شكرا ابناء مصر العظماء
من مغربية

                أنا مغربية  لكني أحب مصر والمصريين الشرفاء  ونحن المغاربة قلوبنا معكم  ومع نجاح ثورتكم ولا نرضى ان نرى مصر والمصريين يسعفون دعاة الفتنة ودعاة الفوضى ودعاة اللاستقرار ، نحن مع حقكم في تحقيق اهداف ثورتكم والحرص عليها وعدم تعريضها للخطر أيها الثوار الشرفاء ، لكن انتبهوا وكونوا عقلانيين قبل ان يحدث المكروه وتنقلب نعمة الثورة الى نقمة على الوطن والمواطنين.
ناضلوا وواصلوا حماية الثورة بالنضال الشريف وبالخطوات المدروسة  ولا تقدموا على خطوات غير محسوبة ولا تسيروا الا بخطوات تراعون فيها قدر الامكان الحصول على قدر من الاجماع وقدر من الدراسة وبقدركذلك من  من احترام القانون  واحترام الاجماع  و المؤسسات  التي انتجتها الثورة وخاصة الشرعية  التي اتت بارادة الشعب  وعلى راسها مجلس الشعب ،لماذا ؟
حتى لا تصبح ثمار الثورة مستباحة بعد غد.
وبناء عليه، على الثوار ان يدعموا خطوات وقرارات مجلس الشعب وهي رغم حداثة المجلس قرارات  جريئة وغير مسبوقة  ومنها توجيه الاتهام لوزير الداخلية ، وتحميل مسؤولية احداث بور سعيد لخمس جهات بعينها .
انها ثورة حقيقية على الفساد والمفسدين فادعموها ودافعوا عنها انها مطالبكم  تبناها مجلس الشعب الذي يكتسب قوته القانونية والدستورية.
اذن فلم  الدعوة الى الاضراب العام وانتم تعلمون ان الفلتان ممكن  وان اشتعال النيران ممكن جدا الخ ؟لم الدعوة الى العضيان المدني وتعطيل الحياة العامة وانتم تعلمون قدر  الحاجة الى اقتصاد قوي قادر على دعم الثورة وحمايتها ؟
لذا فانني كمواطنة مغربية غيورة على مصر وثورنها وثوارها  أحث الاخوة  الثوارفي الميدان وغير الميدان  ان لا يسمحوا لأحد ان يعبث بامن البلد وان يسيء الى الصورة الناصعة الحضارية التي  ظهرت بها الثورة المصرية التي ابهرت العالم واصبحت ملهمة الثورات في العالم اجمع  .
نعم لقد تفاجأنا ونحن نرى صور الحرق والاحراق وصور الهدم والتخريب في أماكن من بلاد مصر العظيمة، وآلمنا ذلك كثيرا اذ تعجب محبوكم ونساءلوا :
– كيف تتغير صورة المصري الذي علم العالم السنة الماضية كيف تكون الثورات نقية سلمية حضارية يديرها شعب متحضر اجتمعت فيه كل الطوائف وكل الشرائح في ساحات مصر العظيمة في صور رائعة، عانق فيها الهلال الصليب والعمامة القلنسوة والعلماني الاسلامي والمسيحي المتدين واليميني باليساري الخ؟
كيف يتحول شعب مصر الذي رايناه يقوم بتأمين متاحفه ومؤسساته العمومية والذود عن الاملاك الخاصة والعامة  ويسهر على امن حيه ومدينته وامن المواطنين بتفان وتضحية الى من يقطع الطريق ويسطو على البنوك ويحرق المؤسسات ويقتل بعضه بعضا على اتفه الامور بالعشرات (أحداث بورسعيد) ؟
وكيف تتغير صورة مصرفي 25 و28 يناير الى 11فبراير2011، تلك اللحظات العطرة التي عشنا ثورتها لحظة بلحظة فرحة  والما وحزنا الى ان انتصرت ثورتكم
    نعم  أيها الثوارانتم على خطى تحقيق اهداف ثورتكم  فهاأنتم صنعتم مجلس الشعب وهو ثمرة من ثمار تورتكم انتخب بطريقة نزيهة  شهد بها العدو قبل الصديق والدليل هي حصول الاغلبية من طرف تيار كان عدوا لأمريكا كما كان عدوا لمبارك ،فمجلس الشعب قائم والدستور سيشرع فيه بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشورى، والرئاسة بعهدها بقليل  هيئوا انفسكم لاختيار رئيس من اختياركم يقف الى جانب ثورتكم ويعمل على تحقيق مطالب ثورتكم حافظوا على ما تحقق من مكتسبات وناضلوا بطرق مشرفة كما عهدناكم من اجل استكمال الباقي ،واياكم والعجلة  والاضرار باقتصاد الوطن والمواطنين  وفوتوا الفرصةعلى كل من يريد ان يعبث بامنكم وبثورتكم او يريد ان يقبرها بعد ان يجرم باسم الثورة ويحرق باسم الثورة او يخل بالاقتصاد وبالامن تحت يافطة الثورة؟

  نعم شعب مصرلقد خفنا على ثورتكم خلال محطات ولحظات كثيرة ومنها خلال المحطة الاخيرة التي سمعنا فيها الاعلام يعلن عن حالة من العصيان المدني والاضراب العام المفتوح او الذي سيدوم اياما وهو ما يعني ان هناك ثورة اخرى ستقلب الاوضاع كلها وستحرق كل ما تحقق ولا يمكن التكهن بما قد يحدث .. هكذا فهمنا الامر…. لكن  بعد أن تتبعت بامعان اقوال شرفاء مصر  ومفكريها وسياسيها  والى اعلامهم  الذي ادرك خطورة الانصياع وراء تلك الدعاوى فعاد الى الى رشده والقيام بما يفرضه عليه الواجب الوطني،حيث استمعت الى رجال ونساء قدروا خطورة المرحلة وحساسيتها ورفضوا الانصياع لتلك الدعاوى الفضفاضة  فادركت أن لاخوف على مصر وعلى ثورة مصر رغم المكائد  لأنني تأكدت أن الشعب المصري سيتبع  مواقف من يثق فيهم من المؤسسة الدينية : الازهر والكنيسة، وسيتبع مواقف  من اعطاهم صوته وثقته في الانتخابات الاخيرة ، وسيستمع الى كل الحكماء  والشخصيات الوطنية الرزينة التي يثق فيها، وسيغض الطرف سمعا وبصرا عن كل  خاسر في الانتخابات السابقة  يريد ان ينتقم أويريد ان ينغص فرحة  المواطنين الذين اختاروا جهة ما او تيارات ما او احزابا ما  لتعكير الجو على  هؤلاء وعلى جعلهم يندمون على الاختيار او دفعهم الى الانقلاب على اختيارهم  وربما منهم من  يريد توليد شعور بافضلية زمان العهد البائد وخلط الاوراق الخ . لكن خاب ظنهم وخسروا جميعا ، وكان الشعب اعقل في تصرفه وفعله من خطتهم الجهنمية.فصحح الشعب المسار وقضى على أحلام هؤلاء وحجم غرورهم واراهم قدرهم وقوتهم المزعومة واظهرلم ولمن تكون  الاولوية والاسبقية  واظهر انه واع حين يقرر وواع حين يفعل  وواع حين اختار ويختار في الانتخابات وغيرها .
ومن هنا وجدت نفسي -وانا اتابع التقارير يوم طيلة يوم 11فبراير على مختلف القنوات المصرية- أقول : شكرا لك ايها الشعب المصري العظيم .انت شعب  لقن  الخائبين في الانتخابات الأخيرة درسا لن ينسوه  ، وشعب  لقن  أصحاب مشروع الاقلية الديكتاتورية  التي ارادت ان تقلب الطاولة على اختيار الشعب وارادت ان تفرض عليه اهواءها وفكرتها الغير المدروسة التي فهم الشعب مراميها واهدافها الحقيقية،ومنها  قتل الامل في مؤسسته الجديدة ، فلقنهم   درسا في قمة الروعة والبلاغة ، والشكر لكل مصري يملك نية حسنة لكن خانه التخمين او تملكه سوء التقدير… وعفوا لكل  من سوف لن يعجبه مقالي هذا…من ابناء وطن مصر .