مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #140609
    كاريكا
    مشارك

    الشجرة الام

    استيقظ طارق يوم عيد الشجرة متأخراً على غير عادته… وكان يبدو عليه الحزن. ولما سأل أمه عن أخوته وقالت له انهم ذهبوا ليغرسوا اشجاراً اضطرب وقلق. قال بغيظ:‏

    – ومتى ذهبوا يا أمي؟‏

    أجابت:‏

    – منذ الصباح الباكر .. ألم يوصوكم في المدرسة أنه يجب أن يغرس كل منكم شجرة ؟ ألم ينبهوكم إلى أهمية الشجرة؟‏

    قال:‏
    – نعم.. لقد أوصتنا المعلمة بذلك… وشرحت لنا عن غرس الشجرة في عيد الشجرة، أما أنا فلا أريد أن أفعل.‏

    قالت الأم بهدوء وحنان:‏

    – ولماذا ياصغيري الحبيب؟… كنت أتوقع أن تستيقظ قبلهم، وتذهب معهم. لم يبق أحد من أولاد الجيران إلا وقد حمل غرسته وذهب.. ليتك نظرت إلى تلاميذ المدراس وهم يمرون من أمام البيت في الباصات مع أشجارهم وهو يغنون ويضحكون في طريقهم إلى الجبل لغرسها. إنه عيد يابني فلا تحرم نفسك منه..!‏

    قال طارق وقد بدأ يشعر بالغيرة والندم:‏

    – لكن الطقس بارد جداً يا أمي. ستتجمد أصابعي لو حفرت التراب، وأقدامي ستصقع.‏

    أجابت:‏
    – ومعطفك السميك ذو القبعة هل نسيته؟ وقفازاتك الصوفية ألا تحمي أصابعك؟ أما قدماك فما أظن أنهما ستصقعان وأنت تحتذي حذاءك الجلدي المبطن بالفرو!‏

    صمت طارق حائراً وأخذ يجول في أنحاء البيت حتى وقعت عينه على التحفة الزجاجية الجميلة التي تحفظ صور العائلة وهي على شكل شجرة، ووقف يتأملها.‏

    قالت الأم:‏

    – هل ترى إلى شجرة العائلة هذه؟ إن الأشجار كذلك.. هي عائلات… أم وأب وأولاد. وهي تسعد مثلنا إن اجتمعت مع بعضها بعضاً وتكاثرت، فأعطت أشجاراً صغيرة. إن الشجرة هي الحياة يابني ولولاها ماعرفنا الفواكه والثمار.. ولا الظلال ومناظر الجمال. إضافة إلى أننا ننتفع بأخشابها وبما تسببه لنا من أمطار، ثم هل نسيت أن الأشجار تنقي الهواء وتساعدنا على أن نعيش بصحة جيدة.‏

    صمت طارق مفكراً وقال:‏

    – حسناً… أنا أريد إذن أن أغرس شجرة.. فهل شجرتي ستصبح أماً؟‏

    أجابت الأم بفرح:‏

    – طبعاً… طبعاً يابني. كلما كبرت ستكبر شجرتك معك، وعندما تصبح أنت أباً تصبح هي أماً لأشجار صغيرة أخرى هي عائلتها، وستكون فخوراً جداً بأنك زرعتها.‏

    أسرع طارق إلى خزانة ثيابه ليخرج معطفه وقفازاته، سأل أمه بلهفة:‏

    – هل أستطيع أن ألحق… أخوتي والجميع؟‏

    ضحكت الأم وقالت:‏

    – كنت أعرف أنك ستطلب مني ذلك… شجرتك في الحوض أمام الباب في كيس صغير شفاف… وانا كما تراني قد ارتديت ثيابي هيا بنا…‏

    وانطلق طارق مع أمه فرحاً يقفز بخطوات واسعة… واتجها نحو الجبل وهما يغنيان للشجرة… شجرة الحياة أنشودة الحياة.

    اتمنى ان تكون قد نالت اعجابكم…..
    #1491372
    OtmanGX
    مشارك


    أتمنى أن كل واحد فينا يغرس شجرة بدل أن يبني مصنعا

    تحياتي

    #1491403

    وانا اتمنى ذالك

    #1491460

    قصه رائعه جدا اخي ابو يوسف

    يعطيك العافيه

    #1491597
    كاريكا
    مشارك

    أخي OtmanGX

    #1491598
    كاريكا
    مشارك

    أخي امير بكلمتي

    #1491599
    كاريكا
    مشارك

    الاروع مرورك اختي أم سندس

    #1492016
    mouza
    مشارك

    قصة جميلة اخي كاريكا دائما مميز في طرحك للمواضيع شكرا لك

    #1506684
    khaledebnrshd
    مشارك

    قصة رائعة
    مشكور اخى

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد