الرئيسية › منتديات › مجلس شؤون العائلة › لحظات الوداع
- This topic has 3 ردود, مشاركَين, and was last updated قبل 23 سنة، 6 أشهر by
الوميض الابدي.
-
الكاتبالمشاركات
-
8 يناير، 2001 الساعة 12:16 م #1431
بدور
مشاركبسم الله الرحمن الرحيم
اتجهت بناظريها الى تلك الحنفية التي بدأ الماء يتساقط منها بكثرة ..ربما تحتاج الى صيانة و لكنها لم تأبه بكون الحنفية تحتاج الى صيانة ام لا… اهتمت بتلك القطرات المتساقطة بغزارة ..و اخذت تحدق بها طويلا..الى أن تاهت بفكرها بعيدا ..الى ذلك اليوم..الذي بدأ بهدوء غريب.. هدوء يضغط على النفاس حتى يجعل التنفس صعبا ..و من بدايته كانت تحس بارهاق شديد.. و مثل كل صباح يوم من حياتها ..روتين عادي ..أعمال المنزل و من ثم المزرعة الصغيرة ..و لكنه يوم ثقيل جدا ..حتى العصافير بدت حزينة و هي تتراقص من غصن الى غصن آخر في تلك المزرعة الصغيرة …اتجهت الى تلك الغرفة.زالى غرفتها ..أجمل غرفة عرفتها في حياتها ..حتى غرفتها في بيت أهلها لم تكن بتلك الروعة..تلك الغرفة تحوي بداخلها كل حياتها… تحوي ذكريات زفافها ..و في كل شبر منها ذكرى جميلة هي و رفيق عمرها … من جدرانها تتنفس عطره الجميل … تتذكر حيويته و نشاطه الدائم..تذكر همساته و أشعاره …تتذكر حنينها و بكاءها الدائم لمجرد غيابه عن البيت ليوم واحد..تتذكر لحظة لقاءه عند عودته بكل ما فيها من شوق و دموع و مشاعر كانت تفيض من عينيها و فلا تقدر على نكرانه… الآن رفيق دربها يصارع الموت في سريرهما الذي احتضنهما ثلاث سنوات فقط …بعد أن ذاقا العذاب و مرارة الفراق و لوعة الحب لعشر سنوات… و بعد اجتماعهما حان الفراق الأبدي… فكيف ستتحمل ذلك..فبعده عنها يوم واحد كان بمثابة وداعا لروحها من أحشائها ..فكيف به و هو يصارع الموت أمام عينيها… آآآه من تلك اللحظات ..تقدمت بخطواتها الحزينة الى السرير..و احتضنت رأسه بين ذراعيها و الدموع لا تتوقف منذ ان قال الطبيب لا أمل له في الشفاء… تحمل عمرها بين يديها..تحمل روحها و قلبها و حياتها كلها بين ذراعيها في اللحظات الأخيرة التي بدأت تدنو ..تقرب أذنها من فمه لتسمع تلك الهمسات التي بدأ يهمسها..و في البداية لم تعي ما يقول..و لكن بعد أن اقتربت أكثر علمت أنها همسة الوداع..و بأن الفراق حان..و مات بين ذراعيها كما كانا في ليلة الزفاف الفرق الوحيد أن ليلة الزفاف كانت لحظات لقاء..و هذه اللحظات لحظات فراق…
عادت الى واقعها و الدموع تذرف من عينيها .. الآن بعد مرور أربعون سنة و هي لا تزال كما تركها ..الا أنها كانت تفيض حيوية و نشاطا و رقة و جمالا..و الآن بدأت عظامها تصبح هشة و تجعد جلدها و الشيب بدأ يغزو رأسها و لكن الذي لازال كما هو ذكرياتها الجميلة التي تعيش معها دائما…
هكذا هي المرأة اذا دخل الحزن حياتها فلن يفارقها حتى تلفظ آخر أنفاسها .. فما بال أمهات و أخوات و زوجات الشهداء اللواتي يفارقن في اليوم الواحد العشرات من أبنائهن و أخوانهن و أزواجهن… فهل سيأتي اليوم الذي يفرحن فيه…
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله أكبر
اعمل لدنياك و كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك و كأنك تموت غدا
8 يناير، 2001 الساعة 7:14 م #305954الوميض الابدي
مشاركاسلوبك في طرح الموضوع خلاني اقراءه الى النهاية , اسلوب حلو كثير .
لحظات الوداع لحظات صعبة و خاصة اذا كانت من اقرب الناس اليك , انا فقدت صديق قبل 3 اشهر حزنت كثير لكن ايش عن الي يفقدون اكثر من كذاك, الملايين من الشهداء يطيحون كل يوم و الامهات ما اظن ان حزنهم كبير على اولادهم لانهم عارفيين انهم انتقلوا الى ربهم في مكان كل واحد يحلم الوصول اليه , لكن نحن نظل ما لنا كلمة الى ان تجتمع كلمتنا و الى ما تروح الاشياء الدخيلة الى مجتمعنا ,غايت ما يصير كل واحد يحب اخوه اكثر من نفسه الين ما يصير كل هذا ………..الشهداء بيظلو يتساقطون .u can see it in your heart, give it a little love, have a little faith
9 يناير، 2001 الساعة 10:26 ص #305993بدور
مشاركبسم الله الرحمن الرحيم
شكرا أخي الوميض الأبدي..و الله يساعد أسرهم و يصبرهم و يثبت قلوبهم
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله أكبر
اعمل لدنياك و كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك و كأنك تموت غدا
11 يناير، 2001 الساعة 2:49 ص #306157الوميض الابدي
مشاركالام:
بالرغم من الدموع المتحجرة في عينيك
بالرغم من انتحار البسمة على شفتيك
برغم الحزن الساكن في مقلتيك
جئت إليك يا ولدي..لتحكي لي قصة!!
قصة حزنك في هذا الزمن
لم تذبل أجفانك و تقطر الدموع؟
لم تحرق أنفاسك ضوء الشموع؟
لم تتألم..لم تتأوه؟ ولماذا تحملك تلك الجموع!؟؟
لماذا تحملك تلك الجموع.
************************************
الشهيد:
تطل في العيون بسمة ساخرة..
و يمضي شريط الذكريات
القدس و أطفال الحجارة
الأرض الحبيبة المحتلة
أهلي ..بلدي..منازليالام:
لا..لا يا ولدي..لا
لا تغمض عينيك
لا تسكت أنفاسك
ولدي..ولدي
……………….<مات>
ولدي..لم يمت أبدا
ولدي حي بجوانحي
ولدي ما زالت عيناه الصافيتين تغمرني
ولدي ما زلت ابتسامة ثغره..إشراقة و جهد
ولدي ما زالت دماؤه الدافئة على راحتي
ولدي..
أسمع صوتك يا ولدي
أسمع صوتك من بعيد كالهمس
يقولون إن الارض محتلة
وتقول إن القدس حرة
الجامع الأقصى يصدقك
ثرى فلسطين يساندك
قم يا ولدي
إصرخ في أذن الزمان
حارب كل الطغيان
أرجع القدس الأبية
*******************************************
الشهيد:
لا تبكي يا أمي.. لا تحزني
فأنا لم أمت عبثا
سيأتي أخي يوما
ليحرر القدس الأقصى
سيأتي ليمنح أطفال الحجارة بسمة
سينشر الخير و المحبة
سيمنح أمي أملا
لا تغضبي يا أمي.. لا تحزني
فأنا لم أمت عبثا
مت لأشعل ألف لسان
في كل أوطاني الحرة
مت لأحيى في الأبدان
كلمة حق أو حرية
سيأتي أخي يوما يا أمي
ليحرر القدس الأقصى
ليمنحنا الأمل
ليرسم على ثغرك بسمة
سيأتي يوما يا امي
ليضع على قبري زهرة
بمعنى الود و العرفان
سيأتي يا أمي يوم
يموت كل الطغيان
وتبقى القدس حرةالكاتب:؟
u can see it in your heart, give it a little love, have a little faith
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.