الرئيسية منتديات مجلس شؤون العائلة الحوار بين الزوجين

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #142619
    كاريكا
    مشارك
    الحوار بين الزوجين

    إذا كان الحوار أساس تفاهم الحضارات وقرب المجتمعات فإنه من الأولى أن يكون أساس اللبنة الأولى المؤسسة لكل مجتمع وبالتالي للأمة جمعاء وهي الأسرة، إن ما نعانيه الآن من ارتفاع في نسبة الطلاق أو انفصال فكري وروحي أو تدهور حالة شبابنا ما هو سوى نتيجة لانعدام الحوار داخل أسرنا، أسر كانت مبنية من قبل على الحوار والتفاهم والتشاور.
    والحوار بين الزوج وزوجته عادة ما يبدو مستعصيا في بداية الحياة الزوجية، وإن كان يدوم الحال بالنسبة لبعض الأزواج حتى بعد سنوات طويلة من الارتباط، وتتجلى صعوبة الحوار في كون الرجل والمرأة مختلفين، كما دل على ذلك بوضوح الاخصائي النفساني «جون غراي» في كتابه «الرجال قادمون من المريخ والنساء من الزهرة»، حيث أبرز أن المرأة والرجل يلتقيان بطباع مختلفة، لأنهما عاشا في بيئتين مختلفتين وبين أناس مختلفين، فمن البديهي أن تكون هناك صدامات معرفية وفكرية وسلوكية بين الزوجين في بداية حياتهما، ولكنها تتحول إلى تفاهم مع نقاش وحوار مفيد وبناء منصت للآخر ومستمع له، حيث يقر كل طرف بالحق حينما يكون على خطأ ويحاول الإصلاح حينما يكون على صواب دون جرح الطرف الآخر أو التقليل من شأنه.

    وكون النساء في حوارهن يقدمن العاطفة، فيمكنهن أن يتحدثن لوقت أطول بأمر يمكن أن يقوله الرجل في كلمتين فقط، وهنا أيضا يجب أن تتقبل المرأة الطابع الرجولي والذي يحب الحوار المقتضب المباشر وتتقبل رغبته في الصمت أحيانا، وأيضا على الرجل أن يتقبل تعبير زوجته الذي يراه البعض مملا ويراه آخرون ممن يستطيعون استيعاب الحديث ممتعا ومفيدا.
    فعلميا، الرجل حينما يحاور فانه يعتمد الوقائع فيريد أن يوصل فكرة بدقة متناهية، ولكن المرأة لا يمكنها أن توصل الفكرة بنفس الطريقة، فالفكرة لديها تشمل كل ما يتعلق بها من أحاسيس وعاطفة، فهي لا تتجزأ عن محيطها الشعوري، ولذلك فالمرأة عادة أكثر تأثيرا في حوارها والرجل أكثر عملية، وهما الاثنان زوج وزوجة، فالهدف ليس أن نبحث لمن ستكون الغلبة ولكن الهدف هو كيف نصل إلى حل يرضي الجميع ويكون سليما وشرعيا وكيف نتعلم ان نتحاور داخل بيوتنا دون ان ينشب الصراع، فالحوار يجب ان يجمعنا ويقربنا من بعضنا البعض وان يوحدنا على طريق وهدف مشترك لا أن يبعدنا ويشتتنا، الحوار يساعد الأزواج على فهم بعضهم البعض وعلى تفادي المشاكل والعقبات، فكم من انفصال كان يمكن تجنبه لو أن الطرفين تحاورا وتناقشا وعرف كل منهما ما يضره من الآخر وحاول أن يغير منه.

    كما أنه ليس من الضرورة أن نقول كل ما يجول بخاطرنا دون تفكير، فيمكننا أن نصحح وضعا بنصيحة، ويمكننا أن نفاقمه إذا لم نختر الوقت لمناقشة موضوع شائك بالنسبة للآخر، وعلينا أن نحترم أيضا رغبة الآخر في الحديث أو رغبته في البقاء وحده حينما يكون غاضبا من أمر ما مثلا، لأننا إن جعلناه يتحدث حينها فغالبا ما يصب جام غضبه علينا او يحسب بالضيق والحنق، وفي كلتا الحالتين فإن الحوار هنا لن يكون سوى جدلٍ عقيم لا معنى له، وبالتأكيد سوف تكون له عواقب سلبية وقد تكون وخيمة مثل الطلاق.
    قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} واللباس يلتصق بالجسم فيعرف تضاريسه ويستر عيبه ويواري سوأته، والزوجة والزوج يعرفان مزاج بعضهما البعض من نظرة واحدة، فالعشرة والحياة المشتركة والمودة، كل هذه الأشياء، كفيلة بجعلهما يتفاهمان ويختاران الوقت المناسب لمناقشة موضوع ما ويحلان مشاكلهما معا ولا ينشرانها على الملأ.
    كما أنه في أي نقاش بين الزوج وزوجه يكون التزام القول الحسن مطلوبا، بل ويؤجر عليه كلا الطرفين، فضلا عن انه من الواجب أن نتجنب لهجة التحدي وفرض آرائنا حتى وان كانت خاطئة، بل إن رأينا حتى وان كان صوابا فعلى الزوجين ان يعرفا كيف يدليان به دون مشاكل، فالحق وإن كان حقا الا انه يصعب تقبله من قبل طرف مخطئ متعنت، ولذا كان يقول الإمام الشافعي: «ما حاورت أحدا الا وتمنيت ان يكون الحق إلى جانبه».

    كما أننا نرى العديد من الأزواج يستخفون بمشاورة زوجاتهن ولا يثقون بحديثهن فينعدم ذلك الحوار البناء بينهما، ولهؤلاء نقول: إن خير الأنام [ قد شاور النساء ونحن نسير على نهجه ونقتدي به، ولعل خير مثال على ذلك يوم الحديبية حينما قال رسول الله [ لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا، فما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا».
    ولعل أكثر ما يقتل الحوار بين الزوجين هو طريقته، كأن ينهي احدهما الحوار دون أن يستأذن من الثاني ويخبره انه لا فائدة من النقاش أو يلقي احدهما اللوم على الآخر أو لا يعترف بخطئه أو ينعت احد الزوجين الآخر بعدم الفهم واستحالة النقاش معه ورفع الصوت بدون سبب وكأنهما يخوضان معركة.
    فإذا كانت المرونة في الحوار واللين فيه والرفق من الأمور الضرورية في الحوار مع الغير فالأجدى أن تكون بين الزوجين، إذ قال سبحانه وتعالى في سورة الروم: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، فعلى الزوجين أن يسكنا لبعضهما البعض وان يحاورا بعضهما بمودة ورحمة.
    إننا ان تعاملنا في بيوتنا هكذا فإننا سننقل روح الحوار لأبنائنا فنجعلهم أكثر تقبلا لمجتمعهم واكثر اقبالا عليه ونبعدهم عن الانزواء والوحدة ونجعل منهم فاعلين داخل محيطهم ومصلحين لأمتهم.

    #1518966
    تسلم على الطرح الجميل والأكثر من قيم أخي كاريكا
    دائما تتحفنا بمواضيعك التي تلمس الواقع بشكل مباشر
    جـــزاك الله كـــل الخيــــر
    تقبل مروري وخالص تقديري

    #1519968
    كاريكا
    مشارك

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : بلقيس الندابي”ubbcode-body”>تسلم على الطرح الجميل والأكثر من قيم أخي كاريكا
    دائما تتحفنا بمواضيعك التي تلمس الواقع بشكل مباشر
    جـــزاك الله كـــل الخيــــر
    تقبل مروري وخالص تقديري

    الف شكر لكي اختي بلقيس

    لتواجدك المميز

    بارك الله فيكي

    في انتظار تواجدك الدائم

    #1520445
    ليث اليمن
    مشارك

    بنات هذه الايام او زوجات هذه الايام عاوز لهن قلب ابو نفرين ليتحمل عصبيتهن ودلعهن

    ولاكن مااجمل التفاهم بين الزوجين واعتقد ان التفاهم يكون من الزوجه لانها القلب الحنون

    يسلموووووا

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد