الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات هام..اقرأ..وعلّق

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1423
    الغشمرية
    مشارك

    يتعرض الشاعر الفلسطيني البارز المقيم في الأردن إبراهيم نصر الله لاتهامات من مراجع دينية سورية بالتطاول على الدين الاسلامي وبالكفر لاستخدامه (البسملة) عنواناً لديوانه الشعري الأخير (بسم الأم وبسم الابن) ، الذي صدر قبل عام ونصف العام في بيروت. وهو الاتهام الذي نفاه الشاعر مؤكداً انه (بمثابة سيرة روائية لحكاية اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه من خلال شهادة أمي وأبي شخصياً).
    وتركزت اتهامات المرجع الديني السوري البارز الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ومدير أوقاف دمشق عبدالله دك الباب على اسم الديوان وعبارتين في الديوان الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ووزع في العالم العربي, تقولان (قتلوا الرب النائم في عيني الطفل) و(صدري أحق لأنك من دون خلق إلهي كنت الأرق) حيث اعتبرا بمثابة (شرك) بالله و(إنكاراً لقدرته وحده على الخلق). ويقول البوطي ودك الباب في تصريحات نشرتها الصحف الأردنية انه لا يجوز من الوجهة الفقهية والشرعية استخدام آيات القرآن الكريم وجمله بشكل عشوائي قاصداً بذلك استخدام (البسملة) لعنوان الديوان. وقالا انه (لا يوجد سبب يعطي الحق للشاعر أن يتطاول على الدين ولغة القرآن خاصة أن البسملة مرادفة باستمرار للفظ الجلالة).
    ورأى دك الباب ان كون الشاعر مسيحياً (الشاعر مسلم) (قد يكون وراء استخدام البسملة في غير موضعها الصحيح).
    كما اعتبر البوطي ان (اقتطاع جملة أو آية من كتاب الله ومن ثم توظيفها في حالة شعرية أو أدبية معينة وبشكل يسيئ إلى الآية أو الجملة القرآنية لا يجوز وهو محرم).
    الشاعر ابراهيم نصر الله الذي التقته (البيان) اعرب عن سخطه لما اسماه حالة الاستفراد التي يتخذها البعض نهجاً لهم في التصدي للابداع, مؤكدا ان ظاهرة التكفير ظاهرة مفتعلة في الوطن العربي.
    وأضاف: يبدو ان بوابة الدين باتت البوابة الاستراتيجية الجديدة الرامية الى تشويه الابداع الوطني الشريف ووصمه بالكفر في عرف هؤلاء, معتقدين ان ذلك يؤثر في الرأي العام, واستنكر الشاعر ما وصفه بالجرأة في ارسال كاتب مثله الى جهنم من قبل رجال يدّعون بأنهم علماء دين, وقال إن أي مؤمن بسيط لا يمكن ان يقدم على ارسال قطة الى النار بهذه السرعة. وقال: بعد ان استطاع الاعداء هزيمة السياسي فينا يريدون الآن الانقضاض على كل ما هو ثقافي على اعتبار اننا بتنا نقول إن الثقافة هي الخندق الاخير المتبقي لنا.
    وطالب نصر الله ما وصفها بالحركات الاسلامية المستنيرة بالتدخل, والخروج عن صمتها امام هذه الظاهرة, امام هذا النمط من الاتهامات ومطلقيها.
    وأكد في الوقت ذاته انه لم يقصد من كل ذلك ان يتعرض للدين بأي طريقة كانت, وقال: لقد كرست ديواني لوالديّ اللذين أكن لهما تقديساً خاصاً, بحيث انطلقت مشاعري نحوهما شعراً بهذا الأسلوب كابن يشتاق الى أبيه الذي رحل عنه قبل ثلاث سنوات, فالديوان يسرد حكاية اقتلاع والدي من فلسطين خلال خمسين عاما, بمعنى انه سيرة خاصة و سيرة عامة, مشيرا الى ان جوهر القصائد يحيل الى الموضوع الانساني بتقاطعه مع الموضوع الوطني, والطريقة التي يعبر بها هؤلاء البشر البسطاء, بتراحم, عن مشاعرهم تجاه بعضهم, ولذا ليس للديوان اية علاقة بأي تفسير سوى التفسير الايجابي في النهاية, المعني بمحبة الوالدين واحترام مشاعرهما كبشر لهم الحق في الحياة وفي الوطن.
    وأضاف نصر الله أن معظم قصائد الديوان تجيء على لسان الأم, وهي أم مؤمنة أنجبت أربع بنات وستة أولاد أنا أحدهم, مؤكدا انه مدين لها بأنها كانت المعلمة الأولى التي زرعت في أبنائها هذه المبادىء الأخلاقية والانسانية, في اشارة الى انه ينزع الى الاسلام, ولم يفكر يوماً في المنحى الذي ذهب اليه د. البوطي.
    ووصف الشاعر ما يكنه لأمه من عاطفة جعلته يعنون ديوانه بما فعل بالقول: سأكون أباً سعيداً للغاية لو ان أبنائي تعاملوا معي مستقبلاً بهذا الحس الموجود في الديوان, أو حتى بنصفه, مشيراً في الوقت ذاته الى انه قابل كثيراً من القراء في العواصم العربية الذين أكدوا له ان هذا الديوان أعاد ترتيب علاقتهم بأمهاتهم وآبائهم وأبنائهم أيضاً. وفي حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية قال الشاعر نصر الله ان البيت الشعري الذي يرد على لسان أمه في الديوان ويقول (… وصدري أحق بك الآن من هذه الريح, صدري أحق لأنك من دون خلق إلهي كنت الأرقّ)… أي انك من بين خلق الله كنت الأرقّ وبالتالي فهو لا يحمل مطلقاً أي إنكار لخلق الله بل على العكس).
    وعن البيت الذي يقول (قتلوا الرب النائم في عيني الطفل) قال نصر الله انه (يتحدث اساسا عن اعداء لم يتورعوا عن قتل الأطفال النائمين).
    وتأكيداً لهذه الفكرة قال المفكر الاسلامي الأردني ابراهيم العجلوني في مقال نشرته مؤخرا جريدة (الرأي) الأردنية ان هذا البيت يشير (مجازاً الى انهم انتزعوا معنى الاطمئنان الذي ينبعث من عيني الطفل الفلسطيني أو معنى الأمن الذي يستشعره في مهاده الكوني).
    وحول اسم الديوان (بسم الأم والابن) قال نصر الله ان مثل هذه العبارة شائعة في حياتنا اليومية ونسمعها عشرات المرات وفي كل المناسبات, مثل باسم الأمة وباسم الشعب وباسمي شخصياً, كما ان (هذا الاصطلاح يرد في الشعر بشكل واسع وفي نشيد الثورة الفلسطينية: (باسم الله, باسم الفتح, باسم الثورة الشعبية, باسمك يا فلسطين), أشار نصر الله الى ان توقيت هذا الهجوم على ديوانه جاء متزامنا مع صدور مشروعي الروائي الذي اعمل فيه منذ منتصف الثمانينيات وهو (الملهاة الفلسطينية, طفل الممحاة وطيور الحذر) الذي يتناول فترة مئة عام من تاريخ القضية الفلسطينية.

    ________________________________________

    اضحــــك وفكّر بإيجابية…

    #307142

    ——————————————-
    ابتسم .. تبتسم لك الحياة

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد