العراق والربيع العربي  
العراق الذي شهد الكثير من الثورات والانتفاضات الشعبية كان أخرها انتفاضة شعبان المبارك التي راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والمشردين ،على يد صدام وأزلامه حينما صب سوء العذاب على ابناء تلك المحافظات التي انطلقت منها الانتفاضة ،كل هذا كان إمام الصمت العالمي والعربي بل شاركت بعض الدول الإقليمية في قتل أبناء شعبنا من الأبرياء تحت دوافع طائفية وقومية ونزعة سلطوية لا تريد لإرادة الشعوب إن تحكم ، أو إن تسود ثقافة العدل والمساواة في المنطقة العربية  ،ولكن للقدر ومشيئة الله إحكام ،سقطت صدام بدماء الشهداء ودعوات الأمهات الثكلى والأطفال اليتامى ، حينما سلط الله سبحانه الطغاة على الطغاة ليكفينا شرهم ويجعل كيدهم بينهم ، تنفس العراقيون الحرية وان كان ثمنها احتلالاً بغيضاً و دماً ينزف ،للأسف عمل العرب بعد سقوط صنمهم هدام ، إلى إن يعيدوا العراق إلى مربعة الأول بإسقاط الحالة الجديد رافعين شعاراتهم بطرد المحتل وتظليل شعوبهم نحو قضية مركزية اسمها العراق والاحتلال كل هذا من اجل إن  يبقى الطغاة جالسين على عروشهم ،للأسف كان لإعلامهم العربي المشؤوم أذان صاغية جرفت شبابنا العربي بان يقوم بعمليات إرهابية في العراق كان ضحيتها الأبرياء الذي أضيفوا إلى سجل جرائم الطغاة ،حاول حكام العرب إن يطفوا نور الحرية لا كنهم لم يستطيعوا فذهبت غيومهم السوداء وأشرقت سماء الحرية لتنير للشعوب العربية طريقهم إلى التحرر من حكامهم المستبدين فمتد الربيع العربي باشراقتة الجديد والشعوب هي التي تحكم بلدانها ، استذكرنا مقولة المفكر الكبير الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله علية )   (( الشعوب اقوي من الطغاة )) هذا هو ديدن الطغاة إلى صفحات التاريخ المظلمة ،العراق أصبح أكثر نضوجا وأكثر تحضرا في بناء مؤسساته المدنية وأكثر انفتاحا على شعوب المنطقة العربية ،بل تعامل مع الربيع العربي بموضوعية في دعم الشعوب الثائرة دون إن يتدخل في الشؤون الداخلية أو إن يدعم طيف معين على حساب أخر وذلك لان العراق عانى الكثير من التدخل الخارجي ولا يريد إن يكون طرف في معادلات التغيير في المنطقة العربية ،كان موقف العراق شعبا وحكومة واضح في دعم الشعوب العربية في خياراتها الجديد ، ورفض العنف الذي تمارسه السلطات والحكومات الحاكمة التي تريد قمع إرادة الشعوب ،تعامل العراق مع التغيير دون التمييز بين بلد وأخر العراق الجديد مع الشعوب ومصالحها  مع الحالة الجديدة والصحية التي ترتضيها شعوب المنطقة ، ليساهم الجميع من المثقفين والمفكرين والعلماء والسياسيين في بناء الحالة الجديدة ورسم الخارطة السياسية لشرق أوسط جديد يمتلك المقومات الاقتصادية والثقافية ويتسع لكل الثقافات والتوجهات الفكرية والدينية والمذهبية