الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات لا تأمن الخبل يأتيك بداهية

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #141668
    ملاك رامز
    مشارك
    (( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية ))

    وهذا المثل شعبي ومعروف لدى كثير من الناس , و (داهية) هذه اسم لعجوز متوحشة وشرسة ووجبتها الشهية والرئيسية هي لحوم البشر وشرابها المألوف دمائهم , والناس تعرفها وتتجنبها وكانت تقطن إحدى الجبال ولا يمكن الإقتراب في منطقتها أو حدودها , فأي شخص يقترب من الجبل أو يؤذيها فسيكون لها وجبة طعام شهية.

    ف يروى في أحد الأزمنة قبل الإسلام , أن هنالك قوم يتزعمهم أمير يسكنون في إحدى أراضي شبه الجزيرة العربية , وكان لدى الأمير حاشيته الخاصة و من بين حاشيته رجل منافق وكان هذا الرجل من المقربين للأمير لأنه يسعده ويؤنسه دائماً , وكان للأمير رعاة ومن بين هؤلاء الرعاة راعي لقبه الخبل وهو اسم على مسمى يعني (أن به خلل في عقله) لذلك لقب بهذا الاسم.

    دار عليهم الزمان وجفت أراضيهم من الماء والعشب , فكان لا مفر الرحيل من ديارهم والذهاب إلى ديار يجدون فيها إحتياجاتهم الضرورية وقطعانهم من الماشية, ذهبوا ففتشوا عن الأرض الأنسب والأفضل فلم يجدوا سوى أرض جميلة خالية من السكان إنها ارض ( داهية) تلك العجوز المتوحشة , فكان معهم رجل كبير في السن وحكيم ولديه دراية بالمناطق حيث يعرف جميع الديار , عندما وضعوا رحالهم وهموا بالإستطيان في تلك الأرض جمعهم هذا الرجل الحكيم وأخبرهم بأنهم في أرض ( داهية ) ونصحهم بعدم الذهاب أو مجرد الإقتراب إلى جبل ( داهية) وأيضا عدم إيذائها , ولسوء الحظ لم يكن (الخبل) معهم فقد كان يقود الغنم ويرعاها, فلم يخبره أحد عنها.

    وبعد مرور عدة أشهر على بقائهم في هذه الأرض , كان أغلب وقت ( الخبل ) مع الماشية فهو راعي غنم ونادراَ ما يأتي ديارهم , فهو بلا أب ولا أم ولا أهل , وليس له مصالح في ديارهم سوىمجيئه الأمير في كل شهر مره , وإخباره عن أحوال الماشية فهو راعي لماشية (الأمير) ولمواشي القوم أيضاً.

    وفي ذات يوم مر الراعي ( الخبل) إلى ديارهم لكي يخبر الأمير عن أحوال الماشية , ولسوء حظه لم يجد الأمير فقد كان خارج الديار مع الرجل الحكيم ووجد القوم متواجدين في بيت الأمير ومن ضمنهم الرجل (المنافق ) , فوجد أنهم مجتمعون على وجبة دسمة من الطعام , فسألهم : من أين لكم هذا؟ وكان على دراية تامة بأن حالة الفقر والجوع في وقتهم شديدة , فأنَّى لهم بهذا الطعاه ؟؟!!

    فأجابه المنافق سائلاً : أتريد مثل هذا الطعام ؟؟ !!

    قال ( الخبل ) : نعم بكل تأكيد

    قال له المنافق : إذا صعدت قمة هذا الجبل وأشار إلى جبل ( داهية) وأصبحت في قمته حيث تلوح لنا ثم تعود أدراجك إلينا , فإذا فعلت هذا سنذبح لك ذبيحة كهذه.

    ففرح الخبل وهَمَّ مسرعاً يريد أن يصعد الجبل واتجه نحو الجبل والقوم يرونه وهم يضحكون عليه, حيث إنهم يتوقعون له النهاية عند اقترابه من (داهية).!

    صعد هذا (الخبل) الجبل والقوم يرونه وهو يقترب من حتفه وهم يضحكون عليه ولا يبالون لأنه (خبل) , وعلى ما هم عليه من هذا الحال ينظرون ويضحكون اختفى ( الخبل) عن أنظارهم فلم يستطيعوا رؤيته لأن ((الخبل في هذه اللحظة داخل كهف ( داهية) وفي صراع من أجل البقاء معها))

    فوجئ القوم بقدوم الأمير وعندما وصل إليهم رائهم يضحكون وينظرون إلى الجبل !

    سألهم الأمير : ما بالكم؟؟ ما الأمر ؟؟!!

    فأجابوه : انظر إلى (الخبل) إنه يحاول صعود الجبل

    سألهم الأمير : ما الذي دعاه إلى صعود الجبل؟؟ !!!

    , فأجابه (المنافق) : أنا أيها الأمير

    فقال له الأمير : ألا تعلم بأن داهية في هذا الجبل..! وأنك أرسلت هذا الخبل إلى حتفه ؟؟!!

    فأجابه المنافق : قال يا أمير إننا لا نعلم هل داهية مازالت على قيد الحياة أم ماتت منذ زمن بعيد , فإذا عاد الخبل سالماً ولم تعترضه داهية فمعنى هذا بأنها قد ماتت , وبإمكاننا الاقتراب من أسفل الجبل حيث تكثر المراعي والأعشاب النادرة بسبب عدم اقتراب الرعاة خوفا من تلك العجوز المتوحشة ( آكلة لحوم البشر) , وإن لم يعد فهو (خبل) لا فائدة منه ولا أهل له .

    سكت الأمير وأخذ ينظر إلى الجبل فلم يضحك كحال قومه إنما ينظر باستعطاف كله أمل أن يعود ( الخبل).

    وعلى ما هم عليه من الضحك والنظر إلى الجبل , خيَّم عليهم صمت رهيب وذهول كبير ! حيث رأو رجل شديد بياض الثياب على عكس راعيهم الذي كانت ثيابه متسخة ومتمزقة , يصعد أعلى قمة الجبل ثم يلوح بيديه تجاه القوم..

    وأخذ هذا الرجل با النزول من الجبل وحتى أن اقترب من القوم وهو يتجه نحوهم إلى أن وصل إليهم,,,

    يا ترى من هذا الرجل؟؟!!!

    انه ( الخبل) !!!!!!

    نعم إنه الخبل ومعه سيف ودرع بالإضافة إلى بعض الحلي من الذهب و المجوهرات , عندما وصل الخبل سلم على الأمير وأعطاه ما في حوزته من السلاح والذهب والمجوهرات.

    سأله الأمير : كيف أتيت بهذه؟ ثم أخبرنا ماذا جرا لك عندما اختفيت من الجبل؟

    قال (الخبل) : عندما توسطت الجبل وجدت كهف مهجورا فدفعني الفضول إلى الدخول إليه فعندما اقتربت من مدخل الكهف خرجت لي عجوز مرعبه وهي تتهددني بالقتل وان تلتهمني فعندما همت بالهجوم علي أخذت صخرة فقذفتها بها فأصابتها الصخرة في رأسها أسفل أذنيها فأودت بحياتها ,,,

    قال الأمير: أقتلتها؟؟!!!!!

    قال ( الخبل ) : نعم قتلها ثم دخلت الكهف ووجدت فيه أنواع الكنوز من ذهب وفضة وسلاح …. إلخ

    فعندما سمع المنافق بقول الخبل هم مسرعا نحو الجبل لكي يستحوذ على ما يريد من ذهب ومال وفضة , والقوم من خلف هذا المنافق كلهم يجرون تجاه الكهف لكي يغتنموا من الغنائم.
    فعندما اقترب المنافق من الكهف وجد العجوز في وجهه – وجها لوجه فأراد الرجوع من حيث أتى ولكن لا مناص من الهروب فقد هجمت عليه وقتلته والتهمته والقوم ينظرون بذهول.

    رجع باقي القوم مسريعن تجاه الأمير والخوف يدب في قلوبهم دباً , ويرج أركانهم رجا , عندما وصولوا إلى الأمير اخبروه بان الرجل المنافق قد قتل وذبحته ( داهية) وكان هذا الرجل المنافق كما أسلفنا من المقربين لدى الأمير , بل كان من اعز أصحابه , نظر الأمير إلى ( الخبل) نظرة غضب ,,,

    وقال : كيف تكذب يا ( الخبل ) ؟؟!!

    قال : أنا لم أكذب بل قتلتها , وإذا كنت تريد مني أن أتيك بتلك العجوز فأنا على استعداد , أعطني جواداً لكي أتيك بها فأعطاه الأمير جواد ليتبين حقيقة أمره وهل هو صادق فيما يقول …..

    أمتطى الخبل صهوة الجواد وذهب نحو الجبل, والجميع ينظرون له نظرة ذهول….

    فقال الرجل الحكيم : يا أميرنا ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية ).

    عندما وصل الخبل مشارف الكهف فوجئ بوجد داهية وأنها على قيد الحياة , ففزعت داهية عندما رأت هذا الخبل الذي سبب لها رعب فقد كاد أن يقتلها, فقالت له : دعني وشأني وخذ ما تريد من جواهر وحلي,
    تجرأ الخبل من جوابها الذي أحس فيه أنها خائفة منه , وقال لها : أن الأمير طلب مني أن آتي بكِ إليه ليتبين حقيقة أمرك , ستذهبين معي وإلا قتلتك,

    فزعت ( داهية) من جواب الخبل وقالت سوف أذهب معك بشرط أن لا تؤذيني.

    قال لكِ هذا,,,, (وهو خبل لا يؤتمن له),

    ركبت معه الجواد وذهبوا تجاه القوم, فعند وصولهم إلى القوم دب الفزع والرعب في قلوب الجميع, فتعالت صرخات الأطفال وعويل النساء وأستنفار الرجال, من شكلها القبيح والمرعب.

    فقال الحكيم للأمير : الم اقل لك ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية),

    والداهية في وقتنا الحالي تعني المصيبة أو الكارثة

    فنعوذ بالله من كل أخبلٍ يأتينا بداهية , ومن شر نارٍ حامية

    #1506368
    doaa
    مشارك
    تسلمي ملاك على الطرحة القيمة..

    تشكري  حبيبتي

    تقبلي مروري

    دعاء
    #1506381
    (( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية ))

    مثل رائع
    وطرح مميز
    سلمتي وسلمت يداك

    #1506444
    khaledebnrshd
    مشارك

    قصة رائعة
    شكرا اختى ملاك

    #1506613
    ملاك رامز
    مشارك

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : doaa”ubbcode-body”>
    تسلمي ملاك على الطرحة القيمة..
    تشكري  حبيبتي
    تقبلي مروري

    دعاء

    شكرا لمرورك الكريم دعاء

    #1507067
    ملاك رامز
    مشارك

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : امير بكلمتي”ubbcode-body”>(( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية ))

    مثل رائع
    وطرح مميز

    سلمتي وسلمت يداك

    شكرا لمرورك

    #1507068
    ملاك رامز
    مشارك

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : khaledebnrshd”ubbcode-body”>قصة رائعة
    شكرا اختى ملاك

    شكرا لمرورك الكريم

    #1512670

    استمتعت بقراءة القصه

    تسلم يداك غاليتي

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد