الرئيسية منتديات مجلس عـالـم حــواء دعيه يكذب……..فأنت من صنعت عالمه وانتي تدمريه كيفما تشائي!

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #144828
    sassina
    مشارك

    بعيداً عن امرأة خارج إطار تجارب مريرة ومواقف صعبة. أكتب عن نساء لم تُرسم لهنّ الحياة وردية، ودفعتهنّ الظروف لمجاراة الرجل وربما التفوّق عليه في فنّ الكذب.

    كثُرت الأمثلة حول صدقية الرّجل وتناقضت، إذ يقال “ كلام رجال” لتصديق خبر ما، ونلجأ إلى مقولة “ الكذب ملح الرجال” إذا ابتغينا العكس . قلّما يصدق الرجل في تعامله مع المرأة لأسباب مبرّرة من جهته قد تكون بهدف ارضائها أو اقناعها بمبادئه وأفكاره … وقد اعتدنا على هذا الأسلوب الملتوي من قِبَل الرجل الذي بات نكهة أساسية من دونها لا تكتمل الرّجولة!.

    أما فيما يخصّ المرأة وخصوصاً العربية، فقد فُرض عليها أن تكذب لتدخل “نادي المحترمات”، لدرجة باتت هي نفسها تصدّق أكاذيبها كي تتمكّن من الاستمرار، في مجتمع يرفض أن تتصرّف فيه المرأة على طبيعتها وبساطتها. ويعمل على برمجتها وفقاً وما يتناسب والشكل المطلوب منها لتبقى مثالاً لسيدة محترمة.

    عموماً ومع وجود استثناءات نادرة، اعتاد الرّجل الشّرقي معاقبة المرأة الصريحة والصادقة، مطالباً إيّاها ولو ضمنياً بألاّ تعترف بالحقيقة وأن تكذب عليه! وكأنّه قد أوكل لكل واحد منهم مهمّة اختبارها، ومدى تخلّيها عن أنوثتها وقدرتها على اكتساب قوانين المجتمع الذكوري، الذي سنّ أنظمته وحده دون الرّجوع إليها.

    فأولا ً: على كل فتاة محترمة، أن تمتنع عن التّعبير عن مشاعر موّدة لرجل ما قبل الزواج منه، وأن تترّفع عن السقوط في هذا الامتحان، لتنتقل إلى المرحلة الثانية حيث عليها أن تخفي كل ماضيها عنه، لأن أي علاقة سابقة قد تؤدي إلى ضياع فرصة الزواج، لذلك فإن أي تصريح من هذا النّوع ممنوع، والأفضل أن تروي له قصّة تدرك أنّه يعشق الاستماع إليها، ألا وهي أنّه الرّجل الأوّل! لتشفي الغرور في داخله كونه الذكر الأول والأخير في حياتها.

    فالشّرقي لا يحتمل صدق المرأة، عكساً عن الغربي الذي يصبح معنيّاً بتصرّفاتها بدءاً من تاريخ ارتباطه بها. والسؤال المحيّر الذي يطرح ذاته، كيف يرضى الرجل العربي بالزواج من أجنبية متجاهلاً ماضيها بأكمله، ويصعب عليه أن يغضّ الطرف عن أبسط الأخطاء مع المرأة العربية؟؟ متى ننتهي من هذا التمييز الجائر، ونتعامل مع المرأة على أنها أنثى حيثما وجدت؟ متى يُسمح للمرأة العربية أن تعود إلى طبيعتها التي فقدتها شكلاً ومضموناً، وهي تحاول تلبية رغبات الرّجل الشرقي، الذي يتحكم به هو أيضاً مجتمع لا يرحم؟
    فكلاهما يحاولان الهروب معاً من وضع قائم ومجتمع يزداد سوءاً وفساداً. المرأة فيه هي الضحية الأكبر في حال صدقها تخسر كرامتها وفي حال كذبها تخسر نفسها.

    رائع أن يرتبط الإنسان بشخص يكون هو ماضيه وحاضره ومستقبله، ولكن عندما نثبت أنّنا لسنا على مستوى تقاليدنا الشرقية، ونعجز عن التقيّد بها. ما جدوى التشبّث بنظريات بات من الصعب تطبيقها في عالم تحوطك مغرياته من حيث لا تدري؟
    ماذا يحول دون البحث عن حلول منطقية، لا تشجّع على الانفلات كما لا تُظلم فيها المرأة وكأنّها المذنبة الوحيدة وأصل البلاء؟
    لماذا لا نسقط القناع الذي نتباهى فيه؟ فهل كوننا نخفي أخطاءنا ونتصرّف بسريّة تامّة يعني أنّنا مجتمع فاضل؟؟
    وإلى متى يبقى الكذب ملح الرّجال، وواجباً على النّساء؟

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد