أعلنت مازدا اليوم عن التوقيع على مذكرة تفاهم غير ملزمة بينها وبين مجموعة فيات لتطوير وبناء رودستر دفع خلفي جديدة لتكون خلفا لـ مازدا MX-5 مياتا وجيلا جديدا لرودستر قادمة من ألفاروميو في 2015. وسيتم صنع السيارتين بمصنع مازدا في هيروشميا باليابان، وستتشاركان بالمكونات الهندسية والميكانيكية والإلكترونية، مع اختلاف كل منهما بالتصميم.

ومن المتوقع أن تتحول مذكرة التفاهم إلى عقد ملزم وكامل الأركان في النصف الثاني من 2012. وعبر الرودستر الجديدة، ستسعى ألفاروميو إلى تعزيز حضورها عالميا وبشكل خاص في الولايات المتحدة التي تعتزم العودة إليها.

ومنذ تقديم الجيل الأول في 1989، تحظى مازدا MX-5 بثقة كبيرة في أسواق أوروبا والولايات المتحدة كواحدة من أكثر سيارات الرودستر متعة في القيادة والتحكم.

وبينما ستتعزز مكانة MX-5 في الأسواق العالمية على نحو أكبر كنتيجة لاقتران إسمها بإسم ألفاروميو العريق، ستحصل ألفاروميو من جهتها على أساس هندسي متين يحظى بالثقة العالمية ويحقق لها الأداء الرياضي الممتع الذي تسعى لتوفيره.

وقال البيان الصحفي الموحد الذي أطلقته مازدا وفيات أن المهندسين من الشركتين يدرسون سبل التعاون فيما بينهم لتطوير سيارة أيقونية تتسم بوزنها الخفيف وبتصميمها الرياضي بالاعتماد على هندسة الدفع الخلفي للجيل القادم من مازدا MX-5، على أن يكون لكل سيارة تصميمها المميز والخاص بها.

وأشار البيان إلى استمرار المفاوضات بين مازدا وفيات للبحث عن فرص تعاون أخرى بينهما، ومنها التعاون بين قنواتهما التسويقية.

وقال تاكاشي يامانوشي، المدير التنفيذي لمازدا في البيان الصحفي المشترك «إن تأسيس التحالفات لتطوير المنتجات والتقنيات هو أحد أهداف مازدا، ويمثل الإعلان مع فيات خطوة أولى مهمة، وإنه لمن المثير التعاون مع ماركة مرموقة مثل ألفاروميو».

ومن جهته، قال سيرجيو ماركيوني، الرئيس التنفيذي لشركة فيات «تبرهن هذه الاتفاقية وبشكل واضح على التزامنا نحو ألفاروميو وإصرارنا على تنميتها لتكون علامة عالمية حقيقية». وأكد على أن ألفاروميو ستتمكن من تقديم سيارة مثيرة وأنيقة من خلال شراكتها مع مازدا كشركة رائدة ومعروفة في صنع الأرضيات لسيارات الدفع الخلفي.

وتريد مازدا التوسع في عملياتها وتحالفاتها لوقف خسائر مستمرة منذ 4 سنوات، إذ يمكن أن تساعدها العلاقة مع فيات في فتح المزيد من الأسواق في أوروبا، وبالمقابل ستستفيد فيات من إمكانيات مازدا التقنية وبشكل خاص في تطوير المحركات عالية الكفاءة في استهلاك الوقود إضافة إلى خبرتها الكبيرة في تكنولوجيا تخفيف الوزن.

ويرى الكثير من الخبراء أن لدى مازدا تقنيات ثورية ولكن لم تتمكن من تحقيق الفائدة القصوى منها، وهي بحاجة لتكوين شراكات وتحالفات إستراتيجية تتبادل من خلالها الخبرات والمكونات والتقنيات والعمليات التسويقية والبيعية لتتمكن من خفض نفقاتها والعمل بكفاءة تشغيلية أعلى.

وكان ماركيوني قد أخبر الصحافة في معرض جنيف هذا العام أنه يتطلع إلى بناء شراكات مع مازدا وسوزوكي، موضحا عدم وجود مرشحين أفضل للتعاون في آسيا.

وقال ماركيوني أن أي صانع سيارات كبير في العالم يحتاج إلى بيع 6 ملايين سيارة سنويا لتظل العمليات مربحة وليكون المستقبل واعدا، ولكن مبيعات فيات ومن ضمنها كرايسلر بلغت 3.7 مليون وحدة في 2010، وبلغت مبيعات مازدا 1.3 مليون وحدة لنفس العام، ومبيعات سوزوكي 2.6 مليون وحدة.

وفي فبراير الماضي، كان يامانوشي يسعى لبناء تحالفات مع الشركات الأخرى لتحسين الأوضاع المالية لـ مازدا التي تصدر معظم إنتاجها إلى خارج اليابان. وكانت الشركة قد لجأت في مارس إلى جمع المزيد من الأموال عبر طرح أسهم اكتتاب جديدة، كل ذلك بهدف تحسين هيكل عمل الشركة وتوفير التمويل المطلوب لتطوير التقنيات المتقدمة.

وكانت مازدا تخضع لسيطرة فورد، ولكن على أثر الأزمة المالية العالمية خفضت فورد في 2008 أسهمها البالغة نسبتها 33 بالمائة في مازدا إلى 2 بالمائة. وكانت العلاقة بين الشركتين توفر عليهما نفقات تطوير باهظة، وهذا ما تفتقده مازدا الآن.

ويرفض يامانوشي تطوير علاقات تقوم على تبادل الأسهم، وعوضا عن ذلك يسعى إلى علاقات إستراتيجية متعددة وفي منتجات محددة. فقد وقع بالفعل على اتفاقية تعاون مع تويوتا لتطوير تقنيات الدفع الهجين، وخلال العام الماضي بدأت شركته بتزويد نيسان بالمينيفان مازدا 5 لتبيعها بإسم نيسان لافيستا.

وتريد مازدا بيع تكنولوجيا «سكاي آكتف» Skyactiv والتي تتضمن مجموعة من المحركات وناقلات الحركة عالية الكفاءة في استهلاك الوقود إلى مصانع السيارات الأخرى.