مساء الحياة مجالسنا ،،،

موضوع جميل جدا ،،، وأحب أن أضيف بعض نواح عاشق سطر رسائله في كتاب الأحزان ، ومما سكبه حبر قلمه :

إذا كنت شاعرا فاضللت نفسك فنشدتها طويلا وقلبّت عليها آفاق النفوس وأفلاك القلوب ، فإنك لن تصيبها إلا في نفس امرأة جميلة يجعلها مهندس الكون مركزا ، للدائرة التي تنفسح بأقطار نفسك ذاهبة بكل قطر إلى جهة من أماني الحياة .

وإذا كنت رجلا حكيما فسألت نفسك سؤال الفلاسفة :

من أنا ؟

وودت في نفسك ذلك السر الخفي يقول عنك : من هو ؟

فإنه لن يظهر لك من معنى ” أنا وهو ” إلا إذا وضع الحب بينهما ” هي ”

وإذا كنت من عامة الأرض ، اندمج في جلدة من الثرى فإن نفسك لن تحس جوهرها الإلهي إلا في نفس حبيبة وإن كانت من عامة السماء !

فالحب يجعل الناس أعلاهم وأسفلهم صاعدين أبدا من أسفل إلى أعلى !

**********************

أسئلة طرحها العاشق على نفسه :

ما هي العاطفة المهتاجة في نفس الإنسان اهتياجا لا يريه الحياة أبدا إلا أكبر أو صغر مما هي ؟

ما المعنى الساحر الذي يأتي من القلب والفكر معا ؟ ثم لا يأتي إلا ليحدث شيئا من الخلق في هذه الطبيعة ؟

ما هو ذلك الأثر الإلهي الكامن في بعض النفوس مستكنا يتوثب بها ويحاول دائما ان يعلو إلى السماء لأنه غريب في الأرض ؟

وما هو الشعر ؟؟؟

أسئلة لا جواب لها بالتعيين ، لأن مردّها إلى النفس ، والنفسُ لا تعرف ولا تنطق ؟!!

وشعورها إدراك مخبوء فيها ، وهي نفسها مخبوءة عنها !

ولكن العجيب أن كل سؤال من هذه الأربعة هو جواب للثلاثة الباقيات ؟!

فالعاطفة والحب هو ذلك المعنى وذلك الأثر المتسامي للشعر ؟

والشعر هو العاطفة بعينها وهو الأثر والمعنى وهلمَّ جرا …