الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › من هدي النبي في الوقاية من الأمراض
- This topic has 4 ردود, 5 مشاركون, and was last updated قبل 13 سنة، 3 أشهر by محمد عبده حسن.
-
الكاتبالمشاركات
-
12 أغسطس، 2011 الساعة 11:15 م #142181حسام بعيةمشارك
من الطبيعي إذا اشتكى أحدنا ألمًا في جسمه أو عينهأو سمعه أو أسنانه أن يذهب إلى الطبيب، ومن البديهي أيضًا أن يقصد أكثر من طبيبأو يستعمل أكثر من دواء في حال تطلَّب الأمر منه ذلك.
لكن هل فكرت -أخي المسلم-في اتباع هدي نبيك وحبيبك محمد -عليه الصلاة والسلام- في كيفية أن نقي أنفسناوأهلينا من الأمراض؟
إنالإسلام دعا إلى النظافة إذ هي قمةالحضارة، وجعل الطهارة شرطًا لصحة أهم عباداته من صلاة وطواف، فقال النبي :
الطهور شطر الإيمان[1]
.
إذن فللطهارة أهميةكبيرة في الإسلام، سواء أكانت حقيقيَّة وهي طهارة الثوب والبدن ومكان الصلاة منالنجاسة، أم طهارة حكميَّة وهي طهارة أعضاء الوضوء من الحدث.
لقد قدم الإسلام نموذجًافريدًا للزينة والنظافة، والحفاظ على الصحة الخاصة والعامة، وبناء الجسد في أصحقوام وأجمل مظهر وأقوى عماد، ودعا إلى صون البيئة والمجتمعمن انتشار الأمراض والأوبئة والملوثات.
إن غسل الأعضاء الظاهرةالمتعرضة للغبار والأتربة والنفايات والجراثيم عدة مرات يوميًّا، وغسل الجسم فيأحيانٍ متكررة، ولأسباب عدة – كفيلٌ بحماية الإنسان من أي تلوث، وقد ثبت طبيًّا أنأنجح علاج وقائي للأمراض الوبائية وغيرها هو النظافة -والوقاية خير من العلاج- وقدامتدح الله تعالى المتطهرين، فقال سبحانه: {
إِنَّاللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
}
[البقرة: 222]
.وأثنى سبحانه على أهلمسجد قباء بقوله: {
فِيهِ رِجَالٌيُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
}
[التوبة: 108]
.من أسرار الوضوء
قال :
من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتىتخرج من تحت أظفاره[2]
.
ولقدأثبت العلم الحديث بعد الفحص الميكروسكوبي للمزرعة الميكروبية الذي أجريللمنتظمين في الوضوء.. ولغير المنتظمين – أثبت أن الذين يتوضئون باستمرار قد ظهرالأنف عند غالبيتهم نظيفًا طاهرًا خاليًا من الميكروبات؛ ولذلك جاءت المزارعالميكروبية التي أجريت لهم خالية تمامًا من أي نوع من الميكروبات. في حين أعطتأنوف من لا يتوضئون مزارع ميكروبية ذات أنواع متعددة وبكميات كبيرة من الميكروباتالكروية العنقودية الشديدة العدوى؛ فلذلك شُرع الاستنشاق بصورة متكررة ثلاث مراتفي كل وضوء.
أما بالنسبة للمضمضة فقدثبت أنها تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات، ومن تقيح اللثة، وتقي الأسنان منالنخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها.
فقد ثبت علميًّا أنتسعين في المائة من الذين يفقدون أسنانهم لو اهتموا بنظافة الفم، لما فقدواأسنانهم قبل الأوان، وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصهاالمعدة وتسري إلى الدم.
الفوائدالعظيمة لغسل اليدين
أخرجالترمذي في جامعه بسنده عن سلمان الفارسي أن النبي قال:
بركة الطعام الوضوءقبله والوضوء بعده
.وذكر أهل العلم أنالمقصود بالوضوء للطعام هو غسل اليدين قبله وبعده. فقد أثبت البحث أن جلد اليدينيحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما؛ ولذلكيجب غسل اليدين جيدًا عند البدء في الوضوء، وعند تناول الطعام، وعند الاستيقاظ منالنوم، وهذا يفسر لنا ما رواه البخاري في الأدب والترمذي والحاكم عن أبي هريرة -رضيالله تعالى عنه- أن رسول الله قال:
من بات وفي يده ريح غَمَرٍفأصابه شيء فلا يلومَنَّ إلا نفسه
.وقوله: (
ريحغَمَر
)أي: دسم ووسخ وزهومة من اللحم. وكثير من الناس إذا حضر وليمة، لا يغسل يديه من هذاالغمر، وهو خطير. وروى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسولالله :
إن الشيطان حسَّاس لحَّاسفاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومَنَّ إلا نفسه
.وفي رواية: (
فأصابه لمم
)، وفيرواية: (
فأصابه خبل
)، وفي بعضها: (
فأصابهوضح
).قالوا (حساس): قويالإدراك. (لحاس): يلعق بلسانه. فمن بات وفي يده أو فمه شيء من وضر أو غمر أو دسمفأصابه شيء، أي: مس من جن أو غيره، فلا يلومن إلا نفسه.
صومواتصحوا
روى ابن السني وأبو نعيمفي الطب عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله :
صوموا تصحوا
.يقولالعلماء: إن العلاج الآن بدأ بأسلوب جديد من الأساليب الحديثة هو أسلوب العلاجبالصوم؛ لأن المعدة والجهاز الهضمي على مدار العام يحصل لديه تعب من كثرة مايتناول الإنسان فيه من الأكل، ويحتاج إلى إجازة، والصوم يقويالإرادة، ويشحذ العزيمة، ويعلِّم الصبر، ويساعد على صفاء الذهن، واتقاد الفكر، وإلهامالآراء الثاقبة إذا تخطى الصائم مرحلة الاسترخاء، وتناسى ما قد يطرأ له من عوارض الارتخاءوالفتور أحيانًا، قال لقمان لابنه: (يا بني، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة،وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.
والصوميعلِّم النظام والانضباط؛ لأنه يجبر الصائم على تناول الطعام والشراب في وقت محددوموعد معين.
والصومفعلاً يجدد حياة الإنسان بتجدد الخلايا وطرح ما شاخ منها، وإراحة المعدة وجهازالهضم، وحمية الجسد، والتخلص من الفضلات المترسبة والأطعمة غير المهضومة، والعفوناتأو الرطوبات التي تتركها الأطعمة والأشربة.
مراتبالغذاء الثلاثة
عن المقداد بن معد يكربأن النبي قال:
ما ملأ ابن آدم وعاءشرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه،وثلث لشرابه، وثلث لنفسه[3]
.
فأخبرالنبي أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه فلا تسقط قوَّته ولا تضعف، فإنتجاوزها فليأكل بثلث بطنه، وهذا أنفع للبدن والقلب؛ لأن البطن إذا امتلأ من الطعامضاق عن الشراب، فإذا أورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض عليه الكرب والتعب.
إنتناول كمية كبيرة من الطعام تزيد عن طاقة تحمل المعدة تؤدي إلى ما يُسمَّى بالتخمة،والتي تفضي إلى عسر الهضم وكثرة الغازات واحتقان الكبد والتخمة الشديدة، ويمكن أنتؤدي إلى توسع المعدة الحاد الذي يسبب ضغطًا شديدًا على القلب مما يعيق العودالوريدي إليه؛ فتحصل عسرة في التنفس واضطراب في ضربات القلب وتسوء حالة المريض وقدتنتهي بالموت.
وجاءت الدراسات الطبيةلتثبت أن مرضى القلب يستطيعون أن يعيشوا طويلاً بعيدًا عن المضاعفات الخطيرة، إذاهم اعتدلوا في طعامهم وشرابهم.
وصاياعلينا العمل بها ونواهٍ لا بد من اجتنابها
لقد حرص المشرع العظيمعلى سلامة أتباعه ووقايتهم من شر الوقوع في براثن المرض؛ فأمر -عليه الصلاةوالسلام- أن يُغطَّى إناء الطعام وتوكأ قِرَب الشراب فلا يُترك مكشوفًا للذبابوالتراب، كما نهى عن الشرب من في الإناء أو أن ينفخ في الشراب؛ حرصًا على سلامتهمن التلوث.روى مسلم عن جابر -رضيالله تعالى عنه- قال: قال رسول الله :
غطوا الإناء وأوكئواالسقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليسعليه وكاء إلا ينزل عليه الوباء
.كما حرص المشرع على عدمتلويث مياه الشرب، فنهى أن يغمس المستيقظ من النوم يده في الإناء قبل أن يغسلها،
فإنأحدكم لا يدري أين باتت يده
. كما منع التبرز أو التبول قرب مواردالمياه وفي ظل الناس ومكان تجمعاتهم، بل شدد في تحريم هذه الأفعال حتى عدَّها منمسببات اللعن. فقد صح عن النبي قوله:
اتقوا الملاعن الثلاث:البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل
. كما نهى رسولالله أن يبال في الماء الراكد[4]
.
إن قرآن الفجر كان مشهودا
يرغب القرآن بالنومالمبكر والاستيقاظ منذ الفجر، فعن أبي هريرة
t
قال: قال رسول الله :
بورك لأمتي في بكورها[5]
.
كماروى الصحابي الجليل صخر بن وداعة الغامدي عن النبي قوله:
اللهم بارك لأمتي فيبكورها
.وقال: وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم في أول النهار.وقد استفاد هذا الصحابيمن هذا الحديث حيث كان تاجرًا، فكان يبعث تجارته أول النهار، فأثرى وكثر ماله.
أماالفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة، منها:
1-تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون (O3) في الجو عند الفجر وتقل تدريجيًّا حتى تضمحل عند طلوع الشمس، حيثثبت حديثًا أن غاز الأوزون -وهو أحد نظائر الأوكسجين الموجود في طبقات الجو العليالحماية الأرض من بعض الإشعاعات الضارة- ينزل إلى الطبقات الدنيا الملامسة لسطحالأرض عند الفجر ثم يرتفع مع شروق الشمس.وقددهش الأطباء لآثاره العلاجية العجيبة؛ فهو يشفي من كثير من الأمراض النفسيةوالجسدية وليس له أية آثار جانبية. ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ومنشطللعمل الفكري والعضلي، بحيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكرية والعضلية في الصباحالباكر.
2- من الثابت علميًّا أنأعلى نسبة للكورتيزون في الدم هي وقت الصباح، حيث تبلغ (7-22) مكرو جرام/100 ملبلاسما، وأخفض نسبة له تكون مساء حيث تصبح أقل من (7) مكرو جرام/100 مل بلاسما.ومن المعروف أن الكورتيزون هو المادة الفعالة التي تزيد فعاليات الجسم، وتنشطاستقلاباته بشكل عام، وتزيد نسبة السكر في الدم الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمةله.
وفي الختام نجد أننا نحنالمسلمين كلما التزمنا بتعاليم القرآن وبهدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام،ابتعدنا عن الأمراض والأوبئة.
وما هذه الأمراض التينزلت حديثًا كإنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها، ما كان لها أن تنتشر لو أخذالمسلمون بتدابير الوقاية التي خَطَّ نهجها نبي الهدى والرحمةسيدنا محمد .
اللهماصرف عنا الوباء والبلاء، وارزقنا العافية في الدين والدنيا والآخرة يا أكرمالأكرمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
المصدر:مجلة منار الإسلام، عدد مايو (أيار) 2010م.
[1]
رواه مسلم عنأبي مالك الأشعري.
[2]
رواه مسلم.
[3]
رواه الترمذي.
[4]
رواه البخاريومسلم.
[5]
رواه الطبرانيفي الأوسط. نقلاً عن الألباني في صحيح الجامع برقم (2838)
15 أغسطس، 2011 الساعة 5:24 ص #1515343بلقيس الندابيمشاركإنشاء قائمة