الرئيسية › منتديات › مجلس القنوات الفضائية › البروباغندآ
- This topic has رديّن, مشاركَين, and was last updated قبل 13 سنة by تجليآت.
-
الكاتبالمشاركات
-
18 نوفمبر، 2011 الساعة 10:21 م #143453تجليآتمشارك
البروباغندا، ويمكن ترجمتها بـسياسة نشر المعلومات بهدف الإقناع العاطفي (persuasion)، ومهمتها أن تسيطر على مشاعر وسلوك وآراء وأفعال المشاهدين. وأهدافها فكرية أو سياسية أو تجارية. وتوظف عادةً في الأجندات السياسية الوطنية والعالمية. ويتم التعاقد مع أفراد على درجةٍ عالية جداً من المهارة في ابتكار البروباغندا. وسياسة البروباغندا أن تتوجه مباشرةً نحو المشاعر بهدف إلغاء سيطرة العقل.وفي عالمٍ رأسمالي تحكمه المادة وتسيطر عليه مطامع انزلقت معها دول الهيمنة في أزماتٍ مالية عالمية أصبحت البروباغندا المدفوعة الثمن هي بالتحديد ما يجرّ بالعالم العربي إلى الانهيار المالي والأخلاقي وعهد من الاستعمار المقنن الجديد.
فالمادة الإعلامية المدفوعة الثمن تهدف إلى الإقناع العاطفي على حساب تقديم المعلومة الصحيحة، وتعتمد دائماً على تقنياتٍ إعلامية ماكرة غير متعارفٍ عليها في وسائل الإعلام التقليدية، فالقاعدة تقول: إذا اعتقد المشاهد بأنّ المادة الإعلانية المدفوعة هي مادة لتقديم معلومة لا أكثر فإنّ الرسالة المخبئة في الإعلان ستكون أقوى تأثيراً على العقل الباطن.
وتوهم الرسالة المقدمة عبر التلفزيون المشاهد بأنّ ما يراه غايةً في الموضوعية والدقة، وتهدف الرسائل إلى تغيير الطريقة التي يفهم من خلالها المشاهد قضيةً ما أو موقفاً ما بهدف تغيير ردود فعله وسلوكياته بما فيه مصلحة الجهة المروّجة، وبدلاً من أن يملأ عقول الناس بأفكار علمية موثّقة حول ما يقدمه من معلومة فالأفضل أن يمنعهم من تصديق وجهات نظرٍ مخالفة لرأيه.
وما يجعل من البروباغندا فريدةً في تقنيتها أنّ الجهة المروجة تميل إلى تغيير فهم المشاهد للعالم من حوله من خلال التمويه وبثّ الفوضى والحيرة والتقسيم عوضاً عن الفهم والإقناع العقلي (conviction). لذا كان لا بد أن تكون إحدى أهم آليات البروباغندا الخطيرة هو خلق حالة من الفوضى والتشويش إزاء الدين ورموزه باعتبار أنّ الدين يحتفظ بقواعد مقدّسة إلهية وإنسانية ثابتة. وتبرز حالة الفوضى من خلال الترويج للتضاربات والصراعات والشطحات والمغالطات والمعارضات في العقيدة والفقه، مثل الصراعات السياسية بين المذاهب الإسلامية التي كانت تختلف فيما بينها إلا أنها لم تصل إلى التناحر بينها في مرحلة ما قبل الفضائيات، ومثل ذلك أيضاً المواقع الإلكترونية للصحف الصفراء التي تتناقل خبراً من هنا وهناك حول قضيةٍ اشترك بها أتباع مذاهب أو دياناتٍ أخرى فتثير القراء الذين ما أن تأخذهم الحمية (الدينية) فيشرعون بالسخرية من الآخرين ناسين الحكمة التي تقول الفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها، ومثل ذلك أيضاً تلك القضايا الفقهية المستجدة التي أثارت ضجةً إعلامية عربيةً حول الأزهر الشريف من أمثال قضية إرضاع الكبير، ومثل قضايا تقسيم الزواج إلى (عرفي ومسيار وموانسة و.. و..) لتحليل علاقات حميمية كانت تعد محرّمةً في السابق، ومثل ذلك انتشار ظواهر جديدة مثل عبادة الشيطان والإيمو، وهي ظواهر شبابية تدعو إلى الحرية في العلاقات الجنسية الطبيعية أو الشاذة، وكل ذلك في مشروع أطلسٍ عربي جديد من خرائط التقسيم الجغرافية والسياسية والدينية والعقائدية والإيديولوجية والفقهية وغيرها.
والبروباغندا سلاحٌ فتّاك يجعل من العدو شخصاً لا يتمتع بالعدالة الإنسانية وتصور وحشيته وعنصريته وقيمه المنحطة، كما تظهر في شخصية المتدين المتطرف، والأصل في الترويج ضد الدين هو تضخيم صورةٍ مقزمة لتصبح عملاقاً يهدد العالم، لذا أصبح الانضمام إلى (الدين) العالمي الجديد والهروب من رموز الدين (المحلي) وممارسته والارتباط به وسيلةً لدرء الشبهات، وهذه التقنية تسمى في علم دراسة البروباغندا بـ Name Calling، والتي تهدف إلى خلق الخوف وإصدار أحكام مسبقة ظالمة باستخدام كلمات سلبية مثل إرهاب أو كبت جنسي قد تدفع المتلقن إلى كراهية كل من يساهم في خلق هذا الإرهاب أو الكبت لديه. ويقترح العلماء طرح الأسئلة التالية لمجابهة هذه التقنية: ماذا تعنى هذه الكلمة بالتحديد؟ هل هناك حقاً علاقة بين الكلمة ومضمونها، بمعنى هل هو كبت جنسي أم تنظيم للعلاقات الجنسية؟ ماذا ستصبح قيمة الكلمة فيما لو لم ألقٍ لها بالاً؟
وتستغل الكثير من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف ثقة الشعب العربي وشعوره بالدونية تجاه المجتمعات الغربية وهو ما يسميه علم دراسة البروباغندا بـ Plain Folks لإقناع المشاهد بأنّ مصدر المادة المعروضة موثوقٌ به، مثل ما يحدث في الصحة حصرياً على إم بي سي التي تحسن من صورة أمريكا في العالم، وقوة الإنتاجية الضخمة للسينما الأمريكية التي تنال ثقة الشباب العربي إلى أقصى حدوده فتلجأ إلى بثّ سمومها داخل الدسم.
وهي حصيلةٌ لجهودٍ غربية طويلة هدفت وما زالت تهدف إلى زعزعة ثقة العربي بثقافته ودينه ورموزه العظمى، بهدف تعديل النموذج الأول في قناعاته ليصبح ذلك المجتمع الغربي الأمريكي الأكثر تطوراً والأقدر على أن يكون العالم البديل لشعوب مزعزعة ومزلزلة فكرياً ونفسياً. ومن خلال هذه القناعة تأخذ الرسائل الإعلامية طريقاً لها عبر قنوات العقل الباطن لتشكل وعي جيلٍ عربي وإسلامي جديد، بدأنا نجني أول ثمره وما بقي على جنيه أعظم.
19 نوفمبر، 2011 الساعة 11:30 ص #1526281حبيبة زوجهامشاركيسلموا عزيزتي عالطرح
يعطيك العافيه
1 ديسمبر، 2011 الساعة 1:12 م #1527299تجليآتمشاركالله يسلمك
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.