الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان امثله للـــــــشجــــــــــاعه

مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #141236
    بسم الله الرحمن الرحيم

    شجاعة سيدنا ابي بكر الصديق رضي الله عنه

    اخرج البزار عن علي رضي الله عنه أنه قال :

    أيها الناس ! أخبروني من أشجع الناس ؟

    قالوا :
    أنت يا أمير المؤمنين !

    قال :
    أما إني ما بارزت احداً إلا انتصفت ( اخذت حقي منه ) منه , ولكن أخبروني بأشجع الناس .

    قالوا :
    لا نعلم , فمن ؟

    قال : أبو بكر رضي الله عنه إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله عريشاً . فقلنا : من يكون مع رسول الله صلي الله عليه وسلم لئلا يهوي إليه أحد المشركين ؟؟ فوالله , ما دنا إليه أحد إلا أبو بكر شاهراً بالسيف علي رأس رسول الله صلي الله عليه وسلم , لا يهوي إليه أحد إلا أهوي إليه ؛ فهذا أشجع الناس ..

    ************************************************** ***********
    شجاعة سيدنا قتادة بن النعمان رضي الله عنه ..

    أخرج الطبراني عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال:
    أهدي الي رسول الله صلي الله عليه وسلم قوس , فدفعها الي رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد , فرميت بها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي أندقت سيتها (سيتها : حدها وراسها) , ولم أزل علي مقامي نصب وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم ألقي السهام بوجهي , كلما مال سهم منها الي وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم ميّلت رأسي لاقي وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم بلا رمي أرميه , فكان آخرها سهماً ندرت (ندرت : سقطت ووقعت) منها حدقتي بكفي , فسعيت بها في كفي الي رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
    فلما رآها رسول الله صلي الله عليه وسلم في كفي دمعت عيناه ..

    فقال : اللهم إن قتادة – رضي الله عنه – قد وقي نبيك بوجهه , فاجعلها أحسن عينيه و أحدّهما نظراً .

    فكانت احسن عينيه وأحدّهما نظراً….
    ************************************************** ********
    شجاعة معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء رضي الله عنهما..

    اخرج الشيخان عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال :

    إني لواقف يوم بدر في الصف , فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الانصار حديثة أسنانهما , تمنيت أن أكون بين أضلع منهما ( اي تمني ان يكون بين أشد قوة منهما ) ,
    فغمزني أحدهما فقال : يا عماه أتعرف أبا جهل ؟
    فقلت : نعم , وما حاجتك اليه ؟
    قال : أخبرت أنه يسبّ رسول الله صلي الله عليه وسلم , والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتي يموت الأعجل منا , فتعجبت لذلك ؛
    فغمزني الآخر فقال لي أيضاً مثلها فلم أنشب (لم ألبث) أن نظرت الي ابي جهل وهو يجول في الناس .. فقلت : ألا تريان هذا صاحبكم الذي تسألاني عنه ؟
    فابتدراه بسيفهما فضرباه حتي قتلاه ؛ ثم انصرفا الي النبي صلي الله عليه وسلم فأخبراه ..
    فقال : أيكما قتله ؟
    قال كل منهما : أنا قتلته ..
    قال : هل مسحتما سيفيكما ؟
    قالا : لا ,
    قال : فنظر النبي صلي الله عليه وسلم في السيفين فقال : كلاهما قتله .
    وقضي بسلبه لمعاذ بن عمرو بن جموح , والآخر معاذ بن عفراء رضي الله عنهما ..
    اخرجه الحاكم والبيهقي..
    ************************************************** ******

    اللهم أنا نسألك الشجاعة في الدين والجبن في المعصية

    يعلم الداعية المسلم أن دعوة الإسلام لابد وأن تنتصر ولذلك فإن من الواجب على الداعية أن يفوق تحمسه للحق ودعوة الآخرين تحمس أهل الباطل لباطلهم والتفافهم حول رايته.
    ولا يتأتى هذا الأمر للدعاة ما لم يكونوا موصوفين بالشجاعة والجرأة في مواجهة الصعاب – التي ولابد ستعترضهم – وألا تأخذهم في الله لومة لائم حتى تجد كلمة الحق طريقها إلى الجميع.
    والشجاعة في الحق وفي ميادين القتال بالنسبة للمسلم تدل على قوة عقيدته وسلامتها من غبش التصور وانحراف المنهج, ومن المعلوم أن صفاء العقيدة يرفع الهمة ويُنمي الشجاعة ويُلهب المشاعر ويذكي الروح ويربط الفؤاد ويُنور العقل ويُوسع المدارك والعاملون في الدعوة إلى الله ينبغي عليهم أن يكونوا شجعانا, فحامل الدين ينبغي ألا يستكين ولا يجبن ولا يخور عزمه؛ لأنه صاحب رسالة مقدسة من عند الله العليم الحكيم, سار على نهجها رسل الله من قبل فنصرهم الله وانتقم من عدوهم.
    قال الشاعر:
    doPoem(0)

    إن نـفـســا تـرتـضــي الإســــلام ديــنــاثــــــــم تــــرضــــى بــــعــــده أن تـسـتـكــيــنــاأو ترى الإسلام في أرض مهيناثــم تـهـوى العـيـش نـفـس لــو تكـونـا

    في عداد المسلمين العظماء
    فكم نحن محتاجون إلى شجاعة الدعاة إلى الله لندك بها الباطل وننصر بها الحق ونزيل بها المنكرات الظاهرة وندمغ الشبهات الخادعة بالنورين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    قال الشاعر:
    doPoem(0)

    وإذا اضطررت إلى الجدال ولـم تجـدلــــــــــــــك مــــهـــــربـــــا وتـــــــلاقـــــــت الـــــصـــــفـــــانفـــاجــــعــــل كـــــتــــــاب الله درعـــــــــــا ســـابــــغــــاوالـــشـــرع ســيــفــك وابــــــدأ فــــــي الــمــيـــدانوالــــســـــنـــــة الـــبـــيــــضــــاء دونــــــــــــــك جـــــــنـــــــةواركــــــب جــــــواد الـــعـــزم فــــــي الـــجــــولانواثــبــت بـصـبــرك تــحــت ألــويــة الــهــدىفـــالـــصـــبــــر أوثـــــــــــــق عــــــــــــــدة الإنـــــــســـــــانواطــــعــــن بــــرمــــح الــــحــــق كـــــــــل مـــعـــانـــدلله در الـــــــــــــــــــفــــــــــــــــــــارس الـــــــــــــطـــــــــــــعــــــــــــــانواحمل بسيف الصدق حملة مخلصمـــــــــتــــــــــجــــــــــرد لله غــــــــــــــيـــــــــــــــر جـــــــــــــــبـــــــــــــــان

    وعن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله وأن نقوم – أو نقول- بالحق حيثما كنا, لا نخاف في الله لومة لائم رواه البخاري, وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فكان فيما قال: ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أخرجه ابن ماجه والترمذي ضمن حديث طويل وقال: حديث حسن صحيح, وفي رواية أخرى عن أبي سعيد أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحقر أحدكم نفسه. قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال: يرى أمراً لله فيه مقال ثم لا يقول فيه. فيقول الله عزوجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيّ كذا وكذا ؟ فيقول: خشية الناس. فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى .

    ولعل ما يدفع الداعية إلى التحلي بصفة الشجاعة أمرين عظيمين:-
    (1) إيثار ما عند الله تعالى والعمل على تحقيق رضاه والدعوة إلى دينه وتفضيل ذلك كله على عطاءات المخلوقين وهباتهم باعتبار أن النافع الضار والمعز المذل هو الله تبارك وتعالى.
    (2) الرضا بما قسم الله من الرزق – قليلاً أو كثيراً – دون تطلع إلى شهوات التنعم أو طمع في الارتقاء ولو على حساب الحق.

    يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالي: كم من داع يبصر الحق ويقدر على التذكير به ولكنه يُحتبس في حلقه فلا يسمع به أحد. لماذا ؟ لأنه لو نطق لحرم من هذا النفع أو لغضب عليه هذا الرئيس أو لفاته هذا الحظ..فهو – إيثاراً لمتاع الدنيا – يلزم الصمت ويظلم اليقين. ولو كان عفيف النفس راضيا بما تيسر من عيش مكتفيا بالقليل مع أداء الواجب عن الكثير مع تضييعه لكان له موقف آخر.

    ومن الأمثلة الدالة على شجاعة الدعاة أيضاً وخوفهم من الله دون سواه ما كان من أمر الداعية الفقيه سعيد بن جبير مع الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي ويتلخص الموقف فيما يلي:
    عندما صمم الحجاج على قتل سعيد بن جبير – مثلما حدث مع كثيرين غيره – أرسل جنودا فجاءوا به وأدخلوه عليه ودار بينهما الحوار التالي: –
    قال الحجاج: ما اسمك ؟.
    ردّ عليه سعيد قائلاً: سعيد بن جبير.
    قال الحجاج: بل أنت شقي بن كُسير.
    قال سعيد: بل كانت أمي أعلم باسمي منك.
    قال الحجاج: شقيت أنت وشقيت أمك.
    قال سعيد: الغيب يعلمه غيرك.
    قال الحجاج: لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى.
    قال سعيد: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً.
    قال الحجاج: فما بالك لا تضحك ؟ .
    قال سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار.
    قال الحجاج: فما بالنا نضحك ؟
    قال سعيد: لم تستو القلوب.
    وفكر الحجاج في أن يستميل قلب سعيد بن جبير بالمغريات والماديات فأمر باللؤلؤ والزبرجد و الياقوت فجمعه بين يدي سعيد بن جبير.
    فقال له سعيد: إن كنت جمعت هذا لتفتدي به من فزع يوم القيامة فقد أخطأت, وإلا ففزعه واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت, ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا.
    ثم دعا الحجاج بالعود والناي, فلما ضُرب بالعود ونُفخ في الناي بكى سعيد بن جبير.
    فقال له الحجاج: ما يبكيك ؟ أهو اللهو؟
    قال سعيد: بل هو الحزن, أما النفخ فقد ذكرني يوماً عظيما يوم ينفخ في الصور وأما العود فشجرة قطعت في غير حق وأما الأوتار فإنها أمعاء الشياه يبعث بها معك يوم القيامة.
    فقال الحجاج: ويلك يا سعيد.
    فقال سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.
    فقال الحجاج: اختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك ؟.
    فقال سعيد: اختر لنفسك يا حجاج, فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة.
    قال: أفتريد أن أعفو عنك ؟ .
    قال: إن كان العفو فمن الله, وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر.
    قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج من الباب ضحك, فأخُبر الحجاج بذلك فأمر برده.
    فقال: ما أضحك ؟
    قال سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك.
    قال الحجاج: اقتلوه.
    فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين.
    قال الحجاج: شدوا به لغير القبلة.
    قال سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله.
    قال الحجاج: كبوه لوجهه.
    قال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
    قال الحجاج: اذبحوه.
    قال سعيد: أما إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك, وأن محمداً عبده ورسوله. خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة.
    ثم توجه سعيد بن جبير بالدعاء إلى الله قائلاً: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.
    وقُتل سعيد بن جبير رحمه الله وعاش الحجاج بعده خمس عشرة ليلة يعاني من المرض ثم مات, وكان ينادي بقية حياته قائلاً: ما لي ولسعيد بن جبير, كلما أردت النوم أخذ برجلي.

    #1499762

    #1499814

    بارك الله فيك

    #1499924

    جزاك الله خير ع المعلومات القيمة

    #1500072

    امير بكلمتي   يسعدني مرورك والشكر والتقدير لك اخي

    #1500078

    اختي فتاة الصعيد الاولى  شكرا والله يبارك فيكي ويحميكي

    #1500079

    اختي وردة مجالسنا آمين ويجزاك خير أيظا ..

    #1500083
    أضافه على الموظوع /

    شجاعة الرسول وصحبته

    في إحدى الليالي سمع أهل المدينة صوتًا عاليًا، ألقى الخوف في قلوبهم، فانطلق الناس ناحيته، فقابلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق عائدًا، وكان قد سبقهم إلى مصدر هذا الصوت، فقال لهم: (لم تُرَاعوا..لم تراعوا (أي لا تفزعوا)) [متفق عليه].
    *يروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وزَّع على الناس أثوابًا، وكان الثوب يكفي الرجل حتى ساقيه، ولا يغطِّي سائر رجليه، وأخذ عمر ثوبًا مثل عامة الناس، وصعد المنبر فرآه الناس في ثوب طويل، ولما افتتح خطبته قال: أيها الناس، اسمعوا وأطيعوا، فقام أحد الحاضرين، وقال: لا سمع ولا طاعة. فسأله عمر: ولماذا؟
    فأجاب الرجل: لأنك أعطيتنا تلك الثياب القصيرة، واستأثرت لنفسك بهذا الثوب الطويل، فأمر عمر بن الخطاب ابنه عبد الله أن يرُدَّ على هذا الرجل ويبين له الحقيقة، فقام عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ليعلن أنه قد تنازل عن ثوبه لأبيه حتى يكمل به جلبابه، فقال الرجل: الآن قل، نسمع ونطع.
    *ما هي الشجاعة؟
    هي جرأة القلب وقوة النفس عند مواجهة الأمور الصعبة.
    شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
    كان الصحابة -رضي الله عنهم- إذا اشتدت الحرب يحتمون خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، ويجعلونه في المقدمة، وفي هذا يقول علي -رضي الله عنه: كنا إذا اشتدت البأساء (الحرب) احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون أحد منا أقرب إلى العدو منه.
    ويقول البراء -رضي الله عنه-: ولقد كنا إذا حمي البأس نتقي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وإن الشجاع الذي يحاذَي به.
    وفي غزوة حنين حين اضطرب المسلمون، وفرَّ عدد كبير منهم، وقتل وأصيب آخرون، ظل النبي صلى الله عليه وسلم ثابتًا في مكانه لا يتزحزح، يضرب بسيفه يمينًا ويسارًا، مناديا بأعلى صوته: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، وما إن سمع المسلمون هذا النداء حتى عادت إلى قلوبهم الشجاعة، والتفوا مرة أخرى حول الرسول صلى الله عليه وسلم يقاتلون، حتى تحقق لهم النصر. وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، فتعلم الصحابة الشجاعة منه، وكانوا قادة أَكْفَاء وقدوة في التضحية والفداء.
    شجاعة الصحابة:
    ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الشجاعة، ومن هؤلاء الصحابة:
    عمرو بن الجموح: منعه أبناؤه من الاشتراك في ميدان القتال؛ لأنه لا يستطيع السير على ساقه العرجاء، فقال لهم: والله، إني أريد أن أطأ بعرجتي هذه الجنة. واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال فأذن له وذهب إلى ميدان المعركة فقاتل بشجاعة؛ حتى نال الشهادة في سبيل الله.
    علي بن أبي طالب: تربى على الشجاعة والإقدام منذ صغره، وضرب لنا وهو صغير مثلا رائعًا في الشجاعة عندما نام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة؛ فعرَّض نفسه للموت بسيوف المشركين، ليُسَهِّل مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة سالـمًا.
    عبد الله بن رواحة: صحابي جليل جاهد في سبيل الله، واستشهد في معركة مؤتة، وقبل أن ينال الشهادة أخذ يخاطب نفسه ويحثها على القتال، فيقول:
    أقسمتُ يا نَـفْسُ لتَنْـزِلِـنَّــهْ
    ما لـي أراك تكرهيـن الجنَّــةْ
    يا نفـسُ إلا تُقْتَلـِـي تمـوتـي
    هـذا حِمامُ الموت قد صَلِيــتِ
    وما تمنيـتِ فـقـد أُعْطِيــتِ
    إن تفعلي فِعْلَهُمَـا هُـدِيـــتِ
    وكان عبد الله يتمنى الشهادة، ويريد أن يلحق بصاحبيه زيد بن حارثة
    وجعفر بن أبي طالب -شهداء مؤتة-، وبالفعل خاض المعركة، وأبلى في تلك الغزوة بلاءً حسنًا حتى فاز بالشهادة في سبيل الله، ولحق بصاحبيه في الجنة.
    خالد بن الوليد: أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد سيف الله المسلول لشجاعته واستبساله في الحروب، وعند موته كان حزينًا لأنه لم يمت شهيدًا في ميدان القتال، وقال: ما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وها أنذا أموت على فراشي حَتْفَ أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.
    أبو ذر الغفاري: عرف بشجاعته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حيث كان يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يتصدقوا ويخرجوا زكاة أموالهم التي هي حق الفقراء، وكان يقول: بَشِّر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاوٍ من نار تُكْوَى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة.
    نساء الصحابة: اتصفت نساء الصحابة -رضي الله عنهن- بالشجاعة والإقدام، فكن يشتركن مع المسلمين في المعارك، ويقمن بإعداد الطعام للمقاتلين، وتجهيز الماء لسقي الجنود، ومداواة الجرحى والمرضى، حتى اشتهر من هؤلاء النساء السيدة أم عمارة نسيبة بنت كعب، والسيدة أم عطية الأنصارية، والسيدة أم سليم، والسيدة ليلي الغفارية، وغيرهن -رضي الله عنهن-.
    وذات مرة قابلت الصحابية الجليلة خَوْلَة بنت ثعلـبـة -رضـي الله عنها- أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وظلت تنصحه، وتعظه، وهو واقف لا يتحرك من أمامها، وينصت لكلامها حتى انتهت من نصيحتها.
    أطفال الصحابة: أظهر كثير من الأطفال حزنهم لعدم اشتراكهم في المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحكى أن عمير بن أبي وقاص -وكان صغيرًا- اختبأ في صفوف الجيش حتى لا يراه الرسول صلى الله عليه وسلم فيرده لصغر سنه، وحينما طلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرجع بكى؛ فسمح له الرسول صلى الله عليه وسلم بمصاحبة الجيش.
    أنواع الشجاعة:
    الشجاعة لها أنواع كثيرة، منها:
    الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا إذا انْتُهِكَتْ حرمة من حرمات الله، أو ارتكب أحد الناس منكرًا بأن فعل معصية، فيأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالخير، وينهاه عن المنكر والمعصية، وقد تعلم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه.
    وقد أمر الله -سبحانه- بهذا النوع من الشجاعة، إذ وجهنا سبحانه إليها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 41]، وقال كذلك: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [التوبة: 122].
    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (قل الحق، ولو كان مرًّا) [أحمد]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [مسلم].
    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل الذي يعظ ولي الأمر وينصحه في لين ورفق له أجر عظيم وجزاء وفير من رب العالمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله) [الحاكم].
    الشجاعة في طلب العلم: المسلم يسعى دائمًا إلى طلب العلم، ويسأل ويستفسر عما لا يعرفه؛ لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه، ويستفسرون منه عما لا يعرفونه دون خجل؛ وكان الرجل منهم والمرأة -رضي الله عنهم- في ذلك الأمر سواء.
    الشجاعة في الاعتراف بالخطأ: المسلم دائمًا يميل إلى الحق والصواب، وإذا أخطأ يسارع بالاعتراف بخطئه والندم عليه والتوبة إلى الله منه. ومن ذلك موقف سيدنا آدم -عليه السلام- حينما أكل من الشجرة المحرَّمة وعصى ربه، فسارع بالاعتراف بخطئه واستغفر ربه حتى تاب الله عليه.
    كذلك نبي الله يونس -عليه السلام- حينما التقمه الحوت، لجأ إلى ربه ذاكرًا مستغفرًا، حتى نجَّاه الله مما هو فيه، وكان يدعو ربه، ويقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
    وهكذا المسلم دائمًا يرجع ويعود إلى الحق، فإذا صدر منه ذنب أو خطأ فإنه يتوب ويعتذر ويعترف بخطئه.
    الشجاعة في القتال: أمر الله المسلمين أن يستعدوا لمواجهة أعدائه، فقال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} [الأنفال: 60].
    وأمر الله المسلمين أن يقاتلوا المشركين بقوة وثبات وهم يد واحدة، فقال الله تعالى: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص} [الصف: 4].
    وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون} [الأنفال: 45].
    وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفًا فلا تولوهم الأدبار} [الأنفال: 15].
    والمسلم لا يخشى الموت في سبيل الله، فهي منزلة عظيمة عند الله -سبحانه-.
    يقول الشاعر:
    وإذا لـم يَكُـنْ للمــوتِ بُــدٌّ
    فَمِنَ الْعَجْزِ أنْ تموتَ جَبـَـانَــا
    وحث النبي صلى الله عليه وسلم على القوة، فقال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَزْ، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلتُ كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) [مسلم]. فعلى المسلم أن يجعل الشجاعة صفة لازمة له على الدوام …..

    #1500974
    تاج راسك
    مشارك

    جزاك الله كل خير

    #1501985

    بارك الله فيك يارب
    وديمنا بى الجديد منتظرك اخى

    #1502884

    بوركتم جزاكم ربي الجنان

    طرح قيم

مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد