بالك؟ .. فقالت: أن هناك فتى في صفهم يجري خلفهن اليوم .. و قلتُ مستغربة: و ماذا تعنين باليوم؟ قالت: أنه يُلاحق في كل يوم فتيات مختلفات … و اعجبي ! و لماذا يُلاحقكُن حبيبتي؟؟! قالت: يُريد تقبيلنا !!! فكانت الطامة الكبرى !!
ويحُ نفسي .. يُريد تقبيلكُن؟؟ قالت في إستحياء: نعم .. قلت لها أين هو، دُلّيني عليه .. فأشارت إليه .. فإذا بفتى لا يصح أن يُقال له طفل !!!!! إنكم لو تروه .. تظنونه فتى في الثانية عشر من عمره .. و لا أدري ما الذي وضعه بالصف الثاني إبتدائي مع ابنتي ؟؟!!!!!
المصيبة أنها تقول أنَ المُدرسات يعلمن بأمره و لكن لم يعرنه أي إهتمام …. و هذا أصل سؤالي .. إذا كان هذا هو حال المُدرسات .. فلماذا الإختلاط ؟؟!!
والله أني أخاف على ابنتي من هؤلاء .. و خاصة عندما رأيتُ أن أكثرهم ذات أذقانٍ و شنبات !!
أخاف من أن تحدث الكارثة …. أوتعلمون ما الكارثة؟؟ .. لا داعي لأن أسردها .. فأنا أشمئز من سرد هذه الكوارث !!
فهل حقاً لا سلبيات في الإختلاط ؟؟!!!!

ملاحظة: الإختلاط الذي عنيته إنما هو إختلاط المُراهقين .. إختلاط أخطر مرحلة يمر بها المرء.

آتي الآن إلى خبر الصاعقة و لا أدري إن كان صحيحاً .. و ليسامحني الله إن كان (إشاعة) .. و لكني أظن أنه يحق لي أن أستفسر عنه.

يُقال أنه في خلال السنوات القادمة سوف يتم تغيير منهج التربية الإسلامية !!!!

البعض يقول أن ذلك سيحدث بسبب العولمة !!!

كيف ..؟ ولماذا ..؟ وما هي هذه العولمة حتى تحدث أمرا خطيرا كهذا..؟!!
و لا أدري ماذا تكون هذه العولمة لتتحكم في ديننا الإسلامي؟؟!!

يا سبحان الله .. يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز { أفحكم الجاهلية يبغون و مَن أحسن من الله حُكما لقومٍ يوقنون } صدق الله العظيم …. و ما التغيير الذي سيحدثوه يا هل تُرى؟؟!!!

فقط سوف يلغون دروس المعارك و الغزوات التي خاضها رسولنا الكريم صلوت ربي و سلامه عليه و المسلمين .. و لعمري أنهم لا يلغون سوى الجهاد في سبيل الله الذي أصبح في نظرهم أو بالأحرى في نظر العولمة يُسمى إرهاب !!

يا سلام .. هل أستطيع أن أُصفق لهذا التغيير…. ؟؟!!

ليعذرني السادة والسيدات على ذلك ..فهذه لحظة جنون مؤقتة!!

لقد أرعبوا الناس من كلمة (الجهاد) ، فأصبح الجهاد في نظر الكفار هو : ( الإرهاب ) ، و أما إرهابهم هم .. فلم يعد إرهاباً .. حتى رسخت هذه الفكرة و هي أن الجهاد قرين الإرهاب في ذهن السُذّج من المسلمين .. و نسوا أن الجهاد هو مصدر عزة الإسلام و خوف الكافر . و ما ترك قوم الجهاد إلا ذُلُّوا كما هو مُشَاهَد.
بل و يتجرأون على النيل من المعصوم و يقولون عنه إرهابياً .. ناسين أنه صلوت ربي و سلامه هو من أنقذهم و جعل منهم أُمةً لها شأناً عظيم:
أتسأل عن أعمارنا أنت عمرنا ** و أنت لنا التاريخ أنت المحرر

هذا معناه أنهم يُريدون إنشاء جيلاً لا يعرف غزوة بدر .. لا يعرف معركة حُنين .. لا يعرف غزوة أُحد .. يُريدون إنشاء جيلاً مُفرط في المزاح .. منغمس في الملهيات.

كلا و ألف كلا .. إننا نريد رجالا أشداء لا ينثنون للريح، يشقون الطريق بعزم وجد، لا تلهيهم كرة، ولا يضيعهم تلفاز ولا هراء، وقتهم أعظم وأثمن من أن يضيع في مثل هذه الترهات.
نريد من يأخذ الحياة بجد، فالحياة الحقيقية للشجعان الأقوياء العاملين، ولا مكان فيها للكسالى والتنابلة والبطالين والمتخاذلين.
نريد من يشق طريقه معتمدا على الله بعيدا عن التفكير الهامشي السافل، التفكير في الشهوات، التفكير في الملهيات، والركض ورائها والتفكير المادي المنحط.
نريد شباب يتربى على معالي الأمور، ويترفع عن سفاسف الأمور .
أين نجد هؤلاء الشباب ؟
أنجدهم في المسارح، أعلى المدرجات، أعلى الأرصفة ؟
لا… إنما نجدهم في حلقات العلم والتعلم، في بيوت الله، في الأمر والنهي.
فلتأخذ الحياة بجد، ولتُعد الأنفس ليوم الشدائد، فما ندري ما المرحلة القادمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته