مرة أخرى، سيستضيف معرض كونكورز دي إليغانزا فيلا ديستي الذي يقام على ضفاف بحيرة كومو في إيطاليا منذ العام 1929 حدثا مهما وهو كشف BMW عن السيارة الرياضية «زاغاتو كوبيه» Zagato Coupe والتي طورتها وصنعتها ضمن برنامج تعاون بينها وبين الشركة الإيطالية العريقة زاغاتو على أساس سيارتها الرودستر Z4. ويقام المعرض من 25 إلى 27 مايو الجاري.

وليس جديدا تعامل BMW مع الشركات الإيطالية، فقد شهد العام 1939 تطوير شركة إيطالية لنسخة سباقية من 328 لتشارك بها BMW في سباق «ميلا ميليا» Mille Miglia الإيطالي الشهير ويعني «سباق الألف ميل»، وحققت السيارة الفوز بلقب السباق في السنة التالية 1940 وهو السباق الذي شهد أول مشاركة رياضية لشركة امتلكها إنزو فيراري وكان أسمها «أوتو أفيو كونسترزيوني» ونافست بالسيارة Tipo 815.

وعادت BMW إلى ميلان في عام 1954 لتشتري من رينزو ريفولتا، مؤسس شركة ISO تصاميم وتراخيص ومعدات إنتاج السيارة المايكرو الأسطورية «إيزيتا» Isetta.

والآن، وبعد ما يقرب من الستين عاما، تسنح الفرصة من جديد لـBMW لإعادة بناء علاقتها مع عائلة ريفولتا، فمصمم السيارة BMW زاغاتو كوبيه هو أندريا زاغاتو المتزوج من ماريلا ريفولتا.

ويزخر تاريخ BMW بالعديد من السيارات التي صممها إيطاليون ومنها: 3200 ميكيولتي فيغينالي Michelotti Vignale للعام 1959، والسيارة 700 أيضا للعام 1950، و3200 CS بيرتوني للعام 1962، والأسطورية السوبر سبورت لوقتها M1 وهي من تصميم جيورجيتو جيوجيارو وتم تطويرها ضمن برنامج مشترك مع لامبورغيني وصنع منها 456 وحدة فقط خلال الفترة من 1978 إلى 1981، وهي سيارة صاغت مستقبل BMW الحديث.

وتعكس زاغاتو كوبيه طابعا مميزا حتى أدق التفاصيل، وتجمع بتصميمها بين الحامض النووي لـBMW وبين لمسات زاغاتو الأصيلة والتي لا يمكن لأحد أن يخطئها.

ويؤكد القطاع الجانبي على هوية زاغاتو سواء بشكل السقف أو بالعجلات الرياضية 19 بوصة والتي صنعت من خليط السبائك المعدنية الخفيفة على شكل 5 أضلاع نحتت لتبدو كمراوح الطائرات، ومن خلالها أرادت زاغاتو التذكير بالماضي المشترك بينها وبين BMW، فقد تأسستا أصلا للعمل في مجال الطائرات، فتخصصت BMW بصنع المحركات للطائرات بينما سخر أوغو زاغاتو خبرته التي اكتسبها من صناعة الطائرات في صنع السيارات الرياضية الخفيفة.

وإضافة إلى تصميمها الرياضي الذي يجمع بين الكلاسيكية والعصرية، تتميز زاغاتو كوبيه بطلاء Rosso Vivace المميز، وهو بدرجة خاصة من اللون الأحمر، وقد اختير بعناية فائقة لإبراز عضلات السيارة وخطوطها المنسابة.

ويتميز الطلاء بانعكاسات متعددة، ويتغير من الأحمر اللامع إلى الأحمر الداكن جدا والأقرب إلى الأسود باختلاف زاوية النظر وانعكاسات الضوء، وأمكن تحقيق هذا العمق في اللون عبر توظيف تكنولوجيا طلاء متعددة الطبقات. فطبقة الأساس هي باللون الأسود، وفوقها طبقة من الفضي المعدني المتلألئ، وبعد ذلك 6 طبقات رقيقة لدرجة من اللون الأحمر طورت بطريقة خاصة لتتغير درجاتها حسب انعكاسات الضوء، وأخيرا طبقتين شفافتين للحماية.

وتبقى السيارة من الداخل ملتزمة بتقاليد BMW الشهيرة والمعروفة بتصاميمها التي تركز على السائق، وظل التصميم كما هو في Z4، وتدخلت زاغاتو في اختيار ألوان ومواد خاصة تتسم بالتفاصيل العالية لإضفاء أجواء رياضية أكثر قوة.

وتتضمن التفاصيل الداخلية الخاصة خطوط أفقية على اللوحة الأمامية وتلبيس الأبواب لتعزيز شعور الأناقة، وخيوط مدروزة باللون الأحمر، وشعار Z على المقاعد للتأكيد على لمسة زاغاتو.

وخارجيا، تستبدل زاغاتو السقف الكشف لـZ4 بآخر ثابت يحمل الفقاعة المزدوجة التي تمثل توقيعا معروفا عن زاغاتو، فيما صنع جسم السيارة يدويا وبحرفية تامة تعيد إلى الذاكرة الأيام الخوالي عندما كانت تصنع السيارات يدويا لتكون كل منها قطعة فنية تحمل ما يميزها عن الأخرى وتمثل الحرفي الذي صنعها.

ويتميز التصميم بمقدمة أمامية طويلة تتسم بخطوط ممشوقة بقوة إلى الخلف، وبخلفية مكتنزة تبدو عريضة وراسخة على الطريق، وعلى الرغم من حجمها المدمج، فإن خطوط السقف تظهرها أكبر من حجمها ولكنها تظل رشيقة ومفتولة العضلات.

وتبرز المقدمة بشبك يحمل الحرف Z كأساس لنقوشه، ونجحت زاغاتو وبامتياز من وجهة نظرنا في منح الكوبيه إطلالة تجمع بين عناصر تصميمها وأصالة BMW في قالب يؤكد على الكلاسيكية والعصرية في آن واحد.